عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 07-09-2014, 06:56 PM
الصورة الرمزية العبد لله بو صالح
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: الجنوب العربي - حضرموت
المشاركات: 13,714
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الوان الطيف الشاعري يتبلور في شخصية الشاعر الكبير المرحوم حسين ابوبكر المحضار
رحمه الله واسكنه فسيح جناته .. الشعر الغنائي بكل الوانه الوطنــي ..العاطفي ... مشاعر الغربه
والحنين للدار والخلان وغيرها ... كذلك مساجلاته الشعبية التى يقولها مع شعراء حضرموت
في جلسات السمر والدان واثناء الرقصات الشعبية الحضرمية مثل : رقصة العــــدة والزربادي
والشبواني وكذلك الغياضي ورقصات التراث البحري كل هذا يسجل المحضار وجود لشعره
فيها كذلك الزامــل القبلية التى تحييها العشائر في مناسبات الافراح وغيرها .
وجدتها من الفرصة ان اسلط الضؤ اليوم على لون من الوان الشعر المحضاري الا وهو الشعر
السياسي وهو هديه بحثية متواضعه للقسم السياسي .. لنستلهم منه اسلوب النقد السياسي لدى الشعراء و للتاْمل والبحث في نقد المحضار للاوضاع
السياسيه في البلاد وان اختلفت الظروف والازمنه فان النقد والراي الاخر يمثله شعراءنا في
حضرموت ويافــع وشبوة وهم في الغالب شعراء شعبيين لاشعارهم صدى واسع لدي قطاع
كبير من ابناء الشعب ولاسيما الشاعر الراحل شايف محمـد الخالدي رحمه الله والشاعر
احمد محمد الصنبحي وابوقيس العلفي والشاعر ثابت عوض اليهري وغيرهم من الشعراء
الشعبين الذين سخروا الكلمه الشاعريه في نقد الاوضاع وتحاورهم مع بعضهم البعض
الحوار الشاعري السياسي على مبداء الراي والراي الاخر وهو اسلوب ممتع جدا للمتلقى
لانها تتلمس همومه وتعبر عن واقعه اليومي .. ولقد شاهدت الكثير في زماننا يهتمون
بهذه الاشعار التى تغني في الغالب وتقدم في شكل كاساتات .
هذا لمن يرغب في الاطلاع على هذه التسجيلات الشعبية.
الشاعر حسين المحضار كان له قصب السبق في هذا المضمار منذ امد بعيد ولم ينتبه له
المستمع والجمهور كما هو حاصل اليوم لشعراء المساجلات السياسيه المفتوحه .
في عصر الديمقراطية والوحده .. كان المحضار يهمز ويرمز في اشعارة في زمن
الحكم الشمولي الذي لايقبل النقد مهما كان مستواه . ولان شاعرنا كان عضوا في مجلس
الشعب الاعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه .وبكونه يعيش معترك العمل الوطني
السياسي كان يعبر في احيان كثيرة عن وجهة نظرة حيال بعض الامور والمشهد الذي كان سائد
انذاك . من ضمن ماقاله شاعرنا في حكومة الحزب : بشيش ام اللبن ومنيحة الاطفال
وهي قصيدة مغناه يطالب فيها السلطه بالراْفه بالوطن والشعب جراء التعسف الجائر في احيان
كثيرة ..كذلك اغنيته: لي خربوا دار بصعــر بايخربونك .. خذ عشر خذخمسه عشر لابد
لك من خراب .. اي يتوعد حينها الحاكم الذي اطاح بالرئيس قحطان الشعبي رحمه الله بنفس
المصير ولو بعد خمسه عشر عاما .وهو ماحدث بالفعل .
كذلك اغنيته التى اهداها للحزب الاشتراكي اليمني : مابايهزك ريح ياهذا الجبل مهما حصل
ولا العواصف والرعود مابايهزك ريح .. تعبيرا منه عن تضامنه مع الحزب في مواجهة
المؤامرات والدسائس التى كان يحيكها اليمين الانتهازي الرجعي في تواصلة مع المـد الرجعي
في المنطقة .. كذلك قصيدته ::: عـــــدا زمان القــادري والصــرك
عـدى زمــان الليف والكمبــــــــار ..... تنبهوا ياقابضين الدرك
شوفوا مراكب طارحان كبار... والموج ياساتر بين الخن والقارب يلاطم
ونا سالم بعون اللــه والجزوه ومال الناس سالم
شاعرنا ابومحضار .. رمز للسفينة في كثير من اشعارة وياتي مضرب المثل بهذه السفينه
كما قال احد كبار السن وهو يصف لنا هذا المعنى .: انها اكبر سفينه كانت في المكلا
كانت تستقبل استقبال الفاتحين عند قدومها الميمون الى المكلا لما يزخر به متنها من
بضائع وسلع تلبي حاجة الناس فهذه السفينه الذي تمسك بها شعارنا الى مماته وسنستعرض
ماقاله فيها في سياق هذا الموضوع انشاءالله .
ومن اجمل ماقال المحضار في الشعر السياسي قصيدة منذ ربع قرن ياربان
وإليكم أبياتها:

منـذ ربع قــرن ياربــان السفينـــــه ................ والريح يلعب بناء عاكمين عينــــــه
حافظ على الخــن ياحافظ على الماكينه .............. والخــن وسطه ذهب وجواهر ومرجان
اللـه بنصرة معك اعطاك السكينـــــه ........... رغم الخطر والسفر وايامــه المحينـــــــه
من عـــزة الله من ذا يقـدر يهينــه ............... دع عنك اهــل السبب ماقالوه بهتــــان
والبر ماهو بعيــد بس الصبر وينــه ......... واهل السفينه بشر ماهم طايقينــــــه
طال السفر طولت وامتدت سنينـــه .......... كلما استمر الزيب جاء عاكر وطوفان
للبحــر اهوال قــد نحن عارفينـــــه ........... كم ندخــــل ونخـــرج من حيث جينــــــــه
كل من بغى منهم بايلقى ضنينه ...... غلق عليهم رجـــب ودخـــــل شهـــر شعبـــــــان
مــول الدرك منتبه قط مانام عينــه ........ ينظر الى البر هو وجباله وطينـــــــــــه

لابان باتبان له اعلام المدينــه ..... هذا المنى والطلب هذا القصد والشــــــاْن
______________
والاغنية تشير اعزائي كما هو واضح الى العواصف السياسيه والاحداث الدامية التى عصفت
بالحزب خلال مراحل تجربته وفي الاغنية حنين للاستقرار السياسي الذي يفضي الى التطور
في جميع المجالات ..
ايضا عبر شاعرنا ابومحضار عن امتعاضه من دوامة الاضطرابات بقوله :
كلما استمر الزيب جاء عاكر وطوفان
وبداء يدق ناقوس الخطر من خلال تصريحه ان الشعب نفذ صبرة حيث قال :
والبر ماهو بعيد بس الصبر وينـــــه؟!! واهل السفينه بشر ماهم طايقينه ..
وجدد ثقته في قيادة الحزب الجديده بانها محنكه وتواقه للسلام والخير حيث قال :
مول الدرك منتبه قط ماتنام عينــه .... ينظر الى البر وجباله وطينــــــه
ويبدو ان القيادة السياسية بعد ذلك قد استجابت لنداء المحضار ومايحلم به من تغيير
في الاداء السياسي وطريقة الحكم وحققت مايطمح الية من امال مشروعه . حيث قرر
الكنفرنس الحزي حينها نهج الاصلاح الشامل (البروستويكا ). وبالمناسبه قال ابومحضار :
جبت السفينه في ثمــان ورسيت عابر الامان .. تحمد الله على السلامه
وان شي مخبا بايبان لك في القوائم والمنافيس.... قايس وعادك في النفس
ماشي في الغبه مقاييس ... كذلك واصل قصيدته ليقول درر في كلمتاها ويربطها بالتاريخ
التليد حيث قال : اليوم يوم الامتحان ... لي فيه تكرم او تهان
كانه كما يوم القيامــــــه ...... حافظ على عقد الجمان
اللي ورثتــه من بعد بلقيس . عقد الجمان هو اللؤلؤ كانت تلبسة الملكه
بلقيس وورثه بعدها القادة الجدد وهو تعبير عميق يعكس عبقرية في التصوير وعمق
الرؤيا وقــد يستشف منه القارئ ان ثمه شخصا ما في سدة الحكم تربطه صلة قربى
بالمحضار ( علي البيض .. العطاس .. بن حسينون ) وكل هؤلا من سلالة ال البيت التى
ينحدر منها حسين المحضار واصلهم من حضرموت طبعا.
وبعد ذلك دار الزمن دورته وحدثت مفاجئات تاريخيه وتحققت الوحده اليمنيه ..
فاصدر المحضار قصيدته الشهيرة فلوك اليمن في اشارة الى اتساع رقعة الوطن وفي
هذه القصيده عبر المحضار عن خشيته عن مايحمله المستقبل للوحده من اختلال في موازين
العدل ومشكلة الثروة الاجتماعيه والمال فهذه مساْل كانت تقض مضجع المحضار منذ امد بعيد
فعبر بقوله :
فلوك اليمن شاحنه من كل غالي .. وفي الخن بن يافعي وزبيب حالي
يانوخذه لاتقول المال مالي ...... وكل من سكن في اليمن له قسم في المال
يدور الزمن بيننا من حال لاحال .. صبرنا على البحر وسهرنا الليالي
وكم عاكس الريح لزيب والشمالي ... لكننا بالمخاطر لانبالي
ولاخوف يخطر لبالي ساعه على البال .. وبن اليمن قيمته مثل الالي
ومشهور من اول وتالي ..... وانا ساعة الرخص مابسعر حلالي
وتاليتهــا لاتعكت يحلها الف حلال !!!!!!
فالمحضار في هذه الاغنية عبر عن تخوفه من سؤ توزيع الثروة الاجتماعية سؤا كانت في شكل
وظائف ..او خدمات او مشاريع فكان المحضار يخشى اكثر مايخشاه على حضرموت
ان تحرم من حقها من خيرات اليمن التى تسهم فيها نصيب الاسد وفي البيت الاخير
قوله: وساعة الرخص مابسعر حلالي.. .. ولاتعكت بايحلها الف حلال !!

وهناء بيت القصــــيد .... فهل يعي ربان السفينه اليوم وقائد الدرك مايجري لحضرموت
واليمن الجنوبي بشكل عام ؟ نقطه حساسة لايفهما الا اللبيب

التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 07-09-2014 الساعة 07:11 PM
رد مع اقتباس