[روابي الجنوب]

الجيش جاهز ومجلس النواب اليمني يدعو إلى مواجهة الفتنة ويعتبر الهبة صادرة عن ضعاف نفوس

شبوة برس - متابعات صنعاء

الخميس 19 ديسمبر 2013

توتر شديد في جنوب اليمن قبل “الهبة الشعبية” للقبائل

صاعدت حدة التوتر في محافظة حضرموت اليمنية ومدن جنوبية أخرى بعد فشل مساعي المصالحة التي قادها الرئيس عبد ربه منصور هادي بعدما شكل لجنة وساطة للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت والعودة إلى التحكيم القبلي لإنهاء التوتر الذي حصل بعيد مقتل زعيم قبيلة الحموم الشيخ سعد بن حبريش ومرافقيه برصاص قوات الجيش، والذي خلف فورة احتجاجات في صفوف القبائل التي قررت قيادة "هبة شعبية" غداً الجمعة للسيطرة على المحافظة وطرد قوات الجيش وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤونها المحلية .

وفيما دعا مجلس النواب إلى مواجهة دعوات الفتنة وأعلن الجيش جهوزيته لصد أي أعمال تهدد الأمن، كشف بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت رفض القبائل طلبات قدمتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل حضرموت لتنفيذها، مشيرين إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تعاطي السلطات مع القضية، ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمنية من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن . وأكد البيان استمرار الاستعدادات للهبة الشعبية في موعدها المحدد .

وتوسع نطاق الدعوات المؤيدة لتطبيق نموذج الهبة الشعبية، وتبنت قوى سياسية واجتماعية أكثرها من قوى الحراك الجنوبي المطالبة بالانفصال دعوات للمشاركة في الهبة الشعبية لطرد ما سموه "الاحتلال الشمالي" وإخراج "المستوطنين" .

وشوهدت في شوارع محافظتي شبوة وعدن ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة هذه المحافظات قبل يوم الجمعة مذيلة بعبارات "نحن في حل عن ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم" .

وأفاد سكان ووجهاء في محافظة الضالع الجنوبية أن رجال القبائل يساندهم المئات من نشطاء الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال قاموا بنشر مسلحين من أبناء القبائل في أرجاء المحافظة استعدادا للهبة الشعبية .

وقال ناشطون إن هذه التحركات تستهدف السيطرة على مدن المحافظة وطرد معسكرات الجيش منها والشروع بأقفال الحدود الشطرية التي كانت قائمة بين شمال اليمن وجنوبه، مشيرين إلى أن المحافظة قسمت إلى عدة مربعات تحت إشراف رجال القبائل وناشطي الحراك الجنوبي بما يساعد في تنفيذ الهبة الشعبية وتحقيق أهدافها بصورة سلمية .

وقالت الرئاسة اليمنية إن الرئيس هادي اتصل بمقدم حلف قبائل حضرموت وقدم العزاء في وفاة الشيخ بن حبريش، وتعهد تنفيذ سائر المطالب المشروعة التي كان الشيخ بن حبريش يطالب بها كونها مطالب حقوقية لكل أبناء حضرموت .

ولم توضح الرئاسة اليمنية ما إذا كانت التوجيهات الرئاسية تضمنت تلبية مطالب زعماء قبائل حضرموت والتي شملت تسليم الضباط والجنود الضالعين في قتل زعيم قبيلة الحموم ومرافقيه وإسناد المهمات الأمنية ومهمات حماية الشركات النفطية إلى أبناء المحافظة، وإخراج معسكرات الجيش من مدن محافظة حضرموت، وهددوا بإرغام قوات الجيش على مغادرة المحافظة والسيطرة على مدنها في حال لم تلب السلطات هذه المطالب .

وكان الشيخ سعد بن حبريش قتل وعدد من مرافقيه برصاص جنود دورية عسكرية مكلفة بمصادرة الأسلحة في إطار الحملة التي تنفذها السلطات لمكافحة حيازة السلاح، وأعلنت صنعاء تالياً إن القتلى متهمون بالانتماء لتنظيم القاعدة ما أثار ردود فعل غاضبة لدى قبائل حضرموت التي هبت لنجدة قبيلة الحموم والاحتكام لما تقرره في شأن الثأر لمقتل زعيم القبيلة .

وحذر مجلس النواب من أي اعتداءات قد يتعرض لها أبناء المحافظات الشمالية المقيمين في محافظة حضرموت في إطار الهبة الشعبية وانتقد برلمانيون ما سموه "الدعوات غير المسؤولة الصادرة عن بعض ضعاف النفوس الهادفة إلى تفكيك الوطن وتمزيق النسيج الاجتماعي في شمال اليمن وجنوبه" .

ودعا النواب الحكومة وكافة الجهات المسؤولة إلى القيام بدورها في مواجهة كل الأعمال والتصرفات الخارجة عن القانون كما دعوا عقلاء حضرموت إلى عدم الانجرار وراء الأصوات "النشاز" المحرضة على المناطقية وإثارة النعرات والكراهية والفرقة" . كما حذرت دوائر سياسية من أي اعتداء قد يواجه المواطنين في المحافظات الجنوبية واتهمت قوى عميلة بالسعي إلى إشعال فتنة في البلاد .

وأعلنت اللجان الأمنية في محافظات عدن، لحج، وأبين أمس رفع الجهوزية في صفوف قوات الجيش والأمن لمواجهة أي تداعيات محتملة نتيجة "الهبة الشعبية" التي أعلنها وجهاء حلف قبائل حضرموت وتلتها إعلانات أطلقها وجهاء القبائل وقوى الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال في عدة محافظات جنوبية .

وقال مسؤولون إن الإجراءات تأتي لغرض التصدي لأي أعمال مسلحة أو أعمال تخريب تستهدف إثارة الفوضى تحت ما يسمى الهبة الشعبية .

وغداة اجتماع مشترك ضم قادة اللجان الأمنية في محافظات عدن، لحج، وأبين أقرت اللجان الأمنية رفع الجهوزية الأمنية وتعزيز الإجراءات الاحترازية في المحافظات الثلاث تحسبا لمواجهة أعمال مسلحة .

وأبدت الشركات النفطية الأجنبية العاملة في حضرموت مخاوف من تداعيات أمنية تؤثر في نشاطها، غير أن الحلف القبلي طمأن هذه الشركات وسائر العاملين الأجانب في الشركات النفطية بأنهم غير مستهدفين من الهبة الشعبية ودعا الحلف أبناء حضرموت العاملين في سلطات الدولة العليا والحكومة ومجلسي النواب والشورى وأعضاء مؤتمر الحوار والقيادات العسكرية وأعضاء المجالس المحلية بحضرموت إلى تعليق عملهم ابتداءً من يوم الجمعة 20 ديسمبر الجاري وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والدولية التفاعل الإيجابي ودعم قضيتهم .

* صحيفة الخليج