[جنوبي الانتماء و الهوية]

كنت اراهم يمارسون حياتهم بين الأركان والمولات والتخزين والمباريات ، وكنت اقول في نفسي مسكين هذا الجيل ضائع صائع بسبب سوء السياسة والفساد ولا مستقبل له ، لم يكن عندي ذرة امل فيهم وكنت اقول في نفسي سيكونون عالة على مجتمعنا غدا ، وكنت وكنت وكنت ، ثم فجأة عندما بدأ الغزو البربري الهمجي علينا رأيتهم قد شمروا السواعد ، وشدو الأحزمة
وكانوا على الموعد ، اغلبهم ولدوا في عهد الوحلة ، كلهم لم يكونوا عسكريين ولم يتدربوا على السلاح ولا يعرفوا كيفية استخدامه
لكن حدث امر جلل اذهل الكون ، حدث صمود أسطوري ومقاومة شرسة كبدت الغزاة خسائر مؤلمة
من كان يقاوم ويناور هم هؤلاء الشباب الذين كنّا نسخر منهم ، لو لم نوثق المقاومة بالصوت والصورة لقالوا ان من يقاتلنا في عدن قوات أجنبية مدربة قدمت عبر البحر ، لم تأتي قبائل الجنوب القوية والشهيرة والتي لها باع طويل في القتال ، لا ، لم يكن جيشا نظاميا مدربا جاهزا لحماية عدن ، لا ، بل كانوا شباب عدنجراد الذين كنّا نراهم في كل ركن من أركان عدن وكنا نسخر منهم ، اليوم فقط علينا جميعا ان نطمأن وننام بأمان اننا ملكنا نخبة النخبة ، ملكنا نواة جيشا وطنيا قويا عزيزا شهما مؤمنا مضحيا ثابتا يحمل في قلبه حبا عظيما لامته الجنوبية ويقدم روحه رخيصة من أجلنا ، اليوم فقط اعلنها قائلا الحمدلله لن تسقط الجنوب في براثن الخديعة والغدر غدا ، لن تسقط الجنوب في الفتنة ، فقد ملكنا ذراعا حديدية سنقطع بها كل يد قذرة عفنة تريد بالجنوب سوءا او مكرا
وغدا سيخرج شعب الجنوب رافعا هؤلاء الابطال على اعناقهم مطالبين بتأهيليهم للكليات الحربية وكليات الشرطة والجيش والأمن ، لأنهم هم من سيحكموننا غدا وهم من سيحمون الارض والعرض
من كل خبيث وكل شيطان رجيم ، حفظ الله شباب عدن
ونصركم نصرا عزيزا ، فهذه البطولة ملككم أنتم فقط ولا احد سواكم ...
( شباب عدن هم كل من ولد وترعرع وتربى فيها من كل محافظات الجنوب ومن ابناء الشمال الذين تقاسموا معنا العذاب منذ القدم )