[سيف الجنوب]

التجمع الديمقراطي الجنوبي(تاج) يرد على خطاب (رمز النظام) الأخير


خطاب بائس لرئيس سلطة تهوي


كما عودنا سيادته- الزعيم الديمقراطي الذي جلس على الكرسي في سبعينيات القرن الماضي – في خطاباته العشوائية والمرتجلة أن يقول ما لا يخطر على بال فقد أضاف في خطابه هذه المرة إلى ما قلناه أشياء خطيرة تشير إلى أن سيادته لم يعد يعي ما يقول وأن البلد تمر بحالة خطر جسيم. هذا هو الزعيم الذي يدعي الديمقراطية فهو يحكم اليمن لفترة تعد ثالث أطول فترت حكم موجودة الآن على ظهر البسيطة- إنه الزعيم الديمقراطي الشامل الذي انحدرت اليمن في عهده إلى القعر السحيق تتلاطمها أمواج الفقر والفوضى ويسود فيها فقدان الأمن والتفكك وغير ذلك من المصائب والأهوال التي جلبها لنا وأسس لها الرئيس مداميك الفساد المستشري في كل شئ حتى أصبح قانونا سائدا لا منازع له.
لم يكن مفاجئا لنا ونحن نستمع للرئيس وهو يخطب أمام جنود وضباط الأمن المركزي فقد تعودنا وتعود العالم معنا أن يسمع منه كلام مرتجل وغير مسئول بل ومتناقض ليس مع قد قاله من قبل بل ومع ما يقوله في نفس الخطاب أيضا فقد أشاد بالبطولات الفذة التي اجترحها الضباط والجنود في قمع وسحق انتفاضة الجياع العفوية التي اندلعت في يومي 20-21 يوليو الماضي بعد الزيادة المفاجئة والكبيرة التي أعلنتها الحكومة في أسعار المشتقات النفطية والتي بدورها دفعت بأعداد كبيرة لا تحصى من الجياع للخروج إلى مختلف شوارع المدن في الشمال والجنوب دون تخطيط ودون دعوة من حزب سياسي أو نقابة أو من أحد بل أنها فقط غريزة حب البقاء والدفاع عن النفس من الجوع الذي هجم بوحشية عليهم في كل بيت هي الدافع والمحرض الأساسي والوحيد لتلك الجماهير وخرجت الدبابات والمصفحات تشق شوارع المدن وتطلق النار الحي صوب المتظاهرين لتقتل من تقتل وتجرح من تجرح وتأسر من تأسر في عملية وحشية فاقت كل التصورات.
يقول الرئيس في خطابة أمام جنود الأمن (أنتم العين الساهرة على أمن واستقرار الوطن والمواطن والحفاظ على السكنية العامة ولستم قوة قمع بل أنتم قوة بيد الشعب وبيد المواطن للحفاظ على الأمن العام والسكينة العامة وعلى الممتلكات العامة والخاصة).. بالطبع العبارة لا تحتاج إلى تعليق فالخطاب هذا جاء بعد بطولات المجد والقمع التي تعرضت لها جماهير الشعب في معظم مدن اليمن الشمالي واليمن الجنوبي فمن هو الشعب الذي يقصده الرئيس بأن هذه القوة الأمنية هي قوة بيده.. لا نستطيع أن نفهمها أبدا إلا إذا كان يقصد بأن الشعب هو الأسرة الحاكمة من آل الأحمر.. مصاصون الدماء والناهبون لثروة اليمن.. الكاتمون على أنفاسنا عقود وعقود.. لاشك أن ذلك هو ما تقصده أيها الرئيس.. لقد أصبحت خطاباتك بائسة يعوزها المنطق والمسؤولية التي يفترض أن تحملها أنت كرئيس, لكن من يجرؤ على الوقوف أمامك حتى لمعاتبتك فأنت الآمر الناهي وأنت الداخل الخارج في كل شاردة وواردة فلا نجاح لأي صفقة فساد إن لم تكن شريكا فيها أو تجاز من قبلك ولا تتم عملية اعتقال لصحفي أو اغتيال لسياسي أو سحق لاحتجاج إن لم تأت الأوامر مباشرة منك فشئ لا يصدق بأنك قد هرعت بنفسك لتباشر التحقيق مع الفتيان الذين خرجوا للشوارع في انتفاضة الجوع, وشئ لا يصدق بأنك قد أمرت باعتقال وتأديب كل من ظهر على كاميرات المصورين وهو يهتف ضد الفساد والظلم في مسيرة الجوع..
أيها الرئيس أنك ونظامك الأسري تلفظان أنفاسكما الأخيرة فصرت تهذي ولا تميز بين ما تقوله وما يجب عليك أن تقوله كرئيس فقد أختزلت الوطن والشعب بأسرتكم ومصالحكم فقط فوصفت هذا الشعب الذي خرج إلى الشوارع بأنه ( عبارة عن بعض الفئات التي أفرزت حقدها الدفين وكراهيتها للوحدة والديمقراطية والحرية والتنمية والنظام الجمهوري) فأي حديث مسئول هذا الذي تقوله فنحن نسأل معك هل هذه الجماهير التي لا تحصى هي ضد النظام الجمهوري والوحدة لماذا لا تعترف أو لماذا لا تريد أن تعرف أو تصدق بأنها ضدكم أنت وأسرتكم الحاكمة الجلادين بأمركم.. لماذا لازلت مصرا على البحث عن مسئول وهمي عن تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية وعن الانهيار الشامل والفشل المخزي لنظامكم وإصلاحاتكم حيث أصبحت اليمن بعد حكمكم المطلق لها الذي يمتد لثلاثة عقود مهددة بالحرب الأهلية والتفكك والزوال.. لماذا تبحث عن متهمين وهميين فتحمل مسؤولية فشلكم الهاربون من جحيمكم والرافضون لنظامكم والداعون إلى الحرية والتحرر من نير القهر والظلم والاحتلال الذي يجثم على صدور أبناء الجنوب.. هل أصابك المناضل الحسني في مقتل فصرت لا تعي ما تقول.. هل ما قاله أمام العالم كله عن فسادكم وفساد حكمكم وعبثكم بمقدرات الوطن قد أدت إلى ارتعاد فرائصك لدرجة أنك تذهب إلى معسكر الأمن المركزي دون تنسيق لتتحدث من هناك وتستعيد الأمان الذي شعرت بأنك قد فقدته بعد مقابلة الحسني.. وهل نداء الحسني لك بالمغادرة قبل فوات الأوان قد أكد لك أن سلطتك تهوي فتهرع مذعورا تستنجد بالأمن المركزي.. لا .. أيها الرئيس فليس التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وليس الحسني هما من حرضا الجماهير على الخروج إلى الشوارع, بل إن فساد سلطتكم وبؤس حكمكم هما المسئولان عن هذا التدهور الرهيب والفوضى العارمة فهل لك أن تسمع ما قاله الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري ( إني أعجب لامرئ لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج شاهراً سيفه على الناس) فأنتم المسئولون عن كل ما يجري وأنتم المحاسبين قريبا بإذن الله عن كل هذا الجرم, فلا خيار أمامكم سوى المغادرة قبل فوات الأوان.. اللهم أني بلغت أللهم فأشهد.

التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )
18/8/2005م
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]