عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04-23-2012, 03:58 PM
الصورة الرمزية أبو محمد
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 7,204
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

في ذكرى إعلان الحرب على الجنوب
بقلم / رائد الجحافي
ثمانية عشر عاما تفصلنا عن يوم الـ 27 من ابريل 1994م، عندما وقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الشريك في وحدة مايو 1990م وقف في ميدان السبعين بصنعاء ليعلن في خطاب له الحرب على الجنوب، وبخطابه المشئوم قطع الطريق أمام كافة الجهود والمساعي العربية والدولية التي حاولت احتواء الأزمة بين طرفي النزاع (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية) وهكذا ضرب الرئيس اليمني بجميع تلك الجهود عرض الحائط دونما اعتبار للأعراف الدبلوماسية أو احترام المواثيق والمعاهدات الدولية المصادق عليها، وجاء إعلان ذلك الحرب لتكشف المخطط الإرهابي الخطير وفق الخارطة الصدامية التي خطط لها الرئيس اليمني مع نظيره الرئيس العراقي صدام حسين والتي تتمحور حول السيطرة الكبرى على منطقة النفط العربية الممتدة من العراق حتى باب المندب، والتي سبق وان فشلت بخروج صدام حسين من الكويت في العام 1991م بعد أشهر من اجتياحها عندما وقف العالم بإجماع ضد الغزو الصدامي للكويت، ذلك الإجماع أرغم صالح على التراجع عن شن حرب مبكرة على الجنوب لكنه وجد نفسه أمام خيار لا بد من الأقدام عليه وهو اختلاق الحرب التي أعد لها منذ سنوات وقد وجد المبرر لشنها من وجود الأزمة التي ظهرت بين شريكي الوحدة آنذاك، وعلى الرغم من لجوء الجنوبيين إلى الحوار السلمي لإيجاد مخرج لتلك الأزمة إلا إن ذلك لم يشفع لهم، التقى طرفي النزاع (شريكي الوحدة ) في أكثر من طاولة مفاوضات عربية ودولية أهمها لقاء عمان الذي جرى فيه التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق بين الطرفين ليتنصل الرئيس اليمني عنها بعد مضي أيام قليلة على توقيعها، لقد أعلن نظام صنعاء الحرب على الجنوب ويتضح جليا حينها إن صنعاء كانت قد أعدت العدة لشن تلك الحرب منذ وقت مبكر لا يرتبط أو يتزامن أعدادها ذلك مع ظهور الأزمة بين الطرفين، وهنا قد نعيد النظر والتفكير حول السبب الرئيسي الذي جعل من صنعاء غير آبهة بدمج جيشي الدولتين خلال السنوات الثلاث التي تلت العام 1990م إذ اكتفت صنعاء بإهمال الجيش وعملت من خلال أياديها على كشف جاهزية جيش الجنوب والعمل على خلخلته وإخراجه عن الجاهزية وتشتيته في حين دأبت على استكمال إعداد الوحدات العسكرية التابعة لها وإيجاد خارطة توزيع لوحداتها في المناطق الحساسة في الجنوب كما أعدت خطط عسكرية بمساعدة خبراء عراقيين حول طريقة شن الحرب الاستيلاء على الجنوب، وفي اليوم التالي شرعت صنعاء تنفيذ أولى خطواتها من خلال ضرب المعسكرات الجنوبية المرابطة في الشمال وقام اللواء الأول مدرع التابع للفرقة الأولى مدرع بقيادة علي محسن الأحمر بمحاصرة لواء المدرعات بمحافظة عمران وتفجير الحرب هناك حتى تم القضاء كليا على قوام المعسكر وكان هذا عقب خطاب الرئيس اليمني بساعتين فقط، وفي نفس الوقت بدأ التوتر بذمار حيث قامت القوات التابعة للعربية اليمنية بإرسال تعزيزات حول جبال أنس بذمار وتطويق لواء باصهيب الجنوبي المتمركز هناك، وقامت بتفجير الحرب عندما أصبح قوام القوات الشمالية يفوق عدد وعدة لواء باصهيب، كما قامت الوحدات العسكرية التابعة للعربية اليمنية مدعومة بمليشيات القبائل والمتطرفين الإسلاميين بشد الخناق على اللواء الرابع مدفعية الجنوبي الموجود هناك وتدميره، كما تم محاصرة بقية الوحدات العسكرية الجنوبية الأخرى كاللواء الخامس مضلات في خولان واللواء الموجود في جبل الصمع، في حين بادر اللواء الثاني مدرع وقوات العمالقة التابعة للعربية اليمنية والمتمركزة في الجنوب وبدأت بمهاجمة مواقع القوات الجنوبية القريبة منها، وهذا ما يؤكد النية المسبقة للعربية اليمنية التي خططت لحرب ضد الجنوب وكانت الخطة تهدف إلى السيطرة على الطرق الرئيسية التي تربط بين المحافظات والمناطق الجنوبية، إذ عملت تلك الوحدات العسكرية الشمالية على تطويق العاصمة عدن لقطع الإمدادات وعرقلة تقدم الجيش من قبل اللواء الثاني مدرع بمنطقة العند على المدخل الغربي للعاصمة عدن، أما لواء العمالقة الذي بلغ قوامه أكثر من ستة عشر كتيبة في أبين فقد قام بقطع المدخل الشرقي للعاصمة عدن وعزلها عن حضرموت وشبوة المهرة، اليوم ونحن نقف لنتذكر هذا اليوم المأساوي وثورتنا قد بلغت مبلغ كبيرا يجب إن نستفيد العبر ونستخلص الدروس ونزيد من إيماننا بضرورة ووجوب تحقيق الهدف السامي المتمثل الاستقلال والتحرير، وان لا نكون مجرد سذج يسهل خداعنا مرة أخرى، وهاهو المحتل الآثم يحاول تكرار سيناريو خدعتي الوحدة المزعومة وخدعة حرب العام 1994م من خلال اصطناع الحرب على الإرهاب في أرض الجنوب، والكرة باتت في ملعب الجنوبيين ليكونوا أو لا يكونوا، إن أساليب الخدع التي يجري التعامل عبرها مع الجنوب كثيرة ومتنوعة وليس اقلها خطورة خدعة الحوار الوطني الذي يعمل الاحتلال ليل نهار لتمريره على الجنوبيين، فهل استوعبنا الواقع، وأدركنا مجرياته لنستفيد ونستقي منه ما ينفع قضيتنا ويعجل من يوم الخلاص المتمثل باستعادة دولتنا المستقلة
__________________
رد مع اقتباس