عرض مشاركة واحدة
  #126  
قديم 11-27-2009, 07:31 AM
الصورة الرمزية الصحّاف
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
الدولة: جمهورية أم الجن
المشاركات: 2,237
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي العنف السياسي والثقافي والحزبية (أكسجين الطغاة ] 1- 5



العنف السياسي والثقافي والحزبية (أكسجين الطغاة ] 1- 5


بقلم / الصحّاف

لدينا أموراً كثيرة نتجاهلها بينما هي سياسية تستحق أن يقف المرء عندها ليستمد سياسة الأمة منها وهي في تصرفات رسولنا صلى الله عليه وسلم ومن خلفه على نفس النهج القويم بما أن إدارة العمل السياسي يخص الأمة ... ومما يعني لايمكن أن يفصله المرء على مقاسه " الأوطان والإدارة السياسية للأرض والإنسان " بل عليه أن ينظر بأنه يتعامل مع قضايا الأمم ...
وبالتالي إن كان المرء منا مقصر في " الدين " فلايعني هذا أن لايستمد سياسته من " أصول الدين " أو أن لايتعامل به فما هذا العمل إلا لحل قضايا هامة تخص الجميع من خلاله تكون الحلول مرضية ... ولهذا أرى بوجهة نظري علينا أن نتعامل مع ديننا على أنه يسوس قضايانا بقوة إدارية وسياسية " عظيمة " ومن المفترض أن نستمد سياستنا عبره أو منه لأن هناك قوة إدارة سياسة لايمتلكها الأمم الأخرى ما أن قرأنا جيدا ً تاريخنا الإسلامي ..
بل علينا البحث عن بدايته [ وهي المرحلة الهامة في تاريخ الأمة ] وكيف تم ترويض الأرض والإنسان لأمة محمد صلى الله عليه وسلم والتي أشرقت الأرض بنور هذا الدين وأخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ... حتى أقيمت الدولة الإسلامية النقية ..
مثالا ً في الحاضر / ألا نستحي حينما نرى التعامل البنكي خارج الأوطان الإسلامية بدأت تطلق مصطلحات أسلمت البنوك ؟ وأيضا ما يستفيدون به من ديننا في البحث العلمي مما جعله هدف رئيس لهم لاستنباط منه ما ينفعهم إذا ً نحن نملك دستورا ً يحتوي على سياسة الإدارة القوية لإدارة الأمم ..
وبالتالي يستطيع المتخصصون أن يصيغون " الحياة السياسية للأمة عبره أو منه وسيكونوا في منأى من الأخطار ... وسأضرب مثالا ً آخر وهو الحوار مع الآخر وفرض الصلح لإلزام جميع الأطراف في العمل من أجل درء المفاسد بينما لهذا الصلح نواقض :
صلح الحديبية :
لو نظرنا لهذا الصلح لأثبتنا أننا لسنا أمة عنف أو دعاة حرب بل نحن أمة سلام وتعايش تبحث عن الحق لترسيخه وإظهاره وتبحث عن ما يجمع الأمم وترضى في التحالفات وأعطى أهل الذمة من غير المسلمين الأمان أنظر أخي القارئ هذه الجزئية من صلح الحديبية :
أرسلت قريش / سهيل بن عمرو، وكان رجلا فصيحًا عاقلا يجيد التفاوض، فلما رآه الرسول صلى الله عليه وسلم قال: قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل، فلما جاء سهيل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما طويلا ثم جري بينهما الصلح، فاتفق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على:

- أن يرجع المسلمون هذا العام ويعودوا في العام القادم.
-وأن تتوقف الحرب بينهما لمدة عشر سنوات.
-وأن من أراد أن يتحالف مع المسلمين فله ذلك، ومن أراد التحالف مع قريش فله ذلك.
-وأن يرد الرسول صلى الله عليه وسلم من جاء إليه من قريش دون
إذن وليه، ولا ترد قريش من يأتيها من المسلمين.
وعند سماع عمر رضي الله عنه بهذه الشروط أتى أبا بكر رضي الله عنه فقال: يا أبا بكر أليس برسول الله؟ قال: بلى. قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى. قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى. قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر الزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله. قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله. _[متفق عليه].

ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وقال له اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم. فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو. فقال سهيل : لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك. فقال صلى الله عليه وسلم: اكتب. هذا ما صالح عليه محمدُ بن عبد الله، سهيلَ بن عمرو. فرفض على أن يمحو كلمة رسول الله بعد ما كتبها، فمحاها الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه. _[متفق عليه].
وبهذا الصلح دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين ودخلت قبيلة بني بكر في عهد المشركين، وقبل أن يوقع الرسول صلى الله عليه وسلم على كتاب الصلح إذا بأبي جندل بن سهيل بن عمرو يأتي مسلمًا، فلما رآه أبوه سهيل؛ قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بثيابه، ثم قال: يا محمد، قد لجت القضية (أي حسمت) بيني وبينك قبل أن يأتي هذا. قال: صدقت.

فأخذ سهيل يجر ابنه ليرده إلى قريش، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا وأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم) _[ابن إسحاق]
وغضب المسلمون من هذا الصلح، فقد بَدَت الشروط في أعينهم ظالمة، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضَيِّعني) [البخاري].

انتهى الاقتباس من صلح الحديبية .

من خلال هذا المدخل سنجد أن الإسلام لايحمل " العنف السياسي والثقافي بل يبحث عن ما يصلح الأمم ويتفق عليه الجميع لحياة " السلم وتبادل المصالح " بل وحينما تكون الفرصة سانحة لفرض أجندة جديدة لايتأخر في استغلالها مع عمل حسابات النتائج المرجوة من هذه الاتفاقيات وماهي " المقاصد أو الأهداف من العمل بها "
و نستطيع أن نقيم اتفاقيات الوحدة بين الدولتين أو بين أي أطراف [ما] من خلال هذا " الدين " وهذا العمل / السياسي الذي حاجج به الجميع من أمتنا الإسلامية نستطيع أن نحصل على مصالحنا بل علينا أن نسقط هذا " العمل على أي اتفاقات أو حوارات حتى في ذات البين بما يتعلق في ترتيب حياتنا المجتمعية والسياسية المعاصرة بما أن الجميع يتطلع لأن يرى الأفضل وليس الأسوأ في هذه الحياة بل أن الكثير يبحث عن ضمانات لمستقبله ومستقبل أولاده عبر اتفاقيات " ملزمة " ومن أخلّ بالاتفاقيات فهو من يدفع نحو رفض حق الآخر الإخلال بالاتفاقيات ويتحمل تبعات هذا الإخلال بما أتفق عليه ..
و بما أن المرء يرفض فرض الواقع المختار من الخصم سنجد إن أسس الحياة " العدل والكرامة وحياة العزة عبر ضمانات تحمي الجميع " وكما يردد دائما " نحن أمة عزّنا الله بالإسلام : فلو نظرنا إلى القرون المفضلة سنرى حكماً رشيدا ً وحضارة وثورة علمية وثورة إنسانية وأخلاقية تعامل بها المسلمين مع الآخر ونحن أحق أن نستمد سياستنا من هذا الدين القويم الذي حكم المشرق والمغرب قروناً من الزمن لم يسبقه نظام حكم أن حكم المشرق والمغرب كدولة واحدة لقرون من الزمن مما يدل على صوابية الإسلام وقوة إدارته للحياة ما أن وجد من يحقق هذه السياسة على أرض الواقع كعمل ملموس .
ومن هنا نقرأ أن الإسلام نبذ " الحزبية والعنف " ووصفها بأنها " سبلاً تمزق الجمع وتفرق الجماعة وتذهب ريحهم مما ينتج ضعفاً لا يستطيع أن يقاوم الأعداء أو الخصوم أو أن يتجه نحو البناء الصحيح والحضارة بل ألزم الأمة بالقيادة الحكيمة ومؤازرتها وتقوية موقفها وفي حال اتخذت القرارات على الجميع أن ينصاع لهذا الأمر لطالما أنها محل ثقة لدى الجميع مما يتطلب الاستسلام صوابية قراراتها وهذا ما يجعل العمل مؤسسي لايشوبه شائب .
أكتفي بهذا القدر لعل ألتقي بالقارئ في جزء آخر لنتدارس حياتنا ونبحث عن المفقود في الحياة و لعلنا نجد " إدارة سياسية لحياتنا تخرجنا مما نحن فيه من أزمات متراكمة سببها[العنف السياسي والثقافي والرفض للآخر ] مما أنتج أزمات متراكمة مما قدمت يدانا .... واستدلالي بجزء من صلح الحديبية لدراسة هذا الجزء الذي سنحاول أن نشغل أنفسنا فيه وما نتائج هذا العمل " العظيم " في صلح الحديبية " وكيف يحاول أن يخلق الأعذار للآخر لدرء المفاسد المترتبة من أي عمل بما أن البحث الأساسي في الحياة هو " أن يكون الحق هو السائد " لإعطاء الجميع حقوقهم وفي حال هناك فرصة الحوار فلما لا يستغلها المرء لأخذ حقه والاعتراف بوجوده وأيضا ً إظهار بادرة حسن النية .



2- ///:


إن مراحل التغيير تحتاج لعمل دؤوب ولقرءاه مستفيضة وعمل صحيح وفق برامج معدة مسبقاً لتحقيق الأهداف ، وبحاجة للاصطفاف بين أفراد النخب القادرة على التغيير بما أن حالات التغيير ينتجها " النخب المثقفة " وهي المخولة في الخطاب السياسي والتوعوي لتوجه الأبطال في ميدان التغيير الجذري لإحقاق الحق ، في ظل حياة لاتتلائم مع حياة البشر السوية وجب التغيير حينما لاتنسجم مع مفهوم العصر وأخلاقيات الإنسان السوي ، وفي كثير من مراحل التغير في حال قرأته بعين البناء سنجد بأن تلك المتغيرات في الحقب الزمنية أقدم عليها " النخب والأبطال " حتى استنفذوا كل السُبل المتاحة لهم وانتقلوا إلى مرحلة التغيير العملي انطلاقا ً من مفهوم يستمدونه من دينهم الحنيف :

قال صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) رواه مسلم :
لو قرأنا هذا الحديث جيدا ً فقد خاطب العقل السوي على أن هناك منكرات وهي واجب الإنكار والتغير عبر ثلاث مراتب أو طُرق ولها شروطا ً ، وعبرها يكون التغيير وكأنه يدلنا على أن الإنكار لما لاينسجم مع العقل والحياة السوية والأخلاقيات وجب التغيير أو الإنكار حسب قدرات البشر في حينه وقراءة أدوات التغيير سنجدها [ اليد – واللسان – والقلب ] لربما في هذا العصر سنسقط تغيير اللسان على جزئية الإعلام والتوعية وهي الكفيلة في إنكار ماهو على الأرض وهو الجانب المهم في هذه المرحلة مع التنسيق بعمل الميدان وهو اليد كما هو حاصل اليوم في جنوبنا الأغر يتحرك الشعب لإنكار الظلم والتصدي للطغاة وتعريتهم بقرائن وثبوت الدليل الذي يخولهم على أن مرحلة التغيير واجبة لسوء الحياة والمنكرات التي دفعتهم لطلب التغيير حسب القدرة ،

تحدثنا سابقا ً عن " صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش وتعنتها الذي جعلها في نهاية المطاف تدخل في دين الله رغبة وعنوة
وهذا الصلح كان رؤية سياسية ووحي إلهي وإيماناً بالنصر وقراءة للعدو حيث أن الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم رأوا أن فيه إجحافاً في حقهم إلا أن معلم البشر كان يمضي في طريقه بوحي وقدرة إلهي يعرف نهاية هذا الصلح ، إذا ً هناك مكاسب منه وهي لاتحصى بعد أن كانت قريش لاتعترف بالمسلمين " أصبحت في حالة الاعتراف من خلال الاتفاقيات المبرمة " رغم أن الرسول يعلم أنهم سينكثون الاتفاقيات المبرمة بينهم ولكن المرحلة تقتضي الاتفاق والتهدئة ،

وبالتالي رغب الرسول صلى الله عليه وسلم في رؤية الصلح ولإيمانه بأنه سيكون المكسب والنتائج لصالحه بدون أدنى شك ، والمدقق في قراءة هذا الصلح سيجد بأن " القائد " يجب أن يكون له قرارات قوية ورؤية ثاقبة في حال كانت الأمور تحتاج لقرارات قيادية أو إرادة لتقوية موقفهم والتنفس قليلا ً بعد المد والجزر . وما فعله رسول الله كان عملا ً عظيما ً وقراءة لعدوه ومؤمن بالنتائج بأنه ستكون لصالحه وهنا تتجلى ثقة القيادة في قراراتها وأيضا ً قراءة من حوله وعليهم أن يكونوا على ثقة بأنهم سيصلون إلى ما يصب إليه ،

بينما لو قرأنا حال قريش في حينه سنجد بأن لديهم عنف سياسي وثقافي وأيضا ً سوء أخلاقيات في التعامل مع الإنسان وهذا ما استوجب التغيير ، وهذا ما جعلهم على الدوام في حالة الخسارة بل أن سادة قريش كانوا يعلمون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو " الحق " إلا أن ما يثنيهم عن الإتباع هو التعنت وإشباع غرائزهم والخشية من زوال بعض مكانتهم ومكاسبهم حسب تقديراتهم الخاطئة بينما إن المكانة بوجهها الصحيح لدى أنصار وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تزداد مكانة وعلوا ً :

حيث قال صلى الله عليه وسلم : [خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا ] هنا تتجلى الحقائق ومكانة الإنسان وحقوقه لمن يقرأ الأمور بالعقل والتدبر سيجد بأن المكانة هي في وضعها الصحيح ولا ينقص منها شيئا ً بل إنها تعلو كلما زاد المرء حسنات وسلوكيات تخدم الأمة ولا ننسى بأن هذا العمل لايكون قويا ً إلا في حال كان العمل منظما ً وموحدا ً في قوة دفع واحدة تفرض قوتها على العدو وفي حال هناك تفاوض ولايمكن أن يكون هناك تفاوض مالم يكون المرء في موقف القوة ولو قرأنا "صلح الحديبية سنجد بأن قوة المسلمين بوحدتهم

وأيضا ً الجانب الآخر لديه حسن الاختيار في مواصفات المفاوض والتفكير في أدق الأمر و يبحث عن التحالفات لمواجهة خصمه ، وأيضا ً فرصة الكف عن إراقة الدماء هي في فكر الطرفين دائما ً و في حال جاءت الفرصة فلابد أن يستثمرها المرء درءا ً للمفاسد وتيقظ وخشية من الخسارة ،وأيضا وليكون المرء في فترة الصلح في حالة الجاهزة وبناء القوة لأي طارئ ويعمل توقعات لأي عمل يتسبب في نكث الاتفاقيات إذا ً العملية هي بناء عبر رؤية للوصول إلى تحقيق الأهداف ،ومما لاشك فيه أن أي عمل مالم يكون محكما ً قابل للخسارة ،إذاً الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أمته آداب التعامل والإبتعاد عن العنف وفرض " الأخلاق في التعامل " ومراعاة الحقوق ومفاهيم الآخر " من خلال مثوله لإزالة معوقات تعرقل الوصول إلى أتفاق محكم من خلال " تعامله في شطب بعض الخصوصيات التي لايرغب بها الآخر لتسهيل الأمر:

( منها شطب " جملة رسول الله و بسم الله " مع مراعاة حقه فالمدقق في الأمر بأنها لصالحه أيضا ً لم تنقص من حقه فا " بسمك اللهم " هي من ضمن أبجديات الإسلام وأيضا ً محمد ابن عبدالله هو اسمه الكريم صلى الله عليه وسلم فحين الصلاة الابراهيمية نجد بأننا نقول اللهم صلي على محمد وآل محمد وهو أيضا القائد فلايمكن يعرّف المعرّف ، وهنا تتجلى لنا معرفة التعامل الحميد مع الآخر مع حفظ الحقوق للطرفين )، والدلائل كثيرة على هذا لأن النصرة تأتي من خلال " الأخلاق وحسن التدبير الذي يخدم " الأمة " والالتزام بالمواثيق وهي سلوكيات أنتصرت في نهاية المطاف ،وفي حال النكوث يكون المرء في حالة الجاهزية لأخذ حقه والعمل على تحقيق أهدافه ،
رد مع اقتباس