((( الجنوب العربي .. مغامرة ومؤامرة )))

[بوعمر]

الجنوب العربي .. مغامرة ومؤامرة







مقدمة :
{ وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا }







القضية الجنوبية في محكها الأهم ، فإذا كانت الجنوبيين قد انقسموا بعد الاستقلال من الاستعمار البريطاني ، ودخلوا الوحدة اليمنية منقسمين ، وقاتلوا من أجل الانفصال في العام 1994م أيضاً منقسمين فأنهم في العام 2009م ليسوا كذلك فالإجماع الشعبي يحمل دلالة مؤكدة على أن استعادة الدولة الجنوبية هو المطلب الوحيد ، وهذا ما هو واقع في الميدان ويتناغم مع قيادات الثورة في الداخل والخارج معاً ...

نكاد نجزم بأننا بحاجة ملحة خاصة وأن طريق الاستقلال أصبح معلوماً بخطاب الرئيس الأعلى لسلطة الشعب الجنوبي علي سالم البيض في 21 مايو 2009م ، هذا الإطار السياسي الشامل يحتمل في طياته الأهمية القصوى لجميع أبناء الجنوب العربي بمختلف طبقاتهم وانتماءتهم سواء كانت سياسية أم مناطقية أو مذهبية ، فكل الجنوبيين معنيين بمسالة رئيسية تقود الجميع صوب رص الصفوف وتحقيق الاصطفاف الشعبي ليس فقط خلف القيادات السياسية والميدانية فحسب بل وحتى خلف الأفكار والمنهجيات التي ستكون محوراً رئيسياً لتحقق الاستقلال الجنوبي ...

في المفهوم الجنوبي لدى كامل أبناء الجنوب العربي أن القيادة السياسية التي ذهبت إلى وحدة 22 مايو 1990م ذهبت بدوافع العاطفة القومية والنزعة الوحدوية ، دوافع يمكننا قراءتها بعد سنوات تسعة عشر بأنها مغامرة لم تكن محسوبة العواقب آنذاك ، ونتيجتها كانت فيما بعد بحالة الاحتقان السياسي التي مرت بها البلاد حتى غدر الشاويش علي صالح بوثيقة العهد والاتفاق الموقعة في عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية وخرج في خطاب 27 ابريل 1994م يعلن الحرب على الجنوب ...

بعد تسعة عشر عاماً نتحدث عن مغامرة قادت الجنوب العربي للوقوع ضحية لاحتلال يمني بغيض ، احتلال يمكن تفكيك مفاهيمه للأشقاء العرب أولاً بنشر الوقائع الرئيسية التي أدت إليه ، فنحن لا يجب أن نتجاوز أسئلة الدكتور فيصل القاسم أو حتى الأرعن اليمني في برنامج الاتجاه المعاكس والتي بثت في قناة الجزيرة بتاريخ 19 مايو 2009م ، فعلينا أن نتعامل مع أسئلة الأشقاء العرب بالكيفية الصحيحة وبضبط النفوس والأفكار ليتفهم الأشقاء قضية الجنوب العربي ماضياً وحاضراً ليقفوا معنا مستقبلاً ...

فمثلاً سرد الحقبة الاشتراكية التي حكمت الجنوب العربي على مدار ثلاثة عقود من بعد الاستقلال وحتى تحقق الوحدة اليمنية مسألة جديرة بالتعاطي معها وفقاً للتاريخ السياسي بدون تخوف في الولوج في خطأ ما ، فالتاريخ السياسي الحاضر يحتم علينا تذكير أمة العرب من طنجة وحتى مسقط بان الحزب الاشتراكي هو حزب يمني احتوى ومنذ بدايته على عناصر يمنية تصدرت قياداته وهي من سمت الجنوب العربي باليمن الجنوبي ، هذه واقعة من وقائع تاريخنا السياسي لابد وأن يتم التعاطي معها بجدية وبسرد تاريخي مسئول ، فإن كانت لمظالم الحزب الاشتراكي من حضور في الجنوب العربي فلأنها جزء لا يتجزأ من تجربة الجنوب العربي مع اليمن أفكاراً وأحزاباً وأخيراً عسكراً يحتلون الأرض الجنوبية وشعباً يسلب الثروة من إنسان الجنوب العربي ...

وعندما تطرح فكرة خريطة الدم المقترحة أمريكياً ويوضع اليمن في إطار المؤامرة شأنه شأن العراق والسودان وسوريا والمملكة السعودية ومصر ، هنا لابد وأن نذكر العرب وخاصة أبناء الخليج العربي بأن اليمن وضع هذه الخريطة قبل أن تضعها الاستخبارات الأمريكية بسنوات طويلة ، فنذكر المملكة السعودية قيادةً وشعباً بأن ما تبع غزو العراق للكويت في الثاني من اغسطس 1990م كان فيه إرادة يمنية لاحتلال جنوب المملكة العربية السعودية وأن تعود سلطة الحجاز للمملكة الأردنية الهاشمية ويستولي العراق على منابع النفط في المنطقة الشرقية من مملكة آل سعود ...

خريطة الدم رسمها الشاويش علي عبدالله صالح قبل سنوات طويلة ، فمطامع اليمن في السعودية هي من رسمت خريطة الدم التي ظهرت في التوقيت الملائم لأبناء الجنوب العربي لتؤكد أن المؤامرة هي جزء من عقيدة النظام السياسي اليمني ، وهذه ورقة ولابد وأن تظهر للأشقاء العرب وعلى أبناء الجنوب العربي كل في موقعه إذكاءها وإظهارها وتكثيف القراءة فيها لنه تمثل ورقة من أوراق كشف النظام السياسي في اليمن ...

ويتحدث اليمنيين بعد برنامج الاتجاه المعاكس عن أنهم بوابة العرب الجنوبية ، شيء من خطرفة يمنية ليس إلا ، فهذه البوابة هي مسرح يمارس فيها النظام السياسي اليمني تجارة القرصنة عبر العناصر الصومالية المأجورة ، وهذه البوابة مرغت ارتيريا أنوف عسكرها على تراب جزيرة حنيش وأذلتهم أيما إذلال في حادثة يتهرب منها الإعلام اليمني دائماً وبشكل مستمر ...

المؤامرة المزعومة ينفيها المنطق السياسي فالجارة السعودية لليمن تدفع مليارات الدولارات سنوياً لمكافحة التهريب من سلاح ومخدرات وحتى بشر متسولين ، السعودية هي المتضرر الأول من هذه البوابة المحطمة إن كان هنالك بوابة يريد اليمنيين الترويج لوجودها على غرار بوابة العرب الشرقية والتي حطمها الأمريكيين في العام 2003م ، هنا استدراكات مهمة لابد وأن يعمل أبناء الجنوب العربي على التذكير بها وطرحها على الإعلام العربي والعالمي ...

أبناء الجنوب العربي أمام مسؤوليات جسام ، لأن معركة الاستقلال بحاجة إلى توفير كامل الإمكانيات لها ، واليوم صعدت المعركة إلى مرحلة جديدة في المواجهة مع دولة الاحتلال اليمني لهذه المرحلة أدواتها والتي يجب أن تتوافر في ميدان معركة إعلامية ستكون شرسة للغاية والتي سيبذل فيها اليمنيين كثير من أموالهم المسلوبة من بلادنا لاقصاءنا عن ممارسة دورنا في إظهار الحقيقة وإن ظهرنا فسيقولون عنا أبشع ما يمكن أن يقال لقناعة يجب أن تسكن في نفس كل جنوبي أن للحق قوة ستقابل بالصوت العالي الذاهب إلى دونما صدى ، لذا لابد وأن نستوعب قراءة المرحلة وأن نؤكد على الاصطفاف وأن يستوعب كل طرف النقد قبل أن يستوعب الإشادة والتأييد ...










إلى الأستاذ عبدالناصر باحديد

بوركت بطن حملتك
بورك وطن أنت له .. بطل