قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > منتدى أخبار الوطن - الجنوب العربي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12392 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4582 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9340 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4376 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4218 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4192 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4167 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4775 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4325 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)           »          الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4288 - الوقت: 12:16 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-02-2013, 06:05 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي الباحث والمؤرخ عبدالرحمن الملاحي في ذمة الله

الباحث والمؤرخ عبدالرحمن الملاحي في ذمة الله

انتقل إلى رحمة الله تعالى الباحث والمؤرخ الأستاذ عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي عند الساعة الواحدة من فجر اليوم السبت عن عمر يناهز 80 عاماَ، وسيشيع جثمانه بعد صلاة العصر في مقبرة باهارون والدفن في مقبرة باهارون. ويعد الشيخ المؤرخ عبدالرحمن الملاحي المرجع الأشهر في التاريخ والتراث الحضرمي وله عدة مؤلفات ودراسات تاريخية.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-02-2013, 06:07 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

تشييع جثمان الباحث والفقيد عبدالرحمن الملاحي في مدينة الشحر
تمّ التحديث في ‏منذ ‏17‏ دقيقة‏




























__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-02-2013, 06:21 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

تغمد الله الفقيد بواسع رحمته
انا لله وانا اليه راجعون



__________________

التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 11-02-2013 الساعة 06:26 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-02-2013, 06:39 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

المؤرخ والباحث الملاحي في ذمة الله
خاص- عدن لايف







انتقل إلى رحمة الله الباحث عبد الرحمن عبدالكريم الملاحي، بعد صراع مع المرض، وستقام الصلاة على جثمانه الطاهر في جامع باهارون عصر اليوم، والدفن في مقبرة باهارون.

الملاحي في سطور:

الأستاذ الباحث الرائد عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي أحد أعلام الشحر وحضرموت والوطن بأسره في مجالات التربية والتاريخ والتراث والمسرح والثقافة عموما، وهو شخصية فذة أعطت عطاء شاملا ، وصدر له العديد من المؤلفات والأبحاث والدراسات التاريخية والتراثية ، وقد شغل مناصب متعددة منها: مدير عام إدارة الثقافة بحضرموت ومدير الثقافة بالشحر وغيرها من المناصب الرفيعة في المسرح والفنون والمتاحف رغم تواضعه وزهده في البحث عن المناصب ولكنها كانت تبحث عنه.


وللباحث الأستاذ الملاحي بصمات واضحة في تدوين تاريخ الأمكنة التراثية و خدمة المتاحف والمخطوطات الحضرمية . لقد دأب على البحث والدراسة والعمل الدؤوب فأضحى استاذنا مصدرا من المصادر التاريخية الحضرمية ومرجعا أصيلا يقصده الزوار من الباحثين والدارسين المحليين والعرب والأجانب . وقد ساهم الأستاذ الملاحي مع الشاعر الكبير حسين المحضار في تأسيس منتدى الاثنين المحضاري وتولى بعد رحيله ادارة مركزه لفترة من الزمن والذي يضم متحفا لتراث وأعمال الشاعر الكبير المحضار.



ومنذ صباه شغف استاذنا بحب الاطلاع ، ولا عجب فقد أبصر الوجود وأمامه في المنزل مكتبه عامرة بالمراجع الدينية والفقهية وكتب التراث العربي لوالده العلامة مفتي الشحرالشيخ الجليل عبدالكريم الملاحي، فنشأ على حب القراءة والإطلاع وتشرب المعرفة من مناهلها الصافية، وأنكب على الدرس والتحصيل حتى أصبح بحرا زاخرا من التاريخ والثقافة والمعرفة والنباهة والذكاء ، ولكن الدرس المؤثر الذي تركه والده في نفسه هو الجد والانضباط والتواضع .

وبرحيلة فقد الجنوب أحد رواده الكبار ومؤرخ يشار له بالبنان في العالم العربي.

__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-02-2013, 06:55 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

ياأيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية
فادخلي في عبادي وادخلي جنتي
صدق الله العظيم
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره انتقل اليوم الى رحمة الله تعالى
الباحث والمؤرخ عبد الرحمان الملاحي عن عمر ناهز الثمانين عاما .
منتدى صوت الجنوب العربي بإدارييه ومشرفيه واعضائه وزواره
يتقدمون بأحر التعازي واصدق المواساة لاهل الفقيد واسرته
راجين المولى تعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته
ويلهم اهله وذويه الصبر والسلوان .


__________________

التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 11-02-2013 الساعة 07:03 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11-02-2013, 07:12 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

تحضيرية اتحاد أدباء وكتاب الجنوب تنعى الاديب عبدالرحمن الملاحي





السبت 02 نوفمبر 2013 02:33 مساءً
عدن((عدن الغد)) خاص:

نعت اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب الفقيد الكبير الأستاذ عبدالرحمن الملاحي، الذي وافاه الأجل فجر اليوم السبت 2 نوفمبر 2013م، بمدينة الشحر بمحافظة حضرموت.



وجاء في بيان النعي:

"إن الفقيد الكبير الأستاذ عبدالرحمن الملاحي مسيرة أدب وفكر وبحث في التاريخ والتراث لا تنقطع برحيله، فهو ممتد في تلاميذه، وفي ما ينهله الباحثون من تراثه العلمي والأدبي، وفي رمزية مواقفه الوطنية والفكرية التي لم تمل بوصلتها عن الاتجاه الصحيح، بما له من وعي عميق ونظرة ثاقبة، وإحساس بما في الإنسان من جوهر لا تزاحمه الأعراض العابرة، فهو من القامات الأدبية والفكرية التي ظلت أمينة على الرسالة، والموقف الصادق، والكلمة الشريفة.



وإذ رأى فقيدنا وأستاذنا الملاحي ما حاق ويحيق بوطنه من طغيان العصبية والقبيلة والإلحاق باسم الوحدة، فقد كان من المبادرين إلى الترحيب بتشكيل اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب، التي تخسر – كما يخسر الوطن - برحيله عضواً له مكانته ورمزيته العالية، ولعل من الوفاء لموقفه أن نضمن هذا النعي كلمته التي وجهها مكتوبة إلى زملائه وأبنائه في اللجنة التحضيرية، التي قال فيها:



(( الإخوة المحبون عمداء الكلمة: أحيي لقاءكم وأبارك خطاكم ونتذكر معاً أنه في لحظات الصفاء النفسي ووجود الحب الوطني كان للأدباء والكتاب اليمنيين توق للتلاحم والإخاء لبناء وطن موحد قائم على العدل والمساواة ونهوض الإنسان إلى مرتقى الحضارة والتألق، وهكذا كان الحلم..



وحينما خبا نور المحبة، وطفا طغيان العصبية والقبيلة والإلحاق أصبح الحديث عن الوحدة اليمنية هذراً ومسخاً، فالخير كل الخير أن يكون لنا نحن أدباء وكتاب الجنوب العربي رباط للمحبة والنضال كل النضال لإعلاء الموقف الصادق والكلمة الشريفة)).



رحم الله الأستاذ الباحث الأديب عبدالرحمن الملاحي وألهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان، وأسكنه فسيح جناته، وحقق حلمه باستعادة الوطن والهوية والكرامة والسيادة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



اللجنة التحضيرية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب"

اقرأ المزيد من عدن الغد | تحضيرية اتحاد أدباء وكتاب الجنوب تنعى الاديب عبدالرحمن الملاحي [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11-02-2013, 07:16 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

اخر ما كتبه الفقيد الملاحي)) الطليعي باوزيـــر- أيام.. و ذكريات





بقلم : عبد الرحمن عبد الكريم الملاحي

شهد النصف الأول للعقد الخامس، من القرن العشرين الميلادي المنصرم, عنف الحرب العالمية الثانية و ويلاتها , و في العقد السادس التالي ضمدت أوروبا و معها العالم جراحاتها الدامية , فباشرت مشاريع الإعمار و التنمية فيها .

اكتوت حضرموت في تلك الفترة بنيران تلك الحرب , حين انقطعت عائدات أبنائها المغتربين عنها , و توقفت واردات الدول المنتجة عبر البحار إليها , و أمسكت السماء قطراتها الممطرة , فعم الجفاف و القحط , و ازدحمت المدن الرئيسية بالنازحين من القرى و الوديان باحثين عن لقمة العيش , فتشتتت أسر و هلك خلق كثير .

تلك كانت مأساة ذلك العقد بحضرموت , وقائع تثير الأسى , و تكسو النفس هماً و قلقاً , و صور رسمها التاريخ في سجلاته , بألوان قاتمة سودت صفحاته , غير أن مفارقة مثيرة يدرسها الباحث لتاريخ حضرموت الحديث لنفس الفترة بالتحديد ببروز صور التحديث , و ملامح الحراك النهضوي , تشع بالوفاق التسامحي التام بين كل العشائر و القبائل الاجتماعية بما عرف في الدراسات الحضرمية – بصلح إنجرامس – و ما كان السيد إنجرامس المستشار البريطاني المقيم بسلطنتي حضرموت – القعيطي والكثيري – الصانع الحقيقي لذلك الإنجاز العظيم كما صورته تلك الدراسات , بل كان وعي المجتمع بأهمية التصالح بين الفرقاء بعد طول الشتات , و بإدراك و إخلاص رجال فضلاء من الحضارمة أنفسهم كان هو الصانع الحقيقي الذي مهد لتواصل و تداخل العشائر بعد الانغلاق .

فامتدت الصلات و قويت الروابط و اتسعت المصالح المشتركة و انتشر الامن في الوهاد و المرتفعات. و قد كان للكاتب في مراحل البحث الأولى عن الواقع الاجتماعي لمخلاف المشقاص حسن اللقاء بعدد من الرجالات الذين قاموا بهذا الدور العظيم , و منهم الشيخ أبو بكر بن حسن باعباد ( ريدة عبد الودود – ت / 1957م ) الذي حدثني رحمه الله عن مساعيه و مساعي غيره من الفضلاء كأمثال آل الكاف الذين بذلوا المال النفيس لإرساء ذلك التصالح , الأمر الذي سهل للفرقاء الانتقال أفراداً و جماعات بين المثاوي البعيدة عن مواقعهم و استيطانهم فيها دون إحساس بالنفور أو الخوف من الارتداد الى مواقف التعصب و التنافر .

ثمة لون آخر من الصورة الاجتماعية الواعدة ببروز الرغبة في الإقبال على التعليم الحديث في عموم مدن و قرى حضرموت المتناثرة.. بتزامن الوعي الثقافي و السياسي المطرد.. باقامة الجمعيات و المؤسسات و الأحزاب و نشوء تيار إصلاحي خاض مراحل صراع فكري هادئ بين التقليدية و الحداثة , عبرت عنه صحف ذلك العهد الخطية و المطبوعة السيارة .

لم يكن ذلك التغيير تلقائياً عفوياً , فقد تصدره قادة شبان مثقفون كانوا الطليعة الرائدة الدافعة له , و هم رموز مرموقة في المدن الرئيسية من حضرموت , منهم فقيدنا الراحل أحمد عوض باوزير رحمه الله الذي توج نهوض العقد السادس بإصدار صحيفته السيارة ” الطليعة ” فكانت الوليد الذي ابتهج به المواطنون في الداخل و المهاجر , و رسول الوطن الى الأبناء المغتربين .

لم يكن إصدار صحيفة الطليعة بادرة أعمال باوزير الطليعية و لم تكن سمة الطلائعية فيه مقرونة بصدورها , فذلك الشاب الأسمر المعتدل القامة , كان واحداً من الشباب يفيض حماساً و نشاطاً و تطلعاً إلى بناء وطن حر مواكب لمتغيرات الواقع التنويري المتنامي في عموم الأقطار العربية , فكانت صحيفة الطليعة منبره الذي أعلن منه عن أفكاره و آرائه و دعوته إلى الحداثة و الانسلاخ من كساء شرنقة التقليدية التراثية ليطير شعب حضرموت و يحلق في فضاء المعاصرة .

تعود بي الذكريات إلى عهد التلمذة في خواتيم عقد الأربعينيات عندما كنت و أخي الأكبر عبد الله نذهب صباح كل يوم إلى منتدى شبابي أقيم بمنزل آل بلحيد بغيل باوزير حيث تقيم أسرتي , ففي هذا المنتدى يلتقي شباب يقرأون صحفاً مصرية و عدنية و يتحدثون و يناقشون قضايا وطنية , و لم أكن أعي ما يدور في تلك الأحاديث , و بالطبع لم يعلق بالذاكرة شيء من مضمون تلك المناقشات , غير أن صوراً من اللقاءات , و إن بهتت بطول الزمن , لا تزال تتراقص أمام ناظري تسجل وقائع تلك الفترة و معالم رسوم شخوصها. و كانت ولا تزال شخصية الشاب الأسمر ذي الحركة المتواثبة التي لا تستقر في حديثها تنتصب أمام ناظري و خيالاتي راسمة سمته القيادية ، و لم يكن ذلك الشاب سوى الأستاذ أحمد عوض باوزير الذي يكبرني بنحو ثمان من السنين .

و حينما أقلب سجل الذكريات أقف أمام حوادث عام 1951م ، و لا أتذكر اليوم و الشهر ، عندما دعت السلطة الإدارية بغيل باوزير إلى إقامة مهرجان حافل يشترك فيه المواطنون برقصاتهم الشعبية احتفاءً بزيارة الشيخ القدّال سعيد القدّال سكرتير السلطنة القعيطية التي رشحته بريطانيا و عارضته الجماهير بمظاهرة حاشدة طافت شارع المكلا العام زاحفة إلى القصر السلطاني يوم السابع و العشرين من شهر ديسمبر عام 1950م وواجهتها السلطة القعيطية بإطلاق النار على المتظاهرين فسقط في ذلك اليوم ستة عشر شهيداً .

في ذلك المهرجان الذي أقيم عصراً افتقدت أخي عبد الله الذي اعتدت النزول من البيت و التجوال معه كل يوم. و حين التقيته مساءًسألته عن الغياب فباح بسره , فقد اعتزل و جماعة من أصحابه المهرجان تضامناً مع المحتجين على تنصيب القدال سكرتيراً , و عندما سألته عن المتزعم للمعارضة كان الجواب: إنه الأستاذ أحمد عوض باوزير .

عرفت ذلك الأستاذ الأسمر في تلك الفترة بمنزله بغيل باوزير، ذلك المنزل الذي يسكنه أيضاً عميد الأسرة الرميدية الأستاذ القدير المؤرخ سعيد عوض باوزير رحمه الله . فقد كان من برامجنا نحن التلاميذ بالمرحلة المتوسطة و دار المعلمين زيارة الأستاذ المؤرخ بمنزله عصراً كل يوم جمعة , يلقننا دروساً في المعرفة و الوطنية و حب الاخرين .

انقضت السنون بنشاطها و انشغالاتها تنقل فيها الأستاذ أحمد عوض من وظيفه العمل المكتبي إلى التدريب ثم الصحافة ليستقر بالمكلا مؤسساً و ناشراً لصحيفة الطليعة التي احتلت طليعة الصحف و المجلات الحضرمية المخطوطة و المطبوعة ذات الانتشار المحدود , بانتشارها مطبوعة في الداخل و الخارج فاستحقت بريادتها تلك أسمها وصفتها .فهي طليعة الطليعة بقيادة مسيرة التفاعلات الوطنية وفي تلك الفترة كان الصحافي النشيط باوزير ، يدير صحفية بعقلية أعلامية واسعة المدارك هدف بها الى ان تكون الطليعة منبراً لكل ذي رأي رافعاً راية الهوية الثقافية العربية الوطنية لاقليم حضرموت , مشجعاً الشباب على المساهمة بكتاباتهم فيها , بكل الوان الادب من نثر و شعر و قصة , و كان لا يقف من مواد الشباب المقدمة للنشر , موقف الناشر الراغب في زحمة الاقلام بصحيفته , بل هو المرشد الموجه ليعينهم على النهوض و احتلال مواقع النضوج .

كانت تلك تجربتي معه عندما بدأت بنشر قصصي في صحيفة الطليعة عام 1959م كانت اولى قصصي المنشورة بالعدد 12 / 15 صفر 1373هـ – 20 / 8 / 1959م , و هي تجارب آخرين كانوا بحاجة الى من يمد لهم يد العون في بداية اهتماماتهم الادبية و الدفع بهم لبناء ثقافة جدديدة في مجتمع تنويري ناهض .

اقبل العقد السابع حاملا معه مأساة صحافينا القدير , فبعد صدور الاوامر باغلاق الصحيفة , أمتت مطبعة المستقبل , و قد كتب البعض عن هذه المرحلة , مرحلة ارساء الفكر التقدمي كما وصف , و نشاطه , و لكن احداً لم يكتب و يسجل مشاعر الصحفي الطليعي و هو يستقبل ضربات معول تحطيم طموحه و تطلعاته نحو بناء وطن معاصر , و ان المقربين منه قد سجلوا ولو في مخيلتهم ان لم يكن كتابة , مشاعره و مواقفه في تلك الفترة المأساوية و كيف استقبل الطليعي تلك الضربات و كيف تعايش مع مرحلة ما بعد التأميم , ان الكتابة عنها و التعبير عن انطباعاته من خلال احاديثه تثدم لنا صورة لشخصية هذا الرجل الفذة الصلب في مواجهته للعواصف .

تجذبني الذكريات الى ايام تلك الفترة حينما زرت المكلا بعد غياب ليس بالقصير و كنت في جولة بالديس في خي اكتوبر – فاستوقفني مشهد ظل عالقاً في مخيلتي الى لحظات كتابة هذه الذكريات .. لم يكن ذلك المشهد سوى جلوس الاستاذ أحمد عوض باوزير على كرسي ارضي يقف بجانبه أحد أبنائه و أمامه صندوق خشبي رصت على سطحه عدد من الكتب يعرضها للبيع , فدنوت منه مسلماً و نظراتي مسلطة على الكتب المعروضة , فوقفت الكلمات و تلجلج لساني و اعتراني حزن شديد , كان يحدثني بابتسامة تخفي وراءها المرارة و الاسى و لا أتذكر الحوار الذي دار بيني و بينه و لكن صورة اللقاء ظلت مرسومة ثابتة في مخيلتي , و ما اذكره اني انصرفت عنه دون كلمة الوداع , فهذا الرجل الطليعي يبيع كتبه ليعيش ابناؤه . كم هي مأساة الفكر أليمة في هذا الوطن ( المعطاء ) .

و يحل عام 1977 من الميلاد , فينضم الاستاذ أحد عوض باوزير , الى موظفي مكتب الثقافة و السياحة بالمحافظة ليمسح قتامة المأساة من على وجهه كما ارد اله المسؤولون ذلك , و قد قبل الاستاذ رحمه الله التعيين الوظيفي اضطراراً لمواجهة تكاليف الحياة , لقد اعادت الوظيفة اليه الاستقرار النفسي , و قد تجاوز أزمته النفسية , و لم يكن ذلك بفضل الوظيفة و لكن لتحمله الامر شخصياً بادراك عالى و وعي متكامل للظروف المحيطة به فعادت اليه ابتسامته و تواردت تعليقاته الطيفة و نكاته الظريفة , و حماسة المضطرد للعمل الابداعي الثقافي حينما تولى قيادة المجموعة البحثية التراثية لما عرف بادارة الثقافة بغرفة التراث فقد كانت تلك الغرفة تضم نتاج بعثات التنقيب عن التراث الشعبي العام بحضرموت مع الدراسات التي يكتبها الاساتذة من داخل المكتب و خارجه , و هي محط الزائرين الباحثين . و في عام 1979م كان فقيدنا واحد من ثمانية كتاب اختارهم المكتب لاعداد دراسات لمواضيع مختفة تهيئة لانعقاد مؤتمر للتراث الشعبي بمحافظة حضرموت . و في عام 1988م كان مشاركاً في ندوة المقاومة الشعبية التي اقامتها كلية التربية بالمكلا جامعة عدن .

خلال سنوات تلت زاملت الفقيد العزيز في رحلات بحثية منتدبين من المركز اليمني للدارسات و الآثار , و منتدبين لحضور مؤتمرات اتحاد الادباء و الكتاب اليمنيين في عدن و صنعاء .. في هذه الرحلات , و أكون عادة شريكاً له في غرفة واحدة بفندق النزول , لم اسمع منه تألماً أو شكاة مما حل به , و كنت حريصاً على ان لا أثير ذكريات ايامه الاليمة حرصاً مني على مشاهدته مبتسماً كما عرفته .

لقد شط القلم و أوجدني أغوص في بحر من ذكريات مع هذا الرجل الفذ و رغم ان لقاءاتي و مزاملتي معه متقطعة الا انها كانت متينة رغم قصر زمنمها , و جل ما استخلصه اليوم من تلك الزمالة – زمالة التلميذ لاستاذهالشيخ – انه يتمتع بفكر نير يتحلى بالصبر و قدرة عظيمة على امتصاص المكاره و تجاوز المصاعب و ذلك ما عرفته عنه .. و لنا ان نتساءل كيف واجه قرار ايقاف صدور مجلته و تأميم دار نشره ؟؟ فكلا القرارين ضربات معول قاسية صدمت طموحه الوطني الثقافي , و ما اقسى ان يواجه المرء ضربات قاسية قاتلة .. و لكنه تصدر لها و تحملها و لسان حاله يقول ان الضربة التي تدميني تزيدني قوة و حرصاً على المعنى قي طريقه الثوري الاصلاحي الذي رسمه لنفسه منذ مرحلة شبابه , و ان السبيل لذلك الصمود و التصدي لهي رحابة النفس و استعادة ألقها اللامع بعد قَلقِها المثير.

في عام 1977م اي بعد مضي ست سنوات من تأميم دار نشره و منع صحيفته , وضع كتابه شهداء القصر – الذي نشر في عام 1983م من دار الهمداني للطباعة و النشر – عدن .. ان اهمية هذا الكتاب بالنسبة لي ليس في كونه وثيقة تاريخية سياسية معاصرة قدم لها مؤرخ قدير هو الاستاذ محمد عبد القادر بامطرف و حسب و لكنه كما أرى و من خلال الارتباط الحميمي به انه تمكن من استعادة رباط نفسه و طمأنينتها . لقد فرحت كثيراً حينما سلمني نسخة من كتابه , كتب على غلافها [ الاخ عبد الرحمن .. هدية من أخوك أحمد عوض باوزير 14 / 10 / 1983م ] ان جملة الاهداء رغم بساطة كلماتها فانها تحمل كل معاني الاخاء و المحبة , , دلالتان على الاطمئنان النفسي , هكذا عبر عن عودة الهدوء النفسي اليه فالقارئ للكتاب يشعر بالنَفَس الهادئ للسرد و تحليل المعلومة و توثيقها و ذلك لا يأتي لكاتب مهزوز الشخصية مضطرب النفس .

حينما أقرأ كلمات الاهداء للكتاب يملأني شعور باحتضان صديق كبير , فقد عبر بكلمات وجيزة عن تقديره الكبير لاخيه الاستاذ المرشد القدير سعيد عوض باوزير معلنا انه الراسم لطريق حياته الصحفية النهضوية , فقد كان الكاتب المؤرخ باوزير من ابرز دعاة التنوير و المعاصرة مؤكداً على الهوية الوطنية للحضارم منادياً بالثورة على خمول التقليدية و جمود الفكر .

أجد نفسي مرتبكاً فقد تزاحمت الذكريات و تواردت حوادث الايام الخوالي , فلا ادري يم بدأت و بم اختتم , فالعلاقة الحميمة التي ربطت بيننا بوشائج الاخاء تتوارد امام ناظري اليوم في شريط محفور في الذاكرة مطبوعة في القلب فرحم الله الفقيد العزيز أحمد عوض باوزير و اسكنه دار القرار .

نشر في مجلة الفكر العدد(39)
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 11-02-2013, 08:48 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

صوت الحرية /Voice of Freedom
منذ 10 ساعات
وفاة الباحث والمؤرخ الجنوبي عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي بعد صراع مع المرض.
انا لله وانا الية راجعون.
الفقيد في سطور.
الأستاذ الباحث الرائد عبدالرحمن عبدالكريم الملاحي أحد أعلام الشحر وحضرموت والوطن بأسره في مجالات التربية والتاريخ والتراث والمسرح والثقافة عموما، وهو شخصية فذة أعطت عطاء شاملا ، وصدر له العديد من المؤلفات والأبحاث والدراسات التاريخية والتراثية ، وقد شغل مناصب متعددة منها: مدير عام إدارة الثقافة بحضرموت ومدير الثقافة بالشحر وغيرها من المناصب الرفيعة في المسرح والفنون والمتاحف رغم تواضعه وزهده في البحث عن المناصب ولكنها كانت تبحث عنه.
وللباحث الاستاذ الملاحي بصمات واضحة في تدوين تاريخ الأمكنة التراثية و خدمة المتاحف والمخطوطات الحضرمية . لقد دأب على البحث والدراسة والعمل الدؤوب فأضحى استاذنا مصدرا من المصادر التاريخية الحضرمية ومرجعا أصيلا يقصده الزوار من الباحثين والدارسين المحليين والعرب والأجانب . وقد ساهم الأستاذ الملاحي مع الشاعر الكبير حسين المحضار في تأسيس منتدى الاثنين المحضاري وتولى بعد رحيله ادارة مركزه لفترة من الزمن والذي يضم متحفا لتراث وأعمال الشاعر الكبير المحضار.
ومنذ صباه شغف استاذنا بحب الاطلاع ، ولا عجب فقد أبصر الوجود وأمامه في المنزل مكتبه عامرة بالمراجع الدينية والفقهية وكتب التراث العربي لوالده العلامة مفتي الشحرالشيخ الجليل عبدالكريم الملاحي، فنشأ على حب القراءة والإطلاع وتشرب المعرفة من مناهلها الصافية، وأنكب على الدرس والتحصيل حتى أصبح بحرا زاخرا من التاريخ والثقافة والمعرفة والنباهة والذكاء ، ولكن الدرس المؤثر الذي تركه والده في نفسه هو الجد والانضباط والتواضع .

وبرحيلة فقد الجنوب أحد رواده الكبار ومؤرخ يشار له بالبنان في العالم العربي.

__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11-02-2013, 11:06 PM
الصورة الرمزية سيف الجنوب
المدير
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 4,611
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته وانا لله وانا اليه راجعون
خسر الجنوب هامة جليلة ولا حولا ولا قوة الا بالله العلي العظيم
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11-05-2013, 06:09 AM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

محطات في رحلة الكاتب والمؤرخ الملاحي


[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة