أصداء: توحدنا.. ولكن!!.. مقبل محمد القميشي

[aden]

أصداء: توحدنا.. ولكن!!.. مقبل محمد القميشي

الأربعاء 21 مارس 2007



* كانت الوحدة هاجسنا.. كانت الوحدة أهم هدف من أهدافنا وشمرنا أيادينا وناضلنا. بوحدتنا.. نهار الثاني والعشرين من مايو من عام 90م وتوحدنا.

* اليوم وبعد مضي ما يقارب 17عاماً إلى مايو القادم (2007م) لم نر ما يدل أو يؤكد أننا أبناء وطن واحد وأننا شعب واحد.. لم نر في وحدتنا سوى علم واحد ونشيد واحد وسلطات عدة، وتفاوت في التعامل والامتيازات في الوظائف، والدراسات وفي الأرض والاستئثار بالثروات.. ذاك من مطلع، ذاك من منزل، ذلك من الوسط أو الأسفل.

***

توحدنا.. وبعد 17عاماً لم يعم الخير مثلهما عم الشر.. لم تعم النزاهة والأفضل مثلما عم الفساد.. لم يسد القانون والنظام مثلما سادت الفوضى والعشوائية.. لم يؤخذ بحق الفقير والضعيف مثلما يؤخذ بالباطل لصالح مراكز القوى والمتنفذين!!

- توحدنا، وبعد 17عاماً لم نر سوى أننا سائرون نحو التشرذم أو الانفصال في أحسن الأحوال..

- فلم يعد بالإمكان أن يسود الظلم ويسود الظلام وأن نصمت أو نسكت.....

- توحدنا، إلا أننا، ما كنا نتوقع أزمة تلو أزمة تلتها حرب خلفت للوطن وفي الوطن مهزوماً ومنتصراً.

- توحدنا.. وما كنا نتوقع.. بعد أن عمدنا بـ(الحبر) جاء من يفتخر بأنه عمدها بـ(الدم).. كانت الحرب لمحو (الحبر) وتسييد (الدم).. حرب هدفها إلغاء الآخر الشريك في الوحدة وجعل الوحدة غنيمة للمنتصر وقبائله وعشائره وأسره ولكل الممسكين بتلابيب بنطاله.

***

فمنذ يوليو 1994م لم يشعر المواطن أو يلمس أن وحدة قامت بين دولتين أو أن الوحدة دولة والدولة وحدة.. فليس في الواقع ما يمكن تسميته دولة الوحدة، إذ أن المنتصر في حرب صيف 1994م لم يعمل ما يمكن أن نصفه بـ(المواطنة المتساوية) الأمر الذي تسبب في ظهور (المسألة أو القضية الجنوبية) وهي ناتجة عن معاناة الجنوب من ممارسات الحاكم المنتصر في 7/7/1994م.

***

فمن غير المعقول ومن غير المقبول أن تمارس كل أنواع التعسف والظلم على الجنوب ونصف الحكم أو الحاكم بأنه وحدوي يمارس (المواطنة المتساوية) على أبناء الوطن الواحد.

فالتسريح. العسكري.. لكل الأفراد والكوادر العسكرية منتقاة ولا تهدف سوى أبناء الجنوب ومثلهم المدنيون الذين ركنوا في بيوتهم (أعضاء خليك في البيت) أو المتقاعدين لبلوغ الأجلين أو بدونه..

والعمالة الفائضة.. من الجنوب أو أبناء الجنوب.

ليس ذلك فحسب.. إنما الخصخصة لم تستهدف سوى مؤسسات ومرافق ومصانع دولة (ج.ي.د.ش) في الجنوب.. وتحت هذا المصطلح.. تم نهب الأرض والأصول وطرد العمال من أعمالهم.. ليحولوا إلى صندوق العمالة الفائضة زيفاً وبهتاناً وممارسة نفس منتصرة على نفس يعتبرها أو في نظر المنتصر مهزومة....

وبجلاء وبدون مواربة أفرز واقع ما بعد يوليو 94م ثقافة الفيد والاستئثار والسلطة الغاشمة على أراض في الجنوب، عدن، حضرموت، شبوة، أبين، لحج، والمهرة، بينما أبناؤها محرومون منها.. ووظائف للمحافظات الجنوبية يستأثر عليها غير أبنائها ومناصب عليا في المحافظات الجنوبية معظمها لغير أبنائها.. ونفط من المحافظات الجنوبية يراه أبناء الجنوب يمر في الطريق وموارده إلى جيوب آخرين، بينما أبناء المحافظات النفطية ومثلها المحافظات الزراعية والسمكية يرزح أبناؤها تحت خط الفقر، أضف إلى ذلك.. الموارد الأخرى الكهرباء، المياه، الصرف الصحي، وتحسين مدن، وضريبة مبيعات تؤخذ من أبناء المحافظات الجنوبية بالمليارات وتخصص لمشاريعها (المحافظات الجنوبية) مليمات لا تسمن ولا تغني من جوع...

وغير ذلك من الممارسات الظالمة تجاه الجنوب عامة.

***

والسؤال.. إلى ماذا يرمي أولئك الذين يمارسون كل هذا الفساد والتمايز في المعاملة والعسف والاضطهاد؟...

أيرمون إلى تعميق الوحدة.. أم إلى شد الجنوب نحو الانفصال؟ والاختيار الأخير هو آخر العلاج إن لم يتعقل هؤلاء ويستمروا في غيهم وخيلائهم الذي لن يكون إلا وبالاً عليهم بعد أن لم يحمدوا الله على نعمه التي لم تخطر في بالهم ولم يحلموا بها يوماً في حياتهم لولا الوحدة السلمية والوحدة بالدم.. فما ممارساتهم طيلة الثلاثة عشر عاماً إلا مؤشر الانفصال عنهم بغير أسف.. واستعادة ما نهب وما وهب بدون وجه حق سوى القوة.. فهل نراجع حساباتنا قبل فوات الأوان وقبل سقوط الفأس على الرأس؟! آمل ذلك.