القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
ردفان منطلق ثورة 14 أكتوبر ماذا بقي لها بعد 41 عاما : رحيل احتلال غاشم .. وفقر ج صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
حقوق وحريات - حقوق الإنسان
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 14 أغسطس 2006 19:16
14/10/2004 - الصحوة نت - خاص : عبد الرقيب الهدياني
ردفان .. من هنا بدأت الثورة ومن على قمم هذه الجبال الشامخة دشن غالب بن راجح لبوزة ورفاقه ثورة 14 أكتوبر في مثل هذا اليوم وقبل 41 عاماً انطلقت رصاصات الثوار وسمع دويها وفاح شم البارود،
وتجاوبت معه أرجاء الوطن المحتل في الضالع ويافع وحتى أطراف البلاد معلنة تحركها للفكاك من قبضة المستعمر وماهي إلا 4 سنوات حتى أنجز مشروع التحرير واستعاد الوطن سيادته وكرامته وراح الشعب يهتف مع محمد عطرو ش بلهجة عامية سهلة: «برّع يا استعمار من أرض الأحرار»، وانحسر ليل الاحتلال الكئيب وسطع فجر جديد على الجبال والسهول والوديان والقرى والمدن والسواحل، هنا وتشرق شمس الأحرار والحرية.
تلك كانت ردفان الستينيات من القرن الماضي وتلك معالمها أما ردفان الحاضر والواقع والحال فهو ما سنحاول إبرازه ولملمته هنا ليكون ردفان وواقع أبناءه الحصيلة والشاهد على أداء واحد وأربعين عاماً مضى لثورة انطلقت كان كل هدفها الوطن ورقيّه، والإنسان ورخاءه.

لا نظافة ولا تحسين
على امتداد الشارع العام لمدينة الحبيلين عاصمة مديرية ردفان والشوارع الفرعية تنتشر المخلفات، أمام المحلات التجارية والمطاعم وحتى مستشفى الحبيلين العام بشكل مزعج ومقزز، حيث لا وجود لأي دور للنظافة وعلى الرغم من سعي المجلس المحلي في ردفان لإيجاد فرع لصندوق النظافة في عاصمة المديرية «الحبيلين» واعتصام المجلس قبل 3 أشهر في مبنى محافظة لحج لأجل ذلك لكن دون جدوى بحسب تأكيد الأخ فاروق عبد الرزاق حسين، عضو المجلس المحلي ورئيس كتلة الاشتراكي فيه، حتى آل«30» ألف ريال التي كانت معتمدة لنظافة مدينة الحبيلين تم إيقافها مركزياً من المحافظة.
يضاف إلى المخلفات معلم آخر لردفان الحال والحاضر حيث سيول مياه المجاري الواصل عرفها إلى مبنى الإدارة المحلية ومكتب المدير العام إلى الشرق من مدينة الحبيلين تماماً أمام الجبل الذي استشهد فيه غالب بن راجح لبوزة أول شهيد للثورة.
ومن هذه المجاري المكشوفة كما يقول قاسم صالح عثمان «45 عاماً» تهب رائحة العفونة وتنطلق أسراب البعوض فتغزو النائمين خصوصاً مع الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي معلنة سيطرتها على المدينة من جديد فكأن ثورة لم تنطلق من هنا وكأن احتلالاً لم يرحل عنها.

 مشاريع متعثرة
الكهرباء لم تصل إلا لما نسبته 40% من السكان كما أن هناك مناطق في ردفان مثل «تونة –

ألثمري - مسك ومعربان» رغم أن الأعمدة الكهربائية منتصبة عليها من عام 1986م لكنها حتى اليوم لم يصل إليها التيار لكنه وصل إلى مناطق أخرى من بعدها لأنهم دفعوا «600» ألف ريال مساهمة المجتمع لإدارة الكهرباء مثل مناطق «شعب تيم -جهور» على حساب تأكيد الأخ فاروق عبدا لرزاق، عضو المجلس المحلي بردفان والذي تسائل قائلاً: هل لأن أصحاب القرى المتيسرين دفعوا المبلغ المطلوب تم إيصال الكهرباء إليهم، بينما الآخرين الفقراء عجزوا عن الدفع إذن لن يحصلوا على خدمة الكهرباء؟!
ومشروع مياه صمعان بلاد البكري والذي تم اعتماده عام 1984م أيام الرئيس الأسبق علي ناصر محمد وحتى اليوم لأثر له رغم حاجة المواطنين جراء الجفاف إلى مياه الشرب حيث يقومون بجلبها على ظهورهم وعلى الحمير، ومن أماكن بعيدة، كذلك المعاناة نفسها في مناطق «حالمين - وادي حسي - حيد ردفان - نمرة - أيمن» وكذلك حبيل جبر الذي يتساءل أبناءه عن ضياع مشروع مياه غرابة المدعوم من الاتحاد الأوروبي.
وفي ردفان الثورة والتحرر وبعد أربعة عقود من ثورة الجلاء لازال أحفاد وأبناء الثوار يدرسون تحت الأشجار كما في مدرسة النجيفة بحبيل جبر ويقول المواطن علي محمد الذي باني: إن المدرسة المعتمدة قد تم نقلها من قبل المجلس المحلي إلى مكان آخر.

جزاء سنمار:
عبدا لكريم فضل محسن الكد يهي -65 عاماً- أحد مناضلي الثورة اليمنية شارك في ثورة 26 سبتمبر الأم في حجة وبيت زرقة وصنعاء، وشارك مع الجيش المصري، ويذكر عدداً من رفاق النضال مثل علي عبد الله السلال، حسن الجائفي، سيف مقبل، كما كان له إسهام آخر في ثورة 14 أكتوبر.
تحدث لـ«الصحوة نت » عندما زرناه في مستشفى الحبيلين حيث يرقد على أحد الأسرة بسبب إصابته بالجلطة والسكر يشتكي حاله الحزين ، فقد تم إيقاف الإعانة الشهرية التي كانت تقدم له من إدارة أسر الشهداء ومناضلي الثورة عام 1992م.
سألته عن شعوره اليوم وبعد 41 عاماً من قيام الثورة 14 أكتوبر، فقال كلاماً كثيراً وبسبب صوته الضعيف ومرضه لم أفهم منه سوى " أقدم ثمن كفاحي" .
أما «حسن حسان حبيب البكري» أحد مناضلي الثورة من ردفان هو كذلك قال أنه تم إيقاف الإعانة الشهرية عنه والمقدمة من إدارة الشهداء والمناضلين عام 1992م لم يعلق علينا سوى ببيت شعري:

نتذكر الماضي وعيونَّا تدمع
على تعبنا ذي رجع ملعابة

عوض ناجي (50 عاماً) علق الآخر: أشعر بالفخر والاعتزاز، كل شيء تحقق .. أحسن جمهورية، وأحسن نظام وأحسن وطن ..لكن بالصميل.
عبد الله محسن فرج وهو يعمل في سلك التدريس منذ 27 عاماً لكنه محروم من قانون المع

قال : إن الثورة كانت عملاً عظيماً، لكن أهدافها لم تحقق ويحصل عليها عموم الناس، ويضيف: ماذا تحقق؟ انظر إلى واقع ردفان، مجاري و،مخلفات، المشاريع نحن محرومون منها.
ويضيف : من يوم أعرف نفسي وكل ما يفعلونه في ذكرى عيد الثورة سراجات يشغلونها على باب إدارة الأمن والإدارة المحلية وباقي الأبنية الحكومية، حتى قبر الشهيد لبوزة ماصا نوه.
كانوا ثلاثة يشربون البيبسي في إحدى محلات سوق الحبيلين؛ الشيخ عثمان الكد يهي، وعبد الحكيم هيثم، وعبد الكريم صالح سلمت عليهم وأخبرتهم أني صحفي ثم قلت: «هاهنا ليل رحل هاهنا فجر أطل» من ردفان كانت ثورة التحرير، ما مشاعركم؟
عبد الكريم قال وهو يقدم إليّ زجاج البيبسي: هاهنا ظلم نزل، وجيوب عطل، أشرب .. يأتي شخص رابع يبدو سمع شيئاً من حديثنا فقال: موجهاً كلامه إليّ: إيوه حققت الثورة الكثير ويكفي من ذلك أنك اليوم جالس تكتب وتتحدث بحرية، ويضيف: فلولا الديمقراطية.
وأخيراً يصرخ الشاعر سالم مثنى حبيب من أبناء ردفان، يصرخ في النائمين من أبناء هذا الشعب ليقول لهم: صح النوم فمسيرة الكفاح لم تنته بعد، صحيح أن الاستعمار قد رحل لكن رواسب كثيرة قد عادت وما البلاء والفساد إلا بعضاً منها، ولذلك لابد من مواصلة النضال السلمي وصولاً إلى الأهداف التي خطتها أنامل الشهداء حتى يتحقق للشعب تقدمه ورخاءه، فيقول:


قال ابن ردفان صح النوم يا راقد
وقت البلاء عاد والحاقد كثر حقده
معنا حكومة ودولة حكمها فاسد
والشعب مخذول كلاً منزوي وحده
شعب الحر المناضل ذي وقف صامد
عانى مراحل عصيبة كلها ضده
هتف وصفق نعم نبني يمن واحد
وكان كل التقدم والرخاء قصده
واليوم شعبي بشوفه بالطرف عامد
بالانفصالي يسمونه وبالردة.
آخر تحديث الاثنين, 14 أغسطس 2006 19:16