الناشر
ماينشر
يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارةمنبرحر
إشراقات حضارية ذات جذورعربية - بقلم : د\محمد فتحي راشد الحريري |
![]() |
![]() |
![]() |
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الاثنين, 02 فبراير 2015 18:30 |
كثير من الاختراعات المنتشرة في عالمنا المعاصر لها قوّة تـأثير في مسار الحياة المدنية ، وكثير من الرموز لها دلالات تسهل كثيراً من الاستعمالات الحضارية في الحياة ، ونحن نمارس ونستعمل هذه الاختراعات دون أن يخطر ببالنا أن نبحث عن الجذور والمكتشف الأول ، قد نعرف ماذا يحل بالحياة المدنية إذا لم تكن هذه الأمــور موجودة ، ولكننا لا نعرف مَنْ أول من أشــار إليها أو استعملها ، أو اخترعـهـا . وسوف أتناول في هذه العُـجـالة ثلاثــة رموز يشيع انتشارهـا في الحياة المدنية المعاصـرة بكثرة ، وهي رموز مهمة جدا للإنسان المتحضر في حياته العملية وممارساته المدنية ، ولا يفطن كثيرون رغم تداولهم لهذه الرموز إلى البحث عمن اخترعـهـا ، أو استذكار مكتشفها وأول من استعملهـا : *أول هذه الممارسات مصطلح ، كلمة المرور أو كلمة السر ( الكود ) وهي تشكيلة من الحروف الأبجدية والأرقام والرموز الأخرى تُمَكِّـنُ مَنْ يعرفها من الوصول ، أو استعمال مورد أو خدمة محمية ( مثل حساب مصرفي أو اليكتروني أو مفتاح خزنة أو دخول مجمع عسكري أو ..... ) . ومن الضروري عدم إفشاء كلمة السر لتفادي وقوعهـا بين أيدي أشخاص آخرين فتفتح لهم الباب إلى ما لم يكن بوسعهم الوصول إليه بدونهــا . وتقنيّـاً ، تعتبر كلمة السر من وسائل الحماية الضعيفة مقارنة مع وسائل أخرى أفرزها العقل البشري . وتراثيا ( ولنقل جذوريّــاً ) ، عند تناول موضوع كلمة المرور تتبادر للذهن من أول لحظـة عبارة ، أو مصطلح "افتح يا سمسم" ، وهي أول كلمة مرور خـلَّـدهـا التاريخ ، إنها كلمة المرور التي وردت في قصة (علي بابا والأربعين حرامي (إحدى أشهر قصص ألف ليلة وليلة المشهورة في تراثنا العربي . وما كانت مغارة علي بابا لتفتح دون كلمة السر .. ولازالت كلمة السر ( الكود \ المفتاح السري ....) تتطور يوما بعد يوم بتطور الحياة المدنية ، ولكن الفضل يبقى لأول من استعملها حتى ولو بالخيال ، إنهم أجدادنــا العرب . *ومن الرموز المعاصرة المتداولة في عالمنا ، رفع إبهام اليد وقبض سائر الأصابع ، في إشارةٍ إلى الثناء على عمل أو تصويبه والإشادة به ، ونقصد هذه الإشارة ( ) -للدلالة على استحسان شيء والإعجاب به- وهي إشـارة عربية سداة ولحمة ، وبتعبير آخر هي إشارة عربيّــة سلفية أثرية ! ففي تاريخ ابن معين -رواية الدوري- (60/3)، برقم: (231) : ?سمعت العباس يقول : سمعت أحمد بن حنبل - وسئل وهو على باب أبى النضر هاشم بن القاسم - فقيل له :
*والرمز الثالث ، إنما هو في الواقع مجموعة من الرموز المستعملة لدى العميان ، وتسمى طريقة برايل في كتابة المكفوفين ، وهي منسوبة إلى الأوروبي " لويس برايل " ، وتعتمد الطريقة على حروف نافرة أو نغزات يحدثها الأعمى في الورق بواسطة دبوس خاص فتبرز من الوجه الآخر للورقة نتوءاً ، يتلمسه الأعمى بأصابعه ، فيقرأ بأنامله ، والمعروف المتداول أن أول من اخترع طريقة تعلم العميان والمكفوفين هو الفرنسي (المخترع لويس بريـل 1809 ـ 1852) ، إلا أننا نجد الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري (2) الأندلسي رحمه الله ( 384 – 456 هـ ) يحدثنا كيف كان الناس في الأندلس وكيف كان والد مؤدبه أحمد بن محمد بن عبد الوارث يعلم مولودا له ، حيث يقول : وفي مقدمة كتاب ( نّكْت الهَمْيان في نُكَت العميان) يطالعنا المحقق بقصة رائعة عن أعمى عربي ، كان يمارس مهنة الوراقة ( بيع الكتب ) ولا يجد صعوبة في الاستدلال على موضع الكتاب في دكانه ، وثمنه وذلك أنه كان يصنع فتائل ورقية يصنعها بعناية وتقنية خاصة ، يضعها على الرفوف تشير إلى سعر الكتاب ومعلوماتٍ أخرى ، ونرى كما يرى كلُّ باحثٍ عاقل منصف أن هذين الاختراعين العربيين كانا المقدّمـة الأولـى لطريقة بريل في تعليم الكتابة والقراءة للمكفوفين ... < لوحة برايل < القراءة حسب برايل (1)- وينظر: تهذيب الكمال (109/29)، وتهذيب التهذيب (358/10). (2)- يعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبري ، وهو إمام حافظ . فقيه ظاهري، ، بل محيي المذهب الظاهري بعد زواله في الشرق. ومتكلم، أديب، وشاعر، ونسابة ، وعالم برجال الحديث ، وناقد محلل، بل وصفه البعض بالفيلسوف. وزير سياسي لبني أمية ، سلك طريقة نبذ التقليد وتحرير الأتباع . قامت عليه جماعة من المالكية وشُـرِّد عن وطنه. . يا ربِّ لا تسْلُبَـنّـي حبّـهــا أبـدا***ويـرحـم الله عبداً قـال آمينـــا
|
آخر تحديث الاثنين, 23 فبراير 2015 07:05 |