القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن الدكتور اللواء عبدالله أحمد الحالمي في العاصمة عدن

article thumbnail

تشهد العاصمة عدن يوم الأثنين القادم الموافق 8 يوليو 2024م فعالية تأبين كبرى وفاءً لف [ ... ]


نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


التسامح عندما يخفي التسامح - بقلم - فاطمة المزروعي صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة الكاتبة/ فاطمة المزروعي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 02 فبراير 2015 18:48

يطيب للبعض أن يعلي شعارات في أحيان هو لا يفهم عمقها ولا معناها الحقيقي، تجد أمثال هؤلاء وكلماتهم السطحية وتنظيرهم وفلسفتهم غير العلمية في زاويا مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر وكيك الذي يظهر لك صورة وصوتاً، ولا ننسى الإنستغرام وغيرها كثير.
سأضرب لكم مثالاً في محاولة لتقريب الصورة، عندما يأتي أحدهم وينتقد ويعلي الصوت لعدم وجود تسامح، وأن الحياة تحولت للقسوة ولعدم وجود الرحمة، حتى الآن الكلمات جميلة وفي محلها، لكن عندما يأتي ويخصص مجتمعاً وحادثة وقعت في هذا المجتمع، ويطالب بالتسامح مع مسببي هذه الحادثة .. هنا تضع علامة استفهام كبيرة، وقبلها عدة علامات للتعجب.


بالضبط ما الذي يتحدث عنه أمثال هؤلاء؟ وما الذي يطالبون به؟ عملية إجرامية إرهابية راح ضحيتها أبرياء، وتم خلالها محاولة زعزعة الاستقرار والأمن والسلم لهذا المجتمع، وتمكنت أجهزة الأمن من القبض على المجرمين، وقيدوا للمحاكمة وصدرت بحقهم أحكام قضائية، وبعد كل هذا يأتي من يطالب بالتسامح. أعتقد أن في مثل هذه الدعوة خللاً، وتحتوي على ظلم للضحايا وحقوقهم، فضلاً عن تشجيع كل مجرم.
من هذه النقطة تحديداً أدعو لفهم عمق مثل هذه الشعارات الفضفاضة الرنانة والتي أحياناً قد لا ننتبه لمعناها الحقيقي والقصد من ورائها، فنقود أنفسنا ونكتب ونتعاطف مع مثل هذه الدعوات.
الفيلسوف الإنجليزي كارل ريموند كارل، وهو بالمناسبة يعتبر من أهم وأغزر المؤلفين في فلسفة العلم في القرن العشرين، وكتب بشكل موسع عن الفلسفة الاجتماعية والسياسية، قال: «سيقودُ التسامح غير المشروط حتماً إلى اختفاء التسامح نفسه، ففي حال مدّدنا تسامحنا غير المحدود ليشملَ حتى أولئك المتعصِّبين، وإن لم نكن مستعدين للدفاع عن مُجتمعنا المتسامح ضدّ مخالب المُتعصِّبين، فسنكون بذلك قد دّمرنا حتى المُتسامح وتسامحه معهم، ولذلك فعلينا أن نُطالبَ باِسمِ التسامح – الحقَّ بعدم التساهُل مع المتعصِّبين، علينا أن نُطالب باعتبارِ أيِّ حركةٍ تدعو للتعصُّب خارجة عن القانون، وعلينا اعتبار التحريضِ على التعصُّب والاضطهادِ جريمة، تماماً مثلما نعتبرُ التحريضَ على القتل، أو على الاختطاف، أو على الدعوة إلى الرجوع للمُتاجرةِ بالعبيدِ جريمة».
ومن هذه الكلمات، تحديداً ندرك أننا ببساطة متناهية لسنا أعداء للتسامح، بل من الجميل أن نكون متسامحين، لكن ليس مع من أراد تقويض هذه الفضيلة وجميع الفضائل في مجتمعاتنا، ليس مع الإجرام وسفك الدماء، نحن مع العدالة في مختلف شؤون حياتنا من دون تقييد أو تحديد.

آخر تحديث الاثنين, 23 فبراير 2015 07:04