القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
رأينا في نتائج الانتخابات... محمد حيدرة مسدوس صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
سياسة - تيار اصلاح الوحدة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38
صوت الجنوب نيوز .12.10.2006 / د . محمد حيدرة مسدوس / الوسط 11.10.2006
نحن في تيار المصالحة واصلاح مسار الوحدة في الحزب الاشتراكي قد قلنا .
سابقاً بأن الانتخابات لاتعنينا حتى نقاطعها أو نشارك فيها، لأنها موضوعياً لاتعني الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة
وقد سبق وان قلنا رأينا في هدفها ونتائجها قبل ظهورها.

والآن نقول رأينا في نتائجها بعد ظهورها، ويمكن توضيح ذلك في النقاط العشر التالية:

1) لقد قلنا أن بن شملان مرشح للسقوط، وان اللقاء المشترك الذي رشح بن شملان يدرك ذلك منذ البداية، لأن السلطة فصَّلت الانتخابات على مقاسها في القيد والتسجيل، واللقاء المشترك وافق على المشاركة في الانتخابات دون أن يشارك في القيد والتسجيل. وهذا يعني بأن المؤيدين لبن شملان لم يكونوا كلهم مسجلين في القيد والتسجيل. وبالتالي فإن النتيجة المعلنة هي صحيحة ولاشك فيها. وكان على قيادة اللقاء المشترك بأن تسلِّم بالنتيجة بوضوح وتذهب طابوراً الى الرئاسة وتقدم التهاني للرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة فوزه الساحق في الانتخابات وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية وتتحمل المسؤولية أمام هيئات أحزابها، أو ان ترفض النتيجة بوضوح وتخرج الى الشارع، لأن ما عدا ذلك هو موقف انتهازي بامتياز.

كما ان قواعدالديمقراطية المعمول بها في البلدان الديمقراطية تحتم على من سقطوا في الانتخابات بأن يتركوا مناصبهم الحزبية باعتبار انه لا يشرف أي حزب ان يبقى في هيئاته من هو منبوذ من قبل الشعب.

فهل تفعلها الاحزاب في اليمن احتراماً لإرادة الناخبين الذين اسقطوهم؟

2) لقد قلنا أيضاً بأن اللقاء المشترك قد رشح بن شملان ليس فقط للسقوط، وانما لدفن القضية الجنوبية باعتباره جنوبياً ومن حضرموت. وهذا ما أكدته الوقائع الملموسة. فقد أعلن اللقاء المشترك مشروعاً سياسياً لاصلاح النظام السياسي وسرعان ما تركه وذهب يبحث عن المشاركة في الانتخابات بدون المشروع. كما أنه وافق بأن يكون معارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام وان يكون الرئيس علي عبدالله صالح هو الحكم، بينما اللقاء المشترك يفترض بأنه معارضة للرئيس وليس لحزبه. وقد قبل كذلك بالمشاركة في الانتخابات دون ان يشارك في القيد والتسجيل كما اسلفنا، وهدد أكثر من مرة بالمقاطعة ولم يقاطع رغم ان السلطة لم تنفذ الاتفاق الذي تم حول الانتخابات، وهدد أكثر من مرة كذلك باللجوء الى الشارع ولم يخرج... الخ، وهكذا يتضح بأن القضية برمتها هي زوبعة انتخابية لدفن القضية الجنوبية.

3) لقد قال بن شملان في مهرجاناته الانتخابية بأن اتهام اللقاء المشترك بدفن القضية الجنوبية منطق غير سليم، بينما هو ذاته في نفس المهرجان قال بالنص: هناك جمهورية يمنية قد توحدت البلاد وأنتهت، هناك مظالم صحيح في كل المحافظات، وفي مظالم خاصة المترتبة على حرب 1994م وحقوق أخرى في عام 1978م الى اليوم، هذه القضايا يجب ان تحل، هناك آلاف من الناس الجالسون في بيوتهم بدون عمل خرجوا لأسباب سياسية، هذه قضايا يجب ان تصفى. واضاف يقول: أما قضية الحديث في الوحدة هذا كلام لم يعد يمكن الالتفات إليه بأي حال من الأحوال ...الخ. هكذا قال بن شملان مرشح اللقاء المشترك. وهذا دفن واضح للقضية الجنوبية. وبالتالي كيف يمكن لمن ادلوا باصواتهم من الجنوبيين ان يعطوها لبن شملان؟؟؟

4) ان بن شملان قدم نفسه للشعب في الجنوب كدافن للقضية الجنوبية وقدم نفسه باسم اللقاء المشترك المكروه لدى الشعب في الجنوب بسبب موقفه المعادي للقضية الجنوبية. حيث ان الشعب في الجنوب يرى بأن هناك خصوماً ثلاثة لقضيته، أول هذه الخصوم الثلاثة هم الناكرون للقضية الجنوبية في الحزب الاشتراكي الذين ينكرونها باسمه زوراً وينكرون الجميل. وثاني هذه الخصوم الثلاثة هم بقية اطراف اللقاء المشترك الذين يتصدون للقضية الجنوبية قبل السلطة وهم في الشارع فكيف إذا هم بالسلطة؟

والخصم الثالث هي السلطة التي اصبحت أهون الشرين في نظر الشارع الجنوبي بالمقارنة مع اللقاء المشترك.

وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات رغم أننا كنا نتوقع فوز الاصلاح في المحليات بسبب فساد المؤتمر. فمع ان اكثر الناخبين في الجنوب هم من الشمال ومن لم يصدق ذلك عليه ان يقوم باحصاء للشماليين في الجنوب، إلاَّ أن من شارك من الجنوبيين في الانتخابات قد نظر الى اللقاء المشترك بأنه شمالي، وقد نظر الى بن شملان بأنه مرشح المعارضة الشمالية، ولذلك فضل بأن يكون مع شمالي في السلطة ولا مع شمالي في الشارع. واضافة الى ذلك فإن بن شملان كان متناقضاً في كلامه. فهو من جهة يعترف بالآثار الكارثية لحرب 1994م ضد الجنوب والتي عطلت مسار الوحدة، ومن جهة أخرى يرفض إزالة آثارها واصلاح مسار الوحدة.

أما الشعب في الشمال فمن البديهي بأن يكون مع الرئيس وحزبه في سبيل ابتلاع الجنوب، وهذا ما أكدته نتائج الانتخابات.. ونستطيع ان نجزم بأنه لولا القضية الجنوبية لما سمح الشعب في الشمال ببقاء الرئيس علي عبدالله صالح في الحكم بعد 28 سنة والتي لم يحصل عليها أي حاكم قبله في الشمال. كما أنه لولا القضية الجنوبية لما تمسك النظام اصلاً بالديمقراطية.

5) إن نظام صنعاء هو كما قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» لم يكن ديمقراطياً بطبيعته، لأن دستوره كان يقول من تحزب خان، ولكن اشتراط الوحدة بالديمقراطية هو الذي أجبره على قبول الديمقراطية.

ولولا اشتراط الوحدة بالديمقراطية لما وجدت الديمقراطية في اليمن اصلاً. وهي الآن رغم أسباب وجودها وغياب شروطها، إلاَّ أنها قد اصبحت حقيقة لا يمكن نكرانها. ولكن الحقيقة الموضوعية التي يستحيل دحضها أو نكرانها أيضاً هي ان هذه الديمقراطية قائمة على نتائج الحرب بالنسبة للجنوب. وهذا يعني بأن هذه الديمقراطية لاتعني الجنوب وانما تعني الشمال. فلا يمكن موضوعياً وعلمياً ان تشمل الشعب في الجنوب إلاَّ بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة واعتبار الحرب ونتائجها باطلة، لأن العلاقة بين شرعية 7 يوليو 1994م وبين شرعية حقوق الشعب في الجنوب هي في قانون نفي النفي، فإذا ما اصبح هذا اليوم شرعياً فإنه ينفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب والعكس، أي ان شرعية هذا اليوم تنفي شرعية حقوق الشعب في الجنوب، وشرعية حقوق الشعب في الجنوب تنفي شرعية هذا اليوم بالضرورة. وبالتالي فإن شرعية الوحدة ذاتها تتوقف على ذلك بالضرورة أيضاً. كما ان المعركة الانتخابية التي جرت حالياً في اليمن إذا ما اعتبرناها معركة، فإنها من حيث الشكل بين سلطة ومعارضة الشمال، ومن حيث المضمون بين اليمن الأعلى واليمن الاسفل من الشمال. أما الجنوب فهو خارج هذه المعادلة منذ حرب 1994م.

6) لقد غاب الجنوب تماماً من الحياة السياسية بعد حرب 1994م وأصبحت الحياة السياسية شمالية بامتياز، بدليل انه لم يعد يوجد صانع قرار في السلطة أو في المعارضة من الجنوبيين حتى في اطار الحزب الاشتراكي ذاته الذي هو امتداد لثورة الجنوب ومنبعه من الجنوب. وطالما وان الحياة السياسية هي شمالية بامتياز فإن الديمقراطية تبعاً لها هي شمالية بامتياز أيضاً وبالضرورة. وبالتالي فإن شرعية حقوق الجنوبيين وهويتهم ومستقبلهم في أرضهم وكرامتهم عليها هي مرهونة بإزالة آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، لأن أي شيء يحصلون عليه بدون ذلك سيظل بمثابة هبة أو فضيلة وليس حقاً مشروعاً يستمدون شرعيته من الوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية مثل امريكا الجنوبية وامريكا الشمالية. فعلى سبيل المثال كان أكثر المغتربين اليمنيين في الخليج قبل حرب 1994م هم من الشمال، وبعد حرب 1994م أصبح أكثرهم من الجنوب بسبب فقدانهم الأمل في العيش بوطنهم الذي فقدوه. فإذا كانت صنعاء لاتعترف لهم بوطن بعد حرب 1994م لأنها ترفض اسم الجنوب ولاتعترف به، فكيف ستعترف لهم بحقوق مالم تزل آثار الحرب واصلاح مسار الوحدة؟؟؟ حيث وصل الأمر بصنعاء الى تعمييم منشور سري على جميع السفارات اليمنية بسحب أية وثائق أو حتى اوراق عادية باسم الجنوب بهدف طمس تاريخه وهويته. فعندما تقول صنعاء ليس هناك جنوب، فإنها بذلك لاتعترف لنا بوطن.

7) إن الاخوان في صنعاء لم يعودوا يعترفون بالوحدة السياسية بين اليمن الجنوبية واليمن الشمالية بعد حرب 1994م، بل اصبحوا يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين اطراف من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين. وهذا تراجع عن الوحدة ويعطي الحق للجنوبيين بالمطالبة بحق تقرير المصير. فلقد قلنا أكثر من مرة ومازلنا نقول اقنعونا بأن العلاقة بين الشمال والجنوب هي علاقة وحدة بعد الحرب وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأنها علاقة احتلال وعودوا الى الوحدة، ولكنهم يرفضون.

8) إن تمسك الجنوبيين بتاريخهم السياسي وبهويتهم الجنوبية في اطار الوحدة وتكريس المفهوم الجغرافي للوحدة، أي شمالاً وجنوباً كحقيقة تاريخية وموضوعية يستحيل دحضها أو نكرانها هو يساوي الحل بالضرورة، وفقط تبقى المسألة هي مسألة وقت قد يطول وقد يقصر فقط ولاغير. فالوحدة هي أعلنت من الناحية الشكلية ولكن الحرب حالت دون قيامها في الواقع وفي النفوس من الناحية العملية.

9) لقد قلنا سابقاً في صحيفة «الوسط» بأن التناقض في اليمن ليس تناقضاً حزبياً بين حزب حاكم واحزاب معارضة يمكن حله بالانتخابات أو بالمشاركة في السلطة، وانما هو تناقض وطني لايمكن حله إلاَّ باصلاح دستوري للنظام السياسي ذاته. فقبل اعلان الوحدة كان التناقض مناطقياً بين مناطق تحكم ومناطق محكومة، وبعد اعلان الوحدة تشكل وضع جديد كاد ينقل اليمن ككل شماله وجنوبه الى التناقض الحزبي البناء بين حزب أو أحزاب تحكم وتعبر عن مصالح قوى اجتماعية معينة وبين حزب أو أحزاب معارضة تعبر عن مصالح قوى اجتماعية أخرى. ولكن حرب 1994م ضد الجنوب قد عطلت هذا الوضع وجعلت التناقض شطرياً بين شطر قاهر وشطر مقهور. وهذا ماأكده الأخ الرئيس في مهرجاناته الانتخابية في المحافظات الشمالية عندما ظل يكرر شكره وتقديره لهم في كل محافظة على انخراطهم في حرب 1994م ضد الجنوب. وهي الحرب التي شكلت الأساس الذاتي لاتحاد الشمال على الجنوب وارجعتنا الى شمال وجنوب في الواقع وفي النفوس.

10) إن هذا الواقع الجديد الذي خلقته الحرب لم تدركه قيادة الحزب الاشتراكي، بل ظلت تتعامل معه وفقاً للواقع القديم، وهذا ما جعل الحزب يكون ضحية وعي قيادته. فقد قلنا لهم بأن أي اصلاح للنظام السياسي هو عبر بوابة الوحدة كما جاء في برنامج الحزب الذي استبدلوه بمشروع اللقاء المشترك. وقلنا لهم أيضاً بأن أية بوابة أخرى هي فاشلة، لأنها لا تستند على مشروعية تلزم السلطة بقبولها. ولكن النزعة الشطرية التي طغت عليهم وعلى اللقاء المشترك قد ضلت بهم الطريق وساروا في الخطأ.. ففي بيانهم الخاص بنتائج الانتخابات قالوا إن حملتهم الانتخابية قد نجحت في تقوية وشائج الوحدة الوطنية (يقصدون الوحدة اليمنية) واضعاف الولاءات الضيقة وتعزيز البعد الوطني في النسيج الاجتماعي للشعب اليمني... الخ. هكذا قالوا في بيانهم وهي اشارة الى تيار اصلاح مسار الوحدة. ولكنه لم يسعفهم وعيهم ويدركون بأن ماقالوه يؤكد ما كنا قد قلناه، وهو أن هدفهم الأول من هذه الانتخابات دفن القضية الجنوبية. ومع ذلك فإنه لو كان ما قالوه صحيحاً لما نبذهم الشعب في الجنوب وكذلك الشمال وجعلهم في ذيل نتائج الانتخابات مابعد المستقلين. وهل يدركون بأن أي حزب يتجاوزه المستقلون يفقد مبرر وجوده بالضرورة؟؟؟ ثم اننا لو سلمنا بمنطقهم القائل بأن الانتخابات هي الحل، فإن هذه الانتخابات تكون حلت مشكلة الشمال وأبقت مشكلة الجنوب، وبالتالي يصبح الأساس الموضوعي للعمل السياسي هو شمال وجنوب.

هذا وفي الختام اود القول بأن ما يقوله اللقاء المشترك وما تقوله قيادة الحزب الاشتراكي هو خارج الواقع، بدليل انهم حالياً يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً، بينما الانتخابات كقاعدة عامة لاتخلق واقعاً جديداً، وانما هي تكشف الواقع الملموس. فالانتخابات التي جرت في اليمن لم تخلق واقعاً جديداً كما جاء على لسان الأمين العام للحزب الاشتراكي في صحيفة «البيان» الاماراتية، وانما هي كشفت الواقع الذي هم كانوا يجهلونه.

فإذا هم يقولون بأن الانتخابات خلقت واقعاً جديداً ويرفضون ان تكون حرب 1994م قد خلقت واقعاً جديداً والتي هي بالفعل قد خلقت واقعاً جديداً ونتج عنه القضية الجنوبية، فما علاقة تفكيرهم بالواقع؟؟؟

* عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني
آخر تحديث الخميس, 12 أكتوبر 2006 03:38