القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -
حد شبع (هجري) وحد محروم ما ذاق صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 06 مارس 2007 12:31
صوت الجنوب 2007-03-06 / علي سالم اليزيدي:
ربما ينفصل خطاب السياسة في معظم الأوقات عن الوقائع والواقع، ولا يلبي رغم الاجتهاد فيه معظم التطلعات المطروحة وما ينظر إليه الناس
بشغف ووجد، هذا هو الكلام السياسي ولأنه في حقيقته كما يقول العم عاشور ملحم (التناك) عندما يراوغه أحد زبائنه في مساومة أجرة العمل: والله ما اليوم قدك سياسي. التطابق لا يصدف أبدا ولا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، لأن السياسي مرواغ ويساير الظرف الراهن والقادم ولهذا قالوا: إن هذا سياسي يعرف يلعب الأوراق أو يحتفظ بهذا الكرت للوقت المناسب، ومع هذا فإن الصدق لا يوجد فيه كرت أبيض ولا كحلي ولا هو لعبة (الثبت) المعروفة عند العجائز، ومنظومة العمل السياسي والمواضيع المطروحة أمامها هي بورصة الأفكار وكل ما يربط السياسي بها وأدواته الماكرة والنوايا المعقولة لنجاح فكرة ثم كيفية جعلها أوراقاً مطيعة.

ما يطالعه المرء اليوم، وعلى ما يبدو أننا قرأنا قبل مدة قصيرة على صفحات «الأيام»، هو السياسة المتبعة في عدالة الوظيفة وخدمة التنمية، في بادرة حقيقية لوضع كل ما ينطق به السياسيون ولا نراه، على الرصيف الذي يمتلئ بالشباب والباحثين عن فرصة عمل، ومن هذا الرأي أيضا ينشق رأي آخر يقدم نفسه كواجهة في مكان آخر أو مكانين في البلاد، حقيقة النمو والتعدد وحديث الفكر والممارسة الديمقراطية الواسعة إذ إن بلدا تقوده الآلية الديمقراطية وتتفعل كل أدواتها وتنتقل إلى المدارس لتعليمها فهذا يفرض بالضرورة تعدد الأصوات في الحقوق والمكاسب، هناك انقسام سلمي لابد أن يحدث وعلى السلطة التي تتشدق بالديمقراطية أن تحدث انفراجا كبيرا بين الشركاء الديمقراطيين وأهل الأرض وأصحاب الفكر ورجال المال فالادعاء وحده لا يكفي وإن كسب هذا رضا البعض في الداخل والخارج، فإن السياسة المموهة لم تعد حديثا ذا جدوى للناس وهناك جيل جديد قد بلغ حق المشاركة وهو يضغط بقوة من أجل حقه السياسي، فكر جديد متغير طامح نتج من خلال الإفرازات في الواقع، جاء من خارج النزاعات والانقسامات الخطيرة التي نراها أمامنا وتتصاعد دون حوارات ولا حلول ولا آفاق للتسوية، وتراث كبير من النزاعات وهذا الجيل وما يليه لا دخل له لا بالموالاة ولا بالرفض، إنه المتحفز لأن يضع السياسة في خدمة السياسة ويقدم التنمية والعدالة والوظيفة والمساواة في حقوق الناس، لديه اتجه واحد لوقف نزيف المال العام وبذخ المتنفذين وتخمة المناصب والألقاب ومنح التكليفات المجزية وعطايا التعيينات الزاخرة بالعاطفة والخالية من الكفاءة والبعيدة عن العدل وقول الصدق. الشباب في المكلا وعدن وأبين مركونون في الشوارع ويخجل المرء من النظر إليهم والفتيات يبكين في المنازل وهن ينظرن إلى الشهادات، وربت الكتوف من الأمهات كل من تخرج من عام 1999م إلى 2007م لم يتوظف منهم إلا النزر اليسير في المكلا وسيئون والشحر وجعار وشبوة ما يقرب من 10% ، إنها لعبة السياسة والايديولوجيا الخفية في (فعص الرأس) في بلد نصحو فيه على كلام يقشعر له البدن من الفظاظة والاصطناع وننام على وعود أحلى من أحلام لقاء المحب لحبيبته، إنها المفارقة وهي ليست عفوية أو جاء بها السيل في طريقه أبدا.

وحينما يكون المعنى، هناك من شبع ويشبع كل شارقة شمس من التمر (الهجري) ما أحد يطعمه إلا من دعت له أمه وليس لديه إلا الفهلوة والتنفذ وشراء الوظيفة أو المنصب الكبير ولا تقبل الدنيا على أهلها الصادقين، السياسة تفتح الأبواب للمارق وتدخله ليلعب الدور وتحني الرأس للكذاب والسوقي حسب الموعد، وأيضا كل خدام السلطة المطيعين للايدولوجيا الخفية.

كل هذا لا يقبل القسمة على الديمقراطية والواقعية الوطنية في العدل، إنها تخمة وتصدير الوظيفة ونزعها واستبدالها وإعادة نشر المناصب كل يوم من جانب واحد دون كل الناس، ومثلما قال الشعر الحضرمي: البعض لازال سلبهم ابو فتيلة، ولكن المشكلة ذات الوجه الظاهري هي (حد شبع هجري وحد في كل المدن ما ذاق الخريف) حتى وإن كان عند داره وبس.

عن الايام
آخر تحديث الثلاثاء, 06 مارس 2007 12:31