القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


سكرتير دائرة الإعلام - تاج / عبده النقيب (من هنا انطلقت الثورة ) صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 01 نوفمبر 2008 08:00
صوت الجنوب/2008-11-01
عبده النقيب
التاريخ يعيد نفسه.. ليست مصادفة أن تتحول يافع إلى حضن الثورة الجنوبية ومشروع الاستقلال.. ولم تكن صدفه
أن تقف يافع وقفة جبل (العر) الشامخ سدا منيعا بوجه جحافل الغزاة اليمنيين ليست كما يظن البعض بل أنه التطور الطبيعي للثورة الذي يسير في مجراه الصحيح.

يقول الفليسوف اليوناني سقراط ( أن المرء لا يستطيع أن يقطع النهر مرتين) قد يتكرر العبور في النهر لكن الماء دائم الجريان فلن تستطيع أن تعبر نفس الماء مرة أخرى. يتكرر المشهد ولو بشمل آخر وما أشبه الليلة بالبارحة فالاحتلال الزيدي للجنوب العربي الذي تمثل في غزوات متلاحقة بيين القرنين السادس عشر والثامن عشر الميلادي تحت دعاوى دينية تنتهي بها الأمر إلى القتل لأبناء الجنوب العربي ونهب وسلب أموالهم وفرض الجزية والهيمنة وبسط النفوذ الحربي والعسكري على المناطق التي تحتلها. وقد مثلت يافع مركزا للمقاومة الجنوبية العصية علي الهزيمة فنظمت المقاومة والحملات التي هزمت جيوش الأئمة وصدتها عن يافع ثم اقتفت أثرها وسحقتها في أكثر من موقعه في الضالع والبيضاء ورداع ودثينة وحضرموت حتى طهرت الجنوب العربي من تلك الجيوش الزيدية الغازية وكبدتهم خسائر كبيرة لا زالوا يتذكرونها حتى اليوم ويرفعون شعار الثأر.

عندما تحولت الدعوة الدينية إلى جوية تفرض على أبناء الجنوب العربي وإلى جباية للضرائب وجحافل الزيود تقمع وتنهب وتنتهك الحرمات أبى أبناء يافع والجنوب إلا أن يرفضوا هذا, وأمام وضع كهذا صرخت الشيخة نور العفيف بالقوم وامتطت صهوة الفرس تصول وتجول في ميدان المعركة حتى استشهدت في البيضاء فكان دمها نور للمقاتلين يضئ دربهم وصوتها صرخة في النخوة والرجولة والشهامة والشرف فهبت يافع عن بكرة أبيها تذود عن الشرف وتطارد الغزاة في كل جل وسهل. لم تقل الشيخة نور العفيف أن الاجتياح الزيدي للجنوب العربي كان اكبر من أن يقاوم أو أن على أبناء الجنوب أن يتعلموا التكتيك والمرونة لأن السياسة فن الممكن كما يفعل اليوم بعض المبطوحين الجنوبيين مما تربوا على الخنوع والذل والإصغاء دون نقاش.. في قضايا الشرف والكرامة لا نفهم معاني السكوت والتكتيك لأن من فرط بشرفه وكرامته مرة واحدة ستقتل بداخلة الحماسة والغيرة ولن يبقى لديه ما يدافع عنه.. الوطن هو المعنى الأول والأخير والوحيد المرادف للكرامة التي لا نفرط بها ولا نساوم, لذا جاء الإعصار الجنوبي المدمر يقتلع جذور الاحتلال ويجرفها كل ماله علاقة بالاحتلال.. هكذا انطلقت الثورة الجنوبية السلمية الشاملة كظاهرة جديدة وقف أمام المخضرمين والمتبلدين في السياسة لم يستوعبوا المتغيرات الكبيرة التي حدثت في العالم ووقفوا مشدوهين يلاحقون ما يجري في الشارع الجنوبي فقالوا عنه هذه مجرد دكاكين صغيرة ومشاريع قزمية ومعارضة انترنت.. لكنهم صحوا متأخرين على شارع يغلى وجماهير تمور.. جماهير تواجه الرصاص بصدور عارية وتهزم الدبابات والمدافع التي انتشرت في مل مكان في الجنوب دون جدوى.. وشاهدوا الرجال وهي تدخل السجون والمتعقلات وتخرج منها قامات وهامات أقوى واصلب تلهب حماس الجماهير وترفع سقف المطالب بكل جرأة.

هنا أدرك المتكتكون أنهم أمام ثورة جديدة عصية قمعها على الاحتلال ومن والاه.. فبدءوا بإيعاز من قياداتهم الممولة من عصابة الاحتلال في صنعاء في أطلاق المشاريع الوهمية ألمضلله كالفيدرالية والحكم المحلي واسع الصلاحيات وغيرها دون يعلنوا عن برنامج سياسي حقيقي يعملون يقدموه للجماهير لتقول فيه كلمتها..

لا يمكن أن نجزم بأن هؤلاء لا يملكون مشروعا أو أنهم كما يدعو يمارسون السياسية التكتيكية (خطوة.. خطوة). سنكون مخطئين مثلما أخطانا يوم السكوت على الجريمة التي ارتكبت في مايو 1990..

إن مشروع هؤلاء هو مشروع السلطة وأنهم دون تستر أو مواربة سائرون في مشروع مسخ الجنوب وطمس وهويته ويمننته والشواهد على ذلك كثيرة. أولها سكوتهم المطبق على ما يجري من ظلم وقهر وتدمير للجنوب تاريخا وإنسانا منذ حرب 1994م حيث تخلوا عن كل مسؤولياتهم ونفضوا أيديهم وصمتوا ولم ينبسوا ببنت شفه اتجاه ما يجرى للجنوب وأهله والأدهى من ذلك أنهم سعوا بشكل حثيث لترتيب أوضاعهم الخصية ومتابعة مستحقاتهم الشخصية التي أستخدمها الاحتلال كوسيلة لكسب وإسكات بعضهم وشراء البعض الأخر.. تعاظمت مسيرة الثورة وكبرت الحلقة وارتفع سقف المطالب وضربت في المهد الدعوات الذليلة التي حاولت التسلل للشارع الجنوبي متنكرة بثوب الفيدرالية وغيرها وصدتها الجماهير بقوة أصابت الداعون لها في مقتل.. أفاق هؤلاء متأخرون ليجدوا أنفسهم وقد تخلفوا عن الشارع وصاروا في مواجهته.. وبين عشية وضحاها تغير تكتيكهم فمن دعاة للفيدرالية وسياسة فن الممكن إلى حملة لمشروع الاستقلال.. يقولون ذلك نفاقا لأنهم كرسوا جل جهدهم لمحاربة مشروع الاستقلال الجنوبي ويتعاطون مع سلطات الاحتلال سرا وعلانية !! ألا تثير المسالة الشك والريبة فيمن ينادي بالاستقلال ويناصب حملة مشروع الاستقلال أنفسهم اشد العداء..

هكذا وجد الاحتلال اليميني أعوانا له وبدأ يعمل بنصائح بعض الجنوبيين الذي أكدوا له أن الجنوبيين سيهزموا بعضهم.

ليست بعيدة عما نقول تلك المحاولات المحمومة في عرقلة تشكيل الهيئات الجنوبية والحملة المغرضة على التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ), وليست بعيده عما نقول تلك المحاولات التي تجري في خلق أشكال جديدة تنازع الفعاليات القائمة وتسحب البساط منها..

أثبتت التجربة أنه كلما أوغلت سلطات الاحتلال اليميني في ارتكاب الأخطاء ورفض مطالب الشارع الجنوبي كلما رفدت الثورة بطابور جديد من أبناء الجنوب وكلما ترسخت القناعة بالاستمرار في مواجهة الاحتلال..

كان هؤلاء متأخرون بالأمس عندما تجاهلوا الشارع الجنوبي وثورته وهاهم يكررون الخطأ اليوم بتغيرهم أوراق اللعبة ولا يدركون أن الشارع الجنوبي صار أكثر وعيا ويعرف كيف يحدد بدقه من هم أعداء الثورة ومن هم أصدقاءها.. لسنا دعاة لإقصاء أحدا بالمطلق بقدر ما ندعو إلى ممارسة الشفافية ونطالب كل من لديه مشروع أن يتقدم به للجماهير ونحن أيضا على استعداد للتحاور مع أي طرف كان وسنحدد موقفنا بكل صراحة من أي مشروع وفقا لبعده أو قربه من مشروع الاستقلال.

لم يعد الأمر خافيا على أحد أن هناك محاولات مستمرة تجري على قدم وساق لعرقلة قيام الهيئات الجنوبية وأوكلت سلطات الاحتلال وقيادة أحزاب المشترك هذه المهمة لبعض العناصر الجنوبية بكل أسف لتعيق أي تقدم لمشروع الاستقلال حتى يتكسر ومن ثم تتقدم مشاريع اليمننة التي بها ستدفن قضية شعب الجنوب ويحصد نفر من الناس الثمن.. وعندما تفشل هذه العناصر تتدخل قوات الاحتلال في استخدام القوة والعنف والقمع كما حصل في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة كان أخرها ما حصل في نهاية مارس الماضي من اعتقالات لقيادات الثورة الميدانيين ومن حملات عسكرية اجتاحت الجنوب وهي اللحظة التي بها كان الحوار على وشك أن يستكمل بين القيادات الميدانية الجنوبية للإعلان عن الهيئة الوطنية الجنوبية العليا.

هكذا تكرر المشهد في أكتوبر من هذا العام حين انطلقت الحوارات بين القيادات الميدانية وقادة الهيئات في المحافظات حتى أنتفضت بعض القيادات الجنوبية تدعو للاجتماعات وتوزع الأموال تشتري بها من تقدر على شراؤه وأطلقوا تصريحات التهديد والوعيد بأن كل يتحدث عن الاستقلال سيكون مصيره السجن.. لم تكتف بما فعلته في اجتماعات فاشلة حشدت كل الإمكانيات لها وحصدت الفشل الذريع. هنا تدخلت سلطات الاحتلال وأمرت باعتقال قادة الثورة في ما عرف بمحاولة حصار واعتقال باعوم ورفاقه وهم عائدون من المشاركة في فعالية جنوبية في يافع.

هنا كانت يافع بالمرصاد لسلطات الاحتلال فانتفضت كرجل واحد من أقصاها إلى أقصاها.. يبدو أن سلطات الاحتلال وأعوانها في الجنوب قد أخطأوا الهدف والمكان والزمان.. وعادت الذاكرة بيافع الشماء إلى الوراء قرون وإذا بصوت الشيخة نور العفيف تردده جبال يافع وتهتف للحرية والكرامة والوطن أحبطت المحاولة البائسة التي حولت يافع إلى ملتقى وقبلة للثوار يأتوها من كل جدب صوب جنوبي.. فعاليات سياسية وخطابات حماسية ملتهبة وحوارات تبدأ ولا تنتهي بين الثورا من قادة العمل النضالي الميداني توجت بذلك الإنجاز العظيم في إعلان تشكيل المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب كنقطة تحول حاسمة في تاريخ الثورة التحريرية ومسيرة الاستقلال..

كان للإعلان وقع الصاعقة على أذان سلطات الاحتلال وعرابي مشروع اليمننة المتعثر وكان لحكمة القادة ممن صنعوا هذا الحدث العظيم في أن تركوا الباب مفتوحا لكل من يؤمن بمشروع الاستقلال وحرية وهوية الجنوب وأكدوا بالملموس أن المهمة نضالية قبل أن تكون وجاهة كما يضن أو يفعل البعض.



هكذا يافع استدعت التاريخ وحسمت الأمر فاحتضنت الثورة في لحظة هي تعيش لحظة المخاض العسير وأمنت الدعم اللوجستي لميلاد هذا الفارس الجنوبي الذي سيأخذ على عاتقه مسؤولية قيادة مسيرة التحرير.. يافع بادلت الجنوب الوفاء وأعلنت منطقة محررة معقل للثورة ومشروع الاستقلال. مرحى للمجلس الوطني الأعلى للتحرير وعاشت يافع مهبط الثورة والحصن الحصين للجنوب العربي المحرر, ولنعلن جميعا أن الثورة خرجت من عنق الزجاجة ولن تعود أليها مرة أخرى.



سكرتير دائرة الإعلام في التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )
آخر تحديث السبت, 01 نوفمبر 2008 08:00