بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أيها الأخوة الحاضرون ياجماهير شعب الجنوب الأبي
تأتي مناسبة الذكرى الـ (18) لإعلان فك الإرتباط واستعادة الدولة هذا العام والجنوب يزخر بالأحداث والتطلعات المصيرية التي حتمت علينا الإعداد والإحتساب ليوم قريب نجهز فيه على الظلم والإكراه والتسلط والاحتلال . ويكتسب هذا المؤتمر الصحفي المنعقد في بيروت أهميته من ثقل اللحظة السياسية وراهنية نضالنا خصوصا وانه يشاركنا في هذا المؤتمر عددا من قيادات ثورة الجنوب التحررية في الداخل والخارج والذين أجرينا معهم سلسلة من التشاورات ستنعكس نتائجها على تطوير الأداء السياسي والفعل الثوري الجنوبي التحرري وأن هذا المؤتمر سوف يتضمن مجموعة من النقاط لها الأولوية في برنامج عملنا خلال المرحلة المقبلة لما فيها من معان وتحديات. أيها الأخوة والأخوات العزيزات والأعزاء, ان التضحيات الغالية والثمينة التي قدمها ويقدمها شعب الجنوب طوال أكثر من عقدين من الزمن كفيلة بقوة بأن تجعلنا صامدين ومصرين على مطالبنا المشروعة والعادلة وما همنا أن نؤذي أخوتنا في الدين والدنيا بل اننا ننشد العدالة لنا كما ننشدها للآخرين فالعدل أساس الملك ولا ملك الا طوعا ورغبة لا اكراها واجبارا . منذ العام 1994 وشعب الجنوب يسعى الى تحرير أرضه بكل صبر واحتمال لا كلل أصابه ولا ملل ولا أثرت فيه مكائد الجائرين ولا أقبية الفساد والمعذبين وأكثر ما كان يحزننا أن نضالنا هذا لم يفهم من إخواننا العرب أولا"والمجتمع الدولي ثانيا" الذي يدعي رعايته لموازين دقيقة في حقوق الإنسان والبشر والأوطان ،وعلى الرغم بأننا كنا السباقين في احتضان الكثير من المعارضات الوطنية في العالم العربي الا أننا لم نلق تفهما منهم يوم أطيح بحكامهم العابثين وأصبحوا هم في السلطة. أخواني الحاضرين ،أخواني وأبنائي الصامدين في الجنوب المحتل، في كثير من المناقشات بيننا وبين أخوة لنا حول مسائل متعلقة بآفاق المرحلة كنا نحسم أن اتجاهنا الأساسي هو التركيز على سلمية تحركنا والتصميم على الإلتزام بالأدبيات الإنسانية السامية وتجنب السقوط بما سقط به غيرنا في آفة العصبيات السلبية والردود المنحرفة والتعامل الأعمى مع شعب الجمهورية العربية اليمنية الذين نعرف أن بينهم من يرفض التنكيل بنا ووقف الى جانبنا يوم ظلمنا ولو بالموقف البسيط لا بل كنا مع بعضهم شركاء التطلع والتحدي. لذا أننا نؤكد أن قضيتنا التي نمثلها ليست قضية متطرفة أو انعزالية منغلقة مرتدة كما يروج نظام الاحتلال الغاشم وانما هي قضية وطنية وانسانية ترضي لغيرها ما ترتضيه لنفسها وترجو تعميم أدبيات المغفرة بين الأخوة بعد الإقرار بالذنب والتعهد بعدم تكرار الخطيئة، فما قمنا به نحن أهل الجنوب عام 2006م بالتصالح والتسامح نرجو أن نقوم به مع أشقائنا في الجمهورية العربية اليمنية بعد استرداد حقنا والإعتراف بنا كدولة عربية مستقلة لها كيانها الخاص ودولتها ذات السيادة على أرضها. أخواني وأخواتي العزيزات والأعزاء، إن لقائنا اليوم في هذا المؤتمر بكل العناوين المطروحة يأتي تزامنا مع إحياء فعالية الذكرى الـ18 لإعلان فك الإرتباط يرمي أيضا الى اعلان موقف من مجموعة من الأحداث الداهمة نحدد بموجبه آليات عملنا في المقبل من الأيام أولا في الشأن الداخلي: ان الأحداث وحجم الضغوط التي يتعرض لها شعب الجنوب جعلت من المتربصين والمستغلين ينفدون الى فرصة سانحة للعبث بأمننا وتهديد مصالحنا الوطنية والشعبية في عقر دارنا فأضحى المحتل الواحد أكثر من محتل والعابث بأمننا الى أكثر من عابث ومخل والجهة الإرهابية الواحدة الى أكثر من جهة ارهابية ، وكان القول دائما" كيف نتعامل مع كل هؤلاء الخصوم والعابثين ، من جهة هناك الطبقة الريعية والمستغلة لثروات الجنوب والمحتكرة ممتلكاته الوطنية بالقهر والإسناد غير الشرعي وهناك القوات العسكرية النظامية بالإسم والميليشياوية بالممارسة التابعة لدولة الاحتلال في صنعاء والمنخرطة حتى رأسها بلعبة أمنية صغيرة هدفها حماية المخلين بالأمن لا معاقبتهم وهاجسها ملاحقة المناضلين من ثوار الجنوب الاحرار ،وهناك الخلايا الإرهابية والتنظيمات الجهادية التي شاركت في احتلال الجنوب في حرب صيف 1994م مستندة الى فتاوي التكفير الدينية التي أباحت دم وعرض وأرض الجنوب ومايجري اليوم في عدد من مناطق الجنوب من تمدد وانتشار لهذه الجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها بـ "أنصار الشريعة" ماهو الا تجسيدا عمليا لفتاوى الحرب والتي بأسمها ترتكب أبشع الجرائم في حق شعب الجنوب فكما شاركت هذه الجماعات الإرهابية في حرب أحتلال الجنوب فأنها تهدف اليوم الى القضاء على الحراك السلمي الجنوبي من خلال خلط الأوراق التي مارسها ويمارسها نظام علي عبدالله وشركاءه في الجنوب من وقت مبكر ، وأمام كل هذا، كان السؤال الأهم كيف نتعامل مع كل هذه التحديات؟! اننا نقول بأننا أعددنا العدة لكل جهة تقصد وطننا بعين السوء وان جهوزيتنا المعنوية وغير المعنوية تؤهلنا لأن نتصدى بعزم وحزم لكل إرهاب أو أذية ليقيننا التام ان الجنوب بيئة طاردة ورافضة للإرهاب وماقام به أبناء الجنوب في أبين ومناطق أخرى وبمشاركة الحراك الجنوبي في التصدي لما يسمى بـ"أنصار الشريعة" وطردها من مناطق عدة الا دليلا دامغا على أن الجنوب يرفض الإرهاب, وهناك تعتيم إعلامي على دور الحراك الجنوبي في مكافحة الإرهاب ومحاولة سرقة هذه الأنتصار ونسبه الى الجيش اليمني المنهار الذي كان لبعض قياداته المتواطئة دور كبير في تسليم معسكراتها لهذه الجماعات الإرهابية ، وبهذه المناسبة أدعو كافة محافظات الجنوب المحتل الى الإستعداد لمواجهة كل المخططات الرامية الى أجهاض ثورة شعب الجنوب التحررية والتي تتعدد وتتنوع أساليبها وبالمناسبة كذلك نقول لهذه القوى الظلامية ومليشيات الاحتلال وقواته وكل القوى المتأمرة على شعب الجنوب التماس اللحظة الراهنة والخروج عن ترهيب الشعب والتسلط على خيراته قبل أن يضطر شعبنا الى ممارسة حقه في استعمال ما يراه مناسبا للدفاع عن نفسه وثورته السلمية. في الموقف من ما يسمى بـ "الحوار الوطني" : لا شك في أن مراحل سياسية متعددة من تاريخ جنوبنا السياسي أنتج مجموعة من التفسيرات السياسية تختلف من طيف لآخر وتعددت مواقع الناظرين الى سبل الحل والتفاهم وآليات القبول والرفض للخطوات والمبادرات التي تطرح للخروج بشكل آمن ومستقر من الوضع الراهن ،وبما اننا نصر على أن المراحل الخاصة التي عاشها الجنوب بين عامي 1990 و1994م كانت من أشد المراحل تركا"لإنطباعات السوء والظلامية في المزاج السياسي والثقافي والإجتماعي حيال العلاقة مع السلطة المركزية التي أنشأت ابان تكريس الوحدة الطوعية عام 1990 ،وترسخ هذا المزاج أكثر بعد الوحدة القهرية التي عمدها نظام الجمهورية العربية اليمنية بالدم البريء والرصاص الغاشم والمعتدي. وبما أننا نسعى لانهاء الاحتلال وإعادة التوازن في العلاقة الإنسانية والعربية بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية ونسعى لإنهاء حالة الوحدة القهرية وبلوغ الإنسجام الطوعي بين الشعبين الشقيقين وندرك أهمية التفاوض من أجل إنهى الاحتلال المفروض على شعب الجنوب تحت أسم (وحدة معمدة بالدم) وهو مطلبنا الذي وضعناه مستندين الى حقنا المشروع ومستندين الى قرارات الشرعية الدولية والى الواقع الثوري الذي فرضه شعب الجنوب على أرضه ,كما ندرك أهمية عرض مواقفنا من مايسمى بـ" الحوار الوطني " المطروح بين بنود المبادرة الخليجية ، وبما أنه لا يمكن لأحد أن يتكهن بموقف لم يصدر عنا حيال مايسمى بـ "مؤتمر الحوار الوطني" نؤكد على أننا لا نرفض مبدأ الحوار بل أننا من دعاة حل مشاكلنا من خلال الحوار التفاوضي ، وإذ نقدر جهود جيراننا في دول الخليج العربي لوضعهم مبادرة خليجية تحاول أنهاء حالة الصراع على السلطة في الجمهورية العربية اليمنية فأننا لا نعفيهم من المطالبة بوضع مبادرة أخرى تنهي حالة الاحتلال الذي فرض على شعب الجنوب وتعطي شعب الجنوب حقه الشرعي في السيادة على أرضه بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم . وفي هذه المناسبة سنوضح مايمكن قبوله من قبل "الحراك الجنوبي "للمشاركة بأي حوار تفاوضي مع نظام صنعاء وفق مسلمات ثابتة لا رجوع عنها أولا: أن يكون الحوار التفاوضي بين ممثلين عن دولة الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية ) ودولة الجمهورية العربية اليمنية بعد الاعتراف بقضية شعب الجنوب وبالحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية وتكون الجهة الراعية أو أحد الرعاة الأساسيين من الأطراف الدولية المؤثرة وتحديدا"الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. ثانيا: توفير الحماية الدولية الإنسانية لشعب الجنوب وإيقاف الجرائم والانتهاكات ,وذلك لخلق مناخ سياسي ملائم للتفاوض يتمثل من خلال سحب جميع الوحدات العسكرية والمليشيات التابعة للاحتلال وأيقاف المحاكمات والملاحقات وإطلاق جميع الأسرى والغى الاحكام ضد السياسيين والصحفيين الجنوبيين ثالثا :أحترام إرادة شعب الجنوب المعبر عنها يوميا في ساحات النضال السلمي هذه الإرادة الجمعية المطالبة بالتحرير والاستقلال حيث أن شعب الجنوب الحر الذي تظاهر في 21/ مايو/1994م مؤيدا لإعلان فك الأرتباط هو الشعب نفسه وبحماس مضاعف يؤيد الإعلان كما عبر عن ذلك في عدة مناسبات لعل أهمها موقفه الجمعى من الإنتخابات الرئاسية المبكرة في 21/ فبراير/ 2012 التي مثلت إستفتاء شعبي من أجل إستعادة دولة الجنوب المستقلة برفض قبول إنتخابات التسوية وماتلاها منذو فبراير المأضي من إعادة بناء منظمات المجتمع المدني والتقابات وإعلان فك ارتباطها من مؤسسات صنعاء الا تجسيدا عمليا لفك الأرتباط عن نظام صنعاء رابعا : أن تحدد الجهة الراعية للتفاوض حضور الجلسات المنعقدة لبحث قضية شعب الجنوب المحتل حصرا" خامسا : أن يكون طرف الجمهورية العربية اليمنية المفاوض قادر على أتخاذ القرارات وتنفيذها في حال الإتفاق عليها ،مع أيجاد ضمانات دولية وإقليمية لتنفيذها ان أي اعتبار يعلو أو يتجاوز أو يهمل هذه الشروط سوف يجعلنا نتمسك بموقفنا الذي يعتبر أن أي مقررات صادرة عن أي حوار آخر لا تعنينا و لا تلزمنا بشئ. في الموقف من دول المنطقة: أننا على الرغم من أن ما يعنينا هو أولوية وضعنا الداخلي أكثر من أي اصطفاف دولي أو اقليمي الا إن هذا الوضع لن يشغلنا عن ابداء موقف حيال مسائل أساسية خصوصا حول المسائل المشتركة بيننا وبين دول الجوار العربي والإقليمي. اننا لطالما اعتبرنا أنفسنا جزء" لا يتجزأ من المنطقة وأمننا من أمنها واستقرارنا من أستقرارها ، وعليه أننا نعلن أن أي موقف سوف يسئ الى دول المنطقة أو أمنها سنكون أول من يقف له بالمرصاد ,واننا نبقي أساس موقفنا هذا بالقدر الذي تحترم فيه دول المنطقة أمننا وسلامة أراضينا وحرمة آمالنا وتطلعاتنا. ان أمن وسلامة المنطقة يعنينا ويعزز مصالحنا الوطنية، ويقلقنا اهتزاز الأمن الإستراتيجي لدول الجوار والممرات الإستراتيجية لأننا أول المتضررين وأكثرهم تأثرا". لذا وحرصا منا على سلامة الموقف فاننا نعتبر أنفسنا على استعداد دائم للمبادرة الى وضع أنفسنا بتصرف أي مبادرة أو خطوة تؤدي الى ترميم الموقف وتعزز السلم والأمن الدوليين والإقليميين ولن يتأتى ذلك الا بمساعدة شعب الجنوب في دعم نضاله السلمي وحقه في استعادة دولته والتي ستشكل عامل أساسي في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة وذلك بتأمين الممرات الملاحية الدولية بحكم الموقع الجغرافي الاستراتيجي لدولة الجنوب . أختم مؤتمرنا هذا بدعوة أهلنا الى التمسك بقضيتهم وأن يثقوا بأن النصر صبر ساعة وأن ثقتنا بتحقيق آمالنا أصبحت أكبر وأما بالنسبة الى كفاحنا الشاق والطويل فأنني أقول بأننا سنعيد كل شبر من أرضنا ولو اضطررنا لأن نضع على كل شبر شهيد... والله على ما أقول شهيد المجد لشعب الجنوب وثورته التحررية المباركة الخلود للشهداء .. والشفاء العاجل بأذن الله للجرحى ..والحرية للأسرى وأنها لثورة حتى النصر .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فيديو بالضغط هنا لمتابعت فعاليات الشعب الجنوبي بمناسبة الكرى 18 لفك الارتباذ منتدياتت مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار بالضغذ هنا
|