الأحداث ، في الوطن ومحيطة الأقليمي والدولي، تتسارع بصورة دراماتيكية مخيفة، تنذر بكارثة مضافة الى مُجمل مآسينا من الأحتلال اليمني خلال مايقارب ٢١ سنة، ولذلك، وبالنظر الى ما يحدث حولنا ويحيط بِنَا في الوعاء العربي، وتداركاً منا للبحث عن مخرج من هذا المأزق، في ظل تعنت الأحتلال وعناصرة العسكرية
والأمنية المتبقية، وتفهم أقليمي ودولي بحاجة وضرورة قيام دولة الجنوب، وغياب نظام الأحتلال ومحنة القائمة، وتناثر كل مكوناته وعناصره، وفي مايحدث وحدث في صنعاء من متغيرات، أوضحت أستمرارية أصرار الجدد والقدامى على أبقاء الجنوب في قبضتهم، دون مراعاة حقوق شعب الجنوب وأحترامها، المتمثّلة في تحريرة وأستقلالة وأستعادة دولتة وهويتة الوطنية المطموسة، كون مكنونات الأحتلال بأشكالها المتعددٌة في صنعاء، المتناحرون على السلطة، والمجمعون على الجنوب، أرضاً وأنساناً، لازالوا يفكروا بذات النهج الأحتلالي المعروف، والمعلن بنفس الخطاب السياسي المُمِلْ.
وتأسيسا على كل تلك الأوضاع وحاجة وضرورة تحقيق أهداف ثورتنا السلمية الشعبية المباركة، أكرر الدعوة، بضرورة، أن يتم تنظيم لقاء ليجتمع الكل الجنوبي بعقل جمعي، وروح موحدة قوية وصلبة الأرادة، برمي الماضي خلف ظهورهم، وتغليب مصالح الوطن على كل المصالح الخاصة والحزبية الضيقة، أية نوّع كانت؟، وعقد هذا اللقاء التشاوري الجامع بصورة مستعجلة، ليخرج بقرارات تاريخية، تحدد مصير ومستقبل الجنوب أرضاً وأنساناً، بعيداً عن أية عناصر يمنية، في بعض المناطق او الأقاليم المنعوتة، بهدف تتويق قضية أستقلالنا، وليعلموا هؤلاء، أصحاب الدعوات، أن قضيتنا، وطن ودولة وأستقلال ، وليس محاصصة على سلطة، ولم تعنينا الاصطفافات المذهبية والطائفية، مع احترامنا المُطلق لتلك المناطق اليمنية، التي تنظر الى الجنوب من زاوية مايحدث لهم في صنعاء من وضع سلطوي يختص بشكل النظام السياسي، ومجمل مايلف الامر من مسائل سياسية، في وضعهم اليمني، ذلك، كون أن كل مسببات بقاء الجنوب في نظام مايسمى الجمهورية اليمنية، لم تعد لنا فيه صلات قائمة، ونسفت يمنياً، منذ ٢٧ أبريل ١٩٩٤ وماتلتها من سياسات، بل وأنتفت تلك الاوهام بأننا جزء من اليمن، وأنتهت في كل معطيات الأحداث وتطوراتها، ومآلاتها، بل وان أستمراريتها وخطرها يظل قائم على وضع قضيتنا، لهذا، من الضرورة الخروج منها نحو الوطن، بأعتبارة ملاذاً آمنا للكل، وحصنا منيعا لحريتكم وكرامتكم وحمايتكم من بلاوي الاحتلال، بل وضمانة مستقبل الأجيال، على الكل أستيعاب هذة الحقائق، سلطة محلية وحراك وكل مكونات شعبنا الأجتماعية والسياسية، وهو الواجب لذي يحتم على الكل من أدائه، والعمل لما من شأنه تطبيق روح مبادئ وأهداف ثورتنا التحررية السلمية.
لذلك كله، اليوم الوطن أولا، يجب أن يضعه كل جنوبي في رأسة هدف واحد فقط، هو كيف نسترده؟، ونبحث عن آليات وأدوات الأسترداد بصدق وشفافية، اليوم، يعتبر هذا الموقف، أكبر وأهم وأعظم موقف تاريخي، الذي فية، كلنا نكون فريق عمل واحد، لنكتب تاريخ جديد لوطن يتسع الكل، جنوب قائم على ثقافة الأعتراف بالآخر وحريتة والمواطنة المتساوية، وضمان حقوقة وأداء واجبة وفق الدستور الجنوبي لدولة الجنوب الواحدة، وقوانينة المنظمة.
وهنا علينا التأكيد، بكل أخاء، لمن لازال يراهن او يساوم او يتململ في تيهان اليمننّة، عليه أدراك، أن ذلك انتهى بفعل، أستيعابنا في كل العقود المنصرمة، ولايقدر احد دغدغة مشاعرنا والمتاجرة بِها، وثقتي ، بأن الكل مجمع اليوم في قرارة نفسة، على عدم التصديق بزعم أصحاب مشروع اليمننًّة، بل وأن شعبنا أصبح يستوعب كل دروس التاريخ القديم والحديث، ولهذا نقول له بصدق وأخاء، أن لا مكانة لأي جنوبي في صنعاء، بغض النظر من يحكم هناك، لكونهم، كلهم، المكونات السياسية اليمنية لاتحب الجنوب، وتعمل ضد وحدة أبناءة، وأستقلال قرارة لبناء ذاتة ودولتة واستعادة هويتة وتطورة الحضاري المعهود تاريخياً.
تجاربنا البعيدة والقريبة، أعطتنا دروس وعبر قوية ومهمة، أن كل ما تم أجبار الجنوب على الذهاب فيه من مشروع توحد، تم قتلة من صنعاء، ولا توجد أمكانية للتجريب بالجنوب وشعبة بعد اليوم، وأية محاولات، لأحتواء الجنوب في جلباب اليمن، بما نشاهد مسرحياتها في أستمالة شعب الجنوب، بالترغيب أو الترهيب من أي طرف يمني كان، من حيث تنصيب أشخاص جنوبيين في بعض الخانات السّياسيّة، هدفها واضح لنا ومرفوض جملة وتفصيلا، ويعد أنما نوع من العبث بحقوقنا الوطنية، وضياع الوقت وقتل مابقى من متسع حياة لشعبنا، حيث وصل السيل بِنَا الزباء، ولا نطيق أكثر من هكذا وضع، نريد وطن فقط، نعيش فيه أحراراً شرفا على أرضنا وفي وطننا، لأن مايجري اليوم في اليمن الشقيق، مأساة حقيقية، سحبت نفسها علينا، ولهذا شعبة، هو المعني بأمرة وحدة، ولا توجد لنا كجنوبيين أية مصالح أو أهتمام فيه، غير مأساة الأحتلال اليمني، و أنهاء وأزالة بقية عناصر وأدوات الأحتلال اليمني من على أرضنا، سبيلا للخلاص، وسيكون الجنوب سنداً لهم في كل خير، وسنعيش معهم في جوار بسلم وأمان، لاضرر ولاضرار، وبالنسبة للعرب والخليج، ستكون دولة الجنوب حزام آمن لأمنهم القومي والأجتماعي، وعامل تطور مساعد لهم، بأجتثاث الأرهاب بأنواعه وأشكالة، والقاعدة وأخواتها، وهنا لابد من ضرورة استيعاب الجوار وحضورهم معنا في مبادرة تخص الجنوب، عليهم اليوم قبل الغد التحرك عاجلا لمؤازرة شعبنا بقيام دولتة، والاعتراف بها، قبل أن يحط الفأس في الرأس ويندم الكل، ونطوق الخطر، ونشكل حزام آمن لدولة شعب تتقاطع مصالحة مع العالم والأقليم.
نقول وبحزم، لمن يريد أستمرارية فرض أية قيود بالأبقاء مرتبطين بمصير اليمن، علية أستيعاب الحقائق، الموحدة لنا داخليا جنوبياً، أننا قررنا الذهاب الى الأستقلال وبناء الدولة المؤسساتية الحديثة على أرضنا، وتجاربكم لبناء الدولة في صنعاء فشلت، ولم ولن تنجح أطلاقا في حالة عدم تغيير العقلية، المستوعبة لمفهوم الدولة، وعلى من يريد العبث في أرضنا وشعبنا لمشاريع دولية أو أقليمية
|