القرآن الكريم - الرئيسية -الناشر -دستور المنتدى -صبر للدراسات -المنتديات -صبر-صبرفي اليوتيوب -سجل الزوار -من نحن - الاتصال بنا -دليل المواقع -

مقالات

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد مع صور لمراحل مختلفة

article thumbnail

نبذه مختصرة عن حياة الدكتور/عبد الله أحمد بن أحمد   الدكتور عبدالله أحمد بن أحمد  [ ... ]


الفجر في الجذور (2) - بقلم : د\محمد فتحي راشد الحريري صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك
مقالات - صفحة الدكتور/ محمد فتحي راشد الحريري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 22 مايو 2015 01:59

كان موضوع الحلقة الفائتة ، الجذر الثلاثي ( ف ج ر ) .

والجذر الثلاثــي ( ف ج ر ) : جذر ثلاثي صحيح ، يتكون من الفاء(ف) حرف مهموس، يتبعه جيم ( ج) حرف انفجاري شديد ، ثم الراء وهو حرف يقع مابين الاحتكاكي والانفجاري.

ولاحظ النطق بكلمة( فَجْر) وكيف يتدرج من مهموس إلى انفجاري ، انحباس الهواء انحباساً تامّـاً في مجراه ُم يتبعه انفجار عند النطق به ، وساعد في تكوينه الفيزيائي أنه جاء حرفا مقلقلاً ساكنا يترافق النطق به

مع الضطراب الشديد (جْ) ،ثم الختام بحرف الراء ويقع بين الاحتكاك والانفجار.

 

فيتواءم المبنى مع المعنى في لغة الجذور الخالدة .

ويبرز سؤال منطقي هنا وهو ما وجه المشاكلة وا لاشتقاق بين كلٍّ من :

 

الفجر ، انبلاج الصبح ،

التفجير ، والتفجّر ، والانفجار وهو خروج الماء وانتباعه ،

الفجور ، وهو الزنـــا والاعتداء على الأعراض ؟؟؟

والجواب : أن الجذر الثلاثي ( ف ج ر )بالأصل يشير إلى الشق مع الاتّساع الكبير ، قال ابن فارس صاحب المقاييس :أصله التفتح في الشيء والانفراج الواسع فيه .

انفجر الماء : تفتّح ،

والفجرة موضع تفتح الماء ثم كثر حتى صار يشير عموما إلى الانبعاث والتفتح في كلِّ شيء .

والفاء مع الجيم عموما تشي بهذا المعنى ، تأمّلْ :

الفُرْجة – الفجّ – الفجع - ......

وهكذا نستطيع أن ندرك أن الفجر هو الذي يشقُّ الليل شقّاً واسعا .

وانفجار الماء هو نتيجة انشقاق الأرض .

والفجور ( الزنى) وأخوات هذه الكبيرة ، تشير إلى شق الدّيانة ، والانخلاع من ربقة الدين ودثاره الساتــر ، فالدين ستر والفجور شقٌّ لهذا الستر !

 

ولقد استشهدنا من ديوان ذي الرّمّـة (239) بهذا البيت من الشعر :

أقامتْ بها حتى ذوى العودُ والتوى *** وساقَ الثريَّـا في ملاءته الفجر

أراد الشاعر : ساقَ الفجْـرُ الثريَّـا في ملاءتـه ِ .

وذُو الرُمَّة هو غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي، كنيته أبو الحارث وذو الرّمّة. شاعر عربي من الرباب من تميم، من شعراء العصر الأموي، من فحول الطبقة الثانية في عصره. ولد

سنة 77 هـ = \696م، وتوفي بأصفهان(وقيل بالبادية) سنة 117 هـ = \ 735م وهو في سن الأربعين..

وإنما قيل له ذو الرمة لقوله في الوتد :-أشعث باقي رمة التقليد-، والرُمَّة، بضم الراء، الحبل البالي. كان قصيرًا دميمًا، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال. وهو أحد عشاق العرب

المشهورين، إذ كان كثير التشبيب بميّة، وهي مية بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقرية، كانت فاتنة الجمال.، واشتهرت شاعريته بإبراز الصور الرائعــة وما أكثرها في أشعاره ! ومنها :

فمــا أفجرتْ حتى أهبَّ بٍسُدْفـــةٍ ***علاجيمُ ، عيْنُ ابنَيْ صُباحٍ تثيرهـا

والسدفة : ظلمة في آخر الليل ، ويقال فيها : أتيته بسُدْفَةٍ من الليل ، وسَدْفَة ، وشُدُفَة، وشَدْفة ..

وهي توحي بوقتٍ من الليل فضلاً عن صفته المقترنة بالسواد ، والعلاجيم السُّود ..

ولفظ( السدفة) من الأضداد ، فالسدفة تأتي بمعنى الضياء،وبعضهم يجعلها اختلاط الظلمة بالضوء.

(ينظر : ديوان ذي الرمة وابن سيده2\386 وأدب الكاتب لآبن قتيبة 157 )


ومن الصور التي شهر بها ذو الرمّة ، توظيف ساعات الليل والصحراء ومفردات الظلام والفجر والتعريس ، لإبراز القيم الصحراوية التي أنشدها العربيّ ، وهو ابن البادية .

 

ولنأخذ مثالاً على ذلك مفردة (التعريس) الذي يفيد ارتباط الأوقات بالأفعال ، معناه النزول في السحر ، ينامون ثم يقومون ، وفي لغة الجذور تجد الليل ثَـرِيّـاً بأوقاتِه المعبِّرة ، والتي وظَّفها الشعراء في صورهم

الشعرية : الحندس ، الليل ، السّرى ، الدجى ، الإدلاج ، الأغباش، الظلام والإظلام ، والسدفة .... الخ . وقد جاء شعراء العربيّة بمقابل ذلك بألفاظ الفجر والنور والضياء : النجوم ،القمر ، الكواكب ، البدر ،

الهلال ، الثريّا ...... الخ ، وهي ( أي ألفاظ الضياء) توحي أيضاً بالظلمة من باب واسع أيضا ، وتشير إلى الليل رغم معناها.

والفجر من هذه المفردات الأثيلة ، يشير إلى بدْءِ الإصباح ونهاية الظلام ، ولهذا لم يكن مفاجئا للعربي ، الذي اعتنق الإسلام وبُهِر ببلاغة القرآن الكريم ، وسموِّ تعابيره ، أن يجد صلاة الفجر وقد أشير إليها بقرآن

الفجر ، (( إنَّ قرآن الفجر كان مشهودا)) فكما أسلفنا تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار .

وفي الختام دعوة لتأمل استخدام قرآني كريم للفظ ( ف ج ر ) في سورة الإسراء :

((وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعًا

أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيرًا

أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً

أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلاَّ بَشَرًا رَّسُولاً )) الآيات 90 – 93 .

ولاحظ :( تَفْجُـرَ )، و(فَتُفَجِّرَ) ،

الأولى تتكون من ( ف ج ر ) والثانية ( ف ج ج ر ) أي أنها أكثر حروفا من الأولى ، جيمها مشددة ، ذلك أنها استعملت في عملية إجراء النهر وإنباعه ، أما الأولى فتشير إلى الينابيع ، وهي عادة ما تنبع من تلقاء

نفسها ، ولاحاجة لبذل الجهد في إنباعها ، وهذا ما يؤكد القاعدة الأصولية


في لغة الجذور ( زيادة المبنى تشير إلى زيادة المعنى ) !