الناشر
ماينشر
يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارةمنبرحر
قبل أن ترتدي البجعة ثوبها - بقلم - عبدالرزّاق الربيعي |
مقالات - صفحة الكاتب : عبد الرزاق الربيعي |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الأربعاء, 25 مايو 2016 11:21 |
حينما كان الفيلسوف الألماني كارل ماركس على فراش الموت، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، طلب المحيطون به أن يقول كلمة أخيرة، فرفض ذلك ، باعتبار أن الكلمات الأخيرة يقولها أناس لم يقولوا في حياتهم الكثير، لكنّ هناك من كتب، وقال الكثير، ومع ذلك لم تتوقّف ألسنتهم عن النطق ،وأقلامهم عن الكتابة بما جادوا من كلمات أخيرة ، وهو أمر لا يخلو من دس، ومبالغات، لذا تحتاج أمثال تلك الكلمات إلى تدقيق، ومراجعة، للتأكّد من صحّة نسبتها للمتوفّى، باستثناء تلك التي يكتبها المنتحرون في رسائلهم الأخيرة، رغم حالة الاضطراب ،وعدم التوازن النفسي، التي يعيشها المنتحر قبل اقدامه على فعلته، فالإنسان في الدقائق الأخيرة من حياته يكون في منتهى الضعف، والوهن، وعدم القدرة على التركيز، فـ" لا يستطيع الرجل أن يفعل أي شئ بسهولة
وهو يحتضر"، كما قال "بنيامين فرانكلين" قبل رحيله عام 1790، ومن هنا تحتاج جملة مشعّة من طراز "جهزوا لي ثوب البجعة"، نطقت بها راقصة البالية أنا بافلوفا ، وهي على فراش الموت ، إلى تأمّل ، كونها جمعت بين بياض ريش البجع، وباليه"بحيرة البجع"، ولون الكفن؟، وكذلك مقولة ملك فرنسا لويس الثامن عشر حينما حانت منيّته عام 1824 "يجب على الملك أن يموت واقفا "، وكلمات أرنستو جيفارا لقاتله حينما حوصر بغابات بوليفيا عام 1967 " اعلم إنّك جئت لتقتلني… اضغط الزناد أيها الجبان، فلن تقتل إلا مجرّد رجل". المسلم ،خلال الدقائق الأخيرة من رحلته في خضمّ الحياة، يستعد لمواجهة العالم الآخر، ليطوي الصفحة الأخيرة من حياته، وقلبه عامر بالايمان ، لذا يحرص على النطق بالشهادتين لكي يقابل ربّه، وهو ثابت الجنان، امتثالا للحديث الشريف "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنّة"، وقوله (ص) " لقنوا موتاكم لا إله إلا الله " كما نقل الصحابي أبوسعيد الخدري (رض) . |