بحث بعنوان الحركة الشعبية الجنوبية السلمية هل هي أزمة ذاتية ام أزمة موضوعية؟؟ -بقلم: محمد علي شايف طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 02 يناير 2011 23:20

بسم الله الرحمن الرحيم

إن قراءة أزمة الحركة الشعبية الجنوبية قراءة واقعية منتجة للمخارج والحلول ينبغي في نظرنا أن تأخذ منحى تحليليا..حفريا يقوم عل منهج علمي وعقلاني

 قراءة متحررة من دعاة الذات الفردية أو الجمعية ناهيك عن قراءة تتحرك وفق فكرة مسبقة لبلوغ غاية معينة تخدم مصلحة بذاتها و لتكريس فكرة ماء وان على حساب الحقيقة .مشيرا إلى إن تزييف الوعي مؤقتا يفشل في تجميد حركة الواقع الموضوعي الذي يفرض اتجاهات حركته خارج إرادة المتعاليين عليه كما حدث في تكريس ثقافة الوحدة في فترة دولة الاستقلال في جنوبنا المخدوع فالمغرور .وحتى التأريخة التي تمت في تلك الفترة كانت تقوم عل فكرة مسبقة تقرر سلفا وحدة الأرض والإنسان في اليمن .....الخ فتم تزييف الوعي التاريخي في الجنوب وتحويل فكرة الوحدة القومية كايدولوجيا إلى مسلمة جرى ترسيخها في بدنية الوعي الاجتماعي الجنوبي كقدر محتوم(الوحدة قدر ومصير) ولان مضمون الفكرة زائفا بتعبير أخر كان السياسي وليس الواقع الاجتماعي والتاريخي والثقافي هو المنتج للفكرة خدمة للمصلحة التي رسمها الفكر السياسي مغتصبا أو مختلقا واقعا مصنوعا ومتوهما أفضى إلى مانحن عليه اليوم .إي إن الصورة المغتصبة التي بناها الفكر الموجة المؤدلج سقط سقوطا مدمرا إمام قوة حقائق الواقع الصلبة ولذلك معتقد جازمين بان التصدي لموضوع أزمة حركتنا الكفاحية يستلزم –بالضرورة –ما أسلفنا ذكره إضافة إلى:
· القيام باستقراء منهجي للأسباب المنتجة للازمة موضوع القراءة بمعنى أوضح : ماعلاقة الماضي السياسي والثقافي والاجتماعي ببروز الأكمة بصورتها الراهنة.
· هل هي أزمة موضوعية أم ذاتية تتعلق بالموروث التاريخي الجنوبي والنفسية الاجتماعية الجنوبية؟
· عدم الاكتفاء بإبراز جوانب الأزمة ومظاهرها فحسب بل وضع المخارج ورسم سبل تحقيق الحلول المقترحة كخلاصات لدراسة موضوعية منهجية متكاملة وذلك امرأ لاتستطيع مداخلة إن تنتهي به.
ابرز مظاهر الأزمة:
1. الانقسام كظاهرة ابرز.
هذا هو المظهر الاجلى في الصورة العامة ..والسؤال الجوهري بشأنه هو ما ماهيته؟؟
أ‌- هل هو انقسام مصالح متعارضة على أساس اجتماعي أفضى إلى تناقض سياسي؟
ب‌- هل هو اختلاف رؤيوي –اختلاف برامج سياسية (مشاريع سياسية)؟
ت‌- هل هو تعدد رؤى إزاء الجوهر في القضية الوطنية الجنوبية؟
إن المدخل للإجابة على الأسئلة السالفة لاشك تستلزم الرد على سؤال:
لماذا حصل الانقسام وسط الحركة الشعبية وكيف؟؟
إن الإجابة على هذا السؤال لابد لها إن تمر عل خريطة الزمان والمكان قبل الانتقال النوعي لتراكم إشكال وأساليب الوعي بالقضية عام 2007م.
حيث يقتضي منهج الحفر العودة إلى حالة التشضي التي ذهب بها شعب الجنوب الى مشروع 22مايو ومن ثم الانقسام عام 94م بين مساند ل(ج ع ي) في احتلال دولتنا بصورة مباشرة وعبر الإشاعة والتخاذل (طابور خامس) وبين المقاومة (=الأقلية)
ثم وقع الطرفان في غيبوبتين :غيبوبة النصر وغيبوبة الهزيمة .فالواقعون تحت تأثير الغيبوبة الأولى اعتقدوا أنهم انتصروا وسيستعيدون مكانتهم المفقودة وأدوارهم السياسية.. والخ فتأخروا عن فهم الجناية التاريخية التي ساهموا فيها بحق شعب الجنوب وبحق أنفسهم.وضل الجزء الأكبر من المتشرنقين بالهزيمة تحت تأثير الخوف ولازال جزاء منهم موجودا.
نود إن نصل من ذلك المركزي:طلائع التي قد تصدت للتنوير وإيقاظ الوعي بالقضية وتحريك الإرادة كانت الأقدر على طرح الاسئله في سياق تجاربها في إشكال لنضال التي بنتها وأدت دورها التراكمي في الوعي والنفسية الاجتماعية لجنوبية لتبرز فاعليتها الانتقالية إثناء عملية التصالح والتسامح ثم في الانتفاضة الشعبية خلف مطالب المسرحين العسكريين الحقوقية.
لتتسع دائرة السؤال المركزي : (ماذا نريد؟؟) هل استعادة حقوق أم استعادة دولة (وطن)؟ هل الوضع ألقسري المفروض عل الجنوب احتلالا عسكريا أم وضع وحدة مختلة؟؟
(=المؤسف له إن ثمة جنوبيين لايرون احتلالا وإنما وحدة تمت خطاء ومنهم قيادات جنوبية سابقة لها دور في أزمة الحركة الشعبية الجنوبية) مطلع عام 2008م ضمن التقاطع مع دعوة ملتقيات التصالح والتسامح لمهرجان التصالح في 13 يناير 2008م من قبل مشترك عدن وجمعيات المتقاعدين ..الخ. كانت مرحلة المفاصلة في الرؤى السياسية وتحديد وقت الرد عل تلك الأسئلة..وقد تجلى ذلك في نزول بيانين سياسيين لفعالية 13يناير.
الأول :ملتقيات التصالح والتسامح :تضمن تعريفا للقضية وتحديدا للهدف السياسي الاستراتيجي
والثاني: لمشترك عدن وجمعيات المتقاعدين: كاستمرار للخطاب السابق غير الواضح الهدف والمتحاشي تعريفا واضحا للقضية الجنوبية.
=كان نص البيان واحدا-صياغة كاتب المداخلة هذه وهو الممثل لمتقيات التصالح في لجنة البيان –لكن اللجنة لمصغرة بعد الاتفاق النهائي على البيان قامت بشطب النصوص المتعلقة بتعريف القضية الجنوبية والهدف السياسي مما دفع ممثل الملتقيات الانسحاب وتمسك قيادة الملتقيات بالنص المتفق عليه قبل التعديل.
وهكذا كان الانقسام خلف رؤيتين مختلفتين تجسدتا في خطابين سياسيين متمايزين خطاب يدعو السلطة الى الاعتراف بالقضية الجنوبية دون تحديد لماهية القضية ((هيئات الحراك) نجاح /المشترك+العطاس علي ناصر)) , واستمرت حالة الافتراق بين خطابين سياسيين مختلفين:
خطاب سياسي يتبنى هدف الاستقلال واستعاد الدولة الجنوبية المستقلة الواقعة تحت العسكري البدائي ((ج ع ي) وحتى الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب في أكتوبر 2008م الذي تبنى ملتقيات التصالح والتسامح.
خطاب سياسي يتركز في الدعوة المباشرة لسلطة صنعاء إن تعترف بالقضية الجنوبية حتى 9مايو 2009م بإعلان مجلس قيادة الثورة الذي غير اسمه إلى ((المجلس الاعلى للحراك السلمي))
وبإعلان 9مايو 2009م والذي اتضح تبني قيادات الخارج له كبديل للحوار إلى((20)) في عدن الذي انسلخ منه حركة نجاح ,اتخذ لاختلاف الرؤيوي بحضور علي سالم البيض كرئيس المجلس الأعلى في زنجبار ,منحى حادا في العلاقات البينية مفضيا إلى جملة من التداعيات المضرة التي نعيش أزمتها اليوم ومنها على سبيل المثال :
1) تبدد شخصية الاختلاف الرؤيوي قبل مايو 2009م بشخصنة القضية بعد هذا التاريخ حيث تمت إزاحة القضية إلى مرتبة تاليه للفرد (=علي سالم البيض ,فتحول الجدل من جدل حوار القضية وشروط انتصارها الى جدل حوار الولاء للرئيس الشرعي من عدمه. بمعنى اشمل: أفضى إعلان زنجبار إلى صرف الوعي بالقضية من لولا للهدف السياسي الاستراتيجي إلى لولا للفرد , منسحبا هذا لولاء إلى حدوده الدنيا (القاعدة)
2) أفضى إلغاء المكونات الأخرى بفرض الإعلان المسلوق إلى سلطة فسرية غير قابلة للنقاش ليتخذ إعلان زنجبار صورة الانقلاب العسكري على الوضع السياسي القائم وسط الحركة الشعبية ,حيث ينبغي انتهى كل البني والمكونات القائمة برغم توحدها والعودة إلى نقطة الصفر لصالح الفرد.
3) عودة خطاب الشمولية السياسية في خطاب مجلس إعلان زنجبار , مقررا بأنه الممثل الشرعي والوحيد لشعب الجنوب .
4) التضليل السياسي للجماهير بممارسة الكذب والتدليس دون تفكير بمخاطر ذلك على وحدة الإرادة الجنوبية وبالتالي على القضية.
5) تحويل علي سالم البيض إلى هراوة قمع للقوى الأخرى ولاسيما المجلس الوطني واتحاد الشباب
6) العمل عل تفكيك اتحاد شباب الجنوب وإنشاء بديل له باسم اتحاد الشباب والطلاب وألان الحركة الشبابية والطلابية
7) إلغاء المجلس الوطني وإنكار وجوده مع بقية المكونات الجنوبية الأخر بزعم اندماجها في 9مايو 2009م
8) ممارسة كل لوسائل لجرجرة قيادات ومناضلي المجلس الوطني للالتحاق بمجلس البيض بطريقة فردية لأتمت بالعملية لنضالية بصله وصولا إلى المناضل حسن احمد باعوم رئيس المجلس الوطني السابق ضمن مخطط تفكيك وتدمير المجلس الوطني ,بهدف احتكار ساحة النضال الوطني وفرض الوصاية على شعب الجنوب
9) شن الحرب على المجلس الوطني الأعلى في الداخل والخارج,حرب إعلامية ودعاية تشهيرية وصولا إلى تخوين قياداته, ليتحول إلى العدو الأول المطلوب تصفيته
10) رفض التعدد والتنوع واختلاق تفسيرات مضلله, مهدرة ليس للمنطق وحسب وإنما للعقل بتصويره مصدر خطر بل غول
11) رفض الحوار على أساس إن مجلس قيادة الثورة ثم مجلس الحراك هو الأصل وعلى الآخرين الذوبان فيه.
إن كل ذلك ومالم نتطرق له ,هو الذي أفضى إلى حالة الانقسام, وهدم جسور الثقة وقطع سبل التواصل ....الخ. وأوصل الحركة الشعبية الجنوبية والى أزمة تفاقم بصورة انقسام سياسي وهو دون هذا الوصف لغلبة الذاتوية على الرؤية السياسي الواعية لان من مظاهر الأزمة أيضا داخل فوضى الصورة الانقسامية التي تفجرت داخل زاعمي احتكار الثورة السلمية باسمهم (مجلس الحراك) مايلي:
ثانيا :عدم تاطر الحركة الشعبية تنظيميا وفكريا:
كل المقدمات السابقة للاندفاع الشعبي العفوي نحو مطالب جمعيات المسرحين العسكريين لم تؤسس لبنى سياسية منظمة قادرة عل القيام بوظيفة المحرك والمنظم والموجه لحركة الشارع السياسي واكتفت بخلق الوعي بالقضية واستنهاض الإرادة الشعبية عبر إشكال ووسائل مختلفة:التظاهر –المسيرات الاحتجاجية(حضرموت+اللجان الشعبية),المقاومة المسلحة حتم, النشاط التوعوي والتنويري والنظري (تيار إصلاح مسار الوحدة) إلى الخروج من مأزق الماضي ((عملية التصالح والتسامح).كل تلك الإشكال والوسائل لم تنهض بمهمة التنظيم على أساس هدف سياسي واضح يؤطر خلفه قوة متماسكة واعية افقها الكفاحي,ولذلك كانت العفوية تمثل مضمون انطلاق الحركة الشعبية الراهنة
بالمجمل : لا حامل سياسي للقضية وراء و في قلب الانتفاضة الشعبية- التي التفت وراء مطالب المسرحين العسكريين الحقوقية (=تتساءل :أليس ذلكم الغياب ,وراء عودة معظم القادة العسكريين والأمنيين للعمل أو الاكتفاء بزيادة الرواتب أو التزام الصمت مقابل عطاء سياسي معين: سيارة أو غيرها؟؟. نعرف كثيرين كنا نتوقع استحالة مساومتهم, ولكنهم غابوا ليس على الشارع فحسب, وإنما قطعوا صلتهم بنا. إننا إزاء ظاهرة عدم الانتماء السياسي المؤطر بهدف سياسي واضح انتظم قوة سياسية كفاحية مقتنعة ومستعدة للتضحية في سبيل ما أمنت )
ثالثا: قصر النظر في فهم ماهية الصراع وتعقيداته :
وهذا اطمح الكثيرين في ركوب موجة التيجان الشعبي باعتقاد إن الخلاص بات قاب قوص أو أدنى فأفضى :
1) السباحة على الزعامة والوجاهة في الداخل, لتبدى عقلية ترتيب الدور السياسي في هرم الدولة القادمة أي حجز كراسي الوطن مسبقا, بإزاحة طلائع النضال والكفاءات العقلية والقدرات التنظيمية...الخ. (فغدت ثورتنا السلمية ظاهرة منبرية –خطابية تستند إلى الحماس الشعبي ودغدغة العواطف.
2) الاستقطابات : الحركة الشعبية الواسعة , فتحت عيون قيادات الجنوب في المنفى,فخرجت من شرانق نومها وصمتها إن لم نل من توابيتها -فشرعت بمد يدها لتكوين مراكز قوى داخل الحركة الشعبية لتامين استعادة الدور المفقود لنكتشف أنها تتصارع على تضحيات شعب الجنوب ولا تتصارع من اجله.
رابعا: الشخصنة : من شخصنه الاختلاف 2008-مايو 209م الى شخصنه القضية 2009م-اليوم.بعد خروج البيض ولاسيما منذ إعلان زنجبار حيث أصبح الولاء للفرد سابق على الولاء للقضية – الهدف وقبل ذلك كانت الشخصنة للاختلاف وسيلة هروب عه الجوهري المتمثل باختلاف الرؤى السياسية.
خامهذا ونحن إمراض الماضي (إعادة إنتاج الماضي –الشمولية-إلغاء –إقصاء الأخر الجنوبي وإنكار وجوده, والعمل بكل السبل المشروعة وغير المشروعة للقضاء على الأخر المختلف.(= هذا ونحن في مرحلة المغرم, فكيف سيكون الحال ونحن في مرحلة المغنم؟؟. إن من يسعى لإلغاء الأخر سياسيا اليوم – فماذا سيفعل لو امتلك السلطة القرار السياسي ؟؟
سادسا: عدم القبول بالحوار ووضوح الهدف السياسي وماهية الدولة المستقبلية (= مجلس قيادة الثورة –مجلس الحراك المنشق حاليا ) ورفض مبدءا التعدد والتنوع = فرض التبعية على الشعب , إذ عليه إن يطيع دون حق السوال عن مستقبل نضاله), أي إننا إزاء إعادة إنتاج الماضي مع سبق الإصرار , ومن لايقبل إن يكون عجلا في قطيع الزعيم تشن عليه حرب شعوا , وهذا ما حصل ضد المجلس الوطني الأعلى قيادة وفكرا وما حدث لتجمع تاج واتحاد شباب الجنوب.
سابعا: لكلما أسلف: تعددت المطالب وتعدد الخطاب السياسي بحشد المفاهيم السياسية المتناقضة حتى غدا مضمون قضيتنا محل تنازع بين أصحاب القضية. الأمر الذي يبلبل المراقب السياسي الإقليمي والدولي, فلا يستطيع فهم وتقييم حركتنا لغياب وحدة المضمون, والمتمثل في وضوح الهدف السياسي المجسد لماهية القضية الوطنية الجنوبية.
ثامنا: إن غالبية الجمهور في الحركة الشعبية كما هو حال العامة في كل المجتمعات –إذ خرج الى الشارع تحت تأثير المعاناة أكثر من الوعي بالقضية وشروط انتصارها.
فانه يميل بقوة إلى صوت العاطفة وصرخة الحماسي, وعنده استعدادات غاية للتضحية –غالبا. لأنه لايرضخ لسماع صوت العقل ناهيك عن إن يلتزم للقواعد الكفاحية الانضباطية ولا يهتم ,أو يسال عن شروط وعوامل انتصار الثورات التي يأتي في صدارتها:
هدف واضح +برنامج سياسي مجسدا للهدف ويعبر عن إرادة الشعب ووسائل النضال... الخ.+ قيادة كفوءة ومخلصة ومتماسكة+ التزام كفاحي تنظيمي واعي .... الخ.وبكل الشروط والعوامل السياسية الفكرية والمادية المطلوبة لكل حركة سياسية ,بمعزل عن مهمتها النضالية .
إن ذلك مايفسر -كظاهرة ملموسة وسط حركتنا الشعبية –اكتفاء الغالبية بالشعار الحماسي والقيام بما يفرغ الشحنات العاطفية دون أبدا اهتمام بالرؤى السياسية البرنامجية . واقرب مثال على ذلك عدم انجاز هيئات الحراك ثم نجاح (التي انتقلت إلى مسمى مجلس قيادة الثورة الذي تغير إلى مسمى مجلس الحراك) أي منذ (2007م) -4سنوات –وأدى الخلاف حول ذلك إلى تشضي المجلس ذاته إلى عدة شظايا عقب بيان يافع في 8ديسمبر وهو انقسام اتخذ مسارات خطيرة في مجلس الحراك , قادت إليه البينية العفوية التي اعتمدت ورسخت في وعي الجمهور,كقاعدة نفي, للتأصيل النظري والفكري واستهجان –الرؤى السياسية , ناهيك عن مطلب المشروع السياسي المستقبلي للجنوب (الدولة) المنشودة ,والاكتفاء بوعد تلبية ذلك ما بعد الاستقلال كعملية ممنهجة تواصل إهدار العقل وتضليل الوعي وسط إدارة الثورة السياسية (=أي الجماهير ).... ذلك الانحراف الخطر في انقسام مجلس الحراك يتمثل في اتخاذه طابع مناطقي ضيق – كما تناولت وسائل الإعلام بمسميات : بيان لقاء يافع +بيان ولقاء الذنبة +بيان ولقاء غول سبولة وبوران, وفضلا عن إن المناطق الثلاث تقع في محافظة إدارية واحدة هي محافظة (لحج)!!!!
إما الحرب الإعلامية البينية بين التيارات الثلاثة المتمسكة بمسمى واحد هو ((المجلس الأعلى للحراك)) فتكشف بجلا فادح نتائج عنصر أساسي من عناصر أزمة الحركة الشعبية عموما , ومجلس الحراك بوجه خاص ,منذ نواته الأولى المتمثلة ب ((هيئات الحراك)) وهو ما ستناوله في الفقرة التالية.
تاسعا: إلغاء وإقصاء الأخر:: إذا كان طابع ثقافة الاستبداد هو الأحادية والكلانية اللتين يفرضهما المستبد قسرا ويرسخهما كمسلمة غير قابلة للدحض ,عبر إدارة القمع السلطوي ووسائل التضليل السياسي والإعلامي ونشر كل أسباب الخوف المادية والمعنوية ... الخ. لتمكين سلطة الاستبداد من إقصاء الأخر المختلف في الر أي وصولا الى إلغاء حقوق مواطنته بحرمانه منها,بتهم الخروج عن الثوابت (الاستبدادية) أو خيانة الوطن أو (شق العصا).... الخ.
لتغدو الحقيقة في مجتمع الاستبداد ملك القوى- المتسلطة –الطاغية , وهي في مجتمعات كهذه حقيقة مطلقة,لاتحتمل تعدد الاوجة,والوجود النسبي فإذا كان الأمر كما سلف , ونحن نحاول قراءة أزمة حركة الجنوب الشعبية التحررية , وان بعجالة,فلابد بالاعتراف بأننا , كمجتمع ورثاء ثقافة استبدادية أو((شمولية سياسية وفكرية ) –حسب الاصطلاحات الحديثة –الحركة الشعبية ,جاءت من الوسط الاجتماعي الجنوبي وليس من خارجه بيد إن ثمة تشكيل جديد في خارطة الوعي الجنوبي المقاوم , يتبلور يبطئ منذ انهيار معبد ((طوطم)) ((الوحدة اليمنية قدر ومصير))كايدولوجيا زائفة وفكر تاريخي مزور على هوية ووجود شعب الجنوب , الذي ابتلع الوهم ليجد نفسه تحت إنقاذ خراب تاريخي غير مسبوق.
أي منذ احتلاله عسكريا احتلالا همجيا استيطانيا ,بل اقتلا عيا عام 1994م ذلك التشكيل في الوعي الجديد الذي بدا مع البدايات الأولى لقضية الطلائع الجنوبية في الداخل طبعا, ولهول الكارثة التي حدثت بشعب ودولة الجنوب وللتعبير عنها بإشكال مختلفة ,لتبلغ مستواها المعروف ( القضية الوطنية الجنوبية اليوم, يمكننا رسم ملامحه في مسارين:
الأول: المسار الموضوعي : وهو مسار القوى التي تسعى لفهم الأسباب التي أدت إلى ضياع دولة بكل مقوماتها , وبالتالي الاستفادة من الماضي لتجاوز الوعي لتلك الأسباب والعوامل وبالتالي تبني قيم فكرية وسياسية جديدة, ترى ضرورة ترسيخها كثقافة في فترة النضال مثل:: التعدد والحوار والتوافق , في إطار الإقرار بالشراكة الوطنية الجنوبية المناكفة بالحاضر والمستقبل . أي إن الثورة الراهنة –بالتزامن مع مهمتها الكفاحية التحررية, لابد إن تكون مدرسة للمناضلين في تعلم احترام الأخر في آراءه وتعلم فن وإدارة الاختلاف سلميا... الخ. ويتم تجسيدها في الوثائق البرنامجية وفي أدبيات الثورة السلمية ومشروعها السياسي المستقبلي ... الخ. أي إن هذه القوى تعمل على تحول رؤاها إلى قناعات , وليس خطابات سياسية وشعارات تكتيكيا ... ولعل المجلس الوطني الأعلى احد إن لم يكن ابرز هذه القوى الجنوبية الظاهرة المراقبة للأوضاع (( تأخذ المسار السياسي المدني المخلص لقضية التحول الديمقراطي).
الثاني:: المسار المزدوج البنية::ويضم قوى تجمع بين التثوير الصارخ للخلاص وبين الماضي وثقافته السياسية.. وهذه لمجرد إن شعرت بقوة شعبية لها وبدعم الحرس القديم المادي والسياسي لها, سرعان ما تصدر الماضي حركتها عبر خطاب الوصاية والإلغاء والإقصاء للأخر (الممثل الشرعي والوحيد)) لشعب الجنوب.. ممارسة الديماجوجيا داخل الذات الوطنية الكفاحية الجنوية , على غرار مواصلة الإصرار بزعم وحدة كل القوى لجنوبية في 9مايو 2009م وان لا احد // غير مجلس قيادة الثورة ثم مجلس الحراك ولا وجود لمكونات أخرى سياسية أو شعبية .. هذا التكتل ابرز مثال للاتجاه الثاني.
انبعاث الماضي في هذه القوى ,شرع بإقصاء الأخر الجنوبي المنتمي إلى فضائه الكفاحي وانه هو أكثر ثباتا ووضوحا وكفاءة في إدارة الصراع مع الاحتلال منه وسط هذا المسار ,أو الاتجاه تم ويتم التمسك بالماضي تحت دعاوي مختلفة وان أضرت بالقضية ومفاهيمها ,زد إلى الاضطراب في الخطاب وتناقضاته إن ثقافة الإقصاء و الإلغاء كثقافة استبدادية , تبدأ عند الاقصائيين بالأبعد ثم الأقرب فالأقرب... وبهذا الصدد, إذ نذكر بما تم من قبل الجبهة القومية مع القوى الجنوبية الأخر ثم تفجر الصراع داخلها , بعد تخلصها من الخصوم من خارجها وما أفضت إليه تلك الصراعات الدامية ... الخ.
فان اخواننا في مجلس قيادة الثورة ((مجلس الحراك)) اليوم .فإذا مارسوا الإقصاء والإلغاء للقوى الجنوبية الأخرى بدرجة السعي لمنع الآخرين من الخروج إلى الشارع ضد المحتل.فهاهم –وليس بايدايهم سلطة قرار- ينقسمون ويتصارعون بدوافع ومحركات ثقافية اقصائية كل للأخر.
الأمر الذي يتطلب من كل مناضل جنوبي مخلص في قضيته حرية واستعادة الوطن كأساس لاستعادة الكرامة والعزة الجنوية الفردية والجمعية , إن يراجع كل المحطات التي مرت بها الحركة الشعبية بعقل نقدي موضوعي ,ليرد على الأسئلة التالية:
1)من المسئول عن تمزيق شعب الجنوب الثائر لاستعادة حريته واستقلاله ؟؟ بعد التصالح والتسامح؟
2)من المسئول عن عدم وحدة مكونات الثورة السلمية الجنوبية ؟؟
3) ماذا يفسر تنشيط مجلس الحراك الأعلى المعوم سياسيا وماديا من قبل قيادات الخارج ورجال الإعمال السائرين في فلكهم في المهجر؟؟
4) لمصلحة من تفجير مجلس الحراك إلى ثلاثة تيارات متصادمة بعد المحاولات والمساعي غير الوطنية لتدمير وتفكيك المكونات الأخرى, ((المجلس الوطني الأعلى, اتحاد الشباب, ثم تقسيم تاج)؟؟
5)أليس تفجر مجلس زنجبار, برهان عل مصداقية وصواب أطروحات المجلس الوطني الأعلى الذي رفض الدخول ضمن زوبعة العفوية والفوضى التنظيمية واللاوضوح ؟؟
ونذكر بما نبه الية المجلس الوطني بشان مخاطر الاندفاع العفوي خلف مطلب التوحيد ووحدة الصف الجنوبي كمطلب حق يراد به باطل, لان حشر الجميع في وعى الفوضى سوف يتفجر بالجميع, بدل بقاء قوة كفاحية خارج مربع القنبلة الموقوتة, وهذا ما نراة اليوم فلو إن المجلس الوطني انساق وراء تلك الزوبعة لصار مناضلوه (( موزعين بين الشظايا الثلاث التي تكشف عن حجم الأزمة الخطر,كما تكشف بجلا صواب صواب ما كرر المجلس الوطني بوعي من إن ما حدث في زنجبار وتداعياته منطلقا من إن الذي يعمل على تفكيك وتدمير المكونات الأخرى لا يؤمن بدعوته التوحيدية وإنما يستخدمها للنيل من القوى الأخر وتصنيفها ,لان الذي يسعى إلى التوحيد لا يمكن إن يرفض الحوار مع الأخر مهما كان حجمه إفرادا أو جماعات.... الخ. إما الذي يرفض الحوار ويمارس الإقصاء للأخر فغايته خفية... وهو المخفي يتفجر بقوة للأسف-داخل مجلس الحراك بالصورة التي نشاهدها الساعة. صورة تتضح بالرداءة وضيق الأفق السياسي والفكري, مشهد يصيب كل مخلص لقضية الحرية والاستقلال بألم المفارقات المخجلة,فضلا عن غياب الروح الكفاحية المسئولة نحو القضية ,التي تتم الإساءة إليها وتقزيم بعدها الوطني لحق عادل , وهذا إما ينسحب على التضحيات التي قدمها شعب الجنوب فان تصبح التضحيات الغالية جسرا للتسابق وصراع الذاتوية والأنانية فتلك اهانة للشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين في سجون الاحتلال.
إما إن يتم تضليل الجماهير وحرف نضالها إلا ما لا يجسد إرادتها وتطلعاتها العادلة في استعادة الوطن المستقل الحاضن لكرامة الشعب فذلك –إن حدث- جريمة بامتياز بحق الشعب الجنوبي كله.
لكن...إن لكن هنا غير لكن الوصاية عن الشعب عام 1990م عبر السلطات السياسية هيئات للخطاء التاريخي عقدين من لزمان , إما اليوم فان الاستدلالات( لكن ) لا ينفي حقيقة مسامحة الشارع السياسي الجنوبي بوعي أو بدون وعي في إيصال مسيرته الكفاحية وتضحياته الجسيمة إلى أزمة متفاقمة منذرة بخطر حقيقي على مسيرة ثورتنا الوطنية الجنوبية السلمية ويستطيع كل منكم إن يشير بيسر إلى المظاهر لجوهرية في مشاركة الشارع السياسي في ما جراء ويجري اليوم وسط الحركة الشعبية ,وفي مايلي أهمها:
1. عدم الاهتمام بمعرفة جوهر ومضمون القضية الوطنية الجنوبية والاكتفاء بالشعارات والحماس العاطفي .. وليس كذلك وحسب بل والاستهانة بالمعرفة النظرية بالقضية فتجد من يقول لك أريد جنوب وبس) وأخر(( نريد تحرير مش تنظير)) – دعك من اللامعقول في ((اللي شبكنا يخلصنا)) وتناسى شارعنا السياسي إن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله علية وسلم قائلا...(... إقراء وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ))
2. إن العزوف عن معرة مضامين القضية التي يناضل من اجلها شارعنا السياسي , يعني في المحصلة النهائية جهل طابع الثورة السلمية ومن ثم جهل شروط الثورة وعوامل انتصارها , وبالتالي الترديد الببغاوي الشعارات والمفاهيم والاصطلاحات السياسية .... الخ.
3. وإذ تغلب العفوي واللاوعي في الانتماء إلى الحركة الشعبية فقد برزت الظواهر لمرضية التالية :
أ‌- تمجيد الشارع وإعلانه للخطابات السياسية الحماسية ,الذي يدغدغ العواطف ,فرفد محبي الظهور بمزيد من الزهو والغرور ليرى إبطال الميكروفونات أنفسهم سادة الحركة الشعبية لاقيادات فيها كغيرهم. ومن ركب عل أكتاف الجمهور استعصى عليه النزول من المكان الذي صوره له هوس الوجاهة والزعامة.
ب‌- الولاء للإفراد و للمنطقة عند الانتماء إلى مكونات الثورة الشعبية, دون الالتفات الى الوثائق السياسية ..البرنامجية , بل اعتبارها شيئا ثانويا.. لتأخذ حالة الولاء طابعا تعصبيا خلف من له الولاء, مما افقد الخلاف مضمونه السياسي المدني المتمثل باختلاف الرؤى السياسية حول القضية
ت‌- وللأسباب اعلاة استعصى على الجمهور إن لم نقل انه لايريد إن يفهم – التفريق بين الخطاء والصواب في أسباب الاختلاف التي أفضت إلى تعدد المكونات . ولم يفرق بين مكون يمتلك برنامج سياسي وهدف استراتيجي واضحين وبين من ليس لديه أي منهما . ولذلك- وغيرة –لم يتساءل المنتمون الى هذه الحالة في الشارع السياسي مع قياداتهم ,إن لماذا وصفتهم – عل سبيل المثال – إعلان المجلس الوطني لهدف التحرر واستعادة الدولة بالحماقة السياسية التي تخدم سلطة الاحتلال لضرب الحركة الشعبية ..... الخ. ثم تبنيهم نفس الهدف بعد خمس أشهر ؟؟؟
ث‌- ساهم الشارع الجنوبي في تحويل الاختلافات الرؤيوية إلى خصومة بل عداء ,هدم جسور التلاقي واستقبل ببساطة متناهية سموم الشمولية لمضمونها الاقصائي الالغائي للأخر الجنوبي وقد كان لإخواننا في مجلس قيادة الثورة ثم مجلس الحراك المنشق حاليا اليد القوية لتنمية ورعاية هذه الحالة المدمرة في قلب ثورتنا السلمية ,وكان المجلس الوطني هدف تلك الروح العدائية والى جانبه اتحاد شباب الجنوب .
ج‌- وعندما نقول الشارع السياسي الجنوبي,فإننا لا نغفل دور أهلنا في المهجر فإذا كان لهم فضل كبير في دعم ثورتنا السلمية لاسيما اسر الشهداء والجرحى, فان ضخ تبرعاتهم لطرف جنوبي دون الآخرين كان له دورا مؤثر في حصول الحالة التي نعيش رداءتها في مسيرتنا . حيث إن المكونات المدعومة من قبلهم , المعترف به دون سواه, هو الذي نراء اليوم اسواء صور الكساح السياسي في تمزقه وتجلي هشاشته لبنيته التي قام عليها. وبالتالي الدور الذي ساهم فيه المهاجرين في رفد الخطاء الخطاء بالقوة المالية يمثل مساهمة أساسية في الأزمة التي وصلت إليها الحركة الشعبية.
ح‌- الترحال السياسي... إن انتقالا جماعيا أو فرديا من مكون إلى أخر دون ما سبب سياسي أو أخلاقي و بناء على موقف سياسي وجيه ,يمثل احد مظاهر عقل البداوة في الممارسة السياسية , وجد في العفوية وغياب التنظيم مجالا خصبا للتمظهر دون التزام سياسي تنظيمي ولا مسئولية كفاحية , ناهيك عن الثبات في المواقف... الخ. من صفات المناضل وهذا ما سبق إن أطلقنا عليه ظاهرة (( السياسيين الرحل)).
فمثلا: إذا كان المجلس الوطني هو أول كيان سياسي شعبي تبنى هدف التحرير والاستقلال واستعادة الدولة في الداخل وهو صاحب السبق في تحرير القضية من الغموض وتعدد التعارف ... وأول من انزل مشروع برنامجه السياسي, فما مبرر الذين غادروه إلى كيان أخر يفتقر إلى كل تلك المقومات الكفاحية؟؟؟؟؟!!
عاشرا: الاستقطاب الخارجي من قبل قيادات الجنوب السابقة:
حيث مثلت احد عناصر الأزمة الحقيقية, واتضح بأنها تتصارع علينا كما أسلفنا وليس من اجلنا ولذلك يستحيل إن تتفق.
فهي لم ولن تتمثل وتجسد التصالح والتسامح إلا في الخطاب السياسي ,لا في السلوك انطلاقا من حقيقة إن صانع المأساة غير الضحية ,أي إن الأول اعجز من إن يتحرر من الماضي الذي صنعه,بينما الضحية اقدر بكثير على تجاوز الماضي –المأساة التي نعيش وطائتها.
الحادي عشر: سيكولوجيا البناء على هدم:
مثال ماحصل لهيئة حضرموت 97-98م
اللجان الشعبية + دعوة البيض للتوحيد في المحافظات وهدم كل مأتم بناءة من مكونات إعلان زنجبار – يافع –ردفان –الضالع فكلها تأتي عل هدم ماسبق بنائه.
المــــــــــــــــــــخارج:

· الاعتراف بوجود أزمة سياسية جنوبية تعصف بقواه الكفاحية تستلزم النهوض بعملية تقويمها تقويما موضوعيا من قبل كل المخلصين للقضية ساسة ومثقفين جنوبيين.
· التسليم من قبل كل قوى الجنوب السياسية والكفاحية بالحقائق التي أفضت إلى هذه الأزمة
· الاستيعاب الواعي للازمة كون ماحدث ويحدث في الساعة كان امرأ موضوعيا متوقعا الأمر الذي ينبغي فهمة وفق الحقائق المشار إليها أعلاه وعلى أنها حالة فرز سياسي تجلت فيه النتائج الخاطئة المترتبة عن مقدمات خاطئة
· الإقرار بان الاستعلا على شروط كل فعل اجتماعي سياسي إلى أخر لن يفضي إلا إلى الفشل الذر يع وهو ما ينطبق على شروط وعوامل كل ثورة تحررية ,فحيث لا هدف واضح ولا رؤية سياسية برنامجية ولا مشروع سياسي مستقبلي زد إلى سيادة الفوضى وغياب التنظيم فان النتيجة هي تلك التي تجلت بصورة الفداحة السياسية في مجلس الحراك الذي ارتكز على العفوية وعناصر قوة متوهمة عمادها الإفراد وليست قوة الوعي بالقضية والفعل المنظم
· الإقرار بان العوامل الذاتية الجنوبية هي أساس الأزمة أكثر من العوامل الموضوعية مع التسليم بسهولة الاختراق بالحركة الشعبية لعلنيتها وافتقارها للتنظيم مع الإقرار أيضا بدور الموروث الثقافي والنفسية الاجتماعية في تفجر عقلية الشمولية واحتكار الرأي وممارسة الإقصاء والإلغاء للأخر
· على القوى الجنوبية الأخرى وفي مقدمتها المجلس الوطني الإمساك بزمام المبادرة لعمل على:
1. استعادة فعاليتها السياسية والقيام بدور تنويري توعزي حتى لاينجح سيناريو التيئيس وسط الجماهير
2. التعاطي مع تشضي مجلس الحراك بروح مسئولة نحو الوطنية الجنوبية والابتعاد عن روح التشفي التي تجبر الأخر مع علمه بالخطاء على التمترس خلف خطئه والعمل مع أي فريق يقبل بالحوار المتكافئ الشفاف والمسئول تحت هدف واضح والقبول المشترك بشروط وعوامل انتصار الثورة والإقرار بالحقائق أعلاه وهو إقرار من اجل تجاوز الأخطاء وليس للادانه
3. كشف دور الاستقطابات غير الوطنية من قبل قيادات الجنوب السابقة في الخارج ومخاطر استمرار التبعية المسير في الخارج والإقرار بان الداخل هو صاحب الحق في القرار ودور جنوبيي الخارج لاسيما قيادات هو مساعدة الداخل واحترام إرادة الشعب وتضحياته وليس الوصاية عليه ,ولابد من المصارحة في إن شعب الجنوب ليس قطيعا من الأغنام ينتظر الراعي لإخراجه إلى المرعى وان فاجعته اكبر من إن تختزل في وهم جديد.. أو تقديم طعم جديد ينتقص من حقه في الحرية والاستقلال, ونقول للقيادات السابقة:اتقوا الله في هذا الشعب.الم تكفيكم ماصنعتموة به؟؟ الم تخجلوا عن صمتكم الذليل (عقد ونيف) لتأتوا اليوم وتتحولوا إلى ثيران متصارعة على دماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى.
· إن الانتقال من العفوية إلى التنظيم كان ولازال مهمة مركزية إمام قوى الحركة الشعبية بمختلف مكوناتها فالتنظيم شرط ضرورة بدونه يستحيل وجود قوة سياسية جنوبية قادرة على التأثير الواعي ناهيك عن إدارة الصراع وإدراك متطلباته وبالتالي العجز عن بناء تنظيم انضباطي واعي متماسك وتوفير العوامل السسيو سياسية والمادية التي تقتضيها المهمة النضالية المعينة ناهيك عن ضرورتها الحتمية في الثورة التحررية.
· الحوار المسئول بين كل مكونات الثورة السلمية الجنوبية التحررية المؤمنة بالاستقلال قول وفعل باعتباره المخرج الوحيد والرئيسي من هذه الأزمة وهو ما تتطلبه المرحلة الراهنة وعلى كل القيادات في الداخل والخارج ان تسعى الى العمل بجد من اجل الحوار بين مكونات التحرير خاصة وان سياسية وثقافة وسلوك ومنهج فرض االامر الواقع قد فشلت ليس وحسب بل زادت من حالة الانقسام والتشضي بين المناضلين ليس كفكر أو برنامج أو مكونات وإنما على شكل تكتلات مناطقية
وللورقة بقية .... الجزء الثاني