كلمة د.عبدالرحمن الوالي عن محافظة عدن الى لقاء التصالح في المكلا طباعة
سياسة - اللقاءات الجنوبية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 01 يونيو 2007 18:44
صوت الجنوب / عدن نيوز/د.عبدالرحمن الوالي /2007-06-01
. كلمة د.عبدالرحمن الوالي عن محافظة عدن الى لقاء التصالح والتسامح والتضامن المكلا/حضرموت 22 مايو 2007
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ/القائد حسن باعوم رئيس اللجنه التحضيريه
الاخوة / اعضاء اللجنه التحضيريه للقاء التصالح والتسامح والتضامن المكلا/حضرموت      المحترمون
الحاضرون الكرام جميعا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في27/إبريل/2007م الماضي نكون قد طوينا ثلاثة عشر عاماً كاملة على إعلان الحرب الظالمه ضد الجنوب, ذلك الإعلان المشؤوم في ميدان السبعين بصنعاء, وعشر سنوات على استشهاد الشهيدان بن همام و بارجاش في المسيرة السلمية في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت كأول شهيدين للنضال السلمي الديمقراطي الاحتجاجي على معاناة الجنوب وأهله ضد ظلم وقهر القوة التي فرضتها عليهم نتائج الحرب المتجسدة في سلطة 7/يوليو/1994م التي أصرت على تجديد عهدها في الذكرى الثالثة بهدر دمائهم فوق تراب أرضهم الطاهرة احتفاء بالمناسبة كتعبير عن استمرار نهج القوة ونشوة الانتصار التي لاتحترم حق الإنسان في الجنوب بالعيش الكريم على أرضه .
إن سلطة 7 يوليو التي انهت مشروع الوحدة قد وضعت أمامنا قائمة طويلة من الشهداء في الجنوب الذين سالت دمائهم في الشوارع والطرقات بدون وجه حق خلال هذا المده وأيضا قائمه أخرى ممن مزقت أجسادهم رصاصات العبث وسببت لهم عاهات مستديمة وقائمة طويلة من الذين انتهكت كرامتهم أو الذين فارقوا الحياة من جراء التعذيب في زنازين القهر، كما تضعنا السلطة إمام قائمه طويلة من الرزايا والآثام التي ارتكبتها بحق شعبنا اليمني و الذي حكمته خلال هذه المده بالحديد والنار يدفع ثمنها شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً دموعاً ودماء ، إن هذه الاحداث تؤكد بأن سلـطة 7 يوليو لا تستند على أي شرعيه غير شرعية القوه التي اغتصبت بها سلطه اعلان الوحدة وضم الجنوب إليها وتشريد كوادره.
إن الواقع اللا شرعي للسلطة الغاصبة لحكم اعلان الوحدة أكد جلياً من خلال الحروب رفض الجنوب لنتائج الحرب ورفض الالتزام الطوعي لهذه السلطة ومما يعزز فقدان هذه السلطة للشرعية هي السياسات الغير وطنيه التي أدارت بها شؤون المجتمع الجنوبي الذي وقع تحت حكمها بالقوة ومن أبرزها :-

1- إطلاق اليد لمراكز القوى وعناصر الفساد في العبث بمصير الجنوب ونهب مقدراته بكل حرية .
2- إطلاق اليد لمراكز القوى وعناصر الفساد في رسم السياسات التي تخدم مصالحها وتضر بمصالح الوطن وأهله وسيادته والتمييز في المواطنه ضد الجنوبيين على ارض الجنوب تحديدا.
3- إتباع سياسة ضم وإلحاق للجنوب والبسط والسيطرة على أراضيه وتهميش مواطنيه والتنكيل بهم ومحاولة طمس هويته من خلال تغيير التركيبه السكانيه له.
ونتيجة لذلك النهج الذي يتنافى مع مبدأ الإلتزام بالمسؤولية تجاه الوطن وأهله ، فقد تسببت السلطه في إلحاق أسوأ النتائج بالوطن ومن أبرزها :
1) العبث بمقدرات الجنوب في البر والبحر من قبل قيادة النظام والقادة العسكريين وقواهم ، ونهب ممتلكات أبناءه العامة والخاصة ، وطردهم من وظائفهم حيث وصل عدد المبعدين الى مئات الآلاف من ابناء الجنوب
2) إطلاق يد العسكر للعبث بأرواح ومصائر مواطني الجنوب وحمايتهم رسمياً من قبل الدولة وتركيز كل السلطات في الجنوب بيد قيادات شمالية وتحت إشراف القادة العسكريين الشماليين.
3) الهيمنة على التجارة والاستثمار من قبل مراكز القوى في الشمال وأتباعهم واستبعاد الرأسمال الجنوبي الذي تعرض جزء منه للتدمير والمصادرة وتعرض أصحابه للمضايقة بشكل عام .
4) إشاعة الخوف عند المواطنين عن طريق النظام الأمني الاستخباراتي لقهر المجتمع وطلائعه .
5) توجيه القضاء لخدمة النظام ومحاصرة النشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والتضييق على الصحف والصحفيين والمثقفين والمواقع الالكترونيه وجعل القضاء مكملاً للجهاز الأمني القمعي .
6) حرمان الجنوبيين من دخول الكليات العسكرية في ظل وجود تصفية لهم من المؤسسة العسكرية بشكل منظم واستخدامهم ورقه في حروب عبثيه.
7) إشاعة الفوضى والاقتتال بين القبائل اليمنية ونبش الموروث القبلي في الجنوب وتغذية الصراعات القبلية والثأر بين سكانه بعد ان كان الجنوب قد نجح في تجاوزها لسنوات طويله.
8) إفراغ الديمقراطية من محتواها والاستفادة منها كديكور أمام الدول المانحة والمجتمع الدولي وهو الدور الذي ارتضت ان تقوم به ماتسمى بالمعارضه في تعاونها مع النظام لمحاولة دفن القضيه الجنوبيه من خلال استبعاد القضيه مما سمي (مشروع اللقاء المشترك) والمشاركه في الانتخابات الصوريه لمنح الشرعيه للنظام .
9) التفريط في السيادة الوطنية وعدم المحافظة على الأراضي والحدود اليمنية .
10) الارتهان للقوى الدولية والصناديق المانحة وتعريض مصير البلد للخطر .
11) ومانراه اليوم من تضامن واعتصامات للمتقاعدين في الجنوب والذين يطالبون بحقوقهم بالطرق المشروعه واهمال السلطه لتلك الحقوق (وتخاذل المعارضه) الا دليل على العمل المنظم لافقار الجنوب وتشتيت كوادره.
12) محاولة النظام المستمره لاستغلال الاحداث التي مر بها الجنوب لتوسيع الاختلافات بين ابناء الجنوب ومحاولة فتح الجراح وتغذية الصراعات على تلك الخلفيه لابقائهم منشغلين بأنفسهم بعيدا عن مايجري لارضهم وشعبهم.

إننا إذ ننظر بقلق شديد الى المنحى الذي تسير نحوه اليمن منذ ضياع مشروع الوحدة واكتفاء النظام والقوى السياسية في الشمال بنتيجة الحرب وضم وإلحاق الجنوب ، فإننا يجدر بنا التأكيد على التالي :-
1. أن اليمن يتجه نحو الكارثة ولن يتوقف إلا بعد الوصول إليها وليس هناك ما يمنع أن يلحق بالصومال او العراق إن لم يصل الى ما هو أسوأ اذا اصر النظام ومن في دائرته على التغاضي عن حقوق ابناء الجنوب .
2. أن السلطة القائمة فاقدة للشرعية منذ 1994م ، واليوم استنفذت كل مقومات البقاء والشرعية أو استمرار بقائها أو تجديده بأي صورة من الصور وخاصه في تعاملها مع الجنوب .
3. أن اعلان وحدة 22 مايو قد أنفرط عقده بالحرب وضم الجنوب بالقوة مما يستدعي :

أ – إزالة كل آثار حرب صيف 94م وإصلاح مسار الوحدة وفقاً لاتفاقيات الوحده ودستورها ووثيقة العهد والاتفاق وقرارات الامم المتحده وايقاف عسكرة الجنوب
ب - بناء نظام سياسي متفق حوله لدولة الوحدة يتم من خلاله التخلص من النظام القائم بكل فساده وممارساته اللا مسؤولة نحو الوطن ووحدته وتأسيس نظام ديمقراطي اتحادي تعددي حقيقي .
جـ – اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف التدهور والنزيف الاقتصادي والوطني ووقف نهب ثروات الوطن وبالذات الجنوب .
د – وقف العمليات الانتخابية الزائفة وادارة حواراً جاداً يؤدي الى ازلة آثار حرب 94 وإصلاح مسار الوحدة واتخاذ إجراءات توقف التدهور القائم في كل المجالات وبالذات في الجنوب انطلاقا من القرارات العربيه والدوليه وبالذات قراري 924 و 931 وتعهدات سلطة 7 يوليو للمجتمعين العربي والدولي بعد الحرب.
هـ - اعادة كامل الحقوق لكل المبعدين من اعمالهم بما يضمن تعويضهم التعويض العادل لفترة الغائهم من الحياة العامه.
و- اعادة كل ما أغتصب بسبب حرب 94 وفتواها المشؤومه.
ز- تصحيح جميع الاوضاع الخاطئه المستحدثه في الجنوب بعد الحرب بما يعيد للجنوب حقوقه ويحافظ على هويته في الاطار العام.
حـ - الدعوه الى تعميق التصالح والتسامح والتضامن بين الجميع لتجاوز آثار الصراعات السابقه.

فإذا لم تتسارع الجهود لوقف التدهور وتحقيق عملية إصلاح لمسار الوحدة ، فإننا نحمل النظام القائم والقوى السياسية المتواجدة في الساحة والسائره في فلك النظام كامل المسؤولية عن الكارثه التي يقودون الوطن اليها. وانه اذا كان ولابد ,فلابد مما ليس منه بد.

والله من وراء القصد

آخر تحديث الجمعة, 01 يونيو 2007 18:44