تريدون منا الصمت وأنتم تحتكرون الوظيفة العامة

وأشجيتنا.. وأطربتنا بكل تلك الوصوف والنعوت.. على «الأيام» وعلينا جميعا طبعا في عدن خاصة والجنوب بشكل عام.. وصفتنا بالمناطقيين وأصحاب نفس مناطقي، وأننا (نعاني من مرض المناطقية..) هذه الأوصاف، وكل ما جئت به في ردك لا تزيد أن تكون تكرارا لكل ما تحتويه سلالكم وقدوركم وجعباتكم.. على الجنوب وأبناء الجنوب.

يا سيدي .. قل كل ما قلته، ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل، وثلاث مرات بعد الأكل.. قل هذا كله.. فو الله لن يضرنا هذا الأمر بشيء.. ولكنه سيكون شهادة لنا.. بموقفكم تجاه حقوق الناس المغتصبة.. ومنها الوظيفة العامة.. كلامكم هذا.. نقولها علنا.. كلامكم وشتائمكم.. ستكون نياشين نعلقها على صدورنا.. ليشهد الناس، بل والعالم.. كم طحنتم هذه البلاد وأهلها.. وإذا رأيتم في جرحكم هذا لنا.. ميزة تحصلون عليها.. فرددوها.. وأقول نعم.. في هذه الحالة.. لو كان الأمر كذلك فأنا مناطقي.. لو شئتم فأنا انفصالي.. فقلها وزد على القول إن استطعت، طالما نحن نتحدث عن حق فلا تقف مخاوف أمامنا.. نحن هنا أحق بالوظيفة العامة ومقدمون عليكم في أرضنا هنا.

أنت كما يبدو والآخرين تريدون منا أن نكون شعبا صامتا وأنتم تحتكرون الوظيفة العامة تريدون منا أن نصمت أو ندعو لكم وأنتم تستبيحون أرضنا وخيراتنا ونجوع نحن أمامكم.. تريدون عبيدا صامتين. قل لي يا صلاحي: مدير مكتب الخدمة المدنية هنا في عدن.. له 17 عاما منذ 22 مايو 1990م.. ولم يتغير.. وهو نائم على هذه الوظيفة، ابحثوا.. هل توظف أولاده.. أم هناك منهم عاطل عن العمل؟! يا شيخ صلاحي.. رئيس الجمهورية أجرى انتخابات رئاسية.. كم مرة.. ومدير مكتب الخدمة.. صامد.. بوستيك في موقعه.. هل انعدمت الكفاءات هنا في عدن..كما تقول أنت في ردك.. نعم أنا أدرك جيدا أن التأهيل والدراسات الخاصة ليست لأبنائنا.. هي لكم.. ولكم فقط.. والحظ عاثر عندنا.. والحظ السعيد لكم..ولكم وحدكم.. ولكن على الأقل نستطيع أن نقوم بأعمال إدارية.. كل من يأتي إلينا من خارج محافظتنا .. يا أخي..بالمفتوح من عندكم..نعم لدينا كفاءات أفضل بكثير ممن جئتم بهم ليديروا حياتنا، فلماذا هذا الكم الكبير من الحقد والطمع في آن واحد والمصحوب بحرماننا من حقوقنا؟!

الأرض تستباح.. وسوف يأتي زمن سنستعيدها حتما.. والوظيفة العامة محتكرة، والتجارة والمعاشات والترقيات.. وكل شيء يتدمر.. في ظرف سبعة عشر عاما تحسن حالكم وساءت أحوالنا إلى وضع لا يصدقه عقل لماذا..؟؟ وهل بعد ذلك تريدونا ألا نسأل..؟

سمعت سائق سيارة ذات يوم يتخاصم من سائق آخر.. ومن ضمن ما قاله وسمعناه يقول «هذه الطريق مش حق أبوك.. هيا».

اسمع يا صلاحي.. الطريق طريقنا و(طريق أبونا) والأرض أرضنا و(أرض أبونا) والحق حقنا و(حق أبونا).. والإيراد إيرادنا و(إيراد أبونا).. واللي ما يعجبه الكلام يدق رأسه بملكد.. عرفت.. هذه حقوق ولن تغيب عن ذهننا لحظة واحدة وسوف نسأل عنها وسوف نستمر في السؤال.. وأنتم قولوا ما شئتم.. واشتموا كما بدا لكم.. وسوف نسترجع حقوقنا بأمر الله وإذنه تعالى حتى لو ملأتم الدنيا زعيقا وحدويا غير صادق.. فنحن رجال الحق ورجال الوحدة، والمناطقي هو الذي يسلب حقوق الناس، المناطقي الذي يريد أن يهيمن على الحياة.. افهموا يا هؤلاء.

يا عزيزي الصلاحي لا أدري كيف اقتنعت بأن (المصلحة الوطنية) التي قلت إنها (تحكم مسار الهيئة...) كيف اقنتعت بأنها بررت لكم أخذ (12) وظيفة من أصل (14) لتعيين أشخاص من خارج محافظة عدن.. واثنين فقط من هنا..، كثيرون هنا أصيبوا بالذهول وحتى الخجل نيابة عنكم.. في هذه الحركة التي تجرأت على الناس بهذا الشكل وبهذه القوة، دون مراعاة لحقوقهم.. وكثيرون شدهم الأمر وقالوا والله كان على الدولة أن تنتبه لهذا الطيش في التعامل مع الناس.. دون دراية أو بدراية ولكن باستخفاف .عيب.. والله العظيم عيب وكان القليل من الحرص على الخجل أمام أهل هذه المحافظة كافيا لكي لا يتم هكذا تعامل.

المصلحة الوطنية أصبحت عذرا لتناول مثل هذا الأمور.. نحن أكثر حرصا.. كما ظهر الآن على هذه المصلحة الوطنية التي تم الإساءة إليها بهذه الفعلة ومع تقديرنا الكبير للعزيز وزير النفط الذي نأمل أن يتدخل لتغيير هذا النهج الخاطئ والضار.

نقلا عن الايام