قبيلي عنصري في حلة وحدوي طباعة
حقوق وحريات - جرائم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 12 مارس 2007 08:37
صوت الجنوب 2007-03-12 / جلال عبدالله أحمد
الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, يقول أن اليمن يعيش في ظل وحدة وديمقراطية ودستور وقوانين وتعددية حزبية سبق الاخرين.. ويقول أيضاً لدى اليمن السعيد, بأسم الله ماشاء الله, مجلس نواب, ومجلس شورى, ومجلس وزراء.. وهذا القول صحيح, كهياكل شكلية, البعض ميت
 والبعض يحمل أختام الرئيس, والبعض لا حول ولا قوة له, كحال رئيس مجلس الوزراء, الذي
يديره من وراء الستار الدكتور عبدالكريم الارياني.. والحقيقة الوحيدة على الارض والتي
لا يختلف عليها أثنان, هي أن الدستور, والقوانين, والتشريعات في أجازة مفتوحة على غرار
قانون (خليك بالبيت). وعلى الرغم من (الهرج والمرج) في قاعة مجلس النواب, وما ينحت فيه
من خطابات رنانة, ونقاشات حنانة, ومداخلات طنانة الى درجة أن بعض النواب, تتنفخ أوداجه,
ويوشك على النهيق.. الا أن ذلك مجرد فقه لتسويق, وتسليع
تلك الانظمة والقوانين, وبها تمكنوا من أستثمار التخلف كمادة خام, يستخرجون من مناجم
التخلف القبلي, والافراط في العزف بدون أوتار.. لانها البضاعة التي تتكون منها سلعتهم,
لاستعراضها في كل الاجتماعات الدورية, كأنجازات على مستوى الاعلام, وليس على الارض,
بينما الصحيح هو أن ثمة قانوناً واحداً, من سطراً واحداً, يحكم الحياة العامة في اليمن,
يعكس نصاً واحداً, بعد الديباجة الغير مكتوبة, ولكنها محفوظة عن ظهر قلب, تقضي بأن
الرئيس, القائد, الملهم, والمنقذ, تتجمع في شخصه الكريم كل الخصائص الوطنية والقومية
والدينية والقبلية, عندئذ فهو الوحدة والديمقراطية, والعدالة, والدستور, والقانون,
والقمع, والتسامح, بأعتباره يمثل خليفة الله على الارض, وبالتالي يعمل على تطبيق أوامر
الله, ومن يخالفه فقد كفر, ومن كفر لا وطن له, ومن ليس لديه وطن ليس لديه كرامة.
لذلك, فهو الحاكم الوحيد بين الحكام العرب, الذي لا يعرف تاريخ الشعب الذي يحكمه, أو
يتجاهله عن عمد.. في حين يعرف بعمق وذكاء فطري فن المؤامرات, والمناورات, والانقلابات,
والدسايس أكثر من أي حاكم عربي آخر.. وهو أيضاً الحاكم العربي الوحيد بين العربان, الذي
لا تعدو أهتماماته خارج حدود قبيلته, وجيشه, وأجهزته الامنية, تلك الاجهزة التي تعتبر
الحاكم الفعلي للبلد, وصمام أمان وأمن وسلامة الرئيس, وليس لحماية أمن البلد, وفي نفس
الوقت, فأنه لا يحس بمعاناة شعبه, وللأسف يكذب على الشعب, ولايزال قطاع عريض يصدقه..
وطوال (28) عاماً مضت من حكمه, والآن دخل سبع سنوات جديدة بأسم أنتخابات, وصفها فيصل بن
شملان, بأنها عبارة عن مأتم.. فلم يحقق صيغة الحياة الوطنية على مستوى الشمال في عهد
التشطير, فكيف يمكنه أن يحقق صيغة الحياة الوحدوية.
وخلال حكمه, كان ولازال يعد الشعب بالاصلاحات السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية.
والنتيجة بيع كلام دون جدوى, ولعل ما حدث في مؤتمر المانحين للجمهورية اليمنية المنعقد
في لندن من 15-16 نوفمبر 2006, خير دليل على أفلاس الرئيس ونظامه, فقد أعلن أمام العالم
بقوله:" في المؤتمر تعالوا وأعملوا بأي شروط تريدونها".. وراح فخامته يتسول المساعدات,
ويخاطب الدول المانحة من خلال المؤتمر بلغة (شحات), من أجل توفير قوت الشعب اليمني
البائس, الجائع. بدلاً من العمل في الداخل, لتعريف الشعب عن عائدات النفط أين هي؟ وكيف
تبديد الثروة الوطنية للوطن؟, (المهم) نسي أو تناسى فخامته انه قال في الماضي, أن هناك
دول عمرها لا يتجاوز ستين سنة, تحاول أن تتطاول على يمن الحضارة والتاريخ.. ولكن
(الخبير) لحس كلامه كعادته, وراح يطلب من تلك الدول تأهيل اليمن
الحضارة والتاريخ, لكي يصبح قادر للدخول في مجلس التعاون الخليجي.. على أي حال, تمكن
(الخبير), بعون الله وفضله, من المحافظة على نظامه القبلي, العنصري, المتخلف بكل رموزه
وظلمه, والذي يتساوى فيه الجميع ببقاء الرئيس.. ثابت في موقعه بخلاف قوانين الطبيعة الى
حين أنطفاء جذوة الحياة فيه, لان جني تعرفه خير من أنسي لاتعرفه, كما قال الشيخ عبدالله
بن حسين الاحمر.
هكذا, نرى ذات القيادات العسكرية, العنصرية, العدوانية, الظالمة في مواقعها, وبذات
العقلية الانتقامية, المدمرة للقيم الانسانية, والاخلاقية, لم تتغير أو تتبدل, يزرعون
الفتن والاحقاد بين الجنوبيين, ثم يستنزفون قطرات دورة الحياة في الجنوب الى جانب نبش
قبور الشهداء, و مصادرة ونهب أراضي الجنوب بأوامر مباشرة من فخامة الرئيس, دون حسيب أو
رقيب, وفي ذات الوقت يقومون بأعمال تعسفية مروعة, مهينة ليس للأنسان الجنوبي فحسب, بل
مهينة لنظام الرئيس نفسه, لا لأنه راض عن كل ما تفعله وتمارسه أجهزته العسكرية, ويرى
فيها أعمال مشروعة لتثبيت أحتلاله, وأنما تلك الأعمال لا تتفق والقيم الانسانية,
والاخلاقية.. ورغم طاعون القهر, وطاعون القوة العسكرية الشمالية, فالجنوبيين اليوم
يختلفوا عن الجنوبيين عام 1994م, وقد وضعوا أنفسهم على بداية الطريق
من خلال العمل, وأصرارهم على تحقيق الوحدة الوطنية, من أجل أستعادة الحقوق الوطنية,
والتاريخ للجنوب والجنوبيين, لاسيما بعدما حولوا الجنوب الى مزرعة خاصة للرئيس وقيادته
العسكرية, كما حولوا كل شئ على أرض الجنوب, الى باب رزق, وكل مبدأ وكل قيمة أنسانية الى
سلطة وتجارة, حتى على مستوى (الدعارة), جعلوا من عدن (شكلة), وبقدرة قادر أصبح الوطن
وما فيه, والانسان وحياته وعمله, كغنيمة حرب, وذلك كهبة من الله للرئيس وجيشه, وبالتالي
فأن الحرية و الكرامة صدقة منه, وكل شئ جميل لا يجسد الا عبر صورة الرئيس, ولا توجد
حرية أو كرامة خارج صورة الرئيس, حتى ولو كان مجرد قبيلي بدرجة (زعيم) الذي هو على على
حسناته (أن وجدت) وعيوبه, التي لا تحصى كائن لحظي يموت, حتى وأن طال به العمر.
لقد أصبح النظام في صنعاء, مريضاً بالتدمير, ومحو تاريخنا وثقافتنا, ودوس رجالنا
بالجزمات في المعسكرات, ونبش قبور شهدائنا.. فهل نقبل بعد اليوم صمت أن تلقي أتهامات
النظام لنا, وكأنه المبعوث المفوض من الله, الذي يمنح البركات, ويقذف اللعنات.. وما كان
ذلك يحدث لنا لولا شراء ذمم القيادات الجنوبية, وتغليب المصالح والامتيازات على
المبادئ, الامر الذي أدى الى تركيع القيادات الجنوبية, وتبخر كراماتهم ورجولتهم,
وبالذات (التوالي) الذين دخلوا بيت الطاعة بعد 7/7/1994م أمام الرئيس اليمني علي
عبدالله صالح.
ولما عرف (الخبير) أن هذه القيادات, لا تفقه قدر الوطن, وأهمية حريته وسيادته
وأستقلاله, أكثر من مصالحها, بخاصة وأن كل واحد منهم يسوق نفسه, ويعتبر نفسه هو (أحمر
العين), فقد (حلجهم) وسكتهم بالأموال, وطوقهم وأغدق عليهم, وسخر بعضهم على بعض, مما جعل
الكل أضحوكة, مسلوبي الارادة والكرامة, مجرد كراتين.
 
من أقوال الرئيس القائد علي عبدالله صالح:
 
1- قال الرئيس, والعهدة على الراوي, والراوي هو نفسه الرئيس.. عندما تسلمت السلطة, أنا
فصلت وخيطت كفني بيدي مع الجيوب, بينما الرئيس حسني مبارك يقول:" الكفن مالوش جيوب".
2- قال الرئيس, أنه سوف يعلم الالمان الوحدة.. لكن الله ستر, ولم يأخذ المستشار
الالماني السابق (هلمت كول) بنصيحة (الخبير), وحقق الوحدة الالمانية, وبالتالي ترك
السلطة وبقية الوحدة.. والآن يعيش معزز مكرم مطمئن البال, كمواطن شريف دون (رتل) من
السيارات خلفه أو أمامه.. في حين جلس الرئيس اليمني يحكم مع رجاله.. وخططوا وأبتلعوا
الجنوب لحسابهم, ليصبح الوطن والسلطة والثرة ملك له, لاشريك له. وقد حقق فخامته خلال
(16) سنة, أنتصارات عظيمة, ماكانت تخطر له على بال أو يحلم بها, ولو حتى في أحلام
اليقظة, تركزت على النحو التالي:
أ- تمكن الرئيس اليمني بالحرب عام 1994م, من العمل على ضم والحاق الجنوب بالشمال,
والغاء الوحدة, أحرز ذلك بفضل القيادات الجنوبية, الذين تحالفوا معه شخصياً, بقيادة
الفريق عبدريه منصور هادي, واللواء عبدالله علي عليوة, وأحمد مساعد حسين, ومحمد عبدالله
البطاني, وأحمد عبدالله الحسني وغيرهم من القيادات العسكرية, والكوادر المدنية, ولو
لاهم لما (فات) جيشه العرمرم نقيل يسلح, واليوم تنكر لهم, قرر (زحلقتهم) من السلطة واحد
بعد الاخر, تحت قانون التقاعد. بينما الرئيس محافظ على أخوانه وأبناء أخوانه, وأبنه
قادة الاسلحة الاساسية في الجيش والأمن مثل: المدرعات والقوى الجوية والحرس الجمهوري
والامن المركزي, حيث لايسري عليهم
قانون التقاعد, ولم يجود الزمان بأمثالهم, ناهيك عن قادة الالوية, كلهم من (خبرة)
سنحان.. بأعتبار هيبة النظام ورئيسه مرهونة ببقاء هذة القيادات في مواقعها, لانها قادرة
على قتل ومحو تاريخ وثقافة الجنوب, حتى لايعود هناك جنوبي واحد خارج قانون الرئيس علي
عبدالله صالح, وهو أن يجعل من الجنوبيين متقرجين دائماً (جلوس لايهشوا ولا ينشوا) تحت
قانون (خليك في البيت).
ب- مصادرة ونهب أراضي الجنوب كاملة بقوة الاطقم العسكرية, وبالذات في عدن وحضرموت, ومن
ثم تقسيمها وتوزيعها على القيادات العسكرية الشمالية, والمستوطنين الجدد, وأصحاب الحسب
والنسب, كغنائم حرب, وقد أعطاه لمن لا يملك لمن لا يستحق, بينما القيادات الجنوبية
المشاركة في السلطة (صورياً) ,والتوالي الذين التحقوا بقطار السلطة بعد 7/7/1994م, من
أجل الحصول على بقايا (الفتات), يتفرجون على مايجري.
ج- بعد دخول الجيش الشمالي عدن, وتوقف هدير المدافع, شرعت القيادات العسكرية الشمالية,
وأعطت الضوء الاخضر للقوى الوصولية, لهدم قبور الاولياء في عدن, وتحديداً مقبرة
العيدروس, ومن ثم أنتقلت بعد ذلك الى نبش مقبرة شهداء الصولبان لمعرفة ردود الفعل, ثم
المقبرة الجماعية لشهداء 13 يناير في معسكر طارق, وأذا كانت الفلسفة المادية تقول: أن
الصدفة تتحول أحياناً الى ضرورة, فأن أوامر فخامة الرئيس لنسيبه محافظ عدن أحمد
الكحلاني, الذي جاء وكحّلها, كانت واضحة, وهي العمل على ضرورة تطبيق نظرية جبران خليل
جبران, ومفادها: البناء عن طريق الهدم.. لكن صاحبنا جعل من وسيلة هدم ونبش القبور, مهمة
وطنية, تعلو على أي مهمة أخرى, لانه
كان يريد أن يبني الجنوب من خلال نبش جثث الشهداء, عملاً بالقول المأثور (الحي أبقى من
الميت).
3- قال الرئيس, أنه أعاد بناء سد مأرب, ولكن بأموال دولة الشيخ زايد بن سلطان, طيب الله
ثراه, كما قال أنه أستخرج النفط.. لكن فيصل بن شملان قدم أستقالته من وزارة النفط, بسبب
عدم معرفته بالكميات الانتاجية للنفط, وأين تذهب عوائد النفط؟ والرجل حياً يرزق
بالأمكان الرجوع اليه.
4- قال الرئيس, أنه سوف يترك السلطة من أجل بقاء الوحدة, وحينها كان هذا الأعلان عبارة
عن فزورة.
5- قال الرئيس, أنه سوف يحارب أسرائيل, ولكن لاتربطه حدود جغرافية مع أسرائيل للقيام
بهذه المهمة القومية التي فشل في تحقيقها جيش مصر, وجيش سوريا.. وقد رد عليه الرئيس
المصري حسني مبارك بالقول:" تعال وسوف نعطيك قطعة من سيناء لترينا شطارتك".
6-  قال الرئيس, أنه لن يرشح نفسه للأنتخابات الرئاسية في 20 سبتمبر 2006م, ولكن فخامته
تراجع تحت ضغط الجماهير, وهو بالطبع يحترم الجماهير, وقال يومذاك في مدينة عدن في مؤتمر
المؤتمر الشعبي العام:" نحن لها في حرها وبردها, في الشدة والنعمة".. في النهب
والمصادرة والاحتيال.
 
 

طالب جامعي/ محافظة أبين
11-03-2007
آخر تحديث الاثنين, 12 مارس 2007 08:37