الأرض إلي بتكلم عربي الأرض - الأرض طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 02 أغسطس 2009 15:09
صبر/2009-08-02
الدكتور /عبد الله لأحمد بن أحمد الحالمي

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: ﴿.. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾[ الرعد:11]

صدق الله العظيم

قد يقول قائل لما أذكر الهوية و الوطن و الأرض التي تتكلم عربي  في الجنوب العربي هل هو للتباهي أو للتباكي أم للفخر و الاعتزاز  لكونها وجدان و انتماء فلكل مخلوق جذور و وجدان  وانتماء يعود إليها ويعتز بها يثبت بها أصله و فصله  و وجدانه.

فإذا عدنا إلى الهوية التي أحمل و الأرض التي أسكن  و الوطن الذي أحبه  و اعتز و افتخر به  يأتي انتمائي لهما  فإني أشير  باني قد خلقت في 15 مايو1948م  في بلاد النسري حالمين  في الأرض التي تتكلم عربي – أرض الجنوب العربي  أحمل الهوية العربية  للجنوب العربي  و قد وعيت على الدنيا كما يقول المصريين  و بصيت إلى من حولي  و إذا بي  في وسط أهلي  حاملي الهوية العربية  و في كنف وطنهم الجنوب العربي  و في الأرض التي بتتكلم عربي و لم أكن في اليمن أو السند أو الهند بل في الجنوب العربي وهكذا خلقت  في وطني و بلدي الغالي الجنوب العربي  و الذي افتخر واعتز به كما يفتخر الأشقاء و الأصدقاء بهويتهم.
لذا أدعو كل جنوبي إلى التأكد من تاريخ ميلاده و ميلاد أهله ما قبل  30 نوفمبر 1967م  و سوف يكتشف بنفسه  بأنه عربي  و من الجنوب العربي الأبي  و من الأرض التي تتكلم عربي و ليس يمني بل من الجنوب العربي.

من هنا لم أكن يمني  و لا يمكن لي أن أكون يمني و لا هندي أو سندي  إلا إذا حملة برغبتي  الجنسية الأخرى انطلاقاً من ازدواجية الجنسية و لأن الجنسية أو الهوية اليمنية  فرضت على شعب الجنوب العربي  قسراً بقرار فوقي  مركزي من قبل اللجنة التنفيذية للجبهة القومية في الـ 30 من نوفمبر 1967م  عند استلام الجنوب العربي استقلاله الوطني من بريطانيا  و دون استفتاء  شعب الجنوب العربي على تغيير هويته  و فرض عليه هوية أجنبية هي الهوية اليمنية بقوت السلطة  و المصلحة و التوجه لبعض  عناصر القيادة خدمة  للبلدان التي أتوا منها و أعني بذلك اليمنيين في القيادة حينها .

لهذا فإن الهوية اليمنية لا تعني شعب الجنوب العربي  لا من قريب ولأمن  بعيد و لا نلتزم بها آو نعترف بها  و مرفوضة لدينا جملة و تفصيلاً مهما حاول البعض فرض الأمر الواقع بقصد أو بدون قصد و بمعرفه أو بجهل .

إن شعب الجنوب العربي قد نال استقلاله الوطني 30 نوفمبر 1967م  من الاحتلال البريطاني  الذي دام  129 عام  مع احتفاظه بهويته العربية و وطنه الجنوب العربي خلال فترة الاستعمار البريطاني إلا أن من استلم حكم الجنوب العربي في الـ30 نوفمبر1967م  قد فرطوا  بهوية الجنوب العربي  لصالح هوية أجنبية هي الهوية اليمنية و أعطوا لأنفسهم حق إعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية  بدلاً من جمهورية أو دولة الجنوب العربي  بغرض يمننة الجنوب العربي  و كانت مهمة نفذها اليمنيين الذين تسربوا إلى قمة القيادة حينها و عملوا  لصالح شعبهم اليمني  و كان مصير معارضيهم من الجنوبيين السجن و النفي و القتل و هذا ما حدث للعديد و منهم  الرئيس قحطان الشعبي و فيصل عبد اللطيف و آخرون بحكم معارضة قحطان لقانون الهجرة الذي قال يجب أن يعامل اليمني مهاجر أجنبي فقد حياته و أصبح بعدها اليمني مواطن ومميز أكثر من مواطني البلد الأصليين.

ما وصل إليه الجنوب العربي إلى اليوم من كوارث واحتلال يمتد إلى حقبة الاستقلال و كيف عمل المهاجرين اليمنيين الأجانب الذين وصلوا إلى قمة القيادة مستغلين حسن نية الجنوبيين على استغلال حركة القوميين العرب  و الحماس الثوري  ليقدموا الجنوب العربي شعب و هوية و دولة  قرباناً لشعاراتهم الرنانة  و هديه مجانية لليمن الشقيق  كان ضحيتها الجنوب العربي  الأبي.

نحن هنا ما يعنينا هي الهوية  حيث نتكلم قبل كل شيء عن أرض الجنوب العربي و الهوية العربية لشعب الجنوب العربي  قبل التحدث عن الدولة, لأن وجود أرض يعني وجود ساكنين عليها و وجد ساكنين يعني وجود هوية لهم  و وجود أرض و ساكنين لهم هويتهم الخاصة بهم تحصيل حاصل تجدلهم دولة مستقلة خاصة بهم تدير شؤونهم  كما كان عليه حال شعب الجنوب العربي عبر التاريخ.

فالأرض و الهوية هما أساس الوجود و الانتماء لكل كائن بشري على وجه البسيطة كما هو حال شعب الجنوب العربي صاحب الأرض و الهوية الضاربة في أعماق التاريخ.

الهوية و الانتماء للأرض الذي خلقنا الله أحراراً فيها و نعيش فيها على مدى التاريخ هو وجدان و انتماء لهذه الأرض الطاهرة و الشعور بالأمان فيها و الافتخار و الاعتزاز بها  فمن لا وطن وهوية له لا وجود ولا دولة مستقلة له.

نحن في الجنوب العربي  لا يهمنا عودة دولة الجنوب العربي المستقلة كاملة السيادة فحسب بل الذي يهمنا بالأساس هو عودة الهوية العربية و الوطن الجنوبي – الجنوب العربي المسلوبتان  منذ 30نوفمبر1967م و حرب احتلال الجنوب صيف 1994م  لأن بعودة أرض الجنوب العربي و الهوية العربية لمواطنيه بعيداً عن الهوية الأجنبية اليمنية سوف تكون الدولة تحصيل حاصل وسوف يقيم هذا الشعب دولته المستقلة الخاصة به  و هي دولة الجنوب العربي على أرض الجنوب العربي كما كانت عليه هذه الأرض جنوبية عربية على مدى التاريخ  و بتتكلم عربي.

لا يعني شعب الجنوب العربي هوية الآخرين و جنسياتهم و من حق أي منا أن أراد  وبمفرده بأن  يحمل أي جنسية أخرى لأي بلد أجنبي بما فيها اليمنية يرغب بها إلى جانب جنسيته الأصلية انطلاقاً من تعدد الجنسية  لكن الشيء المفروق منه بأن الجنوب العربي لا يمكن له بعد استقلاله حمل هوية شعب أجنبي آخر كما يحلم البعض بفرض الهوية الأجنبية اليمنية .

الهوية اليمنية تخص إخواننا في اليمن الشقيق  ومن يسعى لحل قضية الجنوب  في إطار اليمن و على أساس الفدرالية عليه أن يطبقها بين أقاليم اليمن الأعلى والأسفل المغلوب على أمرها  و شعب الجنوب العربي بعد استقلاله ممكن له أن يعمل  بالنظام الاتحادي بين أقاليمه و على من لازال يفكر بيمننة الجنوب العربي الابتعاد و أن لا يتعب نفسه لأن شعب الجنوب العربي خلاص نهض و لا رجعة في نهوضه إلا بعود الجنوب العربي و دولة الجنوب العربي الحرة المستقلة التي سوف تشكل عامل أمن و استقرار لدول الجوار و المنطقة و العالم والمعمدة بدماء الشهداء و الجرحى التي يسقطون برصاص قوات الاحتلال اليمني و هم عزل من السلاح و بصمود الأسرى خلف القضبان في سجون الاحتلال اليمني و صمود نضال الشعب الجنوبي في الميدان.


كاتب وباحث أكاديمي
الجنوب العربي
2-8-2009م

آخر تحديث الأحد, 02 أغسطس 2009 15:09