خطاب رئيس ام ثغاء جمل في الحسينية طباعة
مقالات - صفحة/ لطفي شطارة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 10 مارس 2008 05:50
صوت الجنوب/2008-03-10
لطفي شطارة
اليوم تبين للجميع لماذا هاجم الرئيس علي عبد الله صالح أمس ومن مهرجان الحسينية في الحديدة كل أبناء الجنوب ودعاهم الى شرب ماء البحر اذا لم يقبلوا بهذا الوضع ألاحتلالي القائم لنظامه وعسكره والذي يصر أن يسميه " وحدة " ، الرسالة لم تكن موجهة للجنوبيين وحدهم ، بل أرسلها صالح الى أمريكا وبريطانيا أيضا التي يقوم سفيري البلدين بزيارة
اليوم إلى عدن واللقاء بقيادات من الحراك الجنوبي منهم المناضل حسن أحمد باعوم ، كما يزوران مقر صحيفة " الأيام " العدنية للتعبير عن تضامنهما معها ضد صلف السلطة ومحاولتها إسكات الصحيفة التي تقوم بتغطية واسعة للحراك الذي تشهده كل محافظات الجنوب .
 هجوم صالح أمس على شعب الجنوب وبالطريقة التي ردد فيها عباراته يمكن وصفها بأقل من " السوقية " في الاستهتار بإرادة شعب أراد التعبير عن تطلعاته السياسية بطرق سلمية وحضارية لم يواجهها من قبل كرئيس ، ولا يفهمها أيضا كـ "سياسي" اذا أطلقنا عليه هذا التعريف جزافا .
هيجان الرئيس أمس مثله مثل هيجان جمال الحسينية ، فقد كشف بغباء حقيقة الأزمة التي يعيشها ونظامه بفعل تصاعد الانتفاضة الشعبية في كل مدن الجنوب، وعدم قدرته السيطرة عليها ، بعد أن استنفذ كل الطرق لوقف هذا الزخم الجنوبي ، من القتل الى شراء الذمم ، غير أن الحقيقة التي يواجهها صالح في الجنوب أكبر مما توقعها او استهان بها رئيس تعود على تصفية معارضيه اما سياسيا او جسديا ، او كما يعرف بمصطلحه " الترهيب او الترغيب ، فالقضية الجنوبية وتصاعدها اليوم داخليا وتفاعل العالم حولها خارجيا ستجعله هو ومن حوله من المنافقين يشربون من ماء البحر .
فالزيارة التي يقوم بها سفيري بريطانيا وأمريكا سويا الى عدن لها مدلول سياسي خاص واعتراف غير معلن بحقيقة القضية الجنوبية والخطر الذي قد يحذق باليمن إذا لم يجري حلها وفقا لإرادة الجنوبيين أنفسهم ، كما أن الزيارة لم تأتي اعتباطا وفي مثل هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها الجنوب المتفجر غضبا في كل أركانه وداخل كل بيت فيه ، فالزيارة بالتأكيد واضحة الهدف ومحددة المعالم السياسية وهي للوقوف على حقيقة الحراك والاستماع الى تفاصيل برنامجه من قيادات هذا الحراك في الداخل .. فهذه الخطوة من سفيري أكبر دولتي في العالم سياسيا واقتصاديا بالتأكيد ستفقد صالح وعصابة حكمه صوابهم وستطير عقولهم ، فالجنوب بالنسبة له هو أرض وثروة وملايين من البشر أرادهم عبيدا وسيشربهم من ماء البحر إذا رفعوا رؤوسهم وناضلوا سلميا من أجل الانعتاق من هذا الوضع المهين .
ولهذا يجب أن نتفهم هيجان صالح ومخاوف حاشيته من المتنفذين اللصوص من خروج الشارع في الجنوب طالبا حقه التي كفلتها كل المواثيق والقوانين الدولية له في تقرير مصيره ، فمنطق القوة والاستكبار الذي راهن عليها صالح سقط في الضالع وعدن والمكلا ويشبم ولحج ومودية ولودر ويافع الأبية التي طردت مسئولي حزبه من منصة حفل للنفاق قبل بضعة أسابيع ، كما فعلت الضالع في طرد أحزاب اللقاء المشترك من أرضها التي جاؤوها من مناطق الشمال القريبة لوأد القضية الجنوبية وللحديث عن الهم المشترك الذي لم يعترفوا به الا بعد أن تحمل الجنوبيين قضيتهم بأنفسهم ودفعوا شهداء من خيرة شبابه في سبيل استعادة وطن يقع تحت احتلال غير مسبوق .
أمريكا وبريطانيا لن تسمحا بحصول صومال أخرى في اليمن ، ولن تتفرجا حتى يقع أهم ممر عالمي للملاحة الدولية " باب المندب " في خطر الحرب الأهلية لا سمح الله ، او تحول الغضب السلمي في الجنوب إلى كفاح مسلح وحرب عصابات ضد قيادات شمالية في الجنوب ، وبعدها يتفجر حمام الدم ، فالخاسر الوحيد ليس الجنوبيين الذين لم يعد لهم ما يخسروه  بعد أن خرج عليهم أمس ما يسمى برئيس دولة الوحدة ليقول لهم " أشربوا من ماء البحر " ، بل هي القوى العظمى التي تستفيذ من هذا الممر المائي لعبور سفنها ، كما أن الصوملة  التي يسعى الى تحقيق ذلك " سياد بري " اليمن ستكلف القوى العظمى الكثير من الكوارث الإنسانية والمادية اذا ما أصر علي عبدالله صالح أن تكون نهايته كما أنهى سياد بري الصومال ، فأستعاد شماله " أرض الصومال " سيادته ومزق جنوبه في حرب قبلية طاحنة لم تنتهي حتى اليوم .
فثغاء جمل الحسينية من الحديدة أمس كشفه التحرك الأمريكي والبريطاني الى عدن اليوم ، وأثبت للعالم أنه يعيش أزمة حقيقة في السيطرة على الجنوبيين ، فبعد ان استهان بالفقاقيع والمأزومين وشلة الانفصاليين ووووو من مصطلحات السخرية والاستهتار عن الحراك في الجنوب ، فجن جنون صالح أمس وخرج عن السيطرة وهو يرى أن الفقاقيع يستمع لها العالم ، وأن المأزومين سيلتقون بممثلي الدول العظمى ، فقلقهم أكبر من قلق الرئيس الذي يسخر من خطابهم .. العالم يعترف بالوقائع والحقائق .. والحقيقة الوحيدة اليوم على الأرض هي أن الجنوبيين لم ولن يقبلوا بأقل من تقرير مصيرهم السياسي ، وسيتحقق له ذلك أجلا ام عاجلا كما قال ياسر عرفات رحمة الله عليه وصديق " جمل الحسينية الهائج" شاء من شاء وأبى من أبى والذي ما يعجبه سيشربه الجنوبيين من نفس الكأس الذي شربوا به عام 1990  ظاهره وحدة وباطنه احتلال ..
آخر تحديث الاثنين, 10 مارس 2008 05:50