عندما ترقص الثعالب أعراسها - بقلم - علي نعمان المصفري طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 21 أغسطس 2014 05:30

(When the foxes are dancing in the wedding)
 
( أول دراسة علمية واقعية موجزة عن وضع المشهد اليمني والجنوبي اليوم)
 
هي حكمة هندية باللغة الأوردو تصور كيف السماء تمطر والشمس مشرقة.
 
كيف الثعالب ترقص ولماذا في العرس!؟.
 
أنها الصورة الهزلية للمشهد عامة في اليمن والجنوب لما آلت اليه الأوضاع في ظل معرفة القاصي والداني أسباب المحن والمتسببين فيها.


 
كأن الثعالب ترقص فعلا براحة تامة في صنعاء عرسها الخاص بها ومايحدث لاعلاقة لها بتلك الأحداث.
 
الثعالب لازالت تضرب عمق الواقع بأنيابها ومخالبها وقدراتها التآمرية وتحصد كل مايروم لها غير أن الضحايا بالملايين من الكادحين.
 
كل شئ تجمد وتسمر حتى جهود الراعيين الأقليميين والدوليين وماحصل فقط مسرحية أخرجت خصيصا لأيصال اليمن والجنوب الى هذا الوضع المأساوي كحالة يندر لها مثيل في بلدان حطت عندها الكوارث دونما تتحلحل وباقية مسرحا لرقص الثعالب في عرسها التراجيدي كأفغانستان والصومال واليوم العراق وسوريا وليبيا ومناطق عدة تحلو مكانا آمنا للثعالب..
 
الا في جنوب شبة الجزيرة العربية الثعالب فيها أستثناء شذ عن القاعدة وأنتج قاعدة من نوع خاص وصلت حد الذبح وأشاعة الخوف والهلع في بئة عمرها لم تكن حاضنة لهذة الأنواع من الجرائم بحق البشرية..
 
صنعاء ملجأ آمن للثعالب ويتمتعون بالصحة والسلاح والمال والأنفاق والمتاريس والمخافر جاهزة ومتوفرة والحجج والمبررات قائمة على أنهم يحمون حمى الوطن والشعب والتاريخ والجمهورية والوحدة والدين,  وهم من يذبحون الناس بكل شئ من الأمن والأستقرار وحتى الذبح بقطع الرأس والأسعار.
 
وكل شئ ضائع منهم وفي نفوسهم غير القتل والسلطة والمال والجاة.
 
مما يعني أن كل شئ تلاشى في عرس صنعاء وبعثرتة رقصة الثعالب، أبتداءا من المبادرة الخليجية التي ذبحت ثورة الحراك الجنوبية السلمية وثورة التغيير الشبابية حتى مخرجات مؤتمر الحوار.
 
كل الثعالب حضرت ووقعت وأنتهت من العرس الموفنبيكي لتنتهي عند سقوط عمران وبعض مناطق الجوف بيد الحوثي وتوالي عددي لبعض مناطق محافظات المحويت وحجة وذمار واليوم صنعاء وتنظم محافظات اليمن الأسفل لتمهد نفسها مسرحا لأعتلاء الرقص عليه.
 
ليظل الجنوب مسرحا لتنفيذ ماعجزوا عنه في صنعاء وتسويق الجرائم على نحو يعتقدون من خلاله كسب مكانة في أية محادثات تسوية قادمة تعويضا لخسائرها في محافظات اليمن الشمالية والغربية تلك التي الشمس غابت عنها بظلال الحوثي وهزائم الأصلاح وحلفائة., بعد ما الجنوب بمحاولاتهم تدعيشه بأنصار الشريعة ورديفها القاعدة.
 
 
 
أمريكا وحلفائها وسط وخلف ثعالب صنعاء يصدرون قرارات من مجلس الأمن الدولي ويرسلون طائرات الدرونز والمساعدات قائمة وبؤر الفساد جاهزة وبن عمر يزور وجعبتة متخمة بتقارير الحالة. وخطة الدول الغربية مستمرة في أعادة صياغة وضع المنطقة عموما واليمن والجنوب ضمنها.
 
صنعاء لم تعد صنعاء ولا فيها مايمكن يؤشر الى نظام أية نوع كان.
 
الكل على الزناد والثعالب مع الثعابين ترقص بأمان و(الشنطة) جاهزة لتفريخ الحراك وتجييش الثعالب للممكن تجييشة للجنوب وضد بعضهم اليعض لكن الكل مجمعون على الجنوب مهما كان مبدأهم, حتى في محنتها تصر الثعالب على القبض بالثروة والسلطة والموقع في الجنوب وفق مصالحهم ومصالح حلفائهم في الأقليم المنقسم بين شيعي ووهابي؟.
 
لهذا في ظل تسارع الأحداث السياسية في صنعاء وماتمخضت عنه المبادرة الخليجية في مؤتمر الحوار الوطني وماذهبت الية الوثيقة في أقلمة الجمهورية اليمنية الى ستة أقاليم، بدأت الدوائر المتنفذة في صنعاء تجن جنونها وتعمل على عرقلة المخرجات بحسب أعتقادها أن الثروة والسلطة ستسحب منها وتخضع للأقاليم وعملت جاهدة على أحتواء أية خطوات تقدم تحققة الوثيقة في تغيير مسار الأحداث في تفعيل جبهات التصادم المسلحة مع التمدد الحوثي وخصوصا في مناطق سيطرة الحوثيين في صعدة وعمران والجوف بهدف أنهاء التواجد الحوثي وخطره عليهم لتنفرد الثعالب بالرقص في الجنوب وأستمرارية داعش في الجنوب لمزيدمن أستفزاز وكسب المال , اتثبيت تواجد تحالف أمراء حرب 1994 والآن تسعى في بقية محافظات حجة والمحويت وذمار ومأرب.
 
تلك النزاعات المسلحة بين الحوثي وحزب الأصلاح وحلفائة خلصت الى تقهقر جماعات الأخوان المسلمين في حزب الأصلاح وحلفائهم في القوات المسلحة وأولاد الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر وتراجعهم من عقر دارهم في عمران الى صنعاء بعد أن تحالفت قبائل عمران حوثيا وحسم الموقف عسكريا في ظل وقوف الجيش التابع للرئاسة اليمنية صامتا.
 
سقوط عمران وماسبقتة من أحداث في دماج صعدة أحدث خلل في الميزان العسكري الأمني وترتب عليه نشوء معادلة سياسية جديدة أستحوذ التمدد الحوثي على نصيب رئيس فيها جعلت مؤسسة الرئاسة والحكومة بفعل ضعف مكانتها العسكرية والأدارية معطلة على التحكم  بمجمل الأمور. مماجعل اللواء علي محسن الأحمر يهدد مع أولاد الأحمر وحزب الأصلاح بتسليم حضرموت للقاعدة مقابل سقوط عمران متهمين فيها تواطؤ مؤسسة الرئاسة على عدم زج الجيش في أحداث عمران علما أن الجيش الضعيف, الذي أساسا مقسم بولائة على ثلاث كتل:
 
الرئاسة والرئيس السابق وعلي محسن- والأصلاح.
 
ولهذا توالت أحداث القاعدة في الجنوب بأحتلال القاعدة لأبين وأجزاء من شبوة في وقت سابق واليوم في القطن وسئون كرد فعل من تلك القوى المتنفذة في صنعاء لتطويق الحراك السلمي الجنوبي و دور الرئيس المؤقت والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار وتغطية هزائمها مع الحوثي وتهديد المملكة العربية السعودية ودولتي الأمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ، وما أحداث الوديعة الا مقدمة لذلك.
 
أن درجة الوحشية التي أستخدمت بها طريقة قتل الجنود بالذبح أنما تعد أبشع صور الجريمة في الجنوب وحضرموت تحديدا
 
وهي البئة التي عمرها لم تكن حاضنة للأرهاب.
 
بل كانت بئة سلام ومحبة ودليل ذلك نشر قيم الأسلام الحميدة في مشارق الأرض ومغاربها على يد حضارم من الجنوب العربي.
 
لا مؤسسة الرئاسة اليمنية ولاحكومة الوفاق قدروا على أصلاح ما أفسدتة مرحلة مابعد 1962 وحتى اللحظة في بناء الدولة والأستجابة لقضية الجنوب، لأن الوسط الذي تتحرك فية لم يعد مؤثرا في أية نتائج أيجابية، يمكن أن تخلص لها عملية المصالحة بالطرق التي تبعتها صنعاء في المبادرة الخليجية ومخرجاتها. والمربوطة بذيل دستور معلق بمخلب القادم المجهول في نفق معادلة مابعد سقوط عمران.
 
وماتلت ذلك من أحداث في محافظات صنعاء المدينة اليوم جعل ضبابية المشهد أكثر تعتيما وصعب رؤية الخصوم في المدينة ذاتها بما فيها الرئيس المؤقت, وبدل أن يذهب الى بناء الدولة يذهب الى القبائل والأفراد لحسم الموقف لصالح مشروعة الغير واضح مرادة وماحصل في لقاء يوم أمس الأول للرئيس المؤقت مع مشائخ وأعيان ريف صنعاء الأ مؤشر واضح لفشل مؤسسة الرئاسة عن تقديم نفسها لحل القضايا الماثلة وأنه يتحدث في وسط مذهبي مشبع ضدة.
 
يمتزج هذا التوجة الرئاسي مع الأتجاة الأقليمي الدولي ويخرج الأمور من قاعدة الحلول الى الكشف عن سيناريو آخر يتشكل خلف كواليس السياسة لأعداد اليمن والجنوب نحو تطورات أشد دراماتيكية في غضون الأشهر القادمة بمعزل عن ماتم الكشف عنه في المبادرة وآليتها ومخرجاتها.
 
وهو نوع من المعجون الجديد المراد تجريبة على الجسد اليمني بما يجعلة أكثر تجانسا على تفكيك عقد قدرة حرباوات صنعاء من التلون وفق الصبغة الأحمرية واللون الأخواني المراد منه للخروج من هزائم دماج عمران وتلاشئ دور الأصلاح جنوبيا مع ميليشيات القاعدة التابعة له والجنرال الأحمر خصوصا في ضوء نتائج الضربة الموجعة قطن –الصبيحي.
 
مع التذكير وأن حتى نجحت ولو لحين وساطة هادي يوم عيد الفطر المبارك لجمع الثعالب ورقصهم في جامع الصالح- الهادي لكن صدى حادثة جامع النهدين غائر في عمق الرئيس السابق وأعوانة لما مثلتة من ليس فقط الأعلان عن أنقلاب على القصر الجمهورية بذات الصبغة الأحمرية لكنه تم تداركه من قبل الحمران على أنه كان مقصودا به تدمير كامل لحقبة 33 سنة من تربع حاشد للمشهد عامة وهو الخط الأحمر الذي عندةه يتوحد الحمران مهما كانت خلافاتهم وعبدربة حليف مبطن وفق خصوصية مصالح ذاتية تربطة بصنعاء في محيط مابعد 13يناير 1986 بأعتباره خدم مستضيفيه في ردم هوة عدم توافقهم على تعبئية كرسي الحكم بواحد منهم. ذلك أن المذهب والعرف زيديا لايسمح لمن خارجه على دخول هذة الدائرة المغلقة منذ 1300 سنة.
 
وأن اليوم صنعاء الزيدية تستجيب للمذهب بديل القبيلة التي تقدمت عن المذهب عمران حولت المعادلة ووفرت مرورا آمنا للحوثي الى صنعاء اليوم. كيف يكون الحسم بعد رفع الشعار الحوثي ورد الدول العشر الراعية ومؤسسة الرئاسة والأجابات التي اليوم الحوثي وضعها تعقيبا على التقدم الحوثي, كيف تتطور الأوضاع وعلى أي نحو بالمكياج الحوثي أو بالمتخبط الحمراني المهزوم ووسط التململ الدولي الأقليمي في سلحفاة رد فعلهم على الخطوات الحوثية السابقة أمر محير ومثير للغاية.
 
كيف يكون شكل الحكم بالأجندة الحوثية أجابة مفتوحة حتى الجمعة حسب الحوثي في حكومة أئتلافية أو حسم نهائي؟.
 
مؤشر الواقع يشير الى سقوط وشيك لصنعاء يقرأة المرء من خلال أشاعة أنتقال عبدربة الى عدن وأعلانها عاصمة بهدف الحفاظ على ماء الوجهة وأستكمال السيناريو الدولي الغير معلن وتطويق القضية الجنوبية عن أية ردود فعل تنقلها الى مسارات أهدافها والتفرغ ولو لتضييق الخناق عن الحوثي في عدم خروجة عن نطاق أقليم آزال وهو محال لأن الأجندة الحوثية كما يبدو تتسم بجغرافية مفتوحة؟.
 
لهذا يصبح لازاما على من يريد حسم الموقف في صنعاء الألتزام بحدود سياسية لاتتعدى  جغرافية البئة السابقة المدمرة منذ 22 مايو 1990 حتى لاتتكرر هزيمتهم كما حدث لأسلافهم ويكتبون نهايتهم بأنفسهم.
 
و بمباركة تقاطع مصالح أقليمية ودولية ترى في ذلك متنفسا جديدا في أستعادة عافيتها لأستمرارية سيطرتها على المنطقة والأنفراد بها من التنافس الأقليمي الدولي الشرس والمحتدم حاليا في المنطقة.
 
ولأن الوضع برمتة يهدد ليس فقط اليمن بل دول الجوار على دول الأقليم تأتي مهمة أحداث توازن في أصطفافها مع القوى الحية في اليمن والجنوب لتجفيف بؤر التوتر من قاعدة صنعاء وذلك بمنح شعب الجنوب المناخ الملائم لأستعادة هويتة ودولتة. وعلى الجنوبيين تأـي اليوم  مسئولية غاية في الحساسية أن يقتنصوا فرصة صنعاء اليوم للتوحد بالكلمة والصوت والهدف تجاة ضيتهم العادلة وفرض ذاتهم في المعادلة لأسترداد حقوقهم المسلوبة. اليوم يكونوا اولايكونوا.
 
لذا تكون دولة الجنوب حزام طبيعي للحفاظ على العمق الأستراتيجي للأمن القومي الخليجي ودولة ومحاصرة أية تغلغل الى الداخل الخليجي وتقويض فرص فرض كماشة داعش شمال وجنوب دول مجلس التعاون الخليجي. تفاديا لنشوء مخالب خلفية لداعش اليمن وقاعدتة التي قد تمثل حقول ألغام موقوتة تنفجر حين الحاجة لها. مع التركيز على أن أزمة اليمن والجنوب يتسبب فيها طرفي الدوائر المتنفذة، أي أمراء حرب 1994  لما لأهمية أستيعاب ذلك من مترتبات يمكن بتحجيمهم وأزالة خطرهم تستتب أمور دول الجوار وكذا طرفي المعادلة يمن وجنوب وأبقاء التمدد الحوثي على الحل السياسي بحصولهم على أستحقاقاتهم، لتثبيت دولة في صنعاء اليمن تذهب الى تفعيل أهداف ثورة التغيير بمفهزمها الحقيقي لا كما تم تزييفه.
 
 أن أعادت الشقيقة الكبرى والدول الراعية تفهمهم في رؤية معالجة الوضع وأعادة تقييم مواقفهم السابقة أنطلاقا من الأوضاع المستجدة والمتصاعدة, لأنه كما يبدو لازالت المملكة رغم تواجدها غائبة عن كثير من الحقائق بدليل تجاهلها للقضية الجنوبية وثورة التغيير، هذا التفهم بما يتطابق ورؤية الحراك الجنوبي لخصوصية وضع القضية الجنوبية ومبادئ ثورة التغيير، ومن هي القوى الحية الممكن التعامل معها لتطويق الأزمة برمتها حتى لانفسح مجالا للثعالب من أستمرارية عبثهم بالأوضاع كاملة ورقصهم في أعراسنا القادمة.
 
مع أن وضع صنعاء هذة الأيام قد يخلص الى تنظيف الوعاء السياسي عامة من كل بلاوي وعلل المراحل التدميرية السابقة بأنهاء قوة مراكز السيطرة والنفوذ. هذا ماستفصح عنه الأيام القادمة؟.
 
كل هذة الأتجاهات نحو الحلول الممكنة لأخراج اليمن والجنوب من هذة المحنة تبقى ناقصة في ظل أستمرارية التدخل الأقليمي والدولي المباشر , مالم يتم الأستجابة للأرادة السياسية الحقّة لشعبي اليمن والجنوب, وتركهم يقررون مستقبلهم بنفسهم دون أية مؤثرات خارجية بأصابع محلية؟.
 
والله من وراء القصد.
 
كاتب وباحث أكاديمي.
 
لندن في  20 يوليو 2014