خطاب السيد الرئيس علي سالم البيض بمناسبة الذكرى ال16 لاحتلال الجنوب العربي |
سياسة - كلمات |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الأربعاء, 07 يوليو 2010 20:43 |
خطاب السيد الرئيس علي سالم البيض بمناسبة الذكرى ال16 لاحتلال الجنوب الرقم: / 201/2010
يا شعبنا الحر الأبي في الجنوب لقد جاءت جحافل الاحتلال لتهدم المنارة الجنوبية،وتقتل أحلام شعبنا، وتقوض مشروعه في البناء والتحديث، وتحرمه من نعمة العيش الكريم. بعد مضى 16 عاماً على الاحتلال، ورغم الاختلال في موازين القوى، والدعم اللامحدود الذي حظيت به دولة الاحتلال من قبل الدول الغربية كافة، إلاَّ أننا نتوقف أمام الحقائق السياسية التالية: ثالثا/ إن ثقافة المقاومة والممانعة السلمية ازدادت انتشاراً وتأييداً في كافة الأوساط الشعبية، وظلت راية النضال خفاقة، وأضحت المقاومة السلمية الخزان الذي لا ينضب وأقصر الطرق للتحرير والاستقلال، ونشأ جيل جنوبي جديد حفظ العهود، ووفى بالوعود، وتسلم الدفة، وقاد المسيرة المباركة نحو استعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن الأبية. رابعا/ لقد انكشفت كذبة المقولة التي زعمها الاحتلال منذ السابع من يوليو 1994، وهي أن الوحدة بالدم راسخة وقوية.بل أكد حراك شعب الجنوب على انه مصمم على انتزاع استقلاله مهما بلغت التضخيات. سادسا/ان خيار الوحدة الوطنية يتعزز كل يوم،وهو امر لا يمكن لأحد أن يمنعه أو يقف في طريقه،كما انه لا بديل عنه. إن ما يواجهه شعبنا في الجنوب اليوم من مظاهر الحصار الخانق والاستهداف على جميع المستويات لهو دليل دامغ على مدى التحيز العربي والدولي، بل الإسهام في توفير الغطاء لاستمرار جرائم الاحتلال، عبر الصمت على المجازر اليومية. إن هذا الصمت يعتبر دعماً للاحتلال وتحيزاً فاضحاً وتكريساً لمنطق الهيمنة وتجاوزاً للأعراف والقوانين الدولية، في الوقت الذي يعاني فيه شعبنا من مصادرة حقه في تقرير مصيره. غير أننا نؤكد بأن كل ذلك لن يغير من الحقيقة شيئاً، ولن يطمس معالم القضية الجنوبية، ولن يسقط الحقوق الثابتة ولن يغطى على جرائم الاحتلال،التي تتحدث عن نفسها يوميا،وتشهد عليها قوافل الشهداء،الذين يروون بدمائهم الزكية تراب الجنوب. في هذه المناسبة نشيد بأبناء شعبنا في كل مكان،الذين حافظوا على هويتهم وانتمائهم وأصالة مواقفهم وشكلوا طوقاً لحماية الجنوب. إنني أخاطب أهلنا الصابرين وأقول لهم أننا نعيش وندرك المعاناة الحقيقية التي تمرون بها،وشظف العيش الذي تعانون منه،لقد عطل الاحتلال كل مناحي الحياة بفعل هذا الحصار الجائر،تعانون في لقمة العيش، ونعرف أن هناك أسر تطوى يومها دون طعام أو زاد، العمال والتجار وأصحاب المصانع، والقطاعات المختلفة عانوا من هذا الحصار، لقد نهب الاحتلال ثرواتكم وضيق عليكم وفقدتم خيرة أبنائكم، وذلك لأنكم قلتم نعم للجنوب ورفضتم الخنوع أو التفريط أو التنازل. ولكن نعرف أيضاً أنكم أثبتم أنكم أكبر من الاحتلال، لم تنكسر إرادتكم، ولم تضعف عزائمكم، ولأنكم على الحق بإذن الله، فأصبحتم مثلاً وقدوةً ومحط أنظار الأمة والأحرار في كل العالم، فثقوا بالله واستعينوا به وتوكلوا عليه واستقووا به فلن يضيعكم ، ولن يجعل الله للظالمين عليكم سبيلاً، وسيجعل لكم فرجاً ومخرجاً وعزاً ونصراً، ونحن معكم وأمامكم في هذه المسيرة، ولن نخذلكم أو نسلمكم أو نتمايز في العيش عنكم، على هذا عاهدنا الله، وعليه نعاهدكم، وثقتنا بنصر الله القريب يقين يغمر نفوسنا ويقوي عزائمنا ويشد من أزر ثباتنا، ويجعلنا نمضي في سبيلنا مطمئنين لقرب يوم الاستقلال. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، ونقول لشعبنا وشهدائنا وجرحانا وأسرانا الأبطال (فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ)، وصدق الله القائل (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا). 16 سنة من الاحتلال علي سالم البيض |