الذكرى الرابعة عشر لميلاد المقاومة الجنوبية :هنا توقفت عجلة الزمان ---المحرر السياسي - تاج عدن طباعة
أخبار الجنوب العربي - الشهداء و الجرحى
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الثلاثاء, 05 يونيو 2012 04:43

يوم  5    والشهر  يونيو والعام 1998م .. اربع سنوات تقريبا تفصل هذه اللحظة التاريخية عن يوم اكتساح جيش الاحتلال اليمني المدعوم بمليشيات الافغان العرب وجحافل حزب اٌلإصلاح  وحشود الفيد  والنهب والسلب من القبائل الزيدية.. هنا توقفت عجلة الزمان عن الدوران إلى الخلف هبوطا وانحدارا  وبدأت تدور إلى الأمام صعودا وارتفاعا معلنة  عن ميلاد فجر الرفض والمقاومة وبدء الركض نحو الحرية والاستقلال يردد الجنوب نشيد الحرية بصوت مدوي يمزق معه هذا الفاصل الزمني الشاذ الذي طرأ على تاريخ الجنوب ويمزق معه ليل القهر والظلم وليذهب إلى الجحيم غير مأسوفا عليه.

 

يوما لم يكن كعادته .. يوما لم يكن مألوفا ..اعلن  فيه ميلاد فجرا جديدا للمقاومة والثورة ..يوما قيل فيه نحن هنا شعب الجنوب لانقبل الضيم ولا نقبل الظلم ولن نرضخ لأي كان. كان يوما مشمسا تلوح فيه على تلك السفوح اطياف ابطال المقاومة والفداء الذين اذاقوا المستعمرين الإنكليز كؤوس المرارة والعلقم .. هنا بين "الضياح"

 الشاهقة صوت يتردد لرمز الشموخ والشجاعة الشهيد الشيخ "محمد بن عواس"  الذي كان قد رفض الانصياع لسلطات الاحتلال البريطاني هكذا وجه لوجه قالها للضابط السياسي للمحميات السيد "ديفي" الذي اغار هو وفرقته المحمولة على الخيول والمدججة بالسلاح وفاجأوا الشيخ الشهيد في مزرعته يوم 16 أبريل من عام 1947م  طالبا منه باستهتار ان يسلم سلاحه ليقوم بشده بالحبال وحمله اسيرا على حصانه. قال بن عواس" عندنا هنا تسليم السلاح عيب"  وبسرعة البرق خطف بندقيته "الميزر" وصوب طلقته الأولي في قلب المستشار  ديفي ثم اتبعه بطلقة اخرى في جنبه الايمن ايضا وارداه قتيلا وطلب من الحرس المرافق له تسليم السلاح وطلبوا منه ان يجيرهم  فأجبرته نخوته ومروءته على ان يتركهم يذهبون لكن احد كلاب المستشار غدر بالشيخ ورماه من الخلف فسقط شهيدا فداءً للوطن والشرف والكرامة.

هنا الضالع.. حيث ماتزال المدافن الجماعية للغزاة الزيود الذين ارادوا إذلالها يوما كانوا يحلمون فيه بذلك. وهنا معاقل الأسود التي اجادت الوثب والانقضاض على مفارز و"دشم" المستعمرين الإنكليز واجبرتهم على الهروب يجرون ورائهم ذيول الهزيمة والعار .. نعلن عن ميلاد حركة المقاومة المسلحة لتقرير مصير الجنوب العربي. إعلان معمد بالدم والالم سقط فيه الشهيد الشاب محمد ثابت الزبيدي غيلة على ايدي جحافل الغزاة اليمنين .. ليست حركة تمرد وليست انتفاضة عفوية بل انها لحظة فيها اعلنت الثورة على كل الماضي وجرائمه بحق شعب الجنوب ووطنه الجريح .. الوطن هو الجنوب والهوية هي العربية المستقلة الضاربة جذروها في عمق التاريخ السحيق لحمير وعاد وثمود والأحقاف.. الجريمة : تزوير للهوية والتاريخ على مدى ثلاثون عاما صودرت فيها إرادة شعب الجنوب وزور فيه تاريخه ليتم تتويج هذه الجرائم ببيع الجنوب ارضا وشعبا إلى جحافل قبائل حاشد بيعا لافيه شرط ولا جزاء.

اليوم نعلن بدء المقاومة المسلحة ل حركة  تقرير المصير   "حتم" لتبدا المعارك بين المقاومين من قرى زبيد وجحاف وغيرها من قرى الضالع  الآبية في مواجهات طاحنة تكبد فيها الغزاة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات  وسقط فيها عشرات الشهداء والجرحى في معارك كر وفر دامت لعامين ونيف استخدمت فيها قوات الاحتلال مختلف انواع الأسلحة الثقيلة واحرقت المزارع وردمت آبار  المياه واستخدمت عبوات الديناميت لنسف منازل ابطال المقاومة وتشريد اطفالهم ونسائهم .

لم تكن اللحظة هي المناسبة فقد أبت الضالع ان تركع  وأن تنتظر حتى يتأهب الجنوب كله ..ابت ان تقبل "اطقم" الغزاة التي حاولت ان تنشر الذل والمهانة داخل قرى ومدينة الضالع فتم إبادة معظمها مما حدى بالغزاة إلى التقوقع في حجورهم داخل المعسكرات المدججة والمحصنة وادركوا ان الضالع سقطت عسكريا لكنها تأبى ان تسقط كرامتها.. لم يكن الظرف قد نضج جنوبيا حتى تنتشر المقاومة في باقي المناطق والمدن الجنوبية.. مظاهرات خرجت في اقصى الشرق من الجنوب .. هناك في حضرموت الغزة والكرامة سقط فيها شهيدين وتشرد فيه الكثيرين.. اليوم نتذكر فقد كانت اول محطة رفض للاحتلال ليس ذلك فحسب بل او محطة رفض لسير التاريخ العكسي باتجاه اليمن منذ 1967م .. في هذا اليوم المجيد ادرنا عجلة الزمان نحو الطريق الصحيح .. نحو المستقبل المشرق لوطننا وشعبنا .. نحو الجنوب العربي نحو الدولة المستقلة.

شاهد الفلم المرفق بالضغط على الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=OiCbwCr5X_U&feature=youtu.be