واشنطن في حالة حرب غير معلنة مع هذا البلد - تحذيرات لأوباما من ضلال سياسته في اليمن : بقلم كاري بيرون طباعة
الاخبار العربية والدولية - أخبار عالمية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 29 يونيو 2012 08:45

واشنطن , يونيو (آي بي إس) - حذر عدد من الخبراء والدبلوماسيين والمحليين السياسيين الأمريكيين من تداعيات الحرب غير المعلنة التي عمقتها إدارة الرئيس باراك أوباما في اليمن، وحثوا واشنطن علي التعجيل بتوسيع نطاق نهج سياستها لتتجاوز مجرد "مكافحة الإرهاب”.

فقد صرحت باربرا بودين، السفيرة الاميركية السابقة في اليمن، أن الأمر لا يتعلق بدولة فاشلة وإنما ببلد تواجه تحديات كبيرة، وأن الوقت المتبقي للعمل مع اليمن للبدء في التغيير أصبح محدودا.

 

وأضافت أن ذلك سيتطلب من المجتمع الدولي، وتحديدا الولايات المتحدة، تركيزا أكبر بكثير علي المجالات التي تخصص المساعدات لها، فضلا عن زيادة التركيز، بقدر كبير، على تحديات الاستقرار والاستدامة بدلا من الإقتصار على التحديات الامنية فقط،

حسب قولها.

وشرحت بودين في حلقة نقاش نظمها المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة علي مدي أكثر من نصف قرن من العلاقات، لم تقرر بعد نوع العلاقة التي تريدها مع اليمن.

ويذكر أن اليمن -الذي يبلغ تعداده 26 مليون نسمة- يأن تحت ثقل معدل بطالة يصل إلي نحو 40 في المئة، بأعلي نسبة في أوساط الشباب.

كما يعد اليمن واحدا من أفقر دول المنطقة على الرغم من إقتصادها المعتمد على النفط. وقد حذرت منظمات إنسانية في الأسبوع الماضي من أن 40 في المئة من أطفال اليمن يقفون على حافة سوء التغذية المزمن -وهو ثاني أعلى معدل من نوعه في

العالم.

كذلك فقد قالت السفيرة الأمريكية السابقة لدي حكومة صنعاء أن إهتمامات الولايات المتحدة ومساعداتها قد إجتازت على مدى عقود طويلة من الزمن، مراحل توسع وتقلص تتقاذفها أحداث كان لها تأثير ضئيل جدا في كثير من الأحيان في اليمن في حد

ذاته.

وأوضحت أن المساعدات الاقتصادية الأمريكية لليمن كانت عشوائية غالبا، وكذلك الحال بالنسبة "للمساعدات العسكرية "في حين كان خطابنا الدبلوماسي نحو اليمن غير متناسق... فبغض النظر عن الأقوال المتكررة عن ديناميات السياسة الحالية -وأحدثها

هو مكافحة الإرهاب- واجهت الولايات المتحدة صعوبات في التعرف علي لماذا نحن هناك.. وهل نحتاج لنكون هناك".

هذا ولقد أرسلت مجموعة من المحللين السياسيين في واشنطن بما فيهم بودين، في بداية هذه الأسبوع، رسالة مفتوحة إلى الرئيس أوباما، تشير إلى أن "إتباع نهج أوسع نطاقا وتركيزا على المشاكل الأساسية والاقتصادية والسياسية من شأنه أن يخدم

إستقرار اليمن بطريقة أفضل، وبناء عليه، مصالح الأمن القومي (للولايات المتحدة)، بدلا من التركيز أساسا على جهود مكافحة الارهاب والتدخل العسكري المباشر".

وواصلت الرسالة: "يجب علي الولايات المتحدة إعادة تقويم مساعداتها في مجالي الحكم والإقتصاد بحيث تمثل نسبة أكبر من المساعدات الإجمالية مقارنة مع المساعدات العسكرية والأمنية. الولايات المتحدة تحتاج للتأكد من أنها تركز على تحقيق أهداف

طويلة الأجل، وليس فقط أهداف على المدى القصير".

فإلى حد كبير، جسدت إدارة أوباما نهج الولايات المتحدة على المدى القصير في اليمن القائم علي التركيز على الأمن، ومن ثم صعدت هذه الإدارة هجمات الطائرات بدون طيار في هذا البلد خاصة على مدى الأشهر الأربعة الماضية، بغية إستهداف تنظيم

القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والجناح اليمني لها.

في هذا الصدد، تردد يوم الاثنين الماضي أن طائرة أمريكية بدون طيار قتلت ثلاثة أفراد من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالقرب من ميناء عدن الجنوبي.

وأفاد موقع "الحرب الطويلة" المعروف والذي يركز علي "الحرب على الارهاب" أن هذا كان واحدا من 24 هجمة أمريكية بطائرات بدون طيار علي اليمن هذا العام.

وللمقارنة، بلغ عدد مثل هذه الهجمات بدون طيار علي باكستان هذا العام 23 هجمة -وفقا لنفس المصدر- وإن كانت قد حظت بتغطية إعلامية أوسع وإحتجاجات علنية أكبر من حالة اليمن.

هذا ولقد سلطت الرسالة المفتوحة الموجهة إلى الرئيس أوباما الضوء على هذه المسألة أيضا، وحثت حكومة الولايات المتحدة على "إعادة تقييم استراتيجية هجمات الطائرات بدون طيار والإقرار بأن هذا النهج يولد الكثير من المشاعر المعادية لأمريكا بل وقد

يعزز جاذبية الجماعات المتطرفة”.

فقد تردد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد تضاعف حجما بقدر ثلاث مرات منذ أن بدأت هجمات الطائرات بدون طيار التي تشنها الولايات المتحدة علي اليمن في عام 2009

 

آخر تحديث الجمعة, 29 يونيو 2012 08:55