تاج يدشن عمله العلني في الجنوب العربي طباعة
سياسة - احزاب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 01 ديسمبر 2012 06:06

دشن التجمع الدمقراطي الجنوبي تاج صباح اليوم الخميس في قاعة التاج بمديرية المنصورة بالعاصمة عدن نشاطه العلني تحت شعار (دماء جديده نحو طريق التحرير والاستقلال واستعادة الهويه) بحضور عدد كبير من اعضائه وانصاره ونخبه من الاكاديميين والشخصيات الاجتماعية وقيادات الحراك الجنوبي والقيادات الشبابية وفي الحفل الذي افتتح باي من القرآن الكريم ثم القت المحامية افتكار السقاف نائب رئيس التجمع الديمقراطي تاج بالداخل كلمة قالت فيها :- في البداية تنحي الرؤوس والهامات أجلال لشهدائنا الأبرار. وتنحني الهامات لشعبنا الجنوبي العظيم وكل مناضلي شعبنا الابطال الى كل الجرحى والاسرى الى كل قوى الاستقلال المناضلة في جنوبنا الحبيب

 

الى ابناء شعبنا الجنوبي الصابر في الداخل والخارج

ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والاربعون لعيد الاستقلال المحيد ال 30 من نوفمبر

نتذكر قوافل الشهداء من اجل الاستقلال الاول وقوافل الشهداء الاحرار على طريق الاستقلال الثاني

اننا كما كنا وانطلقنا في يوم 7- 7 – 2004 حيث أعلن في ذلك اليوم قيام التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) – حزب سياسي جنوبي يناضل من اجل تحرر واستقلال الجنوب وإعادة دولة الجنوب المستقلة كاملة السيادة

وكما لتشكيل اول تجمع جنوبي ينادي بالتحرير والاستقلال من العاصمة البريطانية لندن النواة الاولى لثورة الشعب الجنوبي نحو التحرير والاستقلال ..فان التجمع الجنوبي تاج وفي بداية عمله الصعبة جدا جدا كان كالحلم حيث سخروا منه في البداية ووصفوا قياداته بالمجانيين والحالمين.

TAJ_event_29.11.12_2_388580111.jpg

واليوم اصبحت عقيدة وفكر تاج حقيقة وواقع ومترجمة في الارض الجنوبية ومسيرة النضال التحرري والاستقلال الجنوبي بإشهار التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) الذي تبنى وبكل وضوح نهج التحرر والاستقلال وطرح مشروع واضح لا لبس فيه يكمن في طرد الاحتلال وتحرر واستقلال الجنوب وإعادة دولة الجنوب المستقلة .

وقد بدأ طرح مشروع الاستقلال وإعادة الدولة منذ ذلك اليوم الأغر بإشهار (تاج) ولصواب هذا المشروع الذي وضعة (تاج) أصبح اليوم المشروع الاستراتيجي لكافة قوى التحرر والاستقلال الجنوبي لثورة الجنوب الثانية الذي يشهدها الجنوب من حضرموت والمهرة في الشرق إلى الضالع والصبيحة بالغرب
فتهانينا للجميع بكل ما تحقق خلال الأعوام الثمانية الماضية من تصعيد نضالي مستمر للنضال التحرري الجنوبي على طريق تحرر واستقلال الجنوب والذي شمل كل مناطق الجنوب واستطاع الشعب الجنوبي أن ينهض ويتصالح وأن يشكل لحمة متماسكة واحدة بوجه الاحتلال والسير قدما لانتزاع الوطن الجنوبي والدولة الجنوبية من المحتلين انتزاعا وها هي مسيرة التحرير مستمرة حتى طرد الاحتلال وتحرر واستقلال الجنوب وإعادة بناء دولته المستقلة كاملة السيادة.

أيها الإخوة والأخوات يا أحرار الجنوب المحتل
إن قضيتنا عادلة ومنتصرة حتماً لأنها قضية هوية ووطن ودولة لذا بكل إباء وشموخ خرج الجنوبيين وانتفضوا وساروا قدماً لاستعادة الهوية والوطن والدولة الجنوبية فهكذا نمضي قدماً , لنصرة قضيتنا وعودة وطننا ودولتنا الحرة مهما كانت التضحيات .

ايها الاخوة

بهذه المناسبة نؤكد نحن في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) رفضنا القاطع محاولة البعض جر الجنوب مرة أخرى إلى اي حوار لا يتضمن حقنا في استعاده دولتنا .. في الوقت الذي خرج فيه الشعب الجنوبي رافضاً لكل تلك الحوارات التي لم تتضمن حقوقنا في الاستقلال وإعادة الدولة الجنوبية المستقلة

ندعو الجميع إلى عدم التصرف بمصير الشعب الجنوبي من قبل قله قليلة من الأفراد أو حتى الأحزاب ولندع الشعب الجنوبي هو الذي يقرر مصيره ويعيد استقلاله بنفسه وندعو شعبنا الجنوبي إلى الوقوف صفاً واحداً ضد المشاريع التي تستهدف وتفريق الصف الجنوبي وواد القضية الجنوبية .

ايها الاخوة

ان الواقع كان صعب جدا ومحاولات كثيرة جدا جدا تعرض لها تاج خلال الفترة السابقة نتيجة لسواء الاوضاع و للقبضه الامنية شديدة التي كانت تعرض المنتمين لتاج الى أسوء الظروف ولقلة الامكانيات فالقد تأسس تاج بإمكانيات ذاتية و بسيطة من قبل أعضاءه نتيجة إيمانهم بقضيتهم العادلة

للأسف الشديد كان إعلان تاج في الداخل عبارة عن انتحار حيث انتقل عملنا من السري الى العلن وكان القرار ان يظهر رئيس تاج بالداخل فقط وتحمل رئيس فرع الجنوب تلك المسؤولية على عاتقة و أرتى أن نبدا العمل من الداخل .

Taj_event_29.11.12_3_704347296.jpeg

لقد دافع تاج بدون تفريق عن كل ابناء الجنوب وخاصة الاسرى وذهبوا بملفاتهم الى كل اصقاع الارض حيث تتواجد منظمات حقوقية انسانية ومراكز قرار

تاج كان السباق الاول على المستوى السياسي والاعلامي والحقوقي في الخارج

كان السباق الاول بالدعم المالي للداخل وقيادات الجنوب جميها للمهرجان ومساعدة الاسرى واسر الشهداء

تاج هوا اول من رفع علم الجنوب والخروج بأول مظاهرات في العديد من البلدان الاوربية

تاج اول من قام بالتواصل وعمل همزة التواصل واللقاء بين ابناء الجنوب في الخارج واحياء فيهم روح النضال وكسر حاجز الخوف

واليوم نراء من لا يعجبه تاج وتلك القيادات الشابة المناضلة التي دفعت ثمن حياتها وانتزعت اللقمة من بين اطفالها لتعرف العالم والجنوب ان هناك قضية شعب لابد ان يخرج

اليوم الكثير يقوم بصنع وكتابة التاريخ على مقاسة للأسف ولا يذكر تاج وتاريخ تاج وحتى ونحن في مرحلة النضال انزلقوا يزورا التاريخ الجنوبي النضالي

اننا لا نملك الحقيقة كاملة ولا نقول ان تاج الجنوب والجنوب تاج ولكننا نصر على اننا في مرحلة نضال ومرحلة تحدي وواقع ولا يمكن تهميش او اقصاء احد.

اليوم تاج يجدد الدماء بعيد عن كل الماضي وبكل أشكاله فالمستقبل للأجيال وهم عليهم تحمل المسؤولية.

والقى رئيس تاج المناضل جلال عبادي كلمة قيمة قال فيها:

النص

 

بسم الله الرحمن الرحيم

في البدء ارحب بالضيوف الكرام الذين حضروا لمشاركتنا هذه الفعالية الهامة وكما ارحب بالمناضلين من اعضاء "تاج" الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على هذا الحزب واحيي من خلالكم جميعا جماهير الجنوب في طول البلاد وعرضها وقواها الثورية الجنوبية التي تصدت لمهمة تحرير الجنوب وبناء الدولة الجنوبية المستقلة والمزدهرة. كما وانقل لكم جميع ايها المناضلون تحيات اخوانكم ورفاقكم في قيادة وقواعد التجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج" في كل بلدان الشتات من دول وسط وشمال اوروبا إلى شمال امريكا ودول الخليج والسعودية وكل البلدان الأخرى حيث تنتشر فروع هذا الحزب الجنوبي في تلك البلدان لعدد من السنين تزيد او تنقص هي عمر حزبنا النضالي منذ انطلاقته في السابع من يوليو 2004م.

وأنا اقف بينكم اليوم حرصت ان احضر وانا وعدد من الأخوة قيادة الحزب في الخارج إلى هذا الحدث التاريخي الذي يشكل منعطف حاسم في حياة "تاج" لنعلن تدشين نشاطنا العلني على طول وعرض ساحة الجنوب العربي المحتل بعد ان دخلت ثورة شعبنا في مرحلة هامة تستوجب معه اتخاذ مثل هذه الخطوة النوعية المتقدمة.

من مدينة ليفربول في مارس2004م إلى مدينة عدن 29 نوفمبر 2012م ما يقرب من عقد من الزمن يفصل الحدثين تخلل هذه الفترة احداث وتطورات جسام قدم خلاله شعبنا اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى كان لحزبنا اسهام كبير في هذا حيث اغتالت سلطات الاحتلال في مطلع 2005م الدكتور محمد عبد الرحمن السقاف رئيس فرع "تاج" في الفيدرالية الروسية وتلتها كوكبه من الشهداء ابرزهم الشهيد البطل محسن طوأرة عضو اللجنة التنفيذية ل"تاج" احد ابطال مأثرة تحرير جبل العر في يافع هو والشهيد محسن الصهيبي وعبدالفتاح ناصر عبدربه العمري اليهري وغيرهم كثيرين من الذين قاسموا مناضلي الجنوب السجون والملاحقات وشظف العيش. هي لحظة تاريخية نستعد فيها جنبا إلى جنب مع كل قوى الثورة التحررية في مواجهة عصابات الاحتلال اليمني واحزاب اليمن التي تتحالف جميعها في حملتها المحمومة للتآمر على ثورتنا في محاولة لكسرها.

ايها الحضور الكريم .. ايها الأخوة المناضلون في مدن وقرى وساحات الجنوب وفي بلدان الشتات أينما كنتم .."تاج" عندما يدشن نشاطه العلني لا يعني اننا كنا غائبون عن الساحة فقد اتخذنا قرار العمل السري في ساحة الجنوب قبل ثمان ونصف من السنين حرصا منا ان لا يتعرض حزبنا وحلقاته التنظيمية للضرب لكن اعضاءنا كانوا متواجدون في كل مكان وعبر مختلف الاشكال النضالية من المجلس الاعلى لتحرير واستعادة الدولة إلى اتحاد شباب الجنوب وغيرها عملوا بتفان وتواضع جنبا إلى جنب بتفان واخلاص ساهموا في تحريك الشارع الجنوبي ورفع مستوى الوعي الوطني التحرري حتى ارتقى نضال شعبنا وثورته الى المستوى الرفيع الذي نفخر به جميعا هذا اليوم.. وهي مناسبة عظيمة نتذكر فيها تلك الكوكبة من الشهداء الذين قدموا ارواحهم ودمائهم الطاهرة على مذبح الوطن وعبدوا بأجسادهم الطريق الى النصر والحرية اللتان باتا قاب قوسين او ادنى فإن مسئولية جسمية نأخذها على عاتقنا جميعا تتمثل في الوفاء لشهداء الوطن واسرهم وذويهم الذين تركوهم أمانة في اعناقنا جيلا بعد جيل.

لن نستعرض معكم ايها الأخوة الأحرار هذا اليوم كيف بدأنا وكيف استمرينا لكنا نود ان نشير الى تلك المبادئ والافكار التي وضعناها نصب أعيننا من اول لحظة بدأنا فيها نشاطنا السياسي.. فقد اكدنا على ان الجنوب دولة محتلة من قبل الغزاة اليمنيين وان بلدنا لها هويتها الخاص التي حاولوا تشويهها وتذويبها واستهدافها في مخطط خطير يستهدف معه الأرض والإنسان والتاريخ قبل الثروة والأرض.. انها الهوية التاريخية الاصيلة لشعب الجنوب العربي التي تضرب جذروها في اعماق التاريخ الممتد لأكثر من خمسة الالاف عام. تلك قضية هامه حسمت من اللحظة الاولى بل وهي حجر الزاوية في مشروع "تاج" التحرري التي حددت افاق نضالنا وعملنا اللاحق دون ضبابية او تردد او مساومة. وانطلق التجمع الديمقراطي الجنوبي من اول لحظة على قاعدة اساسية اكدنا عليها ان شعبنا لن يستطيع ان ينجز مهمته الكبيرة دون أرساء تلك القاعدة الهامة وهي التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي وكان "تاج" منذ انطلاقته الأولى قد تشكل على اعمدة قوية من هذه المبادئ العظيمة وشكل لوحة بحجم الوطن تجاوزت كل صراعات الماضي وردمت الشقوق العميقة التي احدثها النظام الشمولي المندثر في بنية المجتمع الجنوبي والتي ادت بنا جميعا بالفعل الى هذه الهاوية السحيقة وصارت تهدد كيان ومصير شعبنا وتاريخنا برمته. وإلى جانب كل هذه المبادئ والأسس اكدنا بقوة على استراتيجية مبدأ العمل السلمي الذي اثبت نجاعته وفعل مالم تفعله صواريخ وطائرات 1994م.

لم تكن تلك المبادئ والأسس التي بني عليها عملنا النضالي المبكر قد وضعت اعتباطا او بمحض الصدفة بل انها نتجت لقراءة متأنية قدمناها للواقع الذي يعيشه شعبنا حينها بعد احتلاله من قبل جيوش وقبائل وعصابات التطرف اليمني الغاشمة في صيف 1994م

ايها الأخوة الحاضرون جميعا .. تللك هي اهم المبادئ والأسس النضالية التي اكدت المواجهات الطويلة مع نظام الاحتلال اليمني قد اثبتت صحتها وفاعليتها ونفخر اليوم ان ماكنا ننادي به قبل ثمانية أعوام ونصف صار اليوم برنامجا لشعب الجنوب حتى نستطيع ان نقول بحق ان هذا الحزب هو حزب الاستقلال والتحرر حزب الجنوب الذي يتماهي ويتداخل مع النسيج النضالي لمختلف قوى الثورة التحررية المعبرة عن تطلعات واماني شعب الجنوب العربي في التحرر والاستقلال.

ليعذرني الجميع فقد كان لزاما علينا ونحن ندشن نشاطنا السياسي السلمي العلني اذ عدنا للخلف لعدد من السنين لكننا نؤكد اليوم اننا لن نغفل مصاعب الواقع الذي نعيشه ولن نغض النظر عنها بل اننا وبكل ثقة نقول اننا سنسهم مع مختلف قوى الثورة في العمل المكثف لتجاوز ها ومثلما استطعنا ان نخرج من دياجير تلك الظلمة الحالكة ومزقنا اليأس الجاثم على صدور الجنوبيين فإننا نستطيع اليوم نقدم قراءة دقيقة وحصيفة لآلية العمل للخروج بنا من هذا الانقسام الغير مبرر والوصول الى تحقيق وحدة الصف الجنوبي الذي نعتبره شرط اكثر اهمية من غيره لتحقيق التحرر وبناء الدولة الجنوبية المستقلة.

هكذا اليوم نقف جميعا كقوى ثورية تحررية في مواجهة المؤامرات الكبرى التي كانت ومازالت تستهدف مصير شعبنا برمته مما يضع علينا مسؤولية جسيمة تقرر على ضوئها مستقبل الثورة ونضال شعبنا اللاحق, فلن يغفر لنا التاريخ اذا لم نتحمل تلك المسئولية بأمانة لأن ذلك سيكلف اجيال واجيال متعاقبة عناء الاضطهاد والتنكيل والممارسات القمعية للغزاة اليمنيين ربما لعقود طويلة. هكذا نجد انفسنا اليوم مطالبين بخوض اكبر معركة مصيرية تنتظرنا وهي معركة الانتصار على الذات معركة السير نحو توحيد قوى الثورة التي تقود نضال شعبنا من اجل الانعتاق من ربقة الاحتلال اليمني وبناء الدولة الجنوبية المستقلة.

لقد وضعنا ايها الأخوة الحاضرين نصب اعيينا في التجمع الديمقراطي الجنوبي هدف توحيد الصف الجنوبي كوسيلة وغاية في آن واحد فهي الأداة التي لاغنى عنها للاستمرار دون انكسار في نضالنا وتعزيزه وتطويره في مواجهة كل المؤامرات والتصدي للمهام الكبرى الماثلة امامنا وهو يتطلب منها البحث عن الاسباب والظروف التي حالت حتى الآن دون توحيد الصف الجنوبي على مستوى قمته.

لقد اكدت الأيام والاحداث ان شعبنا العربي المكافح قد توحد ووحدته صارت اقوى من ان تفرقها الخلافات بين قيادات الماضي والقيادات المتصارعة وهو امر غاية في الأهمية يدعونا لان نسأل كيف تحققت هذه المعجزة وكيف تحقق هذا الإنجاز التاريخي العظيم. لقد كان شبعنا في الجنوب ممزقا بفعل آثار الصراعات الجنوبية الجنوبية في هرم الحزب الاشتراكي اليمني وكانت مهمة إعادة اللحمة للمجتمع الجنوبي تكاد تبدو مستحيلة في نظر الكثيرين وهو ما رفضناه بقوة واثبتت التجربة ان إطلاق مشروع التسامح والتصالح الجنوبي الجنوبي إلى جانب وجود مشروع سياسي يعبر عن طلعات شعب الجنوب ومصالحهم هما العصي السحرية التي اذابت الجليد وردمت الشقوق العميقة داخل الجسد الجنوبي واكدت ان هذه الشقوق والحواجز كانت بفعل فاعل وليس ليها أي اساس موضوعي. واثبتت ايضا بالملوس ان وجود مشروع يعبر عن التطلعات الحقيقة لشعب الجنوب قد مكن شعب الجنوب من تجاوز هذه المحنة بعد ان انتفت الاسباب. وبنظرة تحليلية فاحصة لأبرز الأسباب التي ادت لحدوث الصراعات السياسية الجنوبية الجنوبية التي استحضرت معها العوامل المناطقية والقبلية وكل مخلفات الماضي التي ورثناها بسبب السياسية الاستعمارية البريطانية التي اعتمدت على المبدأ المعروف "فرق تسد" فإن الاساس الذاتي لخلق كل هذه الصراعات داخل المجتمع الجنوبي هو الفكر الشمولي المتطرف الذي تبنته الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني في تقسيمهما للمجتمع الجنوبي إلى ثوري يقابله ثورة مضادة وإلى اصحاب المصلحة اصحاب المصلحة الحقيقية في الثورة يقابلها برجوازية وبرجوازية صغيرة واقطاع كل هذا الفكر الإقصائي الحاد قسم المجتمع الى فسطاطين يواجهان بعضهما واسس ثقافة العداء والخصومة التي تحولت إلى نار تلتهم اصحابها بعد ان تخلصوا من عدوهم المزعوم فكان لابد لهم من ايجاد الذرائع والمبررات لتصفية الحساب مع بعضهم داخل مؤسسة الحزب نفسها وهو أمر عشناه ولا نتذكره لنبشه لكن للتخلص من اثاره وتجنب الوقوع فيه مرة اخرى.

استطعنا ان نوحد الشارع الجنوبي ولم نتمكن حتى اللحظة من ايجاد قيادة موحدة تعبر عنه رغم كل مكامن القوة التي يمدنا به الشارع الثائر الذي اصبح على درجة عالية من الوعي الوطني, وهذا يشير بوضوح الأضرار التي تحدثها تأثيرات وبقايا الفكر الشمولي لدى من تبقى من عناصر النظام السابق التي مازالت تتطلع وترى في نفسها صاحبة الحق في الوصاية على الشارع الجنوبي تمارسه بأبشع صوره رغم كل ما تدعي بخلاف ذلك. هكذا نرى في الحل السحري لتجاوز هذه المعضلة من خلال التخلي عن الولاءات لتلك العناصر ورفض الوصاية من قبلهم بدرجة اولى.

ايها الاخوة الأعزاء .. الحضور الكريم.. إننا لا ندعو لأي نوع من تصفية الحساب او الأقصاء بل قد اصبح لدينا معلوم ان الصراعات فيما بين عناصر بقايا النظام الشمولي وكذلك بينهم مجتمعين والجيل الشاب الذي تصدى لمهمة تثوير الشارع ومواجهة نظام الاحتلال صار مؤثرا بل ويهددنا بالانقسامات الحادة في صفوف قوى الثورة ويشكل في نفس الوقت خطر ماثل لاستدعاء كل اثار الماضي السلبية وبالتالي إحياء الصراع الجنوبي الجنوبي الذي سيكون بمثابة البيئة المثلى التي تمكن نظام الاحتلال اليمني من تدمير الثورة وتنفيذ مخططاته في يمننة الجنوب والتنكيل بشعبه.

لا يكفي ان نتخلى عن الولاءات لهذه العناصر التي تريد ان تعود بنا الى الماضي بل علينا ان نطلق العنان لأنفسنا في بلورة وقيام حوار وطني جنوبي شامل ومعمّق بين مختلف القوى الجنوبية دون اقصاء او استثناء تمهيدا لإيجاد حشد قوي وكافي يستطيع الذهاب نحو المؤتمر الوطني الجنوبي وقيام الجبهة الوطنية العريضة التي تعكس التنوع والاختلاف وتحتكم في برنامجها لثوابت الوطن المعبرة عن تطلعات شعب الجنوب العربي وقواه الثورية.

هناك شيء لابد من التأكيد عليه وهو ان التعصب لأي فكر او رأي يخلق حالة من العداء والانقسام ويجعل من عملية توحيد الصف الجنوبي أمر مستحيل ثم سيلجأ اصحابه الى فكرة الشرعية الثورية والزجر اللتان سيعيدان الجنوب الى مربعات الماضي الأليم لذا لابد من تغيير فكرنا لمفهوم الوحدة الوطنية الجنوبية التي نراها نحن في "تاج" انها يجب ان تكون بين اطراف متباينة في الموقف وليس كما يفعل الأخوة من يسمون انفسهم خطئا بقوى الاستقلال. ان الوحدة الوطنية الجنوبية هي شرط لا غنى عنه لإنجاز عملية التحرر وبناء الدولة الجنوبية المستقلة وهذا لن يتم إلا من خلال الحوار الوطني الجنوبي القائم على الاعتراف بالأخر وعدم اقصاء أي طرف مهما كان موقفه لا يجاد شكل مناسب من اشكال الوحدة وقيادة تدير ذلك التنوع والتجانس فحتى وإن اختلفنا في مواقفنا السياسية التي نعتبرها متحركة لكننا نجتمع كلنا دون استثناء في قواسم مشتركة كشركاء في وطن جميعنا معنيين به وكل منا له الحق في اتخاد الموقف السياسي والتكتيكي المناسب على ان نجرّم جميعنا اللجوء للعنف والتخوين في تنافسنا مع بعضنا وفي نهاية المطاف نحتكم جميعا للثوابت الوطنية التي يقرها شعب الجنوب فلا شرعية ولا وصاية لأحد بل ان ثوبت الوطن التي يرتضيها الشعب هي عمل مقدس والمساس بها عمل غير مقبول في أي مجتمع وفي أي دولة ديمقراطية في أي زمان ومكان.

هكذا نكون قدم لكم ايها الأخوة فلسفتنا وفهمنا لتحديد اوليات الثورة الملحة وكيفية حل المعضلات القائمة لنضع انفسنا جنبا إلى جنب معكم جميعا للوصول إلى غايتنا في طرد الاحتلال اليمني من ارض الجنوب العربي دون أي مساومة وانجاز عملية التحرر وبناء الدولة الجنوبية العربية المستقلة كاملة السيادة.

نتمنى لشعب الجنوب العربي التوفيق ولقواه الثورية في انجاح الاحتفالات الكبرى بالذكرى الخمسة والاربعون للاستقلال الوطني الضائع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جلال عبادي

رئيس اللجنة القيادية العليا المؤقتة للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"

عدن الجنوب العربي

الخميس 29 نوفمبر 2012