المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الملك الحوثي لـ"النهار": النظامان السعودي واليمني


نبض عدن
11-12-2009, 06:50 AM
عبد الملك الحوثي لـ"النهار": النظامان السعودي واليمني
تجاوزا مصالح شعوبهما إلى حسابات أخرى [1 من 2]


عبد الملك الحوثي في صورة من الارشيف. (“النهار")
صنعاء – من أبو بكر عبدالله:
اتخذت تفاعلات الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين المتهمين بالتمرد المسلح منحى إقليمياً غداة دخول الجيش السعودي طرفاً في الأزمة، في تطور أثار مخاوف محلية واسعة وقلقاً إقليمياً من حرب بالوكالة تديرها الرياض وطهران في شمال اليمن.
"النهار" تمكنت عبر وسيط من الوصول إلى القائد الميداني للمسلحين السيد عبدالملك الحوثي الذي يخوض مع مسلحيه قتالاً مع قوات الجيش اليمني في مناطق عدة بمحافظة صعدة، ومواجهات مع قوات الجيش السعودي على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية، وأجرت معه حواراً تناول جذور الصراع مع الجيش اليمني وتطوراته وتفاعلات الحرب السادسة وخسائرها وتوازناتها وآفاق مبادرات السلام وملف العلاقات مع الخارج وتقاطعات الصراع المذهبي بين زيدية اليمن والتيارات السلفية والعلاقات مع إيران وآفاق الحرب والسلام.
وهنا نص الحوار:
• اتهمتكم السعودية أخيراً بانتهاك أراضيها وشنت حملة عسكرية عليكم. كيف حدث ذلك؟
- نحن لم ندخل الأراضي السعودية، ما حدث هو أن النظام السعودي دعم النظام اليمني في هذه الحرب عسكرياً ومادياً وسياسياً وإعلامياً، وفتح أراضيه للجيش اليمني للالتفاف علينا عبر مناطق البقع وعلب ورازح وتهامة، وسمح له بالتمركز في جبل الدخان للاعتداء علينا، وقمنا بمواجهته وطردنا الجيش اليمني وأعدنا الجبل على ألا يعود الجيش اليمني إليه. لكنها عادت وسمحت له بالتمركز في الموقع، وطلبنا من حرس الحدود الوفاء بالاتفاقات، وقلنا إما رفع الجيش أو سنضطر لمواجهة العدوان بأنفسنا، ولم يحدث أي تجاوب من حرس الحدود السعودي، واضطررنا الى المواجهة وطردنا الجيش اليمني منه.
• تقول السلطات السعودية إنكم استهدفتم أراضيها؟
- نحن لم نستهدف الأراضي السعودية بأي حال من الأحوال، ونعتقد أن أي حرب بيننا وبين الأشقاء في المملكة العربية السعودية لن تخدم الشعبين الشقيقين، لكن النظام السعودي اتخذ هذا الموقف ذريعة لشن الحرب علينا، وخلال الأيام الماضية شن هجوماً على مناطقنا، وقصفت الطائرات الحربية العديد من المناطق بالصورايخ والمدفعية.
ونحن نرى في هذا عدواناً ظالماً غير مبرر، وانتهاكاً لسيادة البلد، وانتهاكا لحرمة وحق الجوار. ولطالما طالبنا بوقف هذا العدوان، وطالبنا النظام السعودي بالحياد وعدم التدخل السلبي في شؤون البلد، ونصحناه بالتدخل الإيجابي الذي يسهم في وقف الحرب وإحلال السلام والأمن، باعتبار ذلك المصلحة الحقيقية للشعبين المتجاورين لكن دون جدوى، فالسعودية، كما هو الحال في اليمن، تجاوزت مصالح الشعب لحسابات أخرى، ولا نزال نؤكد ضرورة وقف هذا العدوان.
• تتحدثون عن دعم سعودي للجيش اليمني، لماذا يمكن أن تتورط السعودية في هذه الحرب؟
- لدينا الأدلة والوثائق والمئات من الشهود العيان في المناطق الحدودية على قيام الطيران السعودي الذي يأتي بشكل واضح للعيان من عمق الأجواء السعودية إلى أجواء الملاحيظ وتهامة في اليمن بالقصف على مناطق آهلة بالسكان وبشكل عشوائي، وحين إكمال عمليات القصف يعود إلى المملكة، وهذا مستمر منذ شهر رمضان الماضي وحتى الآن، وشمل مناطق عدة. وفي الأيام الماضية شن الجيش السعودي هجموماً على الأراضي اليمنية، وقصفت الطائرات الحربية العديد من القرى وسقط في هذا القصف عشرات القتلى والجرحى.


أجندات الخارج

• يرى البعض أن الحوثي أشعل الحرب السادسة لتنفيذ أجندة خارجية من جهة وللحصول على انتصار سياسي أو على نصيب من الكعكة في الحكم من جهة ثانية؟
- من يقول هذا الكلام لا يمتلك الدليل عليه، ونحن لسنا كذلك ولسنا أغبياء إلى هذا الحدّ حتى نقوم بخوض حروب مكلفة جدًّا وباهظة نقدم فيها مئات الشهداء من آبائنا وأبنائنا وإخوتنا وأمهاتنا وأخواتنا ونسائنا، ويتم فيها تدمير مناطقنا وتشريد عشرات الآلاف من أهلنا ونتعرض فيها للإبادة ونقدم فيها آلاف الجرحى والأيتام ونتعرض فيها للحصار وكل أشكال المعاناة ويتم تدمير مزارعنا وأسواقنا ومساجدنا ومدارسنا واستهداف حياتنا بكل أشكالها ولوازمها ومتعلقاتها ومقدساتها، وكل هذا من أجل دولة هناك أو جهة هنا أو من أجل آخرين لهم أجندة سياسية معينة، هذا غير صحيح على الإطلاق وهو دعاية لتبرير زائف للعدوان الظالم علينا. نحن نحارب دفاعاً فقط، بعد أن هاجمتنا السلطة بجيوشها وعتادها الحربي وآلات الهدم إلى بيوتنا، فهل ينبغي أن نترك لهم المجال لقتلنا والقضاء علينا بدم بارد ودون أي كلفة وبدون أي حق؟! هذا مستحيل ولا يمكن ويتنافى مع ثقافة القرآن الكريم وتعاليم نبي الإسلام ويختلف مع الفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها، كما أنّا لا نحارب للحصول على الحكم، هذا افتراء من افتراءات السلطة، وأكرر القول نحن نحارب دفاعاً عن النفس، بعد أن اتخذت السلطة قرار الحرب وهاجمتنا بشكل وحشي إلى بيوتنا، ومتى أوقفت عدوانها وقررت إيقاف الحرب فالحرب ستتوقف بالتأكيد كما حدث في خمس حروب في الفترة الماضية.


السلاح الإيراني

• تقول صنعاء إنكم تتلقون دعما من جهات إيرانية بالمال وتؤكد إنكم تقاتلون باسلحة إيرانية؟
- لا يوجد لدينا أي أسلحة إيرانية، ما لدينا من سلاح هو حصرياً من:
1 - المواقع العسكرية حين السيطرة على بعضها.
2 - من البلد، فالشعب اليمني شعب مسلح وهذا شيء معروف ولا يمكن إنكاره.
أما ادعاءات السلطة لنا بالعمالة لجهات خارجية، فهذا بهتان، فلسنا عملاء لأحد، ولا دليل لها على ذلك، إلا أن الشيء الواضح الثابت الذي لا يمكن جحوده هو عمالة السلطة لجهات دولية إقليمية وطلبها واستجداؤها للدعم المالي والسياسي والإعلامي من هنا وهناك عَلناً وبوضوح.
• ماذا عن علاقاتكم بالحوزات الدينية في إيران والعراق؟
- تربطنا بكل أبناء أمتنا أخوة الإنسانية وأخوة الإسلام، ولسنا امتدادا لأي مشاريع سياسية للآخرين، فلنا استقلالنا الواضح الثابت في قراراتنا ومواقفنا. والكثير ممن يتهمونهم بالعلاقة معنا ويتهموننا بالعلاقة معهم لا يمتلكون حتى الجرأة في أن يكون لهم أي موقف مما يحدث علينا من ظلم.


جذور الحرب السادسة

• ما تقويمكم للوضع الميداني بعد ثلاثة أشهر من المواجهات؟
- الوضع الميداني يثبت أن الحسم العسكري وهم وسراب وفي قائمة المستحيلات. فالسلطة منذ بدأت الحرب خسرت أكثر من مئة موقع عسكري وتكبدت الخسائر الكبيرة في الأفراد والعتاد، ولذلك ينبغي عليها أن تستوعب الدرس وأن تعود إلى لغة الحوار والتفاهم كأسلوب حضاري ناجح وحكيم وهو لمصلحة البلد والله المستعان.
• بالعودة إلى الجذور لماذا اندلعت الحرب السادسة في صعدة وكيف تم ذلك؟
- الحرب السادسة لم تكن مفاجئة، بل كانت متوقعة لأسباب عدة أبرزها أن السلطة ومن بعد توقف الحرب الخامسة، لم تثبت جديتها في إغلاق الملف سلميا واعتماد لغة الحوار والحلول السلمية العادلة التي تضمن عدم تجدد الحرب، بل كانت طوال الفترة الماضية تنشط في اتجاهين:
الأول: تكثيف عمليات الاغتيالات والاعتداء على مناطق آهلة بالسكان مثل مران وجمعة بن فاضل ورازح وغمر وغيرها، وبإصرار منها حتى لا يستقر الوضع نهائياً ولفترة محددة يسودها الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن ولا تحمل اسم حرب رسمية حتى يأتي الظرف الذي تراه السلطة ملائماً لشن حرب رسمية وعدوان شامل.
الاتجاه الثاني: الاستعداد والترتيب لحرب سادسة كبيرة، وكان هذا يحتاج إلى وقت حتى تكون الاستعدادات من توفير كميات السلاح وتدريب آلاف المجندين الجدد وتهيئة المناخ المناسب سياسياً قد اكتملت، وحينها يبدأ العدوان السادس وهذا ما حدث بالفعل.
ومن الأسباب في تجدد الحرب عقلية السلطة التي ترى في شعبها قطيعاً من الماشية تتعالى عليهم وتعاملهم بعيداً عن حقوقهم المشروعة وتواجههم بعنف وقسوة وتفرض عليهم كثيراً من الأشياء، التي لا شرعية لها لا في الدين الإسلامي ولا يعترف بها الدستور والقانون، وإنما تفرضها السلطة لمصالح ورغبات سياسية أو مادية تتحقق للنافذين في السلطة على حساب مصلحة الشعب وكرامته.
ويضاف إلى ذلك التدخل الخارجي، الذي فتحت له السلطة المجال، فالسلطة سعت لتخويف جهات دولية وإقليمية منّا عبر دعايات كاذبة في معظمها، وحاولت أن تشعر الآخرين أنها تحارب بالوكالة عنهم، وذلك لهدف كسب تأييدهم وعونهم ووافق ذلك رغبات أكيدة وأطماعاً حقيقية، بل مشاريع قيد التنفيذ لتلك الجهات لفرض نفوذها وهيمنتها على البلد كما هو الحال بالنسبة الى أميركا والسعودية وإسرائيل، وهذا السبب له دور كبير في تشجيع السلطة على اتخاذ قرار كارثي وخطير وظالم هو الحرب ضد أبناء شعبها في المحافظات الشمالية.
• تتهمكم صنعاء بخرق اتفاق السلام الموقع في الدوحة والتسبب باشعال الحرب؟
- على العكس من ذلك، السلطة هي التي ماطلت في تنفيذ بنود الاتفاقية فلم تفرج عن السجناء ولم تسحب الجيش آنذاك من المزارع والقرى والأسواق والمناطق السكنية، ولم تفتح ملف المفقودين، ولم تعالج الجرحى، ولم تعمل شيئاً، ثم في نهاية المطاف قبيل الحرب السادسة أعلن الرئيس بنفسه رفض اتفاقية الدوحة واختلق مبرراً زائفاً وحجة داحضة أنها جعلت منّا ندّاً وقد نقلت تصريحاته هذه في صحيفة "الحياة".
• يقال أنكم رفضتم الانسحاب من المواقع وتسليم الأسلحة، لماذا تحفظتم عن هذه البنود وما الذي تم من جهتكم؟
- هذا القول غير دقيق، ولا يتفق مع الواقع، فالسلطة تسلمت جميع المديريات بعد الحرب الرابعة وانسحبنا من المواقع ثم باشرت الحرب الخامسة فتم طردها نتيجة لعدوانها ونتيجة طبيعية للحرب وعادت بعد الخامسة إلى جميع المديريات، وقد أعلنا موقفنا مرات متعددة أن السلطة إذا أوقفت الحرب فلا مانع عندنا من تسليم المديريات إلى السلطة المحلية.


تجاوزات وخروقات

• اتهمتكم صنعاء بالتدخل في شؤون السلطة المحلية والسيطرة على المرافق وطرد السكان؟
- أثبتنا أن ذلك كان مجرد ادعاءات للتمهيد للحرب والذي دمّر مئات المنازل وجعل الكثير من السكان لا مأوى لهم، هي السلطة بآلات الهدم والدمار التي بيدها من طائرات ودبابات وغيرها.
• الا تعتقدون أن قطع مسلحيكم للطرق وتفتيش المواطنين خرقا للدستور والقانون؟
- عندما بدأ العدوان علينا وتقاطرت الحشود العسكرية إلى مناطقنا للتدمير والإبادة قمنا بقطع الإمدادات عليها لإضعاف موقفها العدواني، كما قمنا بقطع بعض الطرق التي يستخدمها الجيش نتيجة لظروف الحرب ولهدف إيقاف العدوان. يحدث هذا أثناء الحرب نتيجة لظروف الحرب لأهداف تتعلق بإيقاف إمدادات الجيش أثناء مباشرته للعدوان والتدمير ومنعه من التقدم إلى مناطق أخرى لهدف تدميرها وإبادة سكانها، وحين تتوقف الحرب لا يبقى لنا أي نقاط وهذا العمل يدخل في إطار الدفاع عن النفس ومواجهة العدوان وهو حق مشروع مقدس ولا نستهدف به إخوتنا وأهلنا المواطنين إنما هو للهدف المذكور آنفاً.
• الهجمات التي حاول مسلحوكم تنفيذها للسيطرة على القصر الجمهوري وبعض المرافق في مدينة صعدة بماذا تفسرونها ولماذا تحاولون السيطرة على القصر الجمهوري؟
- القصر الجمهوري ليس هدفًا لذاته إنما يقع في خط التماس، فمواقع الجيش بعد هزائمه الكبيرة في كثير من المناطق وعودته إلى مدينة صعدة تتوزع بمحاذاة القصر الجمهوري والمطار والأمن المركزي وبمحاذاة هذه المواقع العسكرية تتوزع مواقع لنا لحصار الجيش ومنعه من مهاجمة المناطق الآهلة بالسكان في بقية المحافظة، وإلى الآن لم يحدث أن تمت عملية هجومية على القصر الجمهوري من جانبنا ويبقى خياراً مفتوحاً باعتبار أن القصر حالياً هو مقر عسكري تابع للفرقة الأولى مدرع. كما لم نقم بمهاجمة مرافق أخرى وإنما يتخذ الجيش من بعضها مواقع عسكرية والذي يتم استهدافه المواقع العسكرية التي تمارس العدوان عبر الهجوم والقصف من مواقعها فيتم الرد عليها
اتخذت تفاعلات الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين المتهمين بالتمرد المسلح منحى إقليميا غداة دخول الجيش السعودي طرفاً في الأزمة في تطور أثار مخاوف محلية واسعة وقلقاً إقليمياً من حرب بالوكالة تديرها الرياض وطهران في شمال اليمن.
"النهار" أجرت عبر وسيط حواراً مع عبد الملك الحوثي الذي يخوض ومسلحيه قتالا مع قوات الجيش اليمني في مناطق عدة بمحافظة صعدة ومواجهات مع قوات الجيش السعودي على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة العربية السعودية وأجرت معه حوارا تناول جذور الصراع مع الجيش اليمني وتطوراته وتفاعلات الحرب السادسة وخسائرها وتوازناتها وآفاق مبادرات السلام وملف العلاقات بالخارج وتقاطعات الصراع المذهبي بين زيدية اليمن والتيارات السلفية والعلاقات مع إيران وآفاق الحرب والسلام.
هنا الحلقة الثانية من الحوار:


النظام الجمهوري

• هل لديكم تحفظات عن النظام السياسي القائم والنظام الجمهوري؟
- نحن لم ندخل في حرب مع السلطة من أجل تحفظات معينة، حاربنا دفاعاً عن النفس فقط، أما الحال الذي عليه السلطة من ظلم وفساد وانحلال للقيم وعمالة للخارج فليس محلّ رضا عندنا وعند معظم اليمنيين.
• هل لكم ملاحظات أو تحفظات عن التعددية السياسية في اليمن؟
- لا ديموقراطية حقيقية في البلد بل هناك حاليا أزمة سياسية والسلطة تمارس التضييق والخنق للمناخ السياسي ولذلك تمارس الاختطاف والاعتقال بحق الناشطين السياسيين وتحاكم الصحافة وتخوّن الأحزاب وأعطتهم هامشاً محدوداً وصغيراً يستحيل من خلاله تحقيق أي إنجاز لتغيير الواقع المر وإصلاح الخلل الموجود، وإنما هو ضياع للجهد والعمر والوقت في ما لا يوصل إلى نتيجة إيجابية، ويبقى ضجيجاً لا أكثر وهذا بفعل تضييق السلطة والكبت السياسي الذي تمارسه بحق الساسة والأحزاب.
• يتساءل المسؤولون لماذا لا يعلن الحوثي تشكيل حزب سياسي للنضال بعيداً من العنف؟
- لأن المشروع الذي ننادي به ونتحرك سلمياً في الدعوة إليه هو العودة إلى ثقافة القرآن الكريم وتعاليمه وعطائه التربوي والروحي والسياسي والشامل لكل مناحي الحياة. والقرآن الكريم ليس مشروعا لحزب ولا فكرة لفئة ولا رؤية لجماعة، وإنما هو هدى الله للعالمين ولهذا يستحيل تأطيره في مشروع حزبي، اضافة إلى أن السلطة لن تسمح نهائياً بنشاط سياسي حزبي جدي وفاعل يصل إلى نتيجة صحيحة، فهي تضع أمام كل حزب أو ناشط سياسي خطوطا حمراً في نشاطه السلمي السياسي، فإن أراد تجاوزها فإما الاختطاف وإما القتل وإما النفي بالإبعاد القسري أو الطوعي للضرورة، ويبقى المسموح به هو الهامش الذي يدور فيه الإنسان في حلقة مفرغة في مستوى محدود من الضجيج المسموح به.
لكننا وإن لم نؤسس حزباً سياسياً ننشط ثقافياً بطريقة سلمية بعيدا من الإكراه، وبعيدا من التكفير والتفسيق، وإذا اعتدى علينا أحد بالسلاح واجهناه بالسلاح، لأن هذا جزء من ثقافة القرآن الكريم الذي قال الله فيه: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ" والذي قال الله فيه: "وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ" صدق الله العظيم. نحن لا نعتدي ولا نبدأ الحرب لكننا لن نسمح لأحد بالعدوان علينا ومن يبتدئنا بالحرب والعدوان واجهنا عدوانه متوكلين على الله ومستعينين بالله والله خير الناصرين وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا وإضافة إلى ذلك فإن حق حرية التعبير والفكر حق إنساني وللمواطن اليمني كمواطن ولا يرتبط هذا الحق بالتحزب فسواء أردنا تشكيل حزب أم لا فإن لنا حق حرية الفكر والتعبير.


فرص الحل السلمي

• لماذا أخفقت في رأيكم جهود الوساطة المحلية والقطرية في إحلال السلام؟
- لأن السلطة لم ترد الحلّ، وقد طالبت السلطة بتدخل قطر وسيطاً لهدف واحد ليس هو الحلّ، وإنما لإثارة حفيظة السعودية ثم الدخول مع السعودية في صفقة وحينها يتم الاستغناء عن قطر، بل الإساءة إليها، وهذا ما اعتادت السلطة فعله كلما حدث بعض الفتور في العلاقة مع المملكة أو خفضت السعودية الموازنة المالية التي تمنحها للسلطة، حينها يتم استدعاء مسؤول إيراني أو إيفاد مسؤول إلى إيران أو قطر أو ليبيا كل ذلك للتلويح للسعودية بأن تبذل المزيد وتقدم المزيد حتى لا يأتي منافس آخر غير مرغوب فيه لديها في لعبة سياسية غير مشرفة لاستغلال التعقيدات في علاقات الدول في المنطقة، وهذا أيضا يسهم ضمن أمور أخرى في تدهور العلاقات السياسية بين دول المنطقة وهو أسلوب خاطئ يضر بالمنطقة ويزيد من حال الفرقة.
• هل تعتزمون مواصلة الحرب وماذا عن آفاق الحوار والوساطة؟
- نحن نحارب ضرورة وليس خيارا وذلك لمواجهة العدوان الظالم الشامل الذي تمارسه السلطة علينا، وطالما استمر العدوان سنواصل التصدي له مستعينين بالله ومستمدين النصر منه. وفي أي وقت ترغب السلطة في وقف الحرب لن نمانع من جانبنا فموقفنا هو للدفاع وهذا حق شرعي مقدس ولا شرعية للعدوان، وفي مواجهة العدوان سنعمل ما نرغب في عمله مما هو شرعي ويدخل في إطار الثوابت الشرعية والأخلاقية والإنسانية ويسهم في التنكيل بالمعتدين وإلحاق أكبر الخسائر بهم لإجبارهم على وقف عدوانهم.
• تتهمون أطرافا في السلطة بتأجيج الوضع وإشعال الحرب، ماذا تقصدون بذلك؟
- للنافذين في السلطة والذين لهم ارتباطات أجنبية على أساسها يعملون لمصلحة الأجانب في ما يضر بمصلحة البلد ولهم مكاسب شخصية وسياسية ومادية ولا أخلاقية لهم ولا مبادئ، دور أساسي في إشعال الحرب، ومن يعارض الحرب من داخل السلطة ويرغب في الحلول السلمية ويؤثر مصلحة البلد، يقومون بتهميشه وتهديده ووضعه في دائرة الاتهام.
• هل توافقون على دعوات المعارضة أن يكون الحوار لحل أزمة صعدة في الإطار الوطني؟
- بالتأكيد أعلنا موافقتنا ورحبنا بذلك.
• كيف ترون مبادرة الحكومة أو ما عرف بالنقاط الست لإحلال السلام؟
- النقاط الست لا تمثل حلاًّ وبعضها لا علاقة لنا به ولسنا معنيين به كما هو الحال في البند الذي يتعلق بموضوع المختطفين الألمان، كما تجاهلت النقاط الست أمورا كثيرة لا بد من حلّها، ضمنها ملف المفقودين وملف المعتقلين لديها وملف الحريات العامة وحرية الفكر والتعبير وملفات أساسية لا بد من التطرق إليها لمن يريد حلاًّ جذرياً.
• في ضوء موجة القتال الدائرة حاليا في صعدة وعمران ما هي مطالبكم لإنهاء الحرب؟
- مطالبنا واضحة ولم نحارب لتحقيقها وهي تتعلق بحرية الفكر والتعبير والكرامة الإنسانية ومعالجة آثار الحرب وملفاتها من معتقلين ومفقودين وإعمار، مع إيقاف كل أساليب الاستهداف، التي تمارسها السلطة بحقنا وتحقيق العدالة والمواطنة المتساوية بعيدا من التمييز العنصري والمذهبي والاجتماعي.
• أشير إلى تحركات لنقل قضية صعدة إلى الأمم المتحدة، هل تؤيدون هذا الطرح؟
- تتحمل كل المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية السياسية والحقوقية مسؤولية أن تسعى لإيقاف الظلم وإحلال السلام، إلا اننا لا نعلق الأمل عليها، فهي مسيّسة وقد رأينا حالها مع غيرنا من المظلومين، فلم تقم بأي دور فاعل ومؤثر وناجح في إيقاف الظلم الذي يعانيه أشقاؤنا الفلسطينيون وغيرهم.


حرب مذهبية

• ترى بعض الأوساط العربية أن ما يدور في صعدة حرب مذهبية نظراً إلى الحضور القوي للوهابيين والسلفيين في صعدة، التي تعد كرسي الزيدية، كيف ترون ذلك؟
- الحرب في الأساس ليست مذهبية، لكن السلطة وظفت المذهبية فيها وأثارت النعرات الطائفية للاستفادة منها وهي تستمر على هذا المنوال وبوضوح تبرر أحيانا الحرب علينا بتهمة أننا اثنا عشرية وكأن الانتماء إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام جريمة يعاقب عليها القانون.
• الدوائر الغربية ترى أن ما يدور في صعدة حرب بالوكالة بين إيران والمملكة العربية السعودية، هل توافقون على ذلك؟
- التعاون السعودي مع النظام اليمني واضح ومُعلن، أما التدخل الإيراني فلا نعلم بأي جهة في البلد لها علاقات سياسية وارتباطات بمشاريع إيرانية، والإيرانيون يعاملون النظام اليمني بدلال رغم الجفاء الذي يبديه لهم ويعاملونه برحابة صدر رغم الإساءة ويتحاشون أي شيء يتصورون أنه يضر بالعلاقة معه، هذا هو الحال المعروف والواضح وهو الحقيقة.


الإمامة والنظام الجمهوري

• يشار إلى أنكم تتبنون تمردا زيديا يرفض النظام الجمهوري ويدعو الى إحياء شروط الإمامة؟
- هذا غير صحيح، فمشروعنا الثقافي الذي نتحرك على أساسه واضح وليس سرياً، وهو ينادي بضرورة العودة إلى ثقافة القرآن الكريم وتصحيح الوضع السيئ القائم لدى الأمة على هذا الأساس باعتبار أن منشأ الخلل ثقافي والتصحيح الثقافي الذي يجعل القرآن الكريم فوق كل ثقافة هو الذي يبني الأمة من جديد ويصلح الخلل الموجود لدى الجميع ويربي تربية صحيحة سليمة ويوصل الأمة إلى أن تكون في مستوى مواجهة التحديات التي تواجهها ويصلح وضعها العام ويجمع كلمتها ويوحد صفوفها ويعيدها إلى الألفة والأخوة الصادقة. ونرى أن كل شؤون الحياة لا تصلح ولا تستقيم إلا باتباع تعاليم الله التي هي من منطلق رحمته وحكمته وعلمه وهو ملك السموات والأرض. ومع اختلاف الأمة الثقافي فإن ما يحل هذا الاختلاف الذي له أثره السيئ في نشوء ثقافات مغلوطة وأفكار مسمومة ورؤى مدسوسة أضرت بواقع أمتنا هو العودة إلى القرآن الكريم كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولكن بشكل صحيح بعيدا من العصبية المذهبية وغيرها. ونشاطنا وحركتنا في مشروعنا الثقافي بشكل سلمي لا نفرض مشروعنا على أحد بقوة السلاح ولا نستخدم لغة التفسيق ولا التكفير ونكتفي بتقديم المشروع الإلهي ثقافة القرآن الكريم، ومن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها، كما نتحرك عملياً ضمن مشروع عملي وخطوات عملية بطريقة سلمية على هذا الأساس. ولأن السلطة تواجه حرجا شديدا في إيضاح السبب الحقيقي لمواجهتنا واعتدائها علينا، فهي تختلق مبررات أخرى، منها مسألة أننا فقط نسعى الى اعادة نظام الإمامة ونظرية الحصر في البطنين وهي عملياً تطبق نظرية الحصر في البطن الواحد وفي دائرة ضيقة للغاية، ونحن أوضحنا مرارا وتكرارا أن ما نسعى اليه ليس مسألة نظام الإمامة، لدينا مشروع ثقافي شامل على ضوء القرآن الكريم ننادي به ونقدمه ضمن دروس ومحاضرات مع خطوات عملية سلمية منها شعار "الله أكبر - الموت لأميركا - الموت لإسرائيل - اللعنة على اليهود - النصر للإسلام" والدعوة إلى مقاطعة البضائع الأميركية والإسرائيلية والتوعية النشطة في مواجهة التضليل الإعلامي والتسميم الثقافي والمسخ الأخلاقي والفساد الاقتصادي الذي يشنه أعداء الأمة عليها. هذه هي الحقيقة.
صنعاء – من أبو بكر عبدالله