من خلال التجربه نتجرع كاس فارغ ليروي العطش
 

المتابع للشان الجنوبي لا بد أن يذعن لحقيقة أن الاحتلال غيّر كل شيء في الجنوب، وبدل نظرة المواطن للمؤسسات، وأفرز الشيء الكثير من السلبيات التي تتسيد حياة المجتمع، وندرك بأن الأمم تتعرض للتغيير لأسباب كثيرة، أكثرها ألما ما يتركه الاحتلال من قسوة وجروح، وتبدلات الجنوب ليست محصورة فقط فيها، فالشعوب الأخرى التي عانت من الاحتلال ومن الهزائم السياسية لم تفلت من إفرازاتها، فالحياة في ألمانيا تنطق وبقوة بكثير من تراكمات الحرب العالمية الثانية، ولا تختلف كثيرا عنها حياة فرنسا التي طغى على سلوكها الشك الدائم وغياب انعدام الثقة في الآخرين.

وهناك شعوب وأمم أخرى عانت من التحولات كحصيلة لثورات وانقلابات كما نتابعها في العراق ومصر وفي دول أخرى في المحيط العربي ومن خارجه، والأزمة الحالية في الجنوب هي أزمة صنعها الاحتلال الذي لم نتعامل مع شروطه ولم نعالج إفرازاته بالامتثال لحقائقه، وأولها أن واقع الجنوب بعد 7 يوليو يختلف كثيرا وبشكل درامي عن الجنوب قبل 7 يوليو .. لم يكن العصيان في الماضي بقوة اليوم، والعصيان هو سخط الرأي العام على المؤسسات الرسمية والشعبية وعلى ثقافة حسن النوايا التي أداره فيها ابناء الجنوب بكيفية التعامل مع الاحتلال .
الجنوب بعد ذلك التاريخ الاسود وهو السابع من يوليو لعام 1994 افرز الينا الشعور بالإهانة من إلغاء الهوية ودوس الكرامة وتلويث التاريخ والاستهتار بالشخصية الجنوبيه، كل هذه العناصر جاءت بمكون جديد في النفسية لابناء الجنوب كافه .

لا ننكر بأننا جميعا تعرضنا لصدمة - Trauma - أصابتنا في سلوكياتنا وفي تفكيرنا وغيرت قيمنا، فقد خلق النظام اليمني بيئة جديدة نعيش فيها، لها مناخ خاص يسمونه في الغرب Post-Traumatic Stress، يطغى الألم والسخط والعصيان والتحدي على الحياة فيه وهو واقع عانت منه الأمم الأخرى.

هذه حقائق لا مجال لتجاوزها في التعامل المعيشي والسياسي مع حياة ابناء الجنوب، وهي حقائق أنتجت هذا الحس العنيف تجاه مواقع السلطة تمثل في عدم الثقه لكل ماهو ات من الشمال سواء انتخابات تكميليه اوماشابه ذلك لانها على اعتبار من ثمار الاحتلال، ويعتبر من الثوابت الجنوبيه عدم المشاركه بتلك المهاترات المعلنه .
لقد هدم الاحتلال الشمالي للجنوب كل ماهو جميل وقيم واخذ منا البسمه من الشفاه وغرس فينا مفهوم ومصطلح جديد لم يسمع به العالم وتفوق في طغيانه على هتلر النازيه وموسوليني الفاشيه وهو محاولة دق اسفين والتشكيك بنوايا قادتنا على اعتبار انهم من بقايا الاشتراكيه الماركسيه ولاندري انهم وبكل السلبيات السابقه لهم ومعرفتنا جيدا بهم الا انهم لايمشون في جنازه ويتباكون وهم القتله كما يفعل النظام الحالي وذلك هو مربط الفرس .