عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 04-14-2008, 10:36 AM
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 322
افتراضي

إنجازات دولة المقاوتة..تابع (3)

ننتقل اليوم الى الإنجازات العظمى..الإنجازات السيادية التي عادة ما تتحقق في ظل الكيانات الكبرى..ودولة الوحدة التي أطلق عليها الجمهورية اليمنية ..هي أحد الكيانات الكبرى التي تشكلت في الجزيرة العربية بعد 22 مايو 1990..وقد أرتعدت فرائص بعض دول الجوار من هذا العملاق القادم..فهم يتذكرون .إتحاد الجنوب العربي بعد الإستقلال عن بريطانيا..مساحة كبيرة وسكان قليل العدد..ولكنهم ورثوا عن الإنجليز نظاما إداريا وماليا راقيا وشعبا مثقفا .. وجيشا يمتهن العسكرية تدرب معظم قادته في بريطانيا..وتغيرت التسمية لاحقا الى جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية..ثم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..والتي ارتبطت بعلاقات مع المعسكر الإشتراكي الذي اضاف الى الجيش والدولة مزايا السيطرة والإحتراف والإنضباط العسكري..ومن جهة الشماال يتذكرون الجمهورية العربية اليمنية بعدد سكانها الكبير ومساحتها الأقل..والجهل والتخلف والإفتقار الى جيش مهني..ولكن الوحدة في نظر الجيران ستبني أسسها على الإيجابيات بإستخدام الكثافة البشرية اليمنية من ناحية والمهارات الإدارية لدى الجنوبيين من ناحية أخرى وسيقوى عودها وستصبح البلاد ماردا قويا..حتى أن بعض وزراء دول الجوار طاروا الى عدن عارضين الإغراءات على الجنوبيين بعدم الإنخراط في الوحدة..كل هذا يتم في خضم تحولات نظر لها العقلاء في دول الجوار بعين القلق والخوف لأن أي تكتل حقيقي يبنى على أسس سليمة يهدد النفوذ التي تتمتع بها دول الجوار الإقليمي.. فماذا كانت النتيجة..تمخض الجبل فولدت دولة المقاوتة فارا...وسأسرد حقائق لإعادة التذكير بها فقط فالكل يعرفها.

أولا: بعد أن ساد قانون الجمهورية العربية اليمنية على مناحي الحياة في دولة الوحدة..بدات عملية الإقصاء للجنوبيين المؤهلين في المجالات العسكرية والمدنية..لأن دولة المقاوتة لا تنظر الى هؤلاء كطاقات وطنية ورصيد يجب توظيفه والإستفادة منه لفرض هيبة وسيادة الدولة الجديدة ..على العكس فهم ينظرون للجنوبيين كحجر عثرة في إستمرار سياسة العبودية والبلطجة التي يمارسونها ضد مناطق كثيرة في اليمن ويريدون أن تمتد تلك السياسة للجنوب الغني والقليل السكان..فبدأت بسياسة إقصاء الجنوبيين وجاءت بخبراء القات والتفسيخة الذين يذهبون الى سوق القات بلباسهم العسكري وكل منهم صدره مليئ بالنياشين ..نتيجة الحروب التي خاضوها..وعلى حين غرة داهمتهم أريتيريا في جزر حنيش بقارب مطاطي لا يتجاوز عدد من فيه 10 أفراد..في وقت كانوا يعلفون فيه أشجار القات..ويبنون أمبراطوريات في الهواء ويخططون للسطو على الأراضي ..وبيع الوظائف وإقصاء ما تبقى من الجنوبيين من طريق وحدتهم المعمدة بالدم..فطارت السكرة بعد ان اقتادتهم القوات الأريتيرية كالأغنام ..والكل يتذكر باقي القصة ..ولم تكن أريتيريا لتفكر مجرد التفكير في خطوة كهذه إبان حكم دولة الجنوب ..رغم المساوئ التي كانت في عهد الإشتراكي والتي سناتي عليها في فصول قادمة.

ثانيا: مواطني الجمهورية العربية اليمنية كانوا يتمتعون بمزايا الإقامة الحرة والعمل في السعودية..وكان الكثيرون من العرب يحسدونهم على ذلك..وكان ذلك بفضل سياسة المملكة المتوكلية اليمنية التي عرفت كيف تستثمر التفاوض على أراضيها المحتلة نجران-جيزان-عسير ..بالإبقاء عليها كأرض مؤجرة تجدد كل 20 عاما..مقابل منح تلك التسهيلات لمواطنيها في السعودية..فكيف أصبح الحال بعد الوحدة التي يفترض أن تعيد الأرض لأهلها بحكم ما سبق وذكرناه من إيجابيات لدولة تشكلت من دولتين..وكيف تغيرت نظرة دول الجوار الى الجار الجديد من نظرة خوف وقلق الى تعبير كبير عن الإرتياح لما آلت إليه الأمور..... فاللصوص ومدمني المخدرات لا يبنون دولا عظيمة..بل يحيلونها الى أطلال ، والدلائل هي التالي:

تيقنت دول الجوار من الفشل الذريع الذي منيت به الوحدة بين الجنوبيين والجمهورية العربية اليمنية.. فقد رأت قانون الغاب الذي تتميز به الجمهورية العربية اليمنية هو الذي ساد بدلا من الإنظمة الإدارية وحب القانون و الإنضباط الذي تميز به الجنوبيين ..ورأت العصابات من اليمن تتكالب على الجنوب للنهب والسطو واللصوصية..رأت الفتن القبلية تستشري في الجنوب..رأت القيادات الجنوبية تخرج من البلاد والعسكريون الجنوبيين ضمن فئة خليك بالبيت..وبدأ الضغط على دولة المقاوتة وإذا كانت أريتيريا –دولة الحفاة- أحتلت الجزر فأين اليمن من المملكة ..فتخلوا عن أرضهم مقابل وعد السعودية بعدم دعم الجنوبيين في أي محاولة لإستعادة وطنهم..وبعض فتات الدعم ..والمملكة حريصة على بقاء هذا النظام..واليوم مواطنيهم يعيشون ذلا ..ويدفعون اموالا طائلة لتأشيرة السعودية..ويتهربون عبر الحدود..ومواضيع بيع مواطنيهم كما باعوا وطنهم سنأتي عليه في فصول قادمة...

فهل يرضى جنوبيا شريفا كانت أحلامه تعانق السماء ..بالإستمرار في وحدة..حولت القوة الى ضعف وهوان
رد مع اقتباس