الموضوع: قصة جريمة نملة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-19-2016, 09:17 AM
الصورة الرمزية ماريا
مــشــرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2016
الدولة: لبنان
المشاركات: 2,523
افتراضي قصة جريمة نملة



ذكر العلامة ابن القيِّم- رحمه الله -
في كتاب ( مفتاح دار السعادة)...
هذه الأعجوبة:
وخلاصتها كالآتي :

جلس ابن القيم تحت ظل شجرة ، فرأى أمراً عجباً ...
رأي نملة تسير بجوار مكان جلوسه ...
حتى دنت من جناح جرادة ...
فأرادت حمله معها مراراً ... فلم تستطع لثقله عليها ...
فاتجهت إلى معسكرها ( قرية النمل تحت الشجرة ) ،
فما لبثت هنيهة حتى جاء فوج كبير وجم غفير من النمل معها لمكان الجناح
( يبدو والله أعلم أنها استنفرتهم لمساعدتها ) .

فلما دنا الفوج من المكان ،
رفع ابن القيم جناح الجرادة ...
فبحثوا فلم يجدوا شيئاً ... فعادوا إلى مكانهم وقريتهم بعد أن أضناهم التعب ...
وبقيت نملة واحدة ، ظلت تبحث بهمَّة عالية ...
( يبدو أنها النملة الأولى التي أبصرت الجناح أولاً ) ...

فأرجع ابن القيم الجناح ، فلما رأته طربت له ، وحاولت سحبه فلم تستطع .
فاتجهت مسرعة إلى رفيقاتها ...
ولكنها أبطأت في الخروج من القرية...
( الظاهر أنها حاولت إقناعهم بصدق حديثها ، حيث قلت مصداقيتها لما جرى في المرة الأولى ) ...

ثم خرج معها فوج أقل من المرة الأولى ...

حتى دنوا من مكان الجناح ،
فرفعه ابن القيم قبل وصولهم ، فلم يجدوا شيئاً ...
فلما أضناهم البحث ، رجعوا إلى قريتهم خائبين ،

وبقيت نملة واحدة تبحث كالمصروعة
( لعلها نفس النملة بطلة الحدث )
وحينها أرجع الشيخ الجناح إلى مكانه ، فلما رأته طربت له ثانية .
وانطلقت مسرعة إلى القرية ،

وأطالت جداً أكثر من الثانية ، ثم لم يخرج معها إلا سبعة فقط ...
فلما دنوا من مكان الجناح رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه ...
فلم يجدوا شيئاً .. فاشتاطوا غضباً ( على ما يبدو ) ،
حتى إنهم أحاطوا بها كالمعصم ، وجعلوها في وسطهم .

ثم ماذا ؟
لقد انقضوا عليها ،
فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة ،
فبقروا بطنها ،
وفصلوا رأسها عن جسدها ،
وكسروا أطرافها ( ولا حول ولا قوة إلا بالله ) .
وبعد أن أنهوا جريمتهم النكراء في وضح النهار ،
وفي عالم يموج بالظلم ..
حتى في أوساط الحشرات
ألقى إليهم ابن القيم بالجناح، فلمَّا أبصروه ...
ندموا كثيراً وأحاطوا برفيقتهم المسكينة ...
( ضحية الاستعجال وعدم التثبت )
وقد انتابهم حزن كبير .

ولكن ... بعد فوات الوقت !!!!

قال ابن القيِّم :
(فهالني ما رأيت .. وأحزنني ذلك كثيراً )..
فانطلقت إلى شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله فأخبرته الخبر فقال :

( أما أنت فغفر الله لك ، ولا تعد لمثلها) ،
( وأما ما حدثتني به ، فسبحان من علَّم النمل قبح الكذب ، وعقوبة الكذَّاب.)

سبحان الله انظروا ...حتى الحشرات تستقبح الكذب وتترفع عنه وتنكر على الكذاب فعله ﻻنها على الفطره وفطرتها تهديها الى التحلى باﻻخﻻق الفاضله والصفات الحميدة ، والتخلي عن اﻻخﻻق الرذيلة والصفات القبيحه........!
( مفتاح دار السعادة)
__________________















ربما ذات ربيع
بين شدو الطيور
ونثر الزهور
قد يُخلق لنا لقاء
رد مع اقتباس