عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-04-2009, 05:12 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 95
Thumbs up صوت العراق - عين إعلامية عوراء على اليمن

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

بقلم: عدنان حسين

مضى الإعلام العربي، في أغلبه، في ركاب النظام الرسمي العربي، فوجّه حرابه الى الضحايا في اليمن الجنوبية، بدلا من أن ينصفهم برؤية المشهد في بلادهم بعين سليمة لا عور فيها ولا رمد.
النظام العربي لا يهتم بالبشر كاهتمامه بالحجر والشجر.. يبذل الغالي والنفيس من القوة والجبروت من أجل الوحدة.. وحدة الأرض والتراب، حتى ولو كان الثمن إطاحة أبدية بنظام ديمقراطي كما حصل في أول وحدة عربية (بين مصر وسورية) لم تستمر طويلا ولم تُستعد، بعد فشلها، الديمقراطية المغدورة، وحتى لو كان الثمن أيضا انتهاك الأعراض والأموال والقيم والمبادئ، كما حصل في الكويت على أيدي صدام والبعثيين. مؤسسات الإعلام العربي، كما مؤسسات النظام العربي، وقفت «وقفة رجل واحد» وحملت على أبناء اليمن الجنوبية الذين صعّدوا أخيرا من مظاهراتهم للاحتجاج على أوضاع التهميش، والقمع، والإفقار، التي انتهت اليها تجربة الوحدة مع اليمن الشمالية بعد عقدين من الزمن.
الإعلام العربي، كما النظام العربي، وجّه حراب الطعن الى شعب اليمن الجنوبية متهما إياه بالتمرد والانفصال، ولم يتوقف لحظة للتفكير في ما وراء الاحتجاجات الشعبية المتواصلة هناك، والتي يرجع تاريخها الى نحو ثلاث سنوات ونصف السنة.
بكبسة واحدة على جهاز الكومبيوتر كان يمكن للقائمين على الإعلام العربي والعاملين فيه أن يطّلعوا على التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية المعتبرة بشأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في اليمن، ليدركوا المآل المفجع للأوضاع في عموم اليمن، وفي اليمن الجنوبية في الأخص، في ظل الوحدة.
ماذا تقول هذه التقـارير؟.. هنا غيض من فيض مما جاء في آخر تقارير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي خلال العام الماضي:
- متوسط دخل الفرد اليمني يقل عن 1000 دولار في السنة.
- يعيش 45 في المئة من اليمنيين تحت خط الفقر، حيث يقل معدل الدخل اليومي عن دولارين.
- ثلث اليمنيين القادرين على العمل عاطلون عن العمل.
- نسبة الأمية بين الكبار تصل إلى 55 في المئة وترتفع بين النساء إلى 66 في المئة.
- اليمن في مقدمة دول العالم الأكثر فسادا.
- هذه المؤشرات وغيرها جعلت اليمن «السعيد» يحتل المرتبة 138 في سلّم التنمية البشرية في العالم، وهي مرتبة تأتي في قاع هذا السلّم.
قبل الوحدة تمتّع اليمنيون الجنوبيون بمستويات اقتصادية وتعليمية وصحية أفضل بكثير مما تعكسه هذه المؤشرات، وبعد الوحدة انحدرت هذه المستويـات على نحو مريع، وفوق هذا تعرض اليمنيون الجنوبيون في ظل الوحدة الى التهميش والقمع.. وباختصار فهم «لا يشعرون أنهم يشاركون في الاقتصاد وعملية صنع القرارات، وبالتالي لا يشعرون أنهم جزء من اليمن» كما خلصت إحدى أوراق مركز كارنيغي للشرق الأوسط.
كل الشرائع والقوانين تعطي للزوجة الحق في الطلاق والخلع إذا ما أساء الزوج معاملتها.. فلينظر الإعلام العربي إلى قضية اليمن الجنوبية باعتبارها، في الأقل، قضية زوجة أسيئت معاملتها.

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس