قرأت هذه الخاطرة مرات عديدة وفي كل مرة أجد نفسي بحاجة إلى إعادة القراءة .. ربما كان صدق التعبير وبراءته ، وربما مهارة الكاتب ، وإتيانه بمفردات سجعية وتراكيب جميلة ، لكنني بين هذا وذاك وجدت نفسي أمام كتلة من المشاعر الجياشة ينوء بحملها إنسان ، اجتاحته العواصف والأعاصير ، وألقته في شواطئ العبث ، وتمكن من إسماع أنينه كل من مرّ به في هذا المكان السحيق ، ومن العجيب أنه وبرغم تلقيه صفعات مؤلمة ، ربما كان مبعثها الحرمان ، وربما الغدر مع حسن ظنه وطبعه ، وربما كانت تجربته الأولى في اقتحام عالم العواطف والإبحار فوق أمواج صاخبة لا قِبَل له بأخطارها الداهمة ، إلا أنه ما يزال يتحرق شوقاً إلى (معذبته ) وكم كان بودي أن أهمس في أذنه فأقول " هوّن عليك يا صديقي ، فمن غدر بك اليوم لا يؤمن جانبه غداً ، واعلم أنك في هذه الحياة عرضة لنكبات القدر ، وصروف الدهر ، فلا ترفع الراية البيضاء مع أول عاصفة تهب ، وتشبع بالإيمان فهو خير سلاح يقيك شر المحن .
تحياتي
طائر الاشجان
|