[العبد لله بو صالح]

صدمني موتك يا صالح

انتظرت اليوم اتصالا من صديقي وأخي صالح شيخ مصهب لتأكيد موعد لقائنا ومتى سيأتي الي اليوم كعادته .. جائني اتصالا من صهره نائف اعتقدت أن الاتصال لتأكيد مجيئه كما عودني مع صالح ، غير أن اتصال نائف والخبر الذي حمله لي نزل علي كالصاعقة عندما قال " اريد ابلغك أن صالح تعب علينا أمس الليل وتوفي من جراء ذبحة صدرية والآن نحن في القرية في مكيراس لدفنه بين إخوته " .. بالفعل خبر كالصاعقة حتى الآن أحاول تقبله لايماني بالله وبأن الحياة فانية .
لماذا صدمني الخبر ولماذا أشعر اني فقدت رجل نادر واصيل وعزيز النفس في زمن قلت فيه الصفات هذه بين الناس .. تعرفت على المناضل صالح شيخ مصهب خريج جمهورية المجر هندسة معدات طبية عندما عدت من لندن كان بجانبي في عدن وفي صنعاء برفقة صهره نائف كانا معي في تنقلاتي بسيارة نائف وينصحاني كثيرا بأخذ حذري من الأشرار .
حتى اللحظة اريد ان أصدق أن صالح فارق الحياة وأنه لن يأتي الي كعادته بدبة الشاي الاحمر الذي يشربه أثناء مضغه للقات .. لم اصدق أن الرجل الهادىء الذي سكن الجنوب وقضيته بين جوانحه .. فاعتبره انا أفضل من قدم للجنوب بصمت وفي قمة بطش الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بقيادات الحراك .. كان يقوم بزيارة المعتقلين في سجونهم بصنعاء ويشتري لهم مما يجمعه من قوت أولاده وما يجمعه البعض من مساعدات ويذهب لهم مع صديقيه في صنعاء الكاتب والمناضل الصامت محمد عباس ناجي والمناضل الصامت ناصر الهاشمي يوزعون للمعتقلين بعض ما يحتاجونه .
خسرت اليوم رجلا في زمن قلت فيه صفات المناضلين الصامتين .. خسر الجنوب اليوم مناضلا ظل متنقلا وداعما وحاملا للهم الجنوبي دون أن يصارع على مقاعد منصات الفعاليات أو يتشابك مع الآخرين من أجل الفوز بمكرفونات الساحات .. تركت فراغا يا صالح من يملئه .. ومكانا في مجلسنا لن ننساه ..
نم قرير العين يا صديقي العزيز فالعمالقة يأتون للعالم ويؤثرون بمن حولهم ويذهبون دون ضجيج .. رحمة الله عليك يا صالح وإلهمنا وذويك الصبر والسلوان
وانا لله وانا اليه راجعون

لطفي شطارة