عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-04-2010, 12:29 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 818
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

كمين "اوسلو" لتصفية الحراك الجنوبي

اشرنا في مستهل هذه الورقة إلى ان هناك محاولات للتآمر على الحراك وتصفيته،وهذا أمر ليس من باب عقلية المؤامرة أو الرجم بالغيب،بل يمكن ملاحظته في ما يروج من شائعات منذ عدة اشهر تدور من حول حلول مطروحة لايجاد تسوية مع صنعاء، بعيدا عن حق تقرير المصير واستعادة دولة الجنوب.

نحن نعلم من اين يتم ترويج هذه الشائعات، ومن هو الذي يطلق هذه البالونات بين حين وآخر،وما هو الهدف منها.وقد علمتنا التجربة ان نظام صنعاء استمر طيلة هذه المدة على اساس سياسية، تعتمد اولا على تشتيت صفوف خصومه كلما ضاق عليه الحصار،إما من خلال الحيلة السياسية او اللجوء للقوة،وهذا أمر واضح وضوح الشمس في كبد النهار،وهو ما كان له ان يستمر الى هذا اليوم، لو لم يتقن لعب هذه الورقة على كافة الصعد القبلية والحزبية والسياسية،فكم من حرب قبلية افتعل من اجل ان يخرج من ورطة معينة،وكم من حلف سياسي قام بشقه وتفريق صفوفه من اجل ان يهرب من مواجهة استحقاقات سياسية؟
جرى الترويج مؤخرا للقاء يعقد بين علي عبد الله صالح وقيادات جنوبية في القاهرة من اجل تسوية سياسية،وتم ذكر الاخ الرئيس علي سالم البيض من خلال تسريبات اعلامية،كما تم الهمس باسماء اخرى مثل الاخوة علي ناصر محمد وحيدر ابو بكر العطاس. ولكن شيئا من هذا القبيل لم يحصل . وفي هذه الأيام تروج من جديد قصة اغرب من الأولى، ومفادها ان هناك بوادر تسوية برعاية اطراف عربية ودولية، تقوم على اساس اقتراح نظام فيدرالي او كونفيدرالي.

قبل الدخول في تفنيد هذه التسريبات السياسية التي تتم لاهداف سياسية مدروسة وواضحة،لابد من ابداء الأسف، كون بعض الشخصيات المعروفة بنضجها وحنكتها وعمق تجربتها تبدي في بعض الاحيان ميلا الى هذه الأوهام السياسية والسراب السياسي العقيم،وتأخذها الاغراءات للتعاطي معها،وتقوم ببناء تصورات على اساسها،في حين ان المختبر الفعلي الذي سيولد منه الحل للقضية الجنوبية هو الحراك الوطني السلمي في الجنوب،وليس غير سواه،فلا ينغش أو ينخدع أحد، ويبدأ ببناء ناطحات سحاب سياسية على الرمال،ويتعلق بحبال الهواء،لأن مفاعيل هذا السلوك خطيرة وسلبية، وسوف ترتد على نضال شعبنا على الارض،هذا النضال الذي يتعاظم كل يوم حتى يطرد الاحتلال بارادته وقوة ايمانه بالحق.

يقول الحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين"،وتقول الحكمة الأثيرة "من جرب مجرب عقله مخرب"،ولكي يكون المرء منصفا عليه ان يعترف اننا كجنوبيين لدغنا من جحرنا اكثر من مرة،وجربنا المجرب اكثر من مرة . لقد سرنا الى بناء وحدة مع الجمهورية العربية اليمنية، ونحن نعرف ان هناك ثمنا سوف ندفعه،وكان رأينا انه إذا كان الثمن سوف يصب في الصالح العام،فإنه لن يضيع،ولكن للأسف تبين بعد وقت قصير بأن الطرف الآخر ابعد، ما يكون عن النظرة الوطنية ولا يهمه الصالح العام،فقد استمرئ فساده وعاش هو وبطانته ضمن قلعة محصنة بالمكاسب المادية لا أكثر.وآخر ما يعنيه أو يفكر فيه هو الوطن والوطنية والصالح العام.

إن من يطلق اليوم دعوات الحوار المشبوهة مع نظام علي عبد الله صالح من اجل تسوية سياسية،أو من يروج لمشاريع فيدرالية وكونفودرالية أو حكومة وحدة وطنية،هو المطبخ السياسي في صنعاء،والهدف من ذلك خلق البلبلة في صفوف الجنوبيين،من اجل تمييع الحراك الوطني الجنوبي، وشق صفوفه، واغراق الجنوبيين في حالة من اليأس، بعد أن امتلأت نفوسهم بأمل الخلاص من الاحتلال،واستعادة دولتهم.

بعد أن فشل علي عبد الله صالح بمحاصرة الحراك الوطني السلمي، والقضاء عليه بالقوة العسكرية والاعتقالات والاحكام بالسجون للنشطاء الشجعان ومطاردة كافة الشخصيات الجنوبية الفاعلة،وحينما صار يدرك قرب نهاية احتلاله للجنوب،عاد إلى ألعابه البهلوانية ووسائل مكره وخداعه المعهودة ،فصار يعمل من جديد في العتمة لكي يفرق شمل الحراك،ولهذا لا يمر يوم من دون أن نجد شائعة او قنبلة دخانية تزين للجنوبيين بعض الحلول،وترمي إلى دب الوهم في صفوفهم.

نقول بكل صراحة ان هذا الجو المسموم يتطلب يقظة وطنية عالية،وقدرا كبيرا من الاحساس بالمسؤولية لدى كافة الجنوبيين قادة وكوادر،في الداخل والخارج،ونود هنا تسجيل جملة من النقاط التي نعتبرها اساسية في هذه المرحلة:
أولا/ اننا نحذر من الانسياق وراء الاوهام،والجري وراء سراب الحلول،لأن هذا السلوك لن يسفر في نهاية المطاف، إلا عن خلق حالة من التشويش السياسي على الحراك الوطني الجنوبي السلمي،ومن شأنه أن يؤدي إلى تثبيط الهمم وخلق حالة من اليأس.

إن كل من يصور لنفسه محاسن السير في هذا الطريق مدعو لمراجعة حساباته على ضوء معطيين هامين:الأول هو ان شعب الجنوب قد حدد هدفه بحق تقرير المصير واستعادة دولته المستقلة،وأي ترويج لتسوية تحت سقف غير ذلك لا يعد مجحفا ومرفوضا فحسب،بل ان من شأنه اعادة الوضع الى نقطة الصفر.والمعطى الثاني وهو ان علي عبد الله صالح ليس في وارد أي تنازل للجنوبيين،ولذلك سوف يظل يلعب ويناور،وستكون ادوات لعبته في المرحلة المقبلة اغراق الجنوبيين في كم كبير من الاوهام،واشغالهم ببعضهم البعض،لكي يتسنى له اعادة بسط سلطته من جديد وتصفيه الحراك الوطني الجنوبي.

ثانيا/ ان الحراك الوطني الجنوبي اليوم في حالة تقدم، وهو يحقق في كل يوم خطوة نوعية جديدة،وقد تجاوز اكثر من نصف الطريق لتحقيق اهدافه،ولكن الخطورة تكمن في بقية الطريق المليئة بالالغام والكمائن والمكائد،ونعتقد ان ابناء الجنوب قاطبة يدركون ذلك،وخصوصا اولئك الذين يعملون في الميدان على تفكيك الاحتلال وشل قدراته،مقدمين التضحيات الكبيرة في سبيل قضية شعبهم.
إن ادراك الهدف الاساسي يتطلب قبل كل شيء وضوحا في الرؤوية وشفافية ومخاطبة الجماهير بصدق واطلاعها على الحقائق،والابتعاد عن اللعب السياسي المحترف في الخفاء والصالونات السياسية، التي تحفل بالكلام البعيد عن حقائق الواقع،ويجدر بالسياسيين قبل غيرهم ان يتنبهوا إلى خطورة المرحلة المقبلة،وان يتسلحلوا بالصبر والارادة، لكي نكمل طريقنا نحو الاستقلال الثاني،ونطرد الاحتلال.
لكي يتم لنا ذلك لابد من ان يكون هاجسنا الأساسي، هو تمتين صفوف الحراك الوطني الجنوبي وتعزيز صفوف الوحدة الوطنية،ومواصلة المبادرات لزج كافة الطاقات الجنوبية في الداخل والخارج في هذه المعركة الوطنية،التي لا فضل لأحد فيها غير مدى اسهامه الصادق وتضحيته من اجل قضية شعبه.
نحن ندرك ان آخر الليل هو الاكثر ظلمة،ولكن الانجازات الكبيرة التي حققها شعبنا على الارض خلال السنوات الثلاث الماضية،تجعل نور فجر الاستقلال غير بعيد،وإن غدا لناظره قريب.

ثالثا/ إن الحراك الوطني السلمي ليس ملكية خاصة لأي شخص، مهما بلغ دوره أو حجم عطاؤه وتضحياته،هو حركة ابناء الجنوب والتعبير الوطني عن قضيتهم،ولذا فهو ليس مطروحا للمساومة او المقايضة،والأولوية اليوم هي لطرد الاحتلال،وليس البحث عن تسويات سياسية.
انطلاقا من كل ما سبق، علينا ان نتعظ بدروس غيرنا،ونتعلم من تجاربنا،ونرى بعين مفتوحة حركة نضال شعبنا،الذي اكد على انه لن يقبل بديلا عن حقه في تقرير مصيره،واستعادة دولته مستقلة على كامل ترابه،وعاصمتها عدن الأبية.

عاش الجنوب حرا مستقلا
مكتب الرئيس
رد مع اقتباس