بعد الفشل في حماية الشعب من الاغتيالات - أنور الرشيد

[العبد لله بو صالح]

بعد الفشل في حماية الشعب من الاغتيالات



أنور الرشيد
كاتب وباحث كويتي

مؤلم حقاً مايحدث من تصفيات للكوادر الجنوبية التي أصبحت يومياً وتتسارع وتيرته بشكل مؤلم ، والسبب تخاذل الجميع عن أتخاذ قرار تاريخي وشجاع ينقذ الشعب الجنوبي من رصاصات الغدر والخيانة ، فكل الأغتيالات والتفجيرات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية كانت في العاصمة عدن ومُحيطها ،


والمسؤول الأول عن أمن وحماية عدن وقاطنيها المحافظ الجديد لعدن فكون الأحداث تتسارع بهذه الوتيرة فمؤكد بأن هناك مُخطَّط جهنمي وثغرات أمنية يستغلونها بشكل احترافي لذلك لابد من سدها واستيعابها ، ولايمكن السكوت عن ذلك بتاتا ، وهذا يتطلب أما أن يثبت محافظ عدن سيطرته التامة ويفرضها كأمر واقع وإلا ستعم فوضى الاغتيالات عدن ، وهذا لا اعتقد ما يُريده المحافظ الجديد الذي تتم بعهده كل هذه الاغتيالات غير المسبوقة.

الواضح بأن هناك مُخطَّط لتصفية كل من يجرء على الكلام والحديث والعمل في ظل نطاق الإدارة الجديدة لعدن ، مايحصل هو امر خطير وعدم المبادرة لوقف تلك الأغتيالات يُشير لأمر أخطر أنا أدرك الظروف الصعبة التي تمر بها إدارة عدن وإمكانياتها المتواضعة ولكن رغم ذلك لابد من وقف تلك الأغتيالات التي تجري مهما كلف الأمر .

سبق وذكرت بأن شعب الجنوب قدم تضحيات جسام ولازال مُستعد لتقديم أكثر مما قدمه ولكنه بنفس الوقت ينتظر مبادرة ، ينتظر أمل ، ينتظر مستقبل ، وكل ذلك رهن المحافظ الجديد لعدن ، وأذا كان محافظ عدن عاجزاً مثله مثل القيادات التاريخية التي وضعت خلافاتها فوق كل اعتبار بما فيها أرواح الشعب الحنوبي فليرحل ويترك المنصب لمن هو قادر على حماية ارواح الشعب الجنوبي .


أما مسؤولية الشعب نفسه وبذاته فهو أيضاً مسؤول عن أمنه وحماية مكتسباته التي ناضل من أجلها عقود طويلة وكون شرعية هادي عاجزة عن حمايته وكون قياداته التاريخية أيضاً عاجزة عن الأتفاق على اجندة التحرير ، فقد آن أوان العمل على تكليف شعبي واسع للقيادتين الجفري البيض الذين هما من أكثر قيادات الجنوب التاريخية أنساجماً مع بعضهما ومتفقان على تحرير الجنوب وفك ارتباطه مع الشمال ونيل استقلاله مهما تكن تداعيات ذلك فالمهم هو وقف ذبح الشعب الجنوبي مهما تكن تكلفة ذلك.


أن فرض أمر واقع جنوبي بحت تحت قيادة البيض الجفري أصبح امر لابد منه ، وعلى شعب الجنوب أن يتسامى على جراحه وينظر للمستقبل وهو بحاجة تامة لقيادة تاريخية تنتشله من واقعه البائس الذي يمر به ، وقد آن أوان ذلك والكرة الأن بملعب الشعب الجنوبي وعليه المبادرة فورا بتشكيل لجنة من فعالياته وأخص بالذكر القوى الشبابية والنقابية والفعاليات والتجار والاأطباء والمهندسين والأكاديميين لتكون ممثلة عنهم لمقابلة الجفري البيض وتسليمهم تكليف رسمي شعبي بقيادة المرحلة كحامل سياسي لقيادة الحنوب لتحريره من براثن عصابات المخلوع التي تُقتل بشعب الحنوب يومياً.. فهل نرى ذلك بالقريب العاجل أم ننتظر تصفية كل الكوادر الجنوبية لكي تتحرك الفعاليات؟