محافظ ابين

[جنبلاط]

عدن قبلتنا للتصالح والتسامح وعاصمتنا التي ستعود

أخبار الجنوب «عدن برس» محمد علي أحمد: . ٠
الإثنين , 12 يناير 2009

في هذا اليوم العظيم وبمناسبة دخول العام الثالث للتصالح والتسامح والعهد والمقاومة والاتفاق ، هذا اليوم الذي جمع الله الكلمة لفتح عهد جديد لشعب الجنوب أن أهني شعبنا والشعوب العربية والإسلامية وشعب فلسطين البطل ومقاومته الثورية وشعوب الأرض قاطبة بمناسبة حلول السنة الهجرية والميلادية ، وأتمنى من الله أن يكون هذا العام الجديد هو عام التخلص من قيود الاحتلال في فلسطين للفلسطينيين وفي الجنوب للجنوبيين التخلص من نظام صنعاء المحتل . ٠

في هذا اليوم من أيام الخالق الذي كتب على عباده من سلوك وقدر من حسنات وسيئات فان هذا شي كتبه الله لنا في بدايته حزن وفي الخاتمة فرحة ، وأمل من خلال الجهود المبذولة للتصالح والتسامح والذي يعود الفضل فيه للرجال المخلصين الذين رسموه ودفعوا حياتهم ثمنا له ، وكانت البداية والانطلاقة قد خطى بها رجال و قيادات جمعية ردفان الخيرية بعدن ، الرجال الأبطال الذين فقدوا تجمعهم في جمعيتهم حتى اليوم بفعل انزعاج السلطة الظالمة التي أذهلتها حكمة أبناء ردفان الذين بدروا في إطلاق الفكرة وإخراجها الى الوجود ، ومن تلك الانطلاقة من الجمعية الصغيرة خرج أبناء الجنوب في كل محافظاته وقراه يحملون شعلة التصالح والتسامح الجنوبي الجنوبي لتضيء لشعب الجنوب طريق الخلاص والتحرر من حكم نظام الجهل والتخلف ، نظام النهب والتقطع ، نظام النهب والتفيذ . ٠

ونؤكد هنا بأنه لولا خروج فكرة التصالح والتسامح من جمعية ردفان الخيرية بعدن لما كان الحراك الجنوبي اليوم ، وهي فكرة جسدتها عظمة جماهيرنا واقعا ، فتحية لشهدا 13 يناير جميعا ، كلهم أهلنا وإخواننا ندعو لهم بالخلود في جنات النعيم ، وتحيات لكل الجرحى وسلامة والصحة والبقاء من هذا المصيبة التي كتبت علينا وعلى شعبنا ، وتحيات وألف تحية لمن بذلوا الجهد لدفن الماضي الذي فيه خسرنا جميعا خيرة الرجال بسبب المواقف السياسية ، ومثل ذلك الموقف يجب أن نعرف أن لكل موقف ثمنه ، فمن يتخذ الموقف أي كان فثمنه النصر أو الموت ، ولا يعني ذلك كما يصوره المحتلون اليوم ليدسوا السم ويثيروا الفتنة بأنها كانت انتقاما قبليا بين ذا وذاك .. المواقف السياسية ليست انتقاما قبليا كما يضخمها من يريدون إشعال نار الفتنة بعد أن صدمتهم لحمة الجنوبيين وتصالحهم وتسامحهم . ألم يدركوا أن ما تم فعله في نظر كل طرف بأن موقفه كان للدفاع عن وجهة نظره للموقف وقتها ، لأنه يعتبر ذلك دفاع عن مكسب تاريخي نضالي وكفاح عقائدي من أجل الثورة وانتصار أهدافها ، واليوم نجدد العهد لشهدائنا بمواصلة الكفاح حتى نحقق ما تم من انجاز كفاحهم بدمائهم ، وهذا يعتبر وفاء لهم وتاريخهم وسعادة أبنائهم بما حققه الإباء ورسموه بدمائهم . ٠

أكرر تحياتي لهم ولأبنائهم ولكل الأحرار في الجنوب ، وتحيات لمن يناضلون ويعملون ببسالة من أجل تحقيق الرسالة الجديدة وهي عودة دولتنا الجنوبية الأبية وعاصمتها عدن الباسلة ، من خلال يومهم التاريخي العظيم هذا ، يوم 13 يناير يوم التصالح والتسامح والتضامن والوفاء بالعهد والوعد الذي قطعه شعبنا جهارا وبالصوت العالي وراء المناضل الشجاع أحمد عمر بن فريد عندما أقسم شعبنا خلفه بأن دم الجنوبي على الجنوبي حرام من بعد اليوم من أجل تحقيق الهدف وبهذه المناسبة المعبرة عن إرادة وتطلعات الشعب في الجنوب نحو الحرية وتقرير المصير واستعادة السيادة لدولة للجنوب المحتلة على أراضيه !! ٠

تحية إلى أخواننا المهاجرين والمشردين في شتى بقاع المعمورة بمناسبة 13 يناير يوم التصالح والتسامح , الذي تبنته وبادرت بحكمته جمعية ردفان الباسلة. وبهذه الخطوة فتحت الأبواب عظيمة للاجتهاد والإبداع لمناضلينا لتعزز كفاحهم ونضالهم على قاعدة ما سار عليه الإباء والأخوان الذين ضحوا من أجل الجنوب ، وهم اليوم يذكرون الأعداء بأننا سائرون على درب الإباء والأخوان معززين الثقة والتلاحم النضالي بين جماهير شعبنا وقيادات كفاحه السلمي القوي والمتماسك والموحد من أجل تحقيق الهدف . ٠

ويجدر بنا الإشارة ونحن نحتفل بهذا اليوم العظيم عدم التنكر لمن بادر بالمطالب وفتح الأبواب المغلقة بدءا من يوم إعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994 ، إلى موقف موج ، تم ظهور حتم ، وبروز تيار إصلاح مسار الوحدة الذي ظل يدق الباب ويتمسك بالقضية الجنوبية ، بل لان ننسى أن لهذا التيار الفضل في رفض كل نتائج حرب احتلال الجنوب دون خوف ، غير أن من جاء اليوم على خلفية التراكم السياسي الرافض للوضع القائم عليهم أن لا يتنكروا لجهود من سبقوهم ، بل يجب عليهم الاعتراف بمن سبقهم في الدعوة مبكرا بالتمسك بالقضية الجنوبية ، أما أن يظل البعض يعتقد أنه صاحب الحق الوحيد للقضية ، أو أنه يكابر في الاعتراف بمن سبقوه في تحريك المياه الراكدة للقضية التي ظلت تتفاعل باستمرار بين أوساط القوى الجنوبية ، ما لم سنكون قد وقعنا في فخ الماضي وعلى طريقة السياسة العربية "أنكر ما قبلك وتبنى فضائله " . ٠

وهنا يحق لنا أن نقول أن من يستفيد ويفيد فأهلا به ، ومن يعتبر أنه الذكي وغيره غبي فمصيره الفشل لا محالة ، فهل يمكننا الخروج من حالة الانقسامات التي أفقدتنا وطنا ً، ومن وراءها يغذيها نظام صنعاء للحفاظ على تسلطه ومواصلة احتلاله للجنوب ، ومن خلال ذلك يسهل له سلب ونهب ثرواتنا ، ولدا أن التوحد الجنوبي بات ضروريا بحيث لا ندع فرصة لنظام صنعاء وتحت أي مبرر كان أن يشق صفنا ويشغلنا عن قضيتنا الأساسية ليعيدنا تحت نيران جحيم احتلاله ليواصل اغتصاب الأرض ونهب الثروة وطمس الهوية والتاريخ وطرد كوادرنا من العمل وتجويع شعبنا وتحويله إلى شعب شحات ، بينما شعبنا جدير بتوحدنا لإنقاذه من هذا الوضع وسلوك التخلف . ٠

وعليه فأننا نناشد أخواننا في قيادة الحراك السلمي في الداخل بأن يرصوا صفوفهم ويتذكروا الجماهير التي خرجت وحملتهم على أعناقها ، أن لا يقعوا في فخ الانشقاق الذي يرسمه المحتل بذرائع مختلفة حتى يدمر حلم الجماهير في الجنوب بالانعتاق من هذا الاحتلال الهمجي التسلطي ، فأن قطع الطريق ضد المحتل الذي يجيد سياسة زرع المكائد وإحياء الثارات ، يجب أن يكون الرد في توحد كل أشكال النضال السلمي الجنوبي ابتداء بملتقيات التصالح والتسامح وحركه المتقاعدين العسكريين وجمعيات الشباب العاطلين عن العمل والمثقفين والشخصيات السياسية والاجتماعية وجمعية الدبلوماسيين وجمعيات مناضلين حرب التحرير ، وكافة التكوينات للهيئات الوطنية المنتخبة في المحافظات ، الى جانب إخواننا الجنوبيين المنضويين في إطار أحزاب المعارضة باعتبار أن الولاء للجنوب يسبق الولاء للأحزاب السياسية ، وعليهم أيضا أن يخضعوا أنفسهم لرأي الأغلبية في المحافظات و سنكون معهم في مقدمة الصفوف احتراما لإرادة الجماهير ووفاء لدماء الشهداء الطاهرة . ٠

ونراها مناسبة مهمة أن ندعو فيها أخواننا في الداخل بأن يجعلوا من عدن عاصمة الجنوب الأبدية مكانا لكل الفعاليات والمهرجانات السلمية ، فهي عاصمتنا التي من داخلها نطالب العالم بالوقوف مع قضيتنا العادلة ، فعدن الباسلة هي قبلتنا للتحرر وعاصمتنا عدن التي كانت وستظل أبدية للجنوب ، فطالما نضالنا في الإطار السلمي يهدف لتحرير الجنوب من المحتل ، وفي مصلحة الهدف وليس شقه وتمزيقه ، ونحن على ثقة بأن من يريد النضال من أجل تحرير الجنوب سيسهم في أن تكون عدن هي مركز الحراك والنضال الشعبي السلمي . ٠

كما ننبه في هذا اليوم من خطورة تعدد الهيئات التي تفقدنا التأييد الدولي والتعاطف الإقليمي ، وحتى يتمكن أبناء الجنوب من توجيه رسالة واضحة للعالم تحت إطار واحد ينظم كفاحهم ويعبر عن قضيتهم من عاصمة الجنوب عدن الصمود والعاصمة الأبدية للجنوب ، كما ننبه من خطورة الخلافات الشخصية الناجمة عن التسابق والتنافس على المسؤولية ، وأعمال كهذه تفقدنا كثير من النجاح بسبب التعدد غير المبرر له ، وكما يبدو لنا أن أجهزة الأمن المعادي قد اخترقت رفاقنا ليس بوجه شرطي الأمن ولكن بوجه عنصر من أصحاب المصالح الخاصة ودسه في صفوفنا ، لان النظام يعرف من أين يخترقنا لتمزيق وتعطيل وإحباط الجماهير وإحباط حماسها المتعاظم لفضحه القريب وموت أجله أنشاء الله قريبا !! ٠

وفي الأخير نجدد التحايا لشهداء النضال السلمي والجرحى والمعتقلين في سجون الاحتلال الذين تحدوا كل أساليب القتل والقمع والاضطهاد في سبيل الحرية ، كما نحيي الرجال النشطاء الذين يواجهون المحتل بصدورهم العارية وبإرادة بطولية يتحدون قوات الاحتلال ، فبكفاحهم سيعيدون عزة الوطن وحريته وكرامته وهويته وحقوقه المنهوبة ، وبعون الله سنستعيد السيادة للوطن الجنوبي ، وبوحدتكم أيها المناضلون سنحقق لشعبنا حقه في تقرير مصيره ليستطيع النهوض من جديد لبناء دولة عصرية يسودها النظام والقانون والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات!! ٠

أخوكم محمد علي أحمد ٠


م