شواهد القارة التاريخية

[nsr]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

الاثنين, 16 يوليو 2007 02:44


صوت الجنوب / قائد زيد ثابت/2007-07-16
تتمتع القارة الواقعة في مديرية رصد بمقومات سياحية هائلة، ولكنها تفتقر إلى طريق الاسفلت الذي بتنفيذه سترتبط بعاصمة المحافظة واليمن والعالم وسيخرجها من العزلة (إن صح التعبير) ويكشف للعالم خباياها وأسرارها وجمال طبيعتها الخلابة التي أبدعتها يد الخالق سبحانه وتعالى، وتظهر للعالم ما تزخر به وتكتنزه من معالم أثرية فريدة من نوعها تتميز عن غيرها من المعالم.

باب اضرحت السلاطين

فالقارة تمتلك شواهد حية تعبر عن تاريخها الضارب بجذوره في أعماق التاريخ القديم والاسلامي ابتداءً بالمسكن الأول للحميريين قبل هجرتهم والمقر الرئيسي ليافع كلها، وتعاقب على حكمها الكثير من الولاة والزعماء والامراء والسلاطين، وتتعرض اليوم بين الحين والآخر للنهب والتدمير والتفجير والتكسير لأحجارها الشهيرة بالرخام (الياجور) من قبل أياد عابثة قصدها ربح الأموال على حساب مقدرات الأمة.

فهل من مجيب لإنقاذ القارة!؟ الأم ليافع كلها وأحد معالم اليمن الاثرية، يدافع عنها ويحميها من أيادي العابثين وعوامل الزمن ويعيد لها اعتبارها ورونقها.مسجد الجيلاني

يعتبر مسجد الجيلاني واحدا من أهم المعالم الاثرية في قلعة القارة ويقع في الاتجاه الشمالي من قلعة القارة ويتم الدخول إليه من الباب الشرقي لسور المسجد المواجة لميدان الفروسية التدريبي وبوابة قصري بيت أهل الأمر، ويوجد وسط المسجد عمود دائري مبني من الحجر وأعلى العمود صخرة منحوتة على هيئة مربع ذات حجم كبير.

ويحمل ذلك العمود الواقع وسط المسجد أربعة عقود مدببة كل عقد يمثل نصف دائرة ويزين سقف المسجد من الداخل والخارج أربع قباب، ويعلو جدران المسجد من الداخل شريط كتب فيه عدد من الآيات القرآنية ما تزال بقايا تلك الكتابة ظاهرة رغم الترميمات العشوائية التي طرأت عليه باستخدام الطلاء والاسمنت التي طمست الكتابات والزخارف البارزة التي كانت دليلا على قيمته الأثرية، وبداخل حائط المسجد ثلاثة صهاريج باحجام متساوية خاصة بالمسجد، وقد امتلأت بمياه الامطار لعدم وجود بشر بداخلها كونها قلعة مهجورة بسبب الجفاف الذي أصاب المديرية في فترات سابقة. وخارج سور المسجد من الجهة الغربية صهريجان، الأول مهدم بينما الآخر لا يزال يحفظ المياه ويسمى (ماجل النور). وإلى جوار مسجد الجيلاني من الاتجاه الغربي ضريح لأحد سلاطين يافع على قبره قبة متقنة البناء، وفي الاتجاه الشمالي لمسجد الجيلاني أربعة أضرحة أحدها بحجم أكبر وعليه بنيت قبة تسمى قبة (سيف حنيفة)، وتختلف قبة سيف حنيفة عن القباب الثلاث التي بجوارها باحتوائها بوابة للمبنى من الاتجاه الجنوبي وكانت بمثابة (أرشيف للسلطنة) تحفظ بداخلها الوثائق والكتب الدينية وأهمها ما يسمى (المحومرات) وكذلك المخطوطات وأوراق الحكم والاحتكام بين قبائل يافع والسلطنات المجاورة، كما كان يحفظ بداخل تلك القبة المراسلات الداخلية والخارجية ووثائق أملاك السلطنة في الساحل والجبل، وكان يوجد بداخلها الاسطورة (طبل النحاس) شعار الحرب عند قبائل يافع.

وبعد انتهاء عهد السلطنة واعتقال آخر سلاطين يافع بني قاصد (محمد بن عيدروس بن محسن العفيفي) واغتياله بعد السجن والتعذيب ودخول ما يسمى بالجبهة القومية تم إحراق كل محتويات قبة سيف حنيفة وسرقة الطبل النحاس.

أما القباب الثلاث الأخرى فكتب على إحداها (اللهم اغفر للسلطان محسن بن علي) وهذا دليل قاطع على أنها ضريح للسلطان محسن بن علي وكتب على القبة الثانية (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولم يكتب عليها اسم السلطان والامير الذي تحتضن ضريحه، أما القبة الثالثة فخلت من أي كتابة.

سدة القارة
مئذنة الشيخ سعيد

تقع مئذنة الشيخ سعيد في (الموسطة) أي وسط القارة وبالتحديد في الأطراف الشرقية من القلعة، وتقع بالنسبة لمسجد الشيخ سعيد في الجهة الجنوبية الغربية محمولة فوق صحن المسجد من الاتجاه الغربي للضاحي، والصعود إليها بواسطة سبع درج من الاتجاه الشرقي وسقفها من الداخل والخارج يمثل قبة تحملها أربعة أعمدة حجرية.

أهم قصور وحصون قلعة القارة التاريخية

الحديث طويل ومتشعب عن القصور التي تم إنشاؤها داخل وخارج قلعة القارة التاريخية التي تعاقب وتوالى على حكمها الكثير من الولاة والزعماء والسلاطين، ويقال إن أول قصر تم انشاؤه للسلطنة العفيفية هو قصر (السعادة) ولا يتسنى لأحد معرفة زمن بنائه ولا زمن اتخاذ القارة مقراً للسلطنة بعد ركب بن عفيف، وما يقال عن قصر السعادة بأنه كان من أجمل القصور في يافع وتصعد الجمال والخيول إلى آخر طابق في القصر، وقد دمر في عام 1958م.

ومن أهم القصور في القلعة (دار السعد) وسمي بذلك حسب تفسير بعض المهتمين نسبة إلى الجد الأول (عفيف الدين أسعد) وتعود ملكيته اليوم إلى فضل محمد بن غالب سيف العفيفي، وهذا القصر تعرض للقصف وهدم بعض أجزائه ويعاني اليوم من تصدعات وتشققات وهو بحاجة إلى ترميم عاجل ولو للطابق الأخير ليمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخله، وعلى الرغم من الضرر الذي أصاب دار السعد من جراء القصف الجوي في 61-58 تم اتخاذه في عام 1973 مقراً للقيادة العامة من قبل الجبهة القومية.

قصرغمزان

يعتبر قصر غمزان من القصور القديمة في قلعة القارة التاريخية، ويقع في الاتجاه الجنوبي من القلعة بما يسمى عند ساكني القارة سابقاً (القارة العليا) وتأتي هذه التسمية لتقسيم القلعة إلى ثلاثة تسميات (عليا - وسفلى بيت أهل الأمر - وموسطة) ويتكون قصر غمزان من أربعة طوابق ودرب، وهو عبارة عن قصرين متلاصقين وفي داخل اسوار القصر سقاية بحجم صغير خاصة به تقوم بخزن مياه الامطار، ومجلس لاستقبال الضيوف، وتعود ملكية هذا القصر إلى السلطان غالب أبوبكر بن معوضة العفيفي، وخارج سور القصر من الاتجاه الشمالي مدرسة تتكون من غرفة واحدة وصرح من الحجر، أي ما يسمى (معلامة)، ويطل قصر غمزان على مركز المديرية رصد من الاتجاه الجنوبي.

مسجد الجيلاني
صهاريج القارة

تتناثر داخل قلعة القارة صهاريج أكبرها يسمى (الماجل الأعلى) وبعده في الترتيب (الماجل الأسفل)، والماجل الاسفل ممتلئ بالحصى والرمل، والعجيب في تلك الصهاريج القديمة العملاقة العزيمة والقوة التي امتلكها الانسان لحفرها في الصخر دون أن تتوفر له الوسائل المساعدة.

وخارج قلعة القارة هناك صهريجان الأول يسمى (ماجل الاقواد) وهو من أكبر السدود في يافع، بينما يسمى السد الثاني (ماجل العقبة).

بيت أهل الأمر

بيت أهل الأمر يطلق على قصرين، الأول قصر السلطان محمد عيدروس (آخر سلاطين القارة)، والثاني قصر قديم تعود ملكيته اليوم إلى عبدالمجيد العفيفي وإخوانه، وهذان القصران يقعان إلى الشرق من ميدان الفروسية للتدريب، ولهما درب (سور) ومدخل واحد من الاتجاه الغربي وفي ساحة هذين القصرين (اسطبل للخيل)، وفيهما خزانة للأشياء الثمينة.

وأحد هذين القصرين (قصر عبدالمجيد العفيفي حالياً) في وضعية سيئة للغاية لعدم صيانته من آثار الدمار والقصف الجوي وعوامل الزمن، كونه من ضمن القصور القديمة.

وللحديث بقية عما تتعرض له القارة بين الحين والآخر من عبث وتكسير وإهمال

عن صحيفة الايام العدنية 2007-07-16
.