القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن
عاجل |
الجزيرة مباشر | الجزيرة | العربية | روسيا اليوم | بي بي سي | الحرة | فرانس 24 | المياديين | العالم | سكاي نيوز | عدن لايف |
آخر المواضيع |
|
#1
|
||||
|
||||
جيش البادية الحضرمي وجيش الاتحاد
جيش البادية الحضرمي أُسس الجيش البدوي الحضرمي (بالإنجليزية: H.b.l) في 1939 في "غيل بن يمين" بحضرموت بموجب مقترح تعدم به المستشار السياسي للسلطنتين القعيطية و الكثيرية” هارولد إنجرامز” إلى وزارة المستعمرات البريطانية التي ردت بالموافقة ، تأسس الجيش من أبناء قبائل حضرموت القاطنين المناطق الجبلية والصحراوية، وبعد فترة التحق بالجيش مجاميع من أبناء كافة المناطق من البادية ب"محمية عدن الشرقية" التي كانت تشمل (السلطنة القعيطية و السلطنة الكثيرية وسلطنة المهرة "بن عفرير" وأجزاء من مناطق سلطنة الواحدي) . اتُّبع في تشكيل هذا الجيش النّمط الأردني الذي قام عليه تشكيل “جيش البادية الأردني” . وكانت المهمة الرئيسة لجيش البادية الحضرمي هي حفظ الأمن في محمية عدن الشرقية، وحماية حدودها، وإجراء الاتصالات وتكوين الروابط الاجتماعية والعلاقات السياسية مع التجمعات البدوية على امتداد صحاري حضرموت والمهرة التي لم تكن، حتى ذلك الوقت خاضعة لأي من السلطتين المهرية والحضرمية ، وقبل ذلك فإن تشكيلها كان بغرض تحقيق انتشار النفوذ البريطاني في عموم حضرموت والمهرة، وفق الاستراتيجية البريطانية” إلى الأمام”. وكانت تبعية ذلك الجيش للتاج البريطاني مباشرة، شأنه شأن جيش الليوي في محمية عدن الغربية. هدنة إنجرامز بعد الهدنة التي عقدها المستشار البريطاني ( هارلد إنجرامز ) بين القبائل الحضرمية خرجت فكرة انشاء وتأسيس جيش البادية الحضرمي إلى حيز الوجود ، ذلك على يد المستشار انجرامس الذي يعد مؤسس وراعي هذا الجيش ومتوليه حتى أصبح من أفضل الجيوش المنظمة في جنوب الجزيرة العربية وقد اعتبر هذا الجيش منذ البداية جزءاً لايتجزأ من قوات ملك بريطانيا [1] وفي أواخر سنة 1939م تأسس جيش البادية الحضرمي في البدء كانت نواة هذه القوة خمسون جندياً ، وفي عام 1940م لم يكن عدد القوة مستقرا عند حد معين فكان رجال البادية بين زيادة قليلة في الالتحاق ونقصان أحيانا لمغادرتهم معسكر القوة . وفي عام 1941م بلغ عددهم سبعين رجلاً وفي عام 1943م تراوح عددهم بين ثمانين وتسعين رجلا . وبدأ العدد يرتفع في عام 1944م إلى ثلاثمائة جندي، وسبعين من غير النظاميين، ومائة احتياطي . في المقابل حرص إنجرامس على أن لا يكون قائد جيش البادية الحضرمي من البريطانيين ، بالرغم أنه كان معجبا بتجربة جلوب باشا في الأردن، إلا أنه فضل أن يكون قادة جيش البادية الحضرمي من الجيش العربي في الأردن . فطلب من جلوب باشا أن يعيره عددا من الضباط العرب ، كان من أبرزهم : عبد الله سليمان السعدون العراقي ، وبركات طراد الخريشا، وعبد الهادي حماد العتيببي ، وأصبح عبد لله سليمان السعدون قائداً لجيش البادية الحضرمي ، ومساعداً للمستشار المقيم لشؤون البادية ، كما أصبح - وبموجب قانون محاكم القبائل - قاضياً ووسيطاً بين القبائل البدوية. وقد استمر الأردنيون قادة لجيش البادية إلى قبيل الاستقلال، حيث عين ضابط حضرمي لهذا الجيش، وهو سالم عمر الجوهي. في عام 1943م أصبحت المكلا هي المركز الرئيس لجيش البادية ، حيث أعيد ترميم وإصلاح حصن ثومي القديم في شرق ديس المكلا ، وبجانبه بنيت الثكنات العسكرية. كما بني في ذلك المكان مستشفى صغير يقدم خدماته أيضا إلى بقية الوحدات العسكرية الأخرى. وبعد أن تم بناء حصن ليجون عام 1939م، تم بناء حصن بير العسكر قرب شبوة عام 1942م، وفي عام 1944م بنيت لهذا الجيش مراكز وحصون في قرن في ريدة المعارة ، و في حرو التي تقع في طريق مهم يصل غيل بن يمين من الغرب، كما أصبح حصن العر القديم في منطقة المناهيل في الطريق إلى قبر نبي الله هود مركزاً آخر لقوة منه، وتبعته حصون أخرى في العبر فبلاد الصيعر ونجيدين في منطقة الدين، ومولى مطر في منطقة سيبان، وجدمة في منطقة العكبري ، وتشكيل قوة من الهجانة تنحصر مهامها في دوريات تجوب رملة السبعتين غرب حضرموت. القيادة وكان المرحوم العقيد حسين مسلم المنهالي، الذي شغل ذلك المنصب القيادي (أركان حرب جيش البادية بحضرموت) بكل كفاءة واقتدار من خلال تفوقه بحصوله على المؤهل العلمي في إدارة القيادة العسكرية.و قد كان من أسس الجيش هو ليجون, عند بداية المرحلة الأولى لتأسيس الجيش كانت وسيلة المواصلات الجمال المدربة عسكرياً لنقل المؤن والعتاد والمعدات، من مهام الجيش حماية الشركات العاملة بالشريط الصحراوي من خلال حراسة سراياه مواقع أعمال تلك الشركات المتنقلة بموجب خططها في كل موقع عمل للشركة (الكنب)، وتحرك الحراسة المرتبة يومياً مع فرق أعمال المسوحات (النقشة)، وكذا عمليات التنقيب عن النفط من خلال حراسة الحفارات (الونوش) والشركات هي شركة (بي، سي، إل) في الخمسينيات، وشركة بان أمريكان في الستينات، وكذا الحال مهام الجيش في حماية الحدود.واعتبرت تلك المراكز معالم بارزة وثوابت تاريخية، إلاّ أن المراكز أصبحت في الوقت الراهن في أمس الحاجة لإجراء عمليات الصيانة والترميمات العاجلة للحفاظ عليها، لكون أجزاء منها إن لم تكن كلها مهددة بالسقوط نظراً لعدم الاهتمام بها ما عدا مركز ثمود، وهو المبنى الوحيد القائم، والذي تم بناؤه في أوائل الخمسينيات، حيث تزامن بناؤه في تلك الفترة مع بناء المرحوم الطماطم بن حربي المنهالي بيتاً له بثمود ، وبهذا تعتبر تلك الحصون التي بنيت بجوار بئر ثمود التاريخية. القوة استجلب إنجرامز لتدريب وتنظيم جيش البادية الحضرمي ضباطا من الفيلق العربي الأردني، واختيرت منطقة “ليجون” بالقرب من غيل بن يمين في وسط منطقة الحموم ليكون المركز الرئيسي لهذه القوة، وكان الهدف من ذلك، وفق وجهة نظر إنجرامز، هو إبعادها عن كل مراكز التأثير المديني، وقد قاوم أهالي المنطقة وجود ذلك المركز في منطقتهم لكنهم أُخضعوا بالقوة فلم يكن أمامهم سوى الاستسلام. تكون جيش البادية الحضرمي في البداية من: 50 جنديا و12 جملا وسيارتي نقل وجهاز لا سلكي. وقد تنامى عدد تلك القوة ببطء حيث وصل في عام 1941م إلى سبعين رجلا، وإلى حوالي تسعين رجلا في عام 1943، حتى وصل في 1944 إلى ثلاثمائة رجل بالإضافة إلى سبعين رجلا من المنتسبين إليه من غير النظاميين، أي الملحقين المدنيين، ومائة جندي من الاحتياط. وكان تطور جيش البادية الحضرمي ينعكس إيجابا على المساحة الجغرافية التي تمتد إليها سيطرته، وقد بنيت له الثكنات والقلاع والحصون في كل منطقة وصلت إليها سيطرته، وتم تزويده بالخدمات اللازمة وأهمها الخدمات الطبية العسكرية. وحظي برعاية خاصة، وحقق انتشارا واسعا في محمية عدن الشرقية، وصار أهم قوة عسكرية فيها . دور الجيش لم يستخدم جيش البادية كأداة قمع ولم يشترك في أي حرب ، بل اقتصر دوره بشكل أساسي على تسوية المنازعات بالعرف القبلي بين القبائل بعضها مع بعض، وبين القبائل والحكومة. ولم يتجاوز عدد من قتل من أفراد هذا الجيش العشرة أو الأحد عشر فردا. كما أن ضحاياه من القتلى أيضا قليل واحد . وقد اضطر في بعض الأحيان إلى استخدام القوة لحماية منتسبيه أو لمساعدة وانقاد بعض أفراد الجيش النظامي . وأول حادثة استخدم فيها جيش البادية القوة هي ضد أفراد من "بيت علي" من قبيلة الحموم. فقد قامت مجموعة صغيرة من بيت علي بالهجوم على حصن تابع للجيش النظامي في غيل بن يمين، وعندما سمعت قيادة الجيش بإطلاق النار، جهزت القوة وأسرعت لنجدة جنود الجيش النظامي، وتمت ملاحقة هذه المجموعة من البدو وطردهم إلى خارج المنطقة، ويتم ذلك لأول مرة، وقتل بدوي في هذه الحادثة. والحادثة الثانية حدثت في نوفمبر 1942م عندما قام شخصان من بيت علي بقتل جنديين من جيش البادية بهدف سرقة بندقيتيهما. وقد تمكنت فرقة من جيش البادية من ملاحقتهما وقتلهما وتم استرجاع البندقيتين. والحادثة الثالثة عندما كمن مجموعة من بيت علي لثلاث سيارات محملة مواد بناء لحصن ليجون، في سهل حرو، فقتلوا خمسة من حراس القافلة اليافعيين وجرحوا آخرين، فتحركت نجدة من جيش البادية من غيل بن يمين بقيادة حسن باحاج، وأتوهم من الخلف فقتلوا 25 شخصا من بيت علي، وانسحب من بقي منهم على قيد الحياة. وكان جيش البادية يقوم بدوريات مستمرة في مناطق البادية والمناطق الحدودية. وهناك دوريات فصلية تفتيشية تخرج من المركز الرئيس بالمكلا تمر بمراكز جيش البادية كافة. وقد رافقت دورين إنجرامس إحدى تلك الدوريات عام 1943م قطعت خلالها خمسمائة ميل على ظهر جمل، وكان غذاؤها وغذاء الدورية الوحيد التمر والسمك المجفف. وكان الهدف من تلك الدوريات زيارة مراكز الجيش في تلك المناطق البدوية النائية، وإشعار البدو بوجود زيارات منتظمة من لدن الحكومة، ولتمتين الروابط بين البدو والحكومة، ولجمع المعلومات ( للاستخبارات ) عما يجري في البادية. جيش البادية والتعليم أولى قانون "جيش البادية" لمسألة التعليم ومحو الأمية أهمية بين افراد جيش البادية، وحين تم تأسيس نواة جيش البادية تم تعيين مدرس خاص لها، مهمتها محو أمية الأفراد ، وإن كانت أولوية القبول في الجيش للأميين، إلا ان محو أمية المقبولين مهمة تتم داخل الجيش. لهذا أكدت المواد من 45 - 51 من قانون جيش البادية على ضرورة أن يتأكد قائد الجيش من أن كل أفراد القوة تلقوا قسطا من التعليم واصبحوا قادرين على القراءة والكتابة في أقصر وقت ممكن وعلى ضرورة استمرار التعليم، وضرورة توفير المستلزمات الخاصة بذلك. لذا وضعت خطة للاهتمام بتعلم أبناء البدو، من خلال مدرسة مركزية في المكلا تستوعب مائة طالب، مدرسة ابناء البادية . وكانت مدرسة بنات البادية قد افتتحت بعد بضعة أشهر من افتتاح مدرسة أولاد البادية، وقد ابتدأت بأربع وعشرين طالبة، وهي مدرسة داخلية مثلها مثل مدرسة الأولاد، وكان الهدف من هذه المدرسة هو الحصول على مدرسات دائمات. استكملت مراحل فصول الدراسة الابتدائية وزادت نسبة القبول وازدحمت الفصول والمباني الداخلية بأبناء البدو الذين انطلقوا متعطشين لطلب العلم من مناهله ، تغريهم حب المعرفة والطموح في التسجيل كجنود وصف ضباط في الجيش البدوي .. وقد خدمت الظروف للدفع الأولى من هؤلاء الطلبة أن يحضون بنصيب الالتحاق بالجيش والتبوأ للوظائف الحكومية في المستشارية . كانت الاهداف المعلنة حين انشأ جيش البادية حصر نشاط جيش البادية بشكل أساسي في مناطق البدو فقط ، إلا أن الظروف التي كانت سائدة في بعض مناطق الحضر جعلت من انجرامس يمد نشاط الجيش إلى المناطق التي تقع تحت الإشراف المباشر لحكومتي السلطنتين . ففي عام 1941م سير إنجرامس دوريات لجيش البادية في وادي حضرموت ، لحماية الطرق حول سيئون . وقد نظر آل كثير ومعهم السادة آل الكاف إلى هذا النشاة شك وإرتياب ، كما سبب وجودهم في الغرف عام 1943م القلق لأل كثير ، فطلبوا من السلطات البريطانية في عدن أن تسحبهم . انسحاب بريطانيا في عام 1967 استدعاء الانجليز مستشاريهم وموظفيهم المدنيين من المكلا وسيئون والمهرة وأغلقت مكاتبهم والمستشارات وذلك بتجميعهم في مطار الريان الذي سفروا منه إلى عدن وفي نفس الوقت استدعى المستشار السياسي "جيم ألس " ونائبه " كراوش " قيادة جيش البادية الحضرمي واجتمعوا في لقاء سري بقاعدة الريان الجوية بالمكلا وأخبر الانجليز قادة الجيش الحضرمي بانسحابهم الكامل والنهائي من حضرموت في " أغسطس 1967م " وإلغاء كافة المعاهدات والاستشارات الموقعة بين بريطانيا والسلاطين وأضاف المستشار السياسي بالقول للقادة الحضارم الذين حضروا " نفوضكم تفويضا كاملا بإدارة شئون بلدكم نيابة عنا " وأعطى الانجليز تفويض كتابي للضباط من جيش البادية " أي قبل شهر من سيطرة ثوار الجبهة القومية على المكلا " جاء في التفويض الآتي : يفوض القائد العسكري سالم عمر الجوهي قائد جيش البادية والقائد حسين مسلم المنهالي نائب أركان حرب الجيش بإدارة شئون البلاد بما يتمتعون به من وطنية ولمعرفتهم الكاملة لبلدهم . تفويض مالي لتشغيل الحساب الجاري بالبنك الشرقي خصوصاً ميزانية جيش البادية الحضرمي والتفويض لكلا من : سالم الجوهي قائد الجيش ، حسين المنهالي قيادة الأركان صالح بن بريك محاسب الجيش انتداب القادة الذين ذكروا في هذا التفويض السفر إلى عدن لإحضار المبالغ المالية لمواجهة التزامات جيش البادية الحضرمي . أوعزت بريطانيا إلى السلاطين السفر لمناقشة تقرير مصيرهم مع الهيئات والحكومات العربية والعالم في نفس الوقت حددت بأن يستلم جيش البادية الحضرمي البلد بتفويض من ممثلي بريطانيا . ثورة 14 أكتوبر مع خروج البريطانيين بثورة 14 أكتوبر ، لم يستلم جيش البادية البلد كما حصل الاتفاق وسيطرت الجبهة القومية على المكلا بعد شهر من خروج الإنجليز من السلطنات الثلاث وسفر السلاطين إلى الخارج وأعلن قادة جيش البادية مساندتهم للأوضاع الجديدة فالمعلوم أن هناك الكثير من ضباط وافراد جيش البادية المندسين كانوا أعضاء سريين بالجبهة القومية التي اخترقت كثير من مكونات الجيش في فترات سابقة وبعد الاستقلال سمي جيش البادية باللواء الـ 30 ثم جاءت السلطات الجديدة بعد 1968م وفككت ذلك الجيش بأساليب وطرق متعددة وألغت صفحة من صفحات التاريخ العسكري الحديث بحضرموت . منقول
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة العبد لله بو صالح ; 08-27-2014 الساعة 11:51 PM |
#2
|
||||
|
||||
المراحل الأولى لتأسيس القوات المسلحة في عدن والمحميات وصولاً إلى دمجها تحت مُسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي) 1839 – 1967
ترجمة خاصة لشبوة برس بلال غلام حسين عندما غادرت بريطانيا الجنوب العربي في العام 1967, سجل ذلك التاريخ نهاية حقبة تاريخية وكان ذلك بالنسبة للبريطانيين أكثر من فقدان بلد ذاهب إلى الإستقلال على غرار نموذج النظام المتبع في العسكرية. وخلال فترة الوجود البريطاني مرت القوات المسلحة في عدن والمحميات عبر مراحل عدة في بدايات تكوينها حتى وصلت إلى أن تكون جيش إتحاد الجنوب العربي بكافة تكويناته وفصائله منذ بداية تأسيسه حتى خروج البريطاني من عدن في 30 نوفمبر 1967م, وأضع بين يدي القارئ الكريم هذه النبذة الموجزة عن كيفية تكوين القوات المسلحة في عدن ومناطق المحميات منذ بدايات تأسيسه..... وحدة المشاة 45 (بندقية عدن): تشكلت وحدة المشاة 45 فيما كانت تُعرف (ببندقية عدن), في 1 يناير 1917م, من قبل الرائد (هارولد باريدج) والحاصل على وسام الأمبراطورية البريطانية والذي قدم إلى عدن في العام 1904م, ليعمل كبير المهندسين في أمانة ميناء عدن . وتشكلت هذه القوة من السكان المحليين الذين التحقوا فيها كمتطوعين, بالإضافة الى عدد قليل من الضباط البريطانيين, للدفاع عن عدن خلال الحرب العالمية الأولى, وأُلغيت هذه الوحدة في العام 1920م, ولاتوجد أي معلومات إضافية عن هذه القوة منذ ذلك التاريخ, والتي كانت اللبنة الأولى لتشكيل جيش عدن ومحمياتها. سرية فيلق عدن (1401- 1402): في العام 1940م, تشكلت سريتين من فيلق الرواد, في عدن وكان حجم القيلق عادةص يتكون من 100 – 500 رجل. وفي 2 نوغمبر 1940م, وصل مجموعة من الموظفين البريطانيين الى التواهي, لينضموا الى السرية (1401). وبحلول نهاية يناير 1941م, ووصل مجموع قوام الرجال الذين تم توظيفهم محلياً الى 574 رجل. ونظراً للإستجابة الجيدة لعملية التوظيف, قرر الرائد (جى.في.ال. كيل) تشكيل سرية أخرى من فيلق الرواد وسماه (سرية فيلق عدن "1402"), في 1 فبراير 1941م, بقيادة الكابتن (أس.أتش.جيه. هاريسن) من كتيبة رويال سيسكس. وتضم مبدئياً 100 رجل مع القوات الجوية الملكية البريطانية. وعُين (الرائد كيل) ليكون قائداً للمجموعة المسئولة على السرايا من (1401 – 1419). وأُستبدل (الرائد كيل) لاحقاً بالكابتن (ذي.إن. سينتون) قائد كتيبة وليش. وفي 21 مايو 1941م, حُلت السرية بعد عودتها في مهمة في أرض الصومال. فيلق سرية السلطان صالح الحضرمية (1422): في 27 مارس 1943م, صدرت الأوامر للكابتن (ذي.أن. سيتون) لتشكيل سرية جديدة في عدن. وأُختير لهذه السرية مجموعة من الضباط البريطانيين من رتب مختلفة من جيش محمية عدن (الليوي). كما إنضم لهذه المجموعة أثنين ضباط من العرب برتبة ملازم, وكانت القوة تتألف من ستة أقسام وفي كل قسم 25 رجل. وفي 17 يوليو 1943م, توجهت السرية بالسفينة الى ميناء المكلا في محمية عدن الشرقية, حيث وكلت لها مهمة تشييد الطرقات. وبعد إنجاز المهمة عادت الوحدة إلى عدن. وفي 3 ديسمبر 1943م, وبعد ثلاثة أيام من عودتهما من المكلا, غادرت السرية مرة أخرى الى جزيرة سقطرى, لتأخذ مكان السرية 2004, حيث وكلت لها مهمة تفريغ النفط وتشييد الطرقات. وأستمرت السرية في عملها حتى نهاية يناير 1944م. وتفيد الوثائق بأن السرية حُلت مباشرة بعد الانتهاء من مهمتها. جيش محمية عدن (الليوي): لتأمين المطارات في عدن, شُكلت قوة من مجموعة من الرجال في 1 إبريل 1928م, عُرفت بـ (جيش محمية عدن), وأُوكلت لها مهام إضافية لمساعدة الشرطة المدنية عند الضرورة. وتم تجنيد هذه القوة أساساً من رجال قبائل محمية عدن الغربية, وعُين الكولونيل (أم.سي. ليك) أول قائد لهذه الوحدة المكونة من أثنين من الضباط البريطانيين, وست فصائل من كتيبة المشاة من رجال القبائل العرب. كان الضباط العرب يتولون قيادة الفصائل, كما كانت الوحدة تضم في قوتها على 8 أحصنة, و 48 جمل. وفي العام 1929م, وبعد تجهيز الوحدة سُلمت مهمة قيادتها من الكولونيل (ليك) الى الليفتنانت كولونيل (جيه.سي. روبنسون) والذي بقي في قيادتها لمدة 10 سنوات. ومع مرور السنوات, تم تقسيم الفصائل وأوكلت إليها مهما أخرى فمثلاً, في العام 1938م, تم تحويل أحدى الفصائل الى قوات الهجانة الحاملة للرشاشات, لتقديم الغطاء من الهجمات الجوية. وفي العام 1946م, أرتفع عدد جيش محمية عدن الى 1800 رجل. وفي العام 1957م, حصلت تغيرات إدارية واسعة في جيش محمية عدن عندما تولى مكتب الحربية على مهام الجيش, حيث أُستبدل موظفو القوات الجوية الملكية البريطانية وحل محلها ضباط الجيش البريطاني, كما تشكلت كتيبة المشاة الرابعة, وأصبح لها العديد من الوحدات والعتاد وافتتحت العديد من مكاتب القيادة المركزية في كل من خورمكسر, الضالع, مكيراس, بيحان, زنجبار, لودر, وعتق. حرس الصحراء: كانت كتيبة حرس الصحراء هي الوحدة الداعمة لفيلق البادية الحضرمي, وتتألف من رجال القبائل المحليين الذين كانوا ضمن فيلق البادية الحضرمي. جيش البادية الحضرمي: في العام 1939م, قدم 3 من الضباط الأردنيين من قوة الفيلق العربي, لتدريب قوة قوامها 50 رجلاً من رجال القبائل والذين اختيروا لأجل لتشكيل جيش البادية الحضرمي والذي أُنشئ في العام 1940م, على غرار الفيلق العربي في الأردن, لاستخدامه في محمية عدن الشرقية وكان مقرها المركزي في البداية في المكلا, ولكن نظراً لسوء عملية الأتصالات تحول مقرها المركزي الى منطقة الديس بالقرب من المكلا. وبعد فترة وجيزة انضمت رجال من قوة الكثيري المسلحة, تحت قيادة الضابط الأردني (الريس بركات), ونائبه (خالد) وفي العام 1947م, أُستدعي القائدان الى الأردن, وأُستبدل بدلهما (عبد الهادي حامد) و (قايد نايف الفايز) والذي تولى مسئولية توسعة جيش البادية. وفي العام 1955 غادر القائد (قايد نايف الفايز) الى الأردن وخلفه القائد (خلف قفطان) ومن ثم القائد الأنجليزي (جوك سنيل). وفي العام 1960م, توسعت القوة لتشمل المهرة والتي كانت ضمن محمية عدن الشرقية, تحت قيادة الكولونيل (إيريك جونسن) بمساعدة الوكيل قائد (سليم عمر الجوحي). وكانت القوة تحت قيادة مستشار المقيم السياسي في حضرموت (هارولد إنجرامز) حتى العام 1956م. حرس الحكومة: تشكل الحرس الحكومي في العام 1938م, من قوة قوامها 100 رجل وفي بداية تكوينها أعطيت لها مهام حماية الخطوط الحدودية مع اليمن. وكانت القوة تحت قيادة الكابتن (آر.إيه.بي هاملتن) وكان مقر قيادتها في الشيخ عثمان, وبعد سنة من إنشائها تم التخطيط لزيادة قوتها ودعمها وتوزيعها في جميع انحاء محمية عدن الغربية. الحرس الإتحادي الوطني (1) و (2): بعد إنشاء إتحاد إمارات الجنوب العربي في العام 1959م, تمت إعادة تسمية حرس الحكومة والذي تشكل في العام 1938م, لإستخدامه لحماية خطوط الحدود مع اليمن, بالإضافة الى حماية إمدادات خطوط المياه والدوريات المتنقلة مابين الشيخ عثمان وخورمكسر. , وحرس القبائل تحت التسمية الجديدة وهي: (الحرس الاتحادي الوطني) وكان يتكون من قسمين 1 و 2, كان قسماً منه تحت سيطرة حكومة الاتحاد وأستمر يعمل في محمية عدن الغربية باعتبارها القوة المسلحة لهذه المحميات. وكان الحرس الاتحادي (1) تشكل من كل ولايات الاتحاد ويُسير مباشرة من القيادة المركزية للحرس الاتحادي الوطني في شامبيون لين. أما الحرس الإتحادي (2) كان خليط مكون من حرس القبائل السابق وحرس الحكومة, ويُسير عليه إدارياً من قبل القيادة المركزية للحرس الاتحادي الوطني. وفي صيف العام 1965م, تقرر أُعادة تنظيم الحرس الإتحادي (1) وتوسعته وتدريبه ودعمه بالعتاد المناسب وتشكلت منه 4 كتائب وضمه إلى جيش إتحاد الجنوب العربي في العام 1967م, أما القسم الأخر من الحرس الإتحادي (2) تقرر توسعته وضمه إلى قوة بوليس عدن القائمة, وتشكيل قوة بوليس الجنوب العربي منهما, الأمر الذي لم يتحقق بسبب الحرب الأهلية الداخلية. جيش الأتحاد النظامي: تأسس في 30 نوفمبر 1961م, وكان تحت قيادة القيادة العامة للشرق الأوسط, حتى 1 إبريل 1964م, وكان الجيش يتكون من 4500 ضابط وصف, بالإضافة 400 عسكري بريطاني. وبعدها سُلمت قيادته للحكومة الفدرالية. كان الجيش النظامي عند تشكيله كان يتألف من: أربع كتائب مشاة, كتيبة للتدريب, سرب من السيارات المصفحة, سرب الإشارة, سرية نقل, فصيلة تموين, وورشة. وفي العام 1964م, أضيفت الى الجيش النظامي كتيبة خامسة. وفي 1 يونيو 1967م, تم دمج الجيش النظامي الإتحادي و الحرس الوطني الأتحادي و فيلق البادية الحضرمي تحت مسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي). ليوي العماد: تشكل ليوي العماد في ديسمبر 1915م, قوامها 100 رجل لحماية القرية التي تبعد على بعد بضعة أميال على طول الساحل الشرقي لعدن. قوات لحج: تشكلت قوات لحج المدربة بعد الحرب العالمية الأولى, بقيادة السلطان صالح بن مهدي. وكانت القوة تتكون من عدة فصائل وسرايا وكتائب كانت موزعة في عدة مناطق منها: راس العارة, خور عميره, طور الباحة, كرش. الحرس القبلي المهري: أُنشئ الحرس القبلي المهري في العام 1965م, قليلة هي المعلومات المتوفرة عن هذا الحرس. جيش المكلا النظامي: أُنشئ جيش المكلا النظامي في أواخر الثلاثينات, بقيادة السلطان القعيطي سلطان المكلا والشحر. وكان هذا الجيش يتكون من العديد من الوحدات والفصائل المنظمة ولا يسمح الحيز المتوفر لذكرها ..... وبعد هذا السرد الموجز عن المراحل الأولى لتأسيس القوات المسلحة لعدن ومحمياتها والتي تم دمجها في جيش نظامي واحد تحت مسمى (جيش إتحاد الجنوب العربي) عند إنشاء إتحاد الجنوب العربي في العام 1959م, نأتي الى ختام هذا الموضوع الشيق الذي عرفنا من خلاله الجيل الجديد من أبناء الجنوب عن تاريخ أحد أعرق الجيوش عرفتها المنطقة العربية, كما اعتذر لكل المتابعين والمهتمين ممن كان له باع عريق وساهم في تأسيس هذا الجيش عن عدم دخولي في تفاصيل كثيرة عن كل الوحدات والقوات التي ذكرتها لعدم كفاية الحيز المسموح به في الصحيفة على الرغم من توفر المعلومات الكاملة لدينا إلا إننا سوف أقوم بترجمتها في كتاب خاص قريباً بإذن الله ..... ترجمة خاصة للأمناء نت
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
من ينقذ أول مقر لجيش البادية الحضرمي”حصن لايون” من الأنهيار (صور) 29 أغسطس, 2014 الوادي برس/ سعود الشنيني حصن لايون الشهير الذي يتوسط مدينة غيل بن يمين تم تشييده في أولى أربعينيات القرن الماضي كأول مقر للجيش البدوي الحضرمي عند تأسيسه من قبل المستشار البريطاني إنجرامس في عام 1939م، وتم بناؤه من مادة الطين وهو في حقيقة الأمر بمثابة قلعة أن صحت التسمية ولكنه اشتهر بحصن لايون ، وحسبما يعتقد البعض أن الاسم أُخذ من الكلمة الإنجليزية (ليجن Legion ) التي تعني باللغة الإنجليزية (فيلق) نسبة لأسم جيش البادية الحضرمي باللغة الإنجليزية Hadhramout Bedouin Legionوأختصاره (H.B.L ) وقد تداولها أهالي المنطقة وما جاورها (لايون ) ربما لتحويلهم لحرف الجيم إلى ياء , وقد عرفه عامة أهل حضرموت فيما بعد بنفس التسمية (حصن لايون) و يقول البعض أن الاسم جاء من معنى أسد باللغة الإنجليزية Lion ويقول آخرون أن اسم لايون هو أسم المهندس البريطاني الذي صممه وكل هذه التسميات جائزة ولا يوجد تأكيد لأياً منها مع الاعتقاد أن اسم ( ليجن ) هو الأقرب للحقيقة . ولكن ما يعنينا في كل هذا وهو الأهم أن قلعة أو حصن لايون التاريخي يئن ويطلق صرخة قوية لأبناء حضرموت لإنقاذه من الانهيار بسبب ما وصلت إليه حالته من التهالك نتيجة الإهمال الشديد بعد 74 عاما منذ تم تشييده فقد تساقط الغلاف الخارجي الذي يغطي عظم جدرانه من الداخل والخارج وبدت حجراته بدون أبواب ونوافذ وأخذت الهشاشة والشقوق من سقوفه مآخذ واضحة بحيث لا يمكنك الوقوف فوق أسطحه لخطورتها وظهور التشققات عليها وعلى أسواره، وبالنسبة لبوابته الرئيسية الكبيرة فقد أختفى أحد شقيها وبقي الآخر مغلقاً دون الباب الصغير المخصص لداخليه ، وانتصبت أمامه بعض الأشجار المعمرة الكبيرة التي لا فائدة منها سوى الضرر الذي ألحقته به من حيث المظهر الجمالي للحصن والتشققات التي تحدثها عروق هذه الأشجار في جدرانه القريبة منها وأحدى هذه الأشجار قد انتصبت بداخله قرب بئر الماء التي تتوسط فناء الحصن وهذه البئر التي تمد القوة المتمركزة فيه بالماء العذب هي أيضاً بحاجة لبعض الترميمات البسيطة ، وهناك بعض الأشجار ليس مكانها الصحيح أن تكون قريبة وملتصقة بجدران سور الحصن من الخارج كما تظهر في الصورة . أن كل هذا التهالك الذي أصاب الحصن قد أوضحته الصور الملتقطة التي تنذرنا بالخطر بقرب انهياره إذا لم نتحرك وتتحرك الجهات المختصة بسرعة ترميمه وإنقاذه من الانهيار والحفاظ عليه كمعلم تاريخي يحكي لنا بعد عافيته قصة تأسيس جيشنا العظيم الذي يعتصر داخلقلوبنا الألم ويمزق أفئدتنا الحزن والأسى عليه ،وليبقى هذا الحصن أحد الشواهد التي تحتفظ لنا بذكريات تلك الحقبة التاريخية العظيمة في حضرموت وذكرى للقادة العسكريين من جيش البادية وجنود سراياه المؤسسين ومن الذين تعاقبوا بعدهم التمركز فيه . وهذه صرخة أرفعها عالياُ عبر هذه الصفحة المعمدة بالصور المؤثرة للحالة التي وصل إليها حصن لايون التاريخي من التهالك المخيف وأُناشد الجهات المختصة وكل المهتمين بسرعة ترميم أحد الصروح الحضرمية التاريخية الهامة من الاندثار. اللهم أنني أبلغت اللهم فاشهد
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
صفحات من التاريخ العسكري الحضرمي من ذاكرة حضرموت قبل 73عاماً تفويض بريطاني لضباط حضارم بإدارة البلاد 11/28/2012 المكلا اليوم / خاص جيش حضرموت قوامه (1497) ضابط وجندي قوة حراسة شركة (بان أمريكان )النفطية (1003) ضابط وفرد وجميعهم من أبناء صحراء حضرموت على غرار تجربة الانجليز بإنشاء (فيلق الجيش العربي الأردني) تأسس جيش البادية الحضرمي ببدايات متواضعة بنواه (70) شخص منذ 1939م حتى 1941م ليصل العدد الى (150) يتجاوز عدد ضباطه وأفراده (370) وأكثر من مائه أحتياط وأبتعث ضباط أردنيين لتدريبه وعملوا كخبرا حتى منتصف الخمسينات ومنهم بركات بن طلال, نايف الفايز, عبدالهادي الحمادي . عام 1943م أنشاء أيضاً جيش البادية الحضرمي مدرسة لأبناء البادية والريف بالمكلا والمعروف أن الجيش يمتدد ويتموضع على طول وعرض سلطنة الكثيري والقعيطي والمهرة والواحدي لفترة بسيطة من الزمن وعموماً فأن جيش االبادية الحضرمي معني عسكرياً بحدود (المحميات الشرقية ) ويتبع مباشرة بريطانيا ولايأتمر إلا بسلطات الأنجليز من خلال المعتمد أو حاكم عدن والمستشار السياسي ومساعده الحزبي بالمكلا وليس بسلطات القعيطي أو الكثيري وخططه العسكرية وتدخلاته وفق سياسة الأمبراطورية البريطانية ومن مهماته حماية حدود المحميات الشرقية خصوصاً صحراء حضرموت والمهرة وإنشاء مراكز متقدمة فيها وكذا التدخل خلال الأضطرابات الكبيرة في مناطق المحميات وفض النزاعات المسلحة عند وقوعها بين السلطنات والوقوف الى جانب قوات السلطنة وتعزيزها عند عجزها لمواجهة بعض وتزود باحدث الأسلحة بما فيها المصفحات واعتبر من أفضل الجيوش تدريباً وتسليحاً وأنشأت بريطانيا في 1954م مدرسة إدارية وحربية تخصه ولم تقتصر على المحميات الشرقية بل أجازت الالتحاق بفروع المدرسة الحربية بالمكلا للمنتميين للقوات المسلحة النظامية والأمن التابعة للكثيري والقعيطي وولايات الاتحاد الفيدرالي المحميات الغربية وعدن . وأعتبر قاده عسكريين عرب وأجانب (جيش البادية الحضرمي وجيش الليوي أو حرس الأتحاد أفضل القوات تقدماً على جيوش اليمن والخليج العربي وأنهما أفضل من جيوش دول الكومنولث) وقال المستشارين الذين تعاقبوا للعمل في حضرموت بأن القوات تخضع للسلطان القعيطي معظمها استقدمت من يافع الجبل وأن جيش البادية هم أبناء المناطق إلا أنه وبعد فترة وأن كانت متأخرة أسندت قيادة القوات المسلحة الحضرمية القعيطية للجرنال الحضرمي صالح بن سميدع أما جيش البادية فمنذ انشأه وحتى 67م يعد من الفرق العسكرية التابعة للجيوش الملكية البريطانية . أوائل الستينات تم تكوين قوة في حضرموت لحراسة شركة بان امريكان سميت بقوة " اسكورت فورس " أفرادها من أبناء حضرموت بعدد 468 خلال 62-63م ليرتفع العدد إلى " 1003 " ضابط وفرد تدفع لهم الشركة الأمريكية الرواتب إلا أن هذه القوة النفطية يشرف ويرسم خططها قادة من جيش البادية الحضرمي وخلال 1964-1965 أنفقت شركة بان أمريكان على قوة الحراسة 230.892 دينار جنوبي عربي . أما جيش البادية بلغت قوته 706 ضابط وفرد في عام 1956م وحتى قبيل الاستقلال ووفقا لتقرير بريطاني فأن قوام جيش البادية بلغ في 1966م "1497 " ضابط وصف وجندي وبلغت ميزانيته في نفس العام "504.302 " ألف دينار جنوب عربي . من ضباط جيش البادية الحضرمي في مختلف افرع الأسلحة على سبيل المثال لا الحصر منهم : سالم عبود بابيتر ، حسين مسلم المنهالي ، سالم عمر الجوهي ، محمد سعيد باريدي ، عبدالله أحمد باقروان ، علي محمد باهبري ، صالح ابوبكر بن حسينون ، سالم محمد بامرضاح ، سليمان الشماسي ، أحمد محمد بارشيد ، عمر محمد العكبري ، محمد سالمين المنهالي ، عبود علوي حسن سعيد ، معوض باقروان ، عمر عبدالله الجابري ، محمد عقيل المنهالي ، علي عبيد القرزي ، أحمد نوّح بارشيد ، سعيد عمر الغرابي ، جرهوم محمد المعاري ، عبدالله أحمد باضلاع ، عون الصيعري ، حسن مبروك الصيعري ، أحمد سالمين باسلوم ، عبدالله علي العوبثاني ، محمد العبد التميمي ، سعد الشنيني ، عبدالله عمر بن قطبان ، سالمين بن حويل ، عمر الطلي المحمدي ، سعيد الجمحي ، علوي عمر مول الدويلة ، محمد برغش باقروان ، أحمد سعيد باوزير ، يوسف محمد الكثيري ، عيضه محمد المنهالي ، سعيد باصريح ، محمد عوض بارشيد ، كرامه الدعوم القرزي ، سعد بن حمتوت ، أحمد باراس ، حسن بادبيس ، عوض مقطوف ، سعيد بن عايض الصيعري ، أحمد سليمان باقروان ، حسن بن حسينون ، علي المحمدي ، محمد عوض التميمي ، محفوظ المهري ، عمر أحمد النوحي ، حسن باسالم ، أحمد رخميت ، برك السماحي ، عمر علي بادبيان ، جابر عبدالعزيز ، محمد بن قطبان ، سعيد سالم الحيقي ، محمد عمر بن مالك ، مبروك مرعي الصيعري ، خميس عمر الجعيدي ، زين سالمين بن شملان ، عبدالرحمن بن مالك ، حسين السومحي ، كرامه الجابري ، أحمد سعيد الديني ، بركات العوضي المهري ، أحمد سعيد باضروس ، سليم النوه المنهالي . وهذه ليست كامل أسماء الضباط أو الصف الانجليز يلتقون بالجيش الحضرمي قبل مغادرتهم : من المعروف أن الانجليز التزموا بقرارات الأمم المتحدة بإعطاء المحميات الشرقية والغربية حق إدارة ذاتها واختيار النظام الذي تراه إلا أنه على الواقع فأن بريطانيا خططت لسياسة قبل خروجها منذ فترة خصوصاً في سلطنات القعيطي والكثيري والمهري منذ أكثر من عام وأخرى قبل أربعة أشهر من إعلان الاستقلال أهمها زيارات الحاكم البريطاني لعدن في يوليو ثم أغسطس 1967م حيث قام السير همفري تيرلفيان بنصح السلطان القعيطي والكثيري والمهري بضرورة الانضمام لإتحاد الجنوب العربي إلا أن السلاطين كانت لديهم فكرة بتأسيس إتحاد خاص بالمنطقة الشرقية وهو ما طرحوه على الحاكم البريطاني الذي رد عليهم بعدم جدوى إقامة دولة حضرموت مبرر ذلك بأن الطرح جاء متأخر جداً فبريطانيا أخبرتهم من سابق وقبل أكثر من عام من هذا اللقاء بخروجها ولم يفكروا بوضع صيغة للنظام حينها وأن الوقت غير ملائم لدراسة هذا المقترح بعد اللقاء غادر السلاطين الثلاثة " أغسطس 1967م " إلى مقر الأمم المتحدة بجنيف وقبل المغادرة شكل القعيطي مجلس لإدارة السلطنة أثناء غيابه ، السلاطين واثقين بأن بريطانيا باقية لتحميهم إلا أنهم فوجئوا وهم في جنيف ببرقية من الحاكم البريطاني في عدن تخبرهم بخروجهم أي الانجليز من حضرموت وبعد أن غادر السلاطين استدعاء الانجليز " أغسطس 1967م مستشاريهم وموظفيهم المدنيين من المكلا وسيئون والمهرة وأغلقت مكاتبهم والمستشارات وذلك بتجميعهم في مطار الريان الذي سفروا منه إلى عدن وفي نفس الوقت استدعاء المستشار السياسي " جيم ألس " ونائبه " كراوش " قيادة جيش البادية الحضرمي واجتمعوا في لقاء سري بقاعدة الريان الجوية المكلا وأخبر الانجليز قادة الجيش الحضرمي بانسحابهم الكامل والنهائي من حضرموت " أغسطس 1967م " وإلغاء كافة المعاهدات والاستشارات الموقعة بين بريطانيا والسلاطين وأضاف المستشار السياسي بالقول للقادة الحضارم الذين حضروا " نفوضكم تفويضا كاملا بإدارة شئون بلدكم نيابة عنا " وأعطى الانجليز تفويض كتابي للضباط من جيش البادية " أي قبل شهر من سيطرة ثوار الجبهة القومية على المكلا " جاء في التفويض الآتي : 1- يفوض القائد العسكري سالم عمر الجوهي قائد جيش البادية والقائد حسين مسلم المنهالي نائب أركان حرب الجيش بإدارة شئون البلاد بما يتمتعون به من وطنية ولمعرفتهم الكاملة لبلدهم . 2- تفويض مالي لتشغيل الحساب الجاري بالبنك الشرقي خصوصاً ميزانية جيش البادية الحضرمي والتفويض لكلا من : سالم الجوهي قائد الجيش ، حسين المنهالي قيادة الأركان صالح بن بريك محاسب الجيش 3- انتداب القادة الذين ذكروا في هذا التفويض السفر إلى عدن لإحضار المبالغ المالية لمواجهة التزامات جيش البادية الحضرمي . أوعزت بريطانيا إلى السلاطين السفر لمناقشة تقرير مصيرهم مع الهيئات والحكومات العربية والعالم في نفس الوقت حددت بأن يستلم جيش البادية الحضرمي البلد بتفويض من ممثلي بريطانيا ومع ذلك لم يحصل هذا أو ذاك إذ سيطرت الجبهة القومية على المكلا بعد شهر من خروج الإنجليز من السلطنات الثلاث وسفر السلاطين إلى الخارج وأعلن قادة جيش البادية مساندتهم للأوضاع الجديدة فالمعلوم أن الكثير من ضباط وأفراد الجيش الحضرمي البدوي أعضاء سريين بالجبهة القومية التي اخترقت كثير من مكونات الجيش في فترات سابقة بعد الاستقلال سمي جيش البادية باللواء الـ 30 ثم جاءت السلطات الجديدة بعد 1968م وفككت ذلك الجيش بأساليب وطرق متعددة وألغت صفحة من صفحات التاريخ العسكري الحديث بحضرموت
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
الجيش البدوي الحضرمي - h.b.l 4 سبتمبر من المسئول عن تدمير جيش البادية الحضرمي 2-2 5/7/2012 المكلا اليوم / كتب: محمد بن سميدع في أواخر عام 1967م عند ما قررت بريطانيا سحب موظفيها ومستشاريها من حضرموت، أصبح جيش البادية تحت سيطرة قيادته الوطنية بقيادة القائد سالم عمر الجوهي ووكيل قائد حسين مسلم المنهالي وبقية إخوانهم الضباط من أبناء حضرموت. وكانت تدير البلاد لجنة الطوارئ المكونة من السكرتير الحربي اللواء صالح يسلم بن سميدع، وقادة القوات المسلحة القعيطية، وبروح الوطنية الحقة والحفاظ على الوطن تم التقاء قيادات القوات المسلحة القعيطية، وقيادة جيش البادية في منزل اللواء بن سميدع - كونه أعلى رتبه عسكرية -، وتم الاتفاق على تجنب البلاد أي منزلق خطر، والحفاظ على أمن واستقرار حضرموت، وذلك على أثر مطالبات الجبهة القومية تسليم السلطة لها، ولولا حكمة هولاء القادة لأصبحت البلاد في كف عفريت، ووقعت وثيقة بين القادة تؤكد على الالتزام بما يتم في اجتماع القاهرة بين فرقاء العمل السياسي، لكن بعد استلام الجبهة القومية السلطة تم استبعاد هؤلاء القادة واحد تلو الآخر في دلالة واضحة على الروح الانتقامية لدى الحكام الجدد، وحتى يخلو لهم الجو من الحكماء والعقال وذوي الرأي السديد لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية التي ظهرت بعد ذلك، حيث تم استبعاد اللواء بن سميدع، وأعتقاله، والذي كان يشكل العقبة الرئيسية أمام مخططاتهم، ومن ثم بداء مسلسل الإقصاء والتخلص من القادة الوطنيين - أصحاب الخبرات العالية - فتم استبعاد القائد الجوهي، ووكيل قائد المنهالي، وقادة القوات المسلحة القعيطية، والضباط والصف، ومن جيش البادية تم استبعاد الوكيل قائد محمد بن مزروع واعتقاله، وكذلك تم استبعاد الملازم صالح سالم بن بريك، والملازم حسن مبروك الصيعري، ووكيل أول مسلم جمعان الثعيني وغيرهم، وكانوا في قمة نشاطهم وشبابهم، وزج بالبعض منهم في السجون، وأبقي على الصف الثالث في قيادة الجيش حتى يحين دورهم. كان القادة العسكريين في مختلف الوحدات العسكرية بحضرموت يعملون يداً واحده وقلبًا واحدًا، ويعملون بروح الفريق الواحد، لكن بعد استلام السلطة من قبل الجبهة القومية بدأت فصول المؤامرة تظهر، لتصفية القوات المسلحة، وتم نشر السموم بين الأفراد مما حدا بالقائد الجوهي للإلتقاء باللواء بن سميدع في آواخر سبتمبر 67م، وأخبره أن هناك نوايا سيئة لإقالته، واستبعاد بعض القادة بمن فيهم بن سميدع، بل قد يصل بهم الحد إلى السجن، فأخبره القائد بن سميدع بأنه شخصياً زاهد في السلطة الجديدة، ويريد التقاعد فقد بلغ من السن عتيًا، وقد طلب شخصياً من السلطة الجديدة إعفاءه، وأخبره أن عليهم الحذر والتضامن، وأن يكونوا يداً واحده في وجه كل من يستهدف القوات المسلحة، وأنه سيكون لهم عون وسند، وبعد ذلك اللقاء بإسبوع تم إعفاء بن سميدع من مناصبه، وفرض الإقامة الجبرية عليه من منزله الذي يقع بجوار منزل القائد الجوهي. وبعد ذلك تم تاسيس اللواء "الثلاثين"، والذي قام على أنقاض الجيش البدوي بعد إلغاؤه، وتولى قيادته المقدم عبدالله أحمد باقروان، الرائد سالم الشماسي أركان حرب، وبعد ذلك تم إبعاد القائد باقروان وتصفيته بصورة بشعة وخلفه العقيد علي محمد باهبري الذي تم بعد ذلك أيضًا تسريحه وتهميشه مما أدى أن ينتهي به الحال أن ينتهي كعامل في سيارة أجرة، ومن ثم جاء الدور على القائد سالم محمد با مرضاح الذي كان يشغل منصب قائد سلاح المصفحات حيث سرح وعاد إلى باديته، وما تبقى من الجيش البدوي تم تصفيتهم. كل هؤلاء الرجال الذين اكتسبوا المعارف والخبرات أصبحوا خارج أعمالهم وخسرهم الوطن والقوات المسلحة، وهم في ريعان شبابهم ولديهم الرغبة لتقديم المزيد لكن ماذا نقول ؟. فقد أصبح أصاحب الكفاءة والنزاهة والخبرة خارج أعمالهم، بينما تربع علينا أناس دخلاء وجهله بل إن أغلبهم كانوا من خارج حضرموت، فهل يعقل ياترى أن يتم تفتيش منزل اللواء بن سميدع من قبل صالح عواس الذي لاندري من أين أتى، وكان على رأس قوة عسكرية ويتم تفتيش منزل القائد المنهالي من قبل راوح عبدالرب الصلوي أحد طباخي المستشارية، وأصبح ضابط في الشرطة، وكان هؤلاء يعدون من أهم المتنفذين إضافة إلى غيرهم القادمين من المناطق الجنوبية من غير حضرموت، وأبناء حضرموت يتساقطون واحداً تلو الآخر، فتلك وربي قمة المهزلة، وهي من أوصلتنا إلى ما نحن فيه. وقد نسينا أن نذكر أن مدرسة أبناء البادية التي تأسست في ثلاثينات القرن الماضي بالمكلا قيادة القائد صالح يسلم بن سميدع، والتي كانت الرافد الأساسي والمعين الذي لا ينضب لجيش البادية، من خلال رفده بالرجال المتعلمين الذين يتم إلحاقهم بالجيش بعد دراستهم بالمدرسة، وتعليمهم الضبط والربط العسكري، وأعتقد أن العديد من ضباط جيش البادية قد مروا بهذه المدرسة ويذكرون ذلك جيداً، وأصبحت مدرسة أبناء البادية والجيش البدوي شريكان هامان في صنع الرجال، أيضاً نذكر هنا المدرسة الحربية بالمكلا بقيادة الرئيس عمر سعيد باشامي، والتي كان لها دور كبير في صقل المواهب العسكرية، ويخرجهم بمؤهلات عالية وكان لجيش البادية نصيب كبير منهم، ولقد كان الجيش البدوي الحضرمي جيش من الطراز الحديث في تلك الفترة ويمتلك أسلحة جيدة، وقادة مؤهلين ورجاله من مختلف المناطق بحضرموت وأطراف سلطنة الواحدي، والذين كانوا يشكلون وحده متجانسة لهذا تم استهدافه مبكراً وتمزيقه وتفريق جنوده بين الألوية ضمن مخطط شيطاني خبيث، وهنا أترك المجال لغيري للبحث في حيثيات هذا الموضوع، فمن المسئول عن ذلك يا ترى ؟ وهل كان الهدف جيش البادية أم حضرموت ؟. من المسئول عن تدمير جيش البادية الحضرمي
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
مذكرات تاريخية وموسوعة معلومات حضرمية
بقلم / محمد سالم قطن الكتاب الذي أخرجته مطابع وحدين الحديثة مطلع هذا العام 2010م، تحت عنوان " محطات تاريخية من واقع الذاكرة " للمؤلف ناصرمحمد سالمين المنهالي . يُعتبر بمقاييس كثيرة إضافة نوعية متميزة للمكتبة التاريخية الحضرمية واليمنية خاصةً، ولتأريخ شبه الجزيرة العربية على وجه العموم. قد ضمّ الكتاب إلى جانب السيرة الشخصية التي سردها الكاتب عن قصة حياة القائد العسكري والإداري الراحل حسين مسلم المنهالي رحمه الله، كمّاً هائلاً من المعلومات التاريخية والجغرافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، تتناول في تغطية شبه شاملة مرحلة هامة من مراحل تاريخنا الحديث والمعاصر. وهي المرحلة التي أفرزت تداعيات الأحداث فيها مناخاً ( جيوسياسياً ) أتاح للأوضاع السياسية والاقتصادية لحضرموت بأنْ تتشكل بالشكل الذي صارت إليه الآن. فقد سردَ الأستاذ المنهالي في ذكرياته هذه تأريخاً محققاً موثقاً . ولم يكتفِ بذلك الذي شاهده وعاصره من أحداث ووقائع ، بل أثراه بالعديد من المعلومات الجغرافية والاجتماعية عن المناطق والمواقع التي كانت مسرحاً لهذه الوقائع وتلك الأحداث. الأمر الذي يرفع من شأنْ هذه الدراسة ( المذكرات) ليضيف إليها بُعداً ( جيوسياسياً ) تزداد به أهميةً وتألقاً . القائد حسين مسلم المنهالي من شعب البادية إلى كلية ساند هيرست : خصص الكاتب الفصل الأول من كتابه لاستعراض سيرة حياة القائد العسكري والإداري المرحوم حسين مسلم المنهالي في قرابة العشرين صفحة . والقائد المنهالي شخصية قيادية حضرمية مشهورة . نشأ نشأةً عصامية ، فتىً يتيماً من بادية حضرموت ، أستقرَ مع من تبقى من أفراد أسرته بشعب البادية ـ أحد ضواحي مدينة المكلا ـ كغيرها من الأُُسر البدوية التي عانت من كارثة المجاعة الشهيرة التي أصابت حضرموت في سنوات الحرب العالمية الثانية. وتهيئ الأقدار الفرصة لهذا الفتى في أنْ يلتحق بمدرسة أبناء البادية ومنها الى وسطى الغيل الشهيرة ، لينضم بعد ذلك ( في عام 1950م) الى جيش البادية الحضرمي. وخلال رحلة عمله في هذه المؤسسة العسكرية تدرج حسين المنهالي ارتقاءً مرتبة بعد أخرى. وأظهر كفاءةً إدارية مكّنته من أن يحصل على دورات متقدمة من بينها دورة بكلية ساند هيرست العسكرية البريطانية الشهيرة. شغل بعدها منصب أركان جيش البادية الحضرمي طوال الفترة الممتدة من مطلع الستينات وحتى أوائل عام 1968م ، وهو العام الذي حُلَّ فيه هذا الجيش ليتحول ـ أي جيش البادية الحضرمي ـ الى مجرد لواء ضمن جيش جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية الوليدة ، تحت اسم اللواء الثلاثين. وخلال فترة عمله تلك، ساهم الراحل المنهالي في كثير من النشاطات الاجتماعية والرياضية ، أكسبته رصيداً اجتماعياً وسمعة حسنة في أوساط المجتمع حضراً وبادية. وعند رحيل السلطة الاستعمارية البريطانية ، قام الراحل المنهالي بدور مذكور وحاسم في عملية انتقال السلطة وتنازل السلاطين وتثبيت الحكم الوطني لدولة الاستقلال ، من خلال موقعه في قيادة أركان جيش البادية ، وأيضاً كمستشار عسكري لوفد " الجبهة القومية" في مفاوضات الاستقلال بجنيف. تأريخ جيش البادية الحضرمي : قدّم المؤلف كذلك عرضاً تاريخياً موثقاً لجيش البادية الحضرمي (H.B.L ) ، وهو ذلك الجيش الذي أنشأته السلطة الاستعمارية البريطانية بمحمية عدن الشرقية التي كانت تضم حضرموت القعيطية وحضرموت الكثيرية وسلطنة ومشيخة الواحدي وسلطنة بن عفرار في المهرة وسقطرى. وقد لعب ذلك الجيش الذي كان قوامه أبناء البدو الرّحل من مختلف قبائل المحمية ( حضرموت أساساً) دوراً كبيراً في التاريخ العسكري والاجتماعي للمنطقة. ولما كانت السلطة الاستعمارية البريطانية قد اختارت المنطقة المعروفة ب ( ليجون) في هضبة غيل بن يمين بوسط حضرموت كأول موقع تأسيسي لهذا الجيش. نرى المؤلف وهو يستعرض تأريخ هذا الجيش في صفحة 39 من الكتاب ، يشير الى أنّ كلمة ليجون انجليزية مشتقة من كلمة ( Lion ) ومعناها أسد. وكأنه بذلك يرمي الى أنّ اختيار هذا الاسم جاء كصورة من صور الكناية البلاغية عن قوة الأسد وشجاعته المعروفة . لكن الحقيقة ـ كما أطلعت ـ ليس لها علاقة بالأسد ، خاصةً وأنّ كلمة ( ليجون) هي كلمة رومانية الأصل، كانت تطلق على الوحدة الرئيسية في الجيش الروماني ثم استخدمت في اللغة الانجليزية بعد ذلك لتعني الفيلق. ويشير المؤلف الى أنّ تأسيس جيش البادية الحضرمي ومدرسة أبناء البادية بديس المكلا ومدرسة بنات البادية في المنورة بالمكلا أيضاً. وغيرها من المرافق التعليمية والاجتماعية ، كانت من الانجازات التي حققها المستشار البريطاني الشهير هارولد انجرامز منتصف ثلاثينات القرن العشرين المنصرم. كذلك قدّمً المؤلف كمية طيبة من المعلومات الجغرافية والعسكرية عن مختلف مناطق ما كان يسمى بالمحمية الشرقية ، والمواقع العسكرية والمطارات فيها والآبار الشهيرة في أطراف صحاريها. عادات وتقاليد البادية وتأريخ صحراء ثمود : من أمتع الصفحات التي تضمنتها هذه المذكرات ، هي تلك الصفحات التي استعرض فيها المؤلف عادات وتقاليد البادية الحضرمية وأساليب معيشة البادية في تلك البيئة الطبيعية الصعبة وقضايا الرعي والثأر وعادات الزواج وغيرها. كما تضمن هذا الفصل من الكتاب عرضاً لأهم ملامح تاريخ صحراء ثمود ، وأهم الغزوات والمعارك التي شهدتها تلك المنطقة في النصف الأول من القرن العشرين. كذلك أشار في نوع من الرومانسية الى الإسهام الطيب الذي لعبه ( جواز بن عفرار) في تسهيل هجرة الحضارم لطلب العيش الكريم في بلدان الكويت والخليج العربي في خمسينات ذلك القرن. وباختصارٍ شديد، فأنّ " كشكول" المعلومات التي احتوتها المذكرات التي نحن بصددها ، تشكل في مجموعها بانوراما موسوعية ، لا غنى عنها لكل دارس وباحث في تاريخ المنطقة. يا حضرموت أفرحي : ولأنّ المؤلف المنهالي لم ينسْ شاردة أو واردة في ثنايا هذه المذكرات الشخصية . نراه يقدم لنا سرداً وافياً لقصة التنقيبات الشهيرة عن البترول في صحراء ثمود ، التي قامت بها شركة (BCL ) البريطانية في الخمسينات ثم شركة ( بان اميركان) الأمريكية مطلع الستينات. وماولّدته تلك المسوحات والتنقيبات من آمال لدى الناس في حضرموت في تلك الفترة. وهي تلك الآمال التي خلدتها أغنية الفنان الراحل محمد جمعة خان الشهيرة :ـ ( ياحضرموت أفرحي ... بترولنا بايجي .... الفقر ولّى وراح ) ملاحظة وإشارتان : * ذكر المؤلف في صفحتي 20&21 أنّ التفويضات المالية التي منحها المستشار البريطاني ومساعده العسكري كولونيل جونستون عند مغادرتهما المكلا في سبتمبر عام 1967م إلى القائدين العسكريين الجوهي و المنهالي لتشغيل حساب الموازنة المالية لجيش البادية الحضرمي لدى البنك الأهلي بالمكلا. والصحيح أنه لم يكن بالمكلا في ذلك الوقت بنكاً يسمى بالبنك الأهلي اليمني وإنما كان هناك البنك الشرقي المحدود . * ذكر المؤلف في صفحة 19 العبارة التالية :ـ( وأثناء الترتيبات السريعة من قبل قيادة جيش البادية جاء إلى معسكر قيادة الجيش بالمكلا سالم الكندي مرافقاً معه صلاح مرسال المرتدي البدلة العسكرية بدون رتبة متلثماً بعمامته والذي كان عمله في السابق طباخاً لدى أحد الانجليز. * كما ذكر المؤلف في صفحتي 25 & 26 العبارة الأخرى التالية :ـ ( تمّ إصدار أمر تقاعد القائد حسين مسلم المنهالي من خدمة الجيش مع الإقامة الجبرية والحراسة العسكرية على منزله علماً بأنه في اليوم الأول لأمر تقاعده تمّ تفتيش منزله الشخصي من قبل ضابط حديث التعيين كان عمله سابقاً طباخاً لدى أحد الانجليز بالمكلا واسمه "راوح" من تعز) . وفي تقديري ، فأنّ هاتين العبارتين المقتبستين من الكتاب المشار اليهما سلفاً تحملان إشارتين واضحتين لإرهاصات ماجرى من أحداث وتغيرات في حضرموت وعموم الجمهورية الوليدة في السنوات التي تلت.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
جيش البادية الحضرمي, البداية والنهاية
حسن بن حسينون Hsan-Ben-Hsaynoon قبل إبرام معاهدة الاستشارة في العام 1937م كلف السياسي البريطاني المخضرم هارولد انجرامس من قبل المندوب السامي في عدن بالذهاب إلى حضرموت ورفع تقرير عن الأوضاع الاجتماعية خاصة وإن حضرموت ترتبط مع البريطانيين بمعاهدة الحماية. وعند وصوله إلى مدينة المكلا برفقة زوجته ولقاءه بالسلطان القعيطي ومن ثم التوجه إلى حضرموت الداخل. في هذه الأثناء شكلت لجنة سميت THE PEACE GROUP مكونة من من عشرة أفراد يترأسها الأمير علي بن صلاح القعيطي ونائباً له الرجل الثري أبوبكر بن شيخ الكاف على أن تقوم هذه اللجنة برحلات على ظهور الحمير والحمال إلى جميع مناطق القبائل واللقاء بمقاومتها والاطلاع على كافة الأوضاع خاصة وإن حضرموت كانت في ذلك الوقت منتصف ثلاثينات القرن العشرين 1934 – 1935م تعيش في أوجا الصراعات والثأرات القبلية على طول وعرض مناطقها. كان الهدف من وراء تلك الزيارة الإطلاع عن قرب حول أوضاع حضرموت وكيفية حل الخلافات والصراعات القبلية وتثبيت الأمن والاستقرار في المستقبل خاصة وإن من أهداف هذه الزيارة هو الإعداد والتمهيد لإبرام معاهدة الاستشارة. وفعلاً بعد الانتهاء منها قدم انجرامس تقريره إلى المندوب السامي في عدن وعلى ضؤ ذلك أبرمت المعاهدة وعين هارولد انجرامس أول مستشار بريطاني لسلاطين حضرموت القعيطي والكثيري والمهرة عند ذلك بداء في الاعداد والتحضير لتشكيل قوة عسكرية تابعة لدار المستشارية في المكلا بداية بالسفر إلى شرق الأردن واللقاء بجلالة الملك عبدالله ملك المملكة الأردنية الهاشمية وقائد جيش البادية الأردني انجليزي الجنسية المدعو جلوب باشا والاتفاق معه على تسمية القوة العسكرية الحضرمية بجيش البادية الحضرمي ونفس الزي العسكري الخاص بجيش البادية الأردني. عاد وبرفقته إثنين من الضباط الأردنيين الأول بركات الخريشه وهو بالمناسبة يحمل رقم (1) في الجيش الأردني والثاني عبد الهادي حمّاد العتيبي الذي عاد بعد نهاية خدمته في حضرموت إلى الأردن ومن ثم الانتقال إلى موطنه الأصلي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية حتى وفاته. كان الهدف من مجيئهم إلى حضرموت برفقة أنجرامس هو مساعدته في بناء وتشكيل وتدريب قوة جيش البادية الحضرمي.كانت بداية تكوينها ومقر قيادتها منطقة غيل بن يمين المقر الرئيسي لمقدم بيت علي وقبائل الحموم الذي ينزلون ضيوفاً عنده . ومن المعلومات التي لم يكن أحد على إطلاع عليها ولم يتطرق لها المؤرخين هي أن الضابطين قد تزوجا شقيقتان من نفس منطقة غيل بن يمين وهن عمات زوجتي بعد نهاية خدماتهما غادرا حضرموت إلى شرق الأردن بصحبة زوجاتهم عام 1954م وأنجبا هناك العديد من البنين والبنات. قبل عدة سنوات قامت الزوجة بزيارة عماتها في الأردن برفقة أولادي نوفل ونايف وبعد فترة زرت الأردن وتعرفت على أسرهم . شكلت قوة جيش البادية الحضرمي بداية في غيل بن يمين والتي وصفها انجرامس عند أول زيارة له في كتابه: حضرموت 1934 – 1935م بالقول غيل بن يمين منطقة جميلة كمصيف وهي قرية صغيرة غالبية سكانها من البدو بعد ذلك انتقلت القيادة من غيل بن يمين إلى ديس المكلا منطقة الروزميت التي تقع على ربوة مرتفعة تشرف على شعب البادية من الشمال وقرية الديس من الغرب ومن الجنوب جبل المكلا الذي يطل على المدينة القديمة التي يجد فيها القصر السلطاني ودار المستشارية الذي تم بناؤه لهذا الغرض والذي لا يبعد كثيرا عن قصر السلطان . لم يكن لدى هذه القوة عند بداية تشكيلها أي نوع من المواصلات الألية كالسيارات مثلاً بل كان الاعتماد على الجمال التي تم تخصيصها في تنقلات الجنود حتى ما بعد انتقال مقر القيادة إلى المكلا. بعد الانتهاء من بناء مركز غيل بن يمين الذي سمي بمركز (ليجون) وهو عبارة عن قلعة دفاعية على شكل هندسي مستطيل جميل المنظر والذي يتكون من نوبتين فوق سطح المبنى واحدة في الجهة الشرقية والثانية في الجهة الغربية التي تقع بجانبها غرفة خاصة بأفراد الحراسة على مدار الساعة والتي تستطيع من خلالها مشاهدة السيارات القادمة من حضرموت الساحل أو الداخل عند اقترابها. كما يستطيع الحراس أن يتحركوا فوق سقف المبنى وعلى شكل دائري ذهاباً وأياباً من وإلى غرفة الحراسة. وخلال تحركاتهم يمكن لهم مشاهدة ماحيط بالمركز من الجهات الأربع عبر فتحات خاصة بالرماية في حالة أي اعتداء من الخارج. أما الطابق الأرضي فيتكون من عدة غرف لسكن الجنود من الجهتين الجنوبية والشمالية. ومن الشرق يوجد مطبخ عام وإلى جانبه من الجنوب غرفة خاصة بالاسعافات التمريضية الأولية, أما الباحة التي تتوسط المبنى فهي مفتوحة دون سقف وتتوسطها بئر بمياهها الجوفية العذبة التي يستخدمها الجنود لتلبية حاجاتهم. وللمبنى مدخل وبوابة واسعة تقع تحت غرف الحراسة تستطيع السيارات دخولها وإلى جانبها من الجنوب توجد غرفة صغيرة ضيقة المساحة عبارة عن سجن خاص بالعصاة والخارجين عن القانون. تحددت مهام هذه القوة العسكرية لحماية دار المستشارية والعاملين فيه إضافة إلى أمن واستقرار البلد وسكانها و حماية حدود حضرموت على طول الشريط الصحراوي. ومع ازدياد عدد أفراد القوة ازداد عدد المراكز العسكرية فبعد مركز ليجون بفترة قصيرة تم بناء مركز عساكر والعبر ومن ثم التوجه شمالاً وبناء مركزي زمخ ومنوخ ومن ثم التوجه شرقاً مروراً بوادي حزر وبناء مركز ثمود ومن بعده مركز سناو ومركز حبروت الذي تم بناءه عام 1956م وانتهاءاً بمركز غيضة بن بدر عام 1963م وهو أخر مركز يتم بناؤه لجيش البادية الحضرمي. كما أريد هنا أن أضيف الى أن من مهام القوة المتمركزة في هذه المناطق هي تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية لسكانها من أبناء القبائل الرحل. كما أستطيع أن أؤكد هنا بأنه لم يرتكب أي فرد من افراد جيش البادية منذ تشكيله وحتى العام 1967 م أي نوع من أنواع الجرائم أو الانتهاكات بحق أي من مواطني حضرموت . أقول ذلك بعد تجربة شخصية عشتها في لأكثر من ثمان سنوات. وحول تنقلاتهم فتتم عبر استخدام الجمال حتى نهاية خمسينيات القرن العشرين عندما تم استبدالها باستخدام السيارات . الضباط الذين تداولوا قيادة جيش البادية أغلبهم أردنيين وهم بركات الخريشة, عبدالهادي حماد , نايف الفايز وهو بالمناسبة تزوج في حضرموت زوجة من السادة آل البيت كان برفقته عندما جاء إلى حضرموت أبنه طارق الذي درست أنا وهو في صف واحد في مدرسة أولاد البادية وبعد الوحدة قام بزيارة لحضرموت ونزل ضيفاً عندي في عدن وقد توفي رحمه الله بعد عودته إلى الأردن. بعد نهاية خدمة نايف الفايد حل محله القائد مطيع ومن بعده القائد خلف وكان أخرهم القائد فلاح. بعدهم حل محلهم القادة البريطانيين حتى الاستقلال الوطني عام 67م. الرعيل الأول من الضباط في قوة جيش البادية نظراً للعدد الكبير من هؤلاء نختصر العدد على المؤسسين منهم من كبار قادة الجيش البادية الحضرمي وقادة الألوية والكتائب وأجنحة التدريب وقادة السرايا . فإذا كان الجندي رقم واحد في الجيش الأردني بركات الخريشا فإن محمد سالم بن كور اليميني هو جندي رقم واحد في جيش البادية أي أنه أول جندي يحمل رقم واحد في هذه القوة . فمن كبار الضباط العقيد سالم عمر الجوهي , العقيد حسين مسلم المنهالي , العقيد عبد الله احمد با قروان , العقيد علي محمد با هبري , القائد عبود علوي حسن , القائد صالح ابو بكر بن حسينون , العميد سالم عوض الشماسي , العقيد عمر سالم النوحي . ومن قادة الكتائب : اللواء سالم محمد با مرضاح , اللواء سالم عبود با بيتر المرشدي , العقيد أحمد سالمين باسلوم , العقيد سعد عمر الشرخي , العقيد عمر عبد الله الجابري , العقيد محمد عمر بن مالك , العميد علي عبيد القرزي , العقيد عمر محمد أحمد العكبري . أما قادة الأجنحة فهم : العقيد محمد سعيد با ريدي , العقيد يوسف بن حسن بن طالب الكثيري , العقيد مبارك عبد الله الجوهي . قادة السرايا : العقيد أحمد نوح با رشيد , العقيد أحمد محمد با رشيد , العقيد جرهوم محمد المعاري , العقيد سالم بن دول المعاري , العقيد سليمان بركات الشماسي , العقيد عوض بوبكر الجوهي , العقيد سعيد عمرو الغرابي , العقيد سالم السود القرزي , العقيد محمد سالم بن مزروع الصيعري , العقيد علوي عمر مولى الدويلة , العقيد علي ناصر العظمي , العقيد أحمد سعيد با ظروس , العقيد يسلم با حفص المحمدي , العقيد عبد الله سعيد العوبثاني , العقيد محمد برغش باقروان . النهاية التي تلت البداية لقوة جيش البادية الحضرمي من المعروف ان قوة جيش البادية قوة محدودة وقليلة العدد , ولا تستطيع أن تغطي مناطق حضرموت الشاسعة في حالة العمل على استتباب الأمن في ربوعها خاصة بعد أن اقترب موعد رحيل وانتهاء الوجود البريطاني عن الجنوب وحضرموت . فمنذ بداية العام 1967 م بداء تواجد تنظيم الجبهة القومية ينتشر في أغلب مدن حضرموت الرئيسية وأريافها اكان ذلك في الساحل ام في الداخل في ظل عدم التواجد البريطاني في حضرموت عدى المستشار وبعض مساعديه الذين غادروا المكلا في سبتمبر 1967 م وهو الشهر الذي سقطت فيه حضرموت بيد الجبهة القومية التي كان صوتها مسموعا ومؤثرا مقارنة مع بقية الأصوات الخافتة الأخرى والتي لا تأثير لها . في هذه الاثناء فأن قوة جيش البادية التابعة للمستشارية البريطانية في حضرموت لم يعد لها وجود بعد مغادرة اخر مستشار لها , وبعد ان اصبح تواجد اعضاء الجبهة القومية بشكل ملموس داخل هذه القوة العسكرية المنظمة , في هذه الاثناء تدارست مختلف القيادات العسكرية والتنظيمية بداخله الأوضاع الجارية بعد هروب المستشار البريطاني وقبل وصول الباخرة التي تنقل السلاطين الى ميناء المكلا والقادمة من السعودية وحتى لا تدخل البلد في نزاعات وخلافات وحالة من العنف والحرب الأهلية فقد اجمع الوطنيين والخيرين في جيش البادية وحتى لا توصل الأوضاع الى نتائج لا تحمد عقباها فلم يجدوا سوى القبول بالوضع والنظام الجديدين بالرغم من جميع وجهات النظر والمأخذ على ما سوف يحدث في قادم الأيام . تم تشكيل قيادة سياسية وتنظيمية جديدة تدير الأوضاع في حضرموت خاصة وان حضرموت هي المنطقة الأولى تسقط بين الجبهة القومية في السابع عشر من سبتمبر 1967 م , بينما سقطت بقية المناطق الجنوبية الأخرى لاحقا بما فيها عدن التي سقطت في الثلاثين من نوفمبر 1967 م . طبعا من ضمن هذه القيادة كان عدد من الضباط والعسكريين من جيش البادية , الجيش الذي كان له دور وطني مشهود في تجسيد الامن والاستقرار حتى تم استكمال مؤسسات الدولة الجنوبية الموحدة ( حضرموت والجنوب العربي ). وعن بقية الوحدات العسكرية التي كانت قائمة في حضرموت قبل سقوطها , فبأستثناء جيش البادية الحضرمي فهناك جيش النظام الحامي للذات السلطانية فأغلب منتسبيه من قبائل يافع والذين جلبهم سلاطين القعطة خلال عدة مراحل , فهذا الجيش تفكك وانتهى , جزء منه عادوا الى مناطقهم في جبال يافع والجزء الاخر الثاني غاب تحت الأرض داخل حضرموت اما الجزء الثالث انضم الى القوة الجديدة للجان الدفاع الشعبي وقلة قليلة لا تذكر انظمت الى تنظيم الجبهة القومية والفضل يعود للقيادي التنظيمي صالح منصر السييلي وهو من يافع ( التلد ) الذين قدموا من يافع واستقروا في عدة مناطق من حضرموت الداخل بمن فيهم أباء وأجداد السييلي الذين استقروا في مدينة القطن , وقد عاد هؤلاء جميعا من مناطقهم الى وضعهم السابق قبل سقوط حضرموت بعد قيام الدولة الجديدة , عند الاستقلال تم دمج جيش البادية الحضرمي مع جيش الليوي الذي ظل يتشكل اساسا قبل الاستقلال من قبائل العوالق ( شبوة ) ومن قبائل المنطقة الوسطى في أبين , ونادرا ما يقبل افراد من بقية مناطق الجنوب بما في ذلك قبائل يافع والتي ازدهر تواجدها مع بقية قبائل الضالع على حساب الصراعات ودورات العنف التي استمرت بين العوالق ( جبهة تحرير) وقبائل المنطقة الوسطى ( دثينة ) (جبهة قومية) بدءا بالحرب الأهلية في الأيام الأخيرة للوجود البريطاني والتي تم خلالها هزيمة العوالق , مرورا بملاحقتهم في عقر دارهم في الصعيد عند اندلاع المعركة المشهورة بمعركة القارة السوداء , مرورا بالصراعات الداخلية في اطار التنظيم واقصاء الرئيس قحطان الشعبي واغتيال فيصل عبد اللطيف الشعبي غدرا داخل احدى غرف السجن المظلمة , ثم تلاحقت دورات العنف فيما بعد كان ضحيتها سالم ربيع علي وعشرات الالاف من الابرياء , كانت خاتمة تلك الدورات هي كارثة يناير 1986 م التي قصمت ضهر البعير كما يقول المثل , والتي جرت بين ( الزمرة ) بقيادة علي ناصر محمد والطغمة بقيادة علي سالم البيض ومن اطلق عليهم بالشهداء الأماجد ( فتاح , عنتر , مصلح , شايع ) وقد اطلق الفقيد عمر الجاوي رحمه الله كلمة ( طز ) أي الطغمة والزمرة . اما خاتمة المطاف فقد جاءت على يد علي سالم البيض أحد اشهر زعماء الطغمة التي انتصرت على الزمرة عندما هرول الى تلك الوحدة الارتجالية التي تمت بينه وبين علي عبد الله صالح في مايو 1990 م ولانها قد تمت بصورة ارتجالية وغير مدروسه فقد انهارت في السابع من يوليو 1994 م وقد لعبت الزمرة دور أساسي في هزيمتها الطغمة التي احتضنها علي عبد الله صالح عندما لجأت الى صنعاء وبقية المناطق الشمالية بعد هزيمتها في يناير 86 م . الحديث عن كيفية هزيمة من هرولوا لتلك الوحدة وما هي الأسباب الحقيقة والدوافع وما نتج عنها من خوف وجبن وخذلان المدافعين عن الأرض والعرض وكيف لعب ( الزلط ) بما في ذلك العملات المزورة بحمران العيون الذين لم يجدوا لهم من ذلك ملاذ أمن سوى الهروب خارج الوطن وترك الأرض والعرض ومن بقي على الارض يقررون مصيرهم مع الغزاة والمتنفذين فأصبحت حضرموت وبقية المناطق الجنوبية أرض مستباحة للسرقة والنهب والسطو على الأراضي وامتلاكها والاتجار بها قانونيا , فالشجاعة وارادة القتال كانت مفقودة عندهم . و هنا نذكرهم بأحد الأمثلة حول مدى تأثير وأهمية الارادة القتالية ما جرى ولا زال يجري في سوريا : حي من أحياء حلب سيطرت عليه المقاومة السورية ضد نظام بشار الأسد لم يستطيع ذلك النظام بكل جبروته ومرتزقته من ايران وحزب الله ان يستعيد ذلك الحي بالرغم من مرور اكثر من عامين من اندلاع الثورة السورية التي تسير بخطى حثيثه على طريق الانتصار والمصير المحتوم لنظام بشار الأسد , فكيف الحال إذا كان جيش بأكمله هرب وتخلى عن الوطن والشعب . إذا كنا قد ابتعدنا قليلا في الكتابة عن المصير والنهاية المأساوية التي وصل اليها جيش البادية الحضرمي بعد اندماجه مع جيش الليوي عند الاستقلال واصبح يسمى باللواء الثلاثين بدلا عن جيش البادية .لم يكن ضباط وافراد هذا اللواء على دراية بطبيعة الخلافات والصراعات المزمنة والكراهية والأحقاد الدفينة وحب الانتقام بين العوالق وابناء دثينة التي سبقت نيل الاستقلال الا بعد ان زج بأفراد هذا اللواء في أتون الحرب التي جرت بينهما في مناطق شبوة في معرقة القارة السوداء التي سبق ذكرها . لقد تحققوا وتعرفوا على طبيعة الأمور وسير المعارك التي اخذت الطابع الانتقامي وبأن هذه الحرب غير وطنية وغير اخلاقية لا ناقة لهم فيها ولا جمل . وحتى لا يصبحوا شركاء في الجريمة , فقد انسحبوا كل الى منطقته في حضرموت بعد أن أصبحوا دون قياده تلملم شملهم أو تدافع عنهم وعن حقوقهم . حقيقة أن ذلك الموقف الذي اتخذوه من تلك الحرب وطابعها الانتقامي كان موقفا مشرفا بالرغم من انه كان السبب في تلاشي عدد افراده ولم يعد قوة حضرمية بل اسما جميع افراده من خارج حضرموت ضباطا وجنود . ولا يفوتني نهاية هذا الموضوع ان اشير الى ان من اسباب تفكك ونهاية هذه القوة التي حضيت باحترام وتقدير جميع سكان حضرموت على امتداد تاريخه الطويل هي : 1- الفراغ الناتج عن غياب مؤسسات الدولة أكان ذلك في حضرموت الساحل أو الداخل . 2- تفكك وانهيار المؤسسات العسكرية والأمنية التي حلت محلها مااطلق عليها باللجان الشعبية وإحالة عدد كبير من أفراده على التقاعد . 3- الانتفاظات الشعبية او انتفاضات الفلاحين والاستيلاء على مزارع واراضي الملاك وممارسة أبشع اساليب القهر والأذلال بحق هؤلاء الملاك وبحق علماء الدين الأفاضل . 4- بعد أن اصبح المهمشين والمستضعفين في الماضي هم من اصبحوا الحكام في أغلب المديريات . 5- افراغ المحافظة من جميع الكفاءات العلمية والعملية الجربة ونقلهم الى عدن بصورة متعمدة بدوافع واسباب وأهداف خبيثة . 6- زرع الفتن والأحقاد والكراهية بين أبناء القبائل المتنفذه في السلطة المحلية والمركزية وبين القبائل الغير متنفذه , مما أدى ذلك الى صراعات متبادلة قام بتنفيذها المتنفذين في قيادة الحزب والدولة في عدن . 7- الدعاية والتحريض التي تقوم بها تلك العناصر المتنفذه بين ابناء القبائل باعتبارهم اعداء تاريخيين للمهمشين ( ثورة الكادحين ) الذين عانوا تاريخيا من العقدة الدونية بعد أن اصبحوا هم حكام حضرموت الفعليين لا لشيء سوى لزرع الفتن والأحقاد والضغائن واضعاف مكانة المحافظة . 8- بث الخلافات والتفرقة في المنطقة الحضرمية الواحدة والقبيلة الواحدة والتي تقوم بها السلطات حتى تصل الأمور الى المواجهة المسلحة عند ذلك تقف السلطه مع طرف ضد الطرف الاخر وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا كما حدث لقبيلة ال باقروان من ال سعيد من جهة وال علي من جهة اخرى كان أغلب الضحايا من العسكريين من جيش البادية وفي مقدمتهم أحد ابرز وأكفاء الشخصيات الوطنية العظيمة عبد الله أحمد باقروان الذي عين كأول قائد لجيش البادية عند سقوط حضرموت . 9- هيمنة السلطة ومتنفذيها في عدن وبمساعدة القيادات الحضرمية المعروفة في الحزب والحكومة على جميع مقدرات وثروات حضرموت ونقلها الى عدن بينما غالبية سكان حضرموت يعيشون حالات فقر وبؤس واملاق اضافة الى الظلم والقهر والممارسات اللا وطنية واللا اخلاقية ولكن ما وصلت اليه الأوضاع المأساوية للحضارم طيلة الاربعين عاما الماضية الى اليوم والتي تتحمل مسؤوليتها كاملة القيادات الحضرمية في مختلف المستويات اكانوا في المراكز والمناصب العليا او المجالس المحلية , واين هم اليوم الذين أصبحت تلاحقهم لعنات الحضارم على مدار الساعة , ادركوا ذلك ام لم يدركوه , كل هذه الأسباب انفة الذكر هي التي أوصلت الأرض والانسان في حضرموت الى ما هي عليه في الوقت الحاضر . كما ان من اهم الأسباب ايضا هو تفكك وانهيار جيش البادية الحضرمي الذي اصبح في خبر كان . 10- ومن الأسباب الهامة التي نختتم بها هذا الموضوع والتي كان لها الأثر الكبير والخطير على وحدة وبقاء جيش البادية متماسكا هي تلك المضايقات والتطفيش التي مورست بحق قبائل ومواطني الصحراء وعلى وجه الخصوص قبائل الصيعر والكرب والمناهيل والمهرة والتي ادت الى شن الحملات العسكرية بحق أفراد هذه القبائل ومطاردتهم وقتل العديد منهم داخل مناطقهم مما جعلهم يلجاؤن الى المناطق المجاورة التابعة لدول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وحاكمها الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان الذي استقبل الوافدين و النازحين ومد لهم يد العون وقدم لهم كافة التسهيلات السخية بما في ذلك بنا مدن خاصة بهم وتعامل معهم كمواطنين اماراتيين وهي نفس المعاملة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للقادمين اليها . بدأت تلك المضايقات والحملات العسكرية بأحداث الوديعة بداية سبعينيات القرن الماضي وعلى اثرها نزحت أغلب قبائل الصيعر والكرب الى منطقة الشرورة بينما اشتدت وتواصلت تلك الحملات ضد المناهيل والمهرة في العام 1972 م , وقتل العديد منهم وتشردت العائلات في الصحاري وفي الأخير وصلت الى منطقة الخراخير ولم تقصر قيادة المملكة في استقبالهم واحتضانهم وقدموا كل ما يحتاجونه من مواد غذائية وملابس وبناء عشرات المساكن لتأويهم لجعلهم يشعرون بالأمن والاستقرار . ومن المؤسف له ان من كان السبب فيما تعرضت له هذه القبائل لازالوا يتواجدون بل يتصدرون ويتزعمون القضية الجنوبية المطالبين بفك الارتباط في الوقت الحاضر. وكان من أبرزهم محمد حيدرة مسدوس الذي لم أكن أرغب في ذكر اسمه حتى لا اتهم بالتحامل عليه , الا انني في هذا اليوم اقتنيت صحيفة الوسط الصادرة بتاريخ 11 سبتمبر 2013 م حيث كتب المذكور موضوعا بعنوان ((معالجات حل جيش الجنوب تكمن في عودة مؤسساته لا استيعابه كأفراد)) وذلك في الصفحة الخامسة . وهنا ادعو كل من يريد الاستفادة و التعرف عن حقيقة هذا الرجل وطبيعة أفكاره الأطلاع على ما كتبه في هذا الموضوع وبأن ما قلته عنه كان صائبا ولم يحمل أي تجني عليه وهذه الحقيقة التي يجب ان يعرفها كل من يجهل كيف كانت الأوضاع التي عاشها جيش البادية الحضرمي بعد العام 1967 م . اشكر مرة اخرى الزميل الكندي الذي اعاد لي الذاكرة الى الوراء عقود من الزمن واكتب ما استطيع كتابته من ذكريات ومن تطور للاحداث وعن المصير المأساوي الذي لحق بجيش البادية الحضرمي منذ السنوات الأولى للاستقلال .
__________________
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
|
|
الساعة الآن 09:07 PM.