قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الأثنين القادم فعالية تأبين كبرى لـ«فقيد» الوطن اللواء د عبدالله أحمد الحالمي في عدن (الكاتـب : nsr - مشاركات : 0 - المشاهدات : 288 - الوقت: 12:13 AM - التاريخ: 07-04-2024)           »          الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 14272 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5603 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 10942 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5220 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5063 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5043 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4958 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5722 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 5176 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-16-2009, 10:53 AM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 5
افتراضي خفايا التآمر على الجنوب الحلقة 3

بقلم / قلم حُر مع تصاعد وثيرة الازمة وقبل الذهاب الى عمان نشطت وساطات يمنية – يمنية ، قام بها اشخاص كانوا في الغالب يبحثون عن دور ما . لذلك كانوا في رواح ومجيء ، بين صنعاء وعدن. بين الرئيس والنائب . ومن الافكار الملفتة والتي تعبر عن الموقف الفعلي لكل من الرئيس والنائب من الوثيقة. الاول كان يحث الوسطاء على اقناع البيض ضرورة التفاهم معه مباشرة ، على ترتيبات من وراء ظهر لجنة الحوار والوثيقة. في حين ابدى البيض معارضته لذلك وهو يقول في شهادة خاصة : " انا ضد هذه الاساليب والعمل من خارج لجنة الحوار وكذلك الطرق التي اتبعت في السابق . فالوثيقة موجوة وهي حازت على اجماع وطني ، ولهذا السبب تراجعنا عن النقاط ال18 لمصلحة هذه الوثيقة . وبإعتبارها وثقية الاجماع وهذا مصدر قوتها. ولست مع الالتفاف عليها بل مع اعطائها قوة جديدة، لتكون برنامجا لكل الجادين. ومن هو مؤمن بذلك عليه ان يقف على هذه الارضية. لست مع الاساليب الملتوية ويكفي البلاد ماعانته من متاعب الكولسة والعمل من خارج الهيئات . لذلك يتوجب العمل في وضح النهار وبعلنية ومن خلال الحوار . وهنا المدخل الفعلي لبناء تقاليد واسس ومرجعيات بناء الدولة الحديثة التي تؤسس على الوضوح والالتزام بالاتفاقيات ذات القوة القانونية وليس على اساس التقاء امزجة ومصالح الاشخاص" . وخلافا للدعاية التي عمل طويلا اعلام المؤتمر على ترويجها من ان تصلب البيض قاد الى المواجهة ، فهو في الشهادة الخاصة يبدي مرونة كبيرة حيال تنفيذ الوثيقة وتصلبا تاما حيال مسألة التئام هيئات الدولة في صنعاء بعد التوقيع. وهو يقول :" خلال 6 اشهر هززنا البلاد وتركناها تعيش على اعصابها وليس من المنطقي النظر للمسألة من زاوية تبسيطية ، لان البلاد لم تعد تحتمل الخلافات . فبالامس كانوا يقولون اين الازمة؟ ثم اعترفوا بها، وجاءت الوثيقة لتشخصها والان يشترطون العودة الى صنعاء. الى اين نعود؟ الى بيت الطاعة . ويضيف نؤسس العقد الجديد معا بطرق وخطوات نتفق عليها ، وربما احتاج الوضع الى تنفيذ تدريجي وتطبيع تدريجي " . وهناك مسألة هامة جدا اثيرت من قبل المطبخ الإعلامي المؤتمر قبل الذهاب الى عمان وهي من شقين تتعلق بموضوع التراث النفطية . الشق الأول يتركز في أن القيادة الجنوبية تدفع الوضع نحو الانفصال بعد أن تأكدت من وجود اكتشافات نفطية هامة في منطقة حضرموت . الشق الثاني ، أنها قامت في الآونة الأخيرة بتحويل موارد العائدات النفطية الجنوبية (140 ألف برميل يومياً من حقل المسيلة) الى البنك المركزي في عدن بالإتفاق مع شركة كنديان أوكسي التي تستغل القطاع رقم 14 في وادي المسيلة في حضرموت . وعلى اعتبار أن هاتين المسألتين .خصوصاً وأن النقطة الأولى سوقت على نطاق واسع في المستويين المحلي والعربي والدولي ، وجرى استغلالها على نحو كبير من قبل إعلام المؤتمر وفي خطاب قيادته السياسية للتشهير ، بنوايا القيادة الجنوبية ومشروعها الإصلاحي الشامل . يستدعي أمر النقطة الأولى العودة قليلاً الى الوراء ، إذ يشير تقرير سري أعده وزير النفط المرحوم صالح ابوبكر بن حسينون ، وقدمه الى مجلس الوزراء في مطلع عام 1993 ، الى عدد الاتفاقيات الموقعة مع شركات النفط بعد الوحدة . وهي الى حينه كانت 21 اتفاقية . ولايوجد في التقرير مايشير الى اكتشافات نفطية هامة من قبل هذه الشركات بل على العكس . وكان الاكتشاف النفطي الوحيد هو ما أشرنا إليه في القطاع 14 في منطقة عمل كنديان أوكس . وهذه القضية تعود الى ماقبل الوحدة اليمنية سواء لجهة التوقيع على الاتفاقيات بين الشركة وحكومة الجنوب أو مؤشرات وجود النفط بكميات تجارية في هذه المنطقة . ويكشف التقرير من ناحية أخرى عن تقديرات عامة لحجم الاحتياطي النفطي والذي تجمعع أوساط خبراء شركات النفط في اليمن أنه يتراوح بين 2 الى 2,5 مليار برميل في الجنوب والشمال مع الأخذ بعين الاعتبار أن التقديرات لا تشمل منطقتين هما القطاع رقم 11 في منطقة سر حرز الذي تستغله شركة "إلف" الفرنسية وتوقفت عن العمل به رغم امتلاكها للإمتياز ، منذ خريف 1991 على أثر خلافات الحدود السعودية ـ اليمنية . والقطاع الآخر رقم 38 الواقع في جزيرة سقطرى وتستغله شركة "بريتش ـ غاز" البريطانية . وهناك مجموعة من الوقائع التي تسجل على أن النفط لعب دوراً توحيدياً منذ اتفاقية المنطقة المشتركة في 5مايو1989 التي يعود الفضل فيها الى بن حسينون مروراً بالتقديرات للإحتياطي الجنوبي التي أبلغها البيض عشية الوحدة الى نظيره صالح . وحسب أكثر من شاهد أن الطرفين اتفقا على بقاء الأمر سراً . ومما قاله البيض في حينه أن إعلان المسألة يثبط من عزيمة الجنوبيين من التوجه نحو الوحدة . لأنه ستبرز غالبية تطالب بإستغلال هذه الثروة في نطاقها الجنوبي القليل السكاني ( 2 مليون أمام 12 مليون في الشمال ). وهنا يشار الى أن استفادة الشمال من النفط تفوق بما لا يقاس استفادة الجنوب من ونورد هنا الوقائع السريعة التالية : طاقة الجنوب على الإنتاج هي 180 ألف برميل يومياً ، في حين لا تتجاوز طاقة الشمال من حقول مآرب 120 ألف برميل يمياً . وتشير المعلومات أنها في طريق النفاد في حدود عام 2004 – حسب تقارير 1993 - .كما أن الاتفاقية الجنوبية مع شركة كنديان أوكسي تتيح شروطاً أفضل من الاتفاقية الشمالية مع شركة هنت الأمريكية في مآرب التي وقعت في ظروف أكل فيها الوسطاء وهم من المقربين من الرئيس القسط الأساسي من حصة الدولة . إن استهلاك الجنوب من النفط لا يتجاوز 12 ألف برميل يومياً ، في حين يتجاوز استهلاك الشمال 100 ألف برميل يومياً . إن طاقة مصفاة عدن على التكرير كانت تصل الى مائة ألف برميل يومياً ، في حين كانت مصفاة مآرب 10 ألف برميل يومياً . يضاف الى ذلك أن حجم المستفيدين من الشماليين بعد الوحدة من الوسطاء ووكلاء الشركات النفطية الأجنبية ، بل أن الاتفاقيات التي وقعت بعد الوحدة مع شركات نفط أجنبية في أراضي الجنوب ، عادت أرباحها الى شخصيات شمالية منها على سبيل المثال لا الحصر الشيخ الأحمر ( وكيل شركة المقاولين c.c.c التي يملكها حسين الصباغ وسعيد خوري والتي قامت بتمديد أنابيب نفط المسيلة الى ميناء الشحر ) وكذلك ويعتبر وكيل حماية للعديد من شركات النفطية والغازية من ( YLNG ) وتوتال غاز العاملتين في بلحاف ، وكذلك أحمد شميلة صهر الرئيس و وكيل شركة إلف . وعبدالله الحضرمي ( وكيل شركة إنرون الأميركية للغاز ... إلخ . وهناك واقعة تعود الى فترة الاعتكاف الثاني للبيض في عدن وتحديداً في سبتمبر 1992 . في ذلك الوقت أثيرت مسألة هامة تتعلق باستئثار الشماليين بكل مقدرات البلاد الاقتصادية ، وهم في الغالب رجال أعمال يحتلون مواقع رئيسية في الحكم ومن الدوائر الصغيرة المحيطة بالرئيس . وجرت مصارحة في هذا الشأن بين الرئيس صالح ووزير النفط الشهيد بن حسينون الذي نقل له شكوى أصحاب رؤوس أموال جنوبية موجودة في الخارج وتطمح الى الاستثمار في البلد ، لكن النظام المركزي واستئثار رجال الاعمال الشماليين لا يساعد على ذلك ، بل لم يترك فرصاً مناسبة . ومن هنا لا بد من إعادة النظر بالمسألة ، لتحقيق نوع من التوازن الذي يزيل الحساسيات ويخلق مصالح اقتصادية فعلية تغطي كامل مساحة اليمن ، وتكون ضمانة أساسية لشد عرى ومن ذلك التوزيع العادل للثروة والمشاريع الاستثمارية . فكان رد الرئيس على ذلك بأن هذه الفكرة مثالية وما هو متوافر من مشاريع لا يتسع لكل الناس لذلك لا بد من العمل من داخل دائرة ضيقة ، على أساس اقتسام المشاريع بين مجموعة حضرموت في الحكم ( البيض ، العطاس ، بن حسينون ) وحلقة رجال الأعمال المحيطة بالرئيس . وقد رفض بن حسينون هذا المشروع ، وجرى الاتفاق على فتح مجال المنافسة التجارية البحتة من دون اعتبارات مناطقية أو عائلية أو قرب هذا المستثمر من الحكم أو بعده ، وتوزيع الثروة في صورة لا تستثني منطقة من اليمن . وجرى كذلك اخراج موضوع المنطقة الحرة في عدن من الثلاجة ، والاقلاع عن فكرة تحويل الحديدة الى المنطقة الحرة بدلاً من عدن . إلا أن الاتفاق سرعان ماسقط بعد الانتخابات التشريعية ليستمر العمل وفق التوجه القديم . فبأسم الوحدة بقيت مراكز الثروة والنفود في الشمال مرتكزة في أيدي الشماليين دون أن يتمكن جنوبي من اختراق الدائرة ، بل أكثر من ذلك أن الشماليين وسعوا دائرتهم باقتحام الجنوب ولم يتركوا لرجال الأعمال الجنوبيين لإلا النذر اليسير . النقطة الثانية وهي تتعلق بتحويل واردات نفط الشمال الى البنك المركزي في عدن . ومن بعد ذلك القول أن شركة "كنديان أوكسي" سلمت بن حسينون مبلغ 370 مليون دولار . وبقيت هذه المسألة تثار حتى بعد أشهر على نهاية الحرب .من قبل الرئيس صالح في كثير من الأحاديث الصحفية ، وأنه بعد سيطرة قواته على الجنوب ، قرر إعادة النظر بالإتفاق مع الشركة الكندية . هذه المسألة ردت عليها كنديان أوكسي في حينه . ففي بيان أصدرته أوضحت أنه بسبب التصاعد الخطير في الأزمة اليمنية بين الشمال والجنوب ، قررت وضع حصة اليمن من موارد النفط المسيلة في بنك أجنبي تحت حراسة قضائية وقانونية الى حين يحسم الخلاف السياسي . وقد حولت هذه الأموال بعد نهاية الحرب الى البنك المركزي في صنعاء . وهي لا تصل عموماً الى عشر الرقم الذي تتحدث عنه سلطات صنعاء . في خضم هذه المعمعة وما لم يتحدث عنه أحد بالتفصيل هو الخلاف الفعلي حول الغاز الذي يعتبر الثروة المستقبلية الفعلية . لقد أثيرت الضجة حول النفط لأسباب باتت معروفة ، الأول استغلاله كورقة سياسية ضد القيادات الجنوبية . الثاني ، تأمين مصدر ثابت يعوض عن نفاذ مخزون حقول مآرب عام 2004 وجرى في ظل هذا الجو التعتيم على اكتشاف الغاز بكميات تجارية إذ قدر الاحتياطي مابين 28-30 تريليون قدم مكعب ، القسم الأساسي منه في منطقة صافر مآرب والقسم الباقي في شبوة . الخلاف الأول بين وزير النفط بن حسينون وأوساط شركة هنت في الحكومة اليمنية . فالشركة تعتبر أن استغلال الغاز هو من مشمولاتها كونه يقع في منطقة امتيازها النفطي . وعلى الرغم من أن هنت باعت حقها في الامتياز النفطي لشركات أخرى ، وبقين موجودة في الميدان الإداري ، فقد أقر لها بهذا الحق بعد ضغوط عملية كبيرة . إلا أن الشركة تلكأت لدى الطلب منها أن تقدم عرضها لاستغلال الغاز للأجل الذي حددته الحكومة في 30 سنة . ولدى التقدم من شركات أخرى منافسة سارعت هنت وقدمت مشروعها اجمالياً يعود على الدولة بـ17 مليار دولار للمدة الزمنية المذكورة ، لكن شركة أنرون الأمريكية تقدمت بعرض أنسب منها بكثير إذ يعود بـ 30 مليار دولار بمعدل مليار دولار للعام الواحد في صورة اجمالية . وبسبب الفارق الكبير فقد مر مشروع انرون لكن الأوساط التي تقف داخل الحكم مع هنت لن تغفر للوزير بن حسينون تحديه لها وتعريض مصالحها للخطر ، خصوصاً وأنه تجاوزها في نقطة ثانية عندما قرر أن يمتد أنبوب الغاز من صافر الى رأس عمران في عدن للتسييل والتصدير الى الخارج ، في حين كانت تريده أوساط الحكم أن يمتد الى ميناء الحديدة في الشمال ، والاكتفاء بأنابيب داخلية للإستهلاك المحلي في الجنوب . إن قعقعة السلاح واجتياح الجنوب حالة دون قرارات بن حسينون وتم تحويل أنبوب الغاز الى بلحاف محافظة شبوة لعدة أعتبارات منها أن أرض الجنوب جميعها محتلة والثاني أن محافظة شبوة بيئة خصبة لزرع الفتن بين القبائل على اعتبار قاعدة فرق تسد والثالث أنه أقرب طريق الى البحر من ناحية التوفير أما بالنسبة للشركات فقد تم اعطاء عقود الغاز لعدة شركات وجميعها مع شراكات في رؤوس الحكم وهي "توتال الفرنسية ، وهونداي الكورية ، وانرون الأمريكية، YLNG اليمنية الحكومية " . حالت إدارة بن حسينون لوزارة النفط من تسليط الأضواء على محاولات نهب هذه الثروة . فهو امتياز بفضيلة الصدق والعمل بصمت والسباحة في أحيان كثيرة عكس التيار معرضاً سمعته لشتى الأقاويل . لكنه ترك خلفة انجازات كبيرة وسجلاً يشهد بنظافته الأعداء قبل الاصدقاء . وبالعودة إلى وثيقة العهد والاتفاق يصف العميد مجاهد أبو شوارب أحد مهندسي التوقيع على الوثيقة في العاصمة الاردنية ، اللقاء الذي حصل في 20فبراير في قصر رغدان بحضور الملك حسين ، بأنه يشبه المواجهة الأخيرة التي تسبق إعلان الطلاق وفك الشراكة . ويكتسي هذا التقرير أهمية خاصة ، لأنه جاء من رجل على خبرة ودراية بتفاصيل الأزمة السياسية التي بدأت تتجمع عناصرها وعطياتها منذ الأشهر الأولى للوحدة . وأن أي مؤرخ لهذه الأزمة لابد وأن يتوقف مطولاً عند دور العميد في نزع فتيل الانفجار أكثر من مرة وتقريب وجهات النظر بين البيض وصالح . فهو لم تنقطع رحلاته المكوكية ما بين صنعاء وعدن الى حين اكتشف أنه لم يعد هناك أمل لأن قرار الحرب قد أتخذ ويومها أصدر بيانه الشهير مع الشيخ سنان أبو لحوم ، وقرر المغادرة الى الخارج . حرص الملك حسين على استضافة التوقيع في عمان لإعتبارات كثيرة . وأولها أن ذلك يساعده في فك طوق العزلة المضروبة حوله بعد أزمة الخليج الثانية ، من خلا توجيه رسالة ضغط الى المملكة العربية السعودية ، خصوصاً وأنه ربح معركة استضافة اللقاء ، فبدلاً من أن يجري التوقيع في مقر الجامعة العربية ، ويقع الاتفاق اليمني في الإطار العربي الشامل ، فإن الملك يشاطره الرئيس صالح ، تمكن من إدراج الاحتفال ضمن سياسة المحاور . فهو قبل أن يقرر أن بوابته الى الخليج هي معاهدة السلام مع اسرائيل ، كان يسعى الى مراكمة أوراق ضغط ضد السعودية التي تشعر بحساسية خاصة وتاريخية تجاه الموقف في اليمن . وحسب أوساط أردنية مقربة من الديوان الملكي فإن الملك حسين كان يعرف مسبقاً أن الوثيقة لن تأخذ مجراها الى التنفيذ ، وتجمعت لديه معطيات خاصة ، منها ما تراكم من خلال اتصالاته مع الرئيس صالح ومن استطلاع للموقف الأمريكي الفعلي من كل من البيض وصالح ونظرة الإدارة الأمريكية الى موقع الأزمة اليمنية في صلب الترتيبات اللاحقة في المنطقة على صعيد مشروع السلام ، واتجاه التغيير لدى إدارة كلنتون يضاف الى ذلك أن الملك حسين استقى معلومات عبر تقارير استخباراتية أردنية ، نشطت في عدن أكثر من صنعاء ، وتكونت لديها حصيلة معلومات تفيد أن قادة الجنوب ذهبوا بعيداً في دراسة خيار فك الشراكة الوحدوية بدعم من المملكة العربية السعودية . وبما أن صالح قد سمح لحليفه القديم الى جانب العراق ، بأن يدخل الأزمة من بابها الواسع ، فإن العاهل الأردني لم يوفر فرصة في لعب هذه الورقة على نحو ذكي ومدروس . لذلك غطى اعلامه على نحو تبريري فشل لقاء عمان ، مركزاً على شعور الملك بالخيبة والمرارة منجراء فشل وساطته ، وانفجار الأزمة على نحو عسكري خلال استضافته احتفال التوقيع . لم تكن القيادة الجنوبية تتوهم أن حفل التوقيع في عمان سيضع حداً للأزمة ويدفع الوثيقة الى التطبيق الفوري ، بل سيساهم في تعقيد الموقف ويكون المحطة الأولى في تراجع الرصيد الشعبي الذي كونته من خلال الالتفاف حول مشروعها . وكان بإمكانها أن تتفادى "كمين عمان" وتظل متمسكة بموقفها الذي يدعوا الى ترك لجنة المتابعة تنجز المهمة المناطة إليها لإعداد الترتيبات الكاملة للتوقيع . وألا تخضع لاسلوب الابتزاز الذي اتبعه الطرف الآخر من خلال التصعيدين الإعلامي والعسكري وضغوط الشروط . إلا أن تحلي هذه القيادة بحسن النوايا وركونها الى الضمانات العربية والدولية وهي هنا مصرية وأردنية وعمانية وأمريكية وأوروبية ، من أن التوقيع على هذه الوثيقة سيلزم صالح وجماعته ويضعهم على المحك ، أفقدها ورقة ضغط أساسية . فبمجرد التوقيع على الوثيقة في عمان ، خلع صالح بذلة الحوار ، وأرتدى ملابس الميدان ، وكانت الإشارة الأولى من مديرية زنجبار ، عندما قام لواء العمالقة الشمالي المتمركز هناك ، بتفجير الموقف عسكرياً ، الأمر الذي بدأ للعيان وكأن المسألة لا تخلاج عن سياق مسرحية مرتبة يلعب أدوارها بهلوان بارع في الرقص على كافة الحبال .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-16-2009, 01:16 PM
الصورة الرمزية شعيفان
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Dec 2004
الدولة: جمهورية سيدونيا
المشاركات: 9,617
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي



تفاصيل هامة .. أتمنى أن أعرف هل هي شهادة شاهد أم منقولات أم ماذا ؟؟

لأنها لو كانت شهادة من شخصية سياسية
عاصرت هذه المرحلة وكانت ضمن الطبقة السياسية حينها
فالأفضل نشر هذه المعلومات في كتاب مفصل
وبالإسم الحقيقي على طريقة شاهد على العصر ..

وإن كانت بحثاً تجميعياً فالأفضل أيضاً تفريغها في كتاب
من باب وضع الرأي الشخصي حول تلك الحقبة ..

باختصار حرام أن يضيع هذا الجهد في منتدى ..
مالم يكن منقولاً من كتاب موجود ومنشور .. سلفاً


الموضوع يستحق أن يدق بمسمار التثبيت

تحياتي




التعديل الأخير تم بواسطة شعيفان ; 02-16-2009 الساعة 01:57 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-18-2009, 06:16 PM
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 1,291
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شعيفان


تفاصيل هامة .. أتمنى أن أعرف هل هي شهادة شاهد أم منقولات أم ماذا ؟؟

لأنها لو كانت شهادة من شخصية سياسية
عاصرت هذه المرحلة وكانت ضمن الطبقة السياسية حينها
فالأفضل نشر هذه المعلومات في كتاب مفصل
وبالإسم الحقيقي على طريقة شاهد على العصر ..

وإن كانت بحثاً تجميعياً فالأفضل أيضاً تفريغها في كتاب
من باب وضع الرأي الشخصي حول تلك الحقبة ..

باختصار حرام أن يضيع هذا الجهد في منتدى ..
مالم يكن منقولاً من كتاب موجود ومنشور .. سلفاً


الموضوع يستحق أن يدق بمسمار التثبيت

تحياتي




مع ماسطره العزيز شعيفان .
في اعتقادي شخصيه سياسيه عاصرت الاحداث .

التعديل الأخير تم بواسطة سيف الثوره ; 02-18-2009 الساعة 06:20 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-18-2009, 06:40 PM
عضو ألماسي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,568
افتراضي

Federation Sauth Arabia

التعديل الأخير تم بواسطة fsa ; 02-18-2009 الساعة 06:43 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-16-2009, 01:43 PM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشاركات: 67
افتراضي

صحيح وايش الي يمنع انه ما تنطبع بكتاب وتوزع كمان واتمنى انها تكون على طريقه شاهد على العصر
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02-16-2009, 08:44 PM
Hadami
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي

نحن نتعامل مع طبقة واطية حقيرة من الدحابيش.
واللة الواحد يتحير كيف وصل ذراع هؤلا الحقراء الا وهو شلة عبدالفتاح والشرجبي الى اعلى المراكز في الجنوب.
يكف مكن الاسلاف هؤلا المرضى حتى من الدخول الى البلاد.
القتل والغدر والنهب شي طبيعي عند هؤلاء.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 02-19-2009, 01:59 PM
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 6
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Hadami
نحن نتعامل مع طبقة واطية حقيرة من الدحابيش.
واللة الواحد يتحير كيف وصل ذراع هؤلا الحقراء الا وهو شلة عبدالفتاح والشرجبي الى اعلى المراكز في الجنوب.
يكف مكن الاسلاف هؤلا المرضى حتى من الدخول الى البلاد.
القتل والغدر والنهب شي طبيعي عند هؤلاء.

كنت مرافق مع احد القادة الجنوبيين في مرضه الذي توفي على اثره في احد مستشفيات المملكة السعودية، حيث ذكرت عليه هذا الموضوع عن كيفية وصول اؤلاءك الى اعلى هرم سلطة الجنوب؟ فكانت اجابته ان اشار بيده (بالخمس الاصابع) الى وجهه - رحمه الله - علامه على انهم كانوا في غباء شديد ثم قال:
كانت فضيحه، والحديث عنها بمثابة فتح جرح منتن.

واتا اعتقد ان الحديث عن امر مثل هذا قد فات اوانه، ولكن الحديث يجب ان يكون عن كيفية اخراجهم.
وهنا اشكر الاخ قلم حر ان اجاد بصيغة هذه المؤامرة من اجل كشفها للاخرين.

وانا مع من قال انه يجب وضعها في كتاب.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 02-20-2009, 11:44 AM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: aden
المشاركات: 559
افتراضي

استمر .................................................. .............................. ايها القلم الحر
ونرجوا اعادة موضع الحلقة 1 ز2
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-22-2009, 01:35 AM
Hadami
Guest
 
المشاركات: n/a
افتراضي

للذين لازالوا لديهم صورة عن نزاهة حاكم الاردن المقبور: إقراء:

أسامة فوزي : لهذا السبب لم اذهب الى غزة للدفاع عن فلسطين رغم اني احمل شهادة مظلي وشهادة طيار من الجيش الاردني



February 20 2009 19:30


* كتب :أسامة فوزي

لماذا لم ادافع عن فلسطين رغم اني طيار ومظلي
ولا اشرب دخان ولا اتعاطى مع النسوان
* بدأت الحكاية مع بائع بطيخ في حمص ... اشتريت منه بطيخة على السكين ... اي ان الشرط يفترض ان تكون البطيخة حمراء ومثل العسل ... ولما فتحها بسكينه طلعت البطيخة قرعة ... وبعد هات وخد ولما عرف اني فلسطيني نصحني بدل ان اشتري بطيخا ان اسافر الى فلسطين لتحرير ارضي من المغتصب اليهودي .... ولا اظن اني الفلسطيني الوحيد الذي يتلقى مثل هذه النصائح والتساؤلات كلما دخل في خلاف مع اخ عربي سواء كان شوفير سيارة في عاصمة عربية ... او ضابط في المخابرات او بائع بطيخ خربان ... كلهم تشاركوا مع حكامهم في خيانة شعب فلسطين وبيعها لليهود .... وكلهم يتحدثون في الوطنية والعروبية واساليب الكفاح والتحرير لمجرد انك اختلفت مع بائع بطيخ على بطيخة قرعة او مع شوفير تكسي نصاب لا يريد ان يعمل على العداد ... او ضابط جمرك في مطار عربي يريد ان يشلحك فلوسك وكروزات الدخان التي تحملها .
* ولو افترضنا جدلا ان الجامعة العربية قررت تحرير فلسطين ووضعتني على رأس الجيش الذي سيدخل القدس ورمتني فوقها ببراشوت .... فمن المؤكد اني سأقع اسيرا في يد اهمل عسكري اسرائيلي والسبب بسيط وهو اني منذ ان بزرتني امي في الاردن وحتى شاب شعر رأسي لم اطخ رصاصة واحدة ولا حتى على جرذون ... ولم اتلقى اي نوع من التدريبات الحربية او العسكرية رغم اني درست في مدارس عسكرية من الاول الابتدائي وحتى الثانوية العامة و رغم ان الملك حسين رحمه الله كان يفزرنا بشعاراته التي كان يطلقها حول وقوع الاردن على اطول خط مواجهة مع اسرائيل ... وضرورة ان يستعد الشباب لتحرير الارض .... وهو الشعار الذي قررت الجامعة الاردنية في عام 1973 تطبيقه علينا بل وجعلته من شروط التخرج حيث اعلنت الجامعة ان على جميع طلبة السنة الرابعة دخول دورة تدريبية عسكرية لمدة شهر وان التخرج من الجامعة مرهون بدخول هذه الدورة والنجاح فيها وان مهمة التدريب سيتولاها الجيش الاردني الباسل.

* لم اكن من ضمن المعترضين على القرار لاني كنت فعلاً ارغب بالتدرب على استعمال الاسلحة وهو اقل ما يمكن ان يفعله - آنذاك- شاب مثلي ولد وعاش وترعرع في دولة مواجهة ... لذا كنت اول الملتحقين بالمعسكر الذي اعده لنا الجيش في احدى احراش الجامعة الاردنية حيث نصبت الخيام العسكرية ووزعت علينا الملابس والبصاطير وملحقاتها .... وكنت ممن صرف لهم بنطلون يتسع لثلاثة من حجمي قضيت طوال فترة التدريب ممسكا به حتى لا يسحل ولا زلت لا افهم معنى ان يصرف بنطلون حسني البرزان لغوار مثلا وبينهما ما بينهما من فروقات في الحجم !!

* افقنا في السادسة صباح اول يوم لنا في المعسكر على صراخ مدربنا " ابو سالم " وهو شاويش طيب القلب من بدو السرحان ... كان يجد صعوبة في كتابة اسمه لانه لم يكمل تعليمه الابتدائي وبعد ان صفنا طابوراً طلب منا ان نركض حول المخيم وان نردد وراءه بصوت عالٍ وجهوري عبارة " لا نسوان ولا دخان".

* لا ادري ما علاقة الدخان والنسوان بالتدريب العسكري على السلاح في الجيش الاردني لكني حفظت هذا النشيد عن ظهر قلب بعد ان افهمنا المدرب ان الخطوة الاولى في التدريب على السلاح هو الامتناع عن النسوان والدخان وهي معادلة لا زلت حماراً فيها بخاصة وان الجيش الاردني هو الوحيد في العالم تقريباً الذي كان يصرف لجنوده الاغرار - اي الذين يوظفهم وهم اطفالاً- كروز دخان "لولو" اسبوعيا وهذا النوع من الدخان الاردني الرخيص كان السبب في انتشار السرطان بين الجنود الفقراء وكان يصنع من الزبالة المتبقية من السجائر الفاخرة وكان طبيعيا ان ترى الجندي الفقير مصفر الاسنان من وسخ هذا الدخان .... وكان طبيعيا ان تشم رائحته الكريهة عن بعد ميل لان توليفة سجائر لولو الاردنية انذاك كانت تستخدم ايضا لصناعة محلول بيف باف لطرد الصراصير والحشرات .

* اما النسوان ... فالضابط الفحل في الجيش الاردني لا يكون فحلاً الا اذا تزوج من اربع ولا زلت اجهل الحكمة من تمتع الضباط الاردنيين بالنسوان على هذا النحو ... في الوقت الذي يلقن فيه المجندون من امثالي - النشيد الوطني الحماسي " لا دخان ولا نسوان" ليل نهار!!

* قضينا الاسبوع الاول من التدريب في المعسكر المذكور على موال واحد ... فمن السادسة وحتى التاسعة صباحا نركض حول المعسكر ونحن ننشد (لا نسوان ولا دخان) ... ونتوقف في اللفة الاخيرة امام (النافي) لنتناول وجبة الفطور والتي غالباً ما تكون فحلاً من البصل ودبشة من الحلاوة ... ثم نعود نركض حتى الواحدة ظهراً على ايقاع (لا نسوان ولا دخان) حتى تتقطع انفاسنا فلا نعود نفكر بالدخان ... ولا بالنسوان حتى ولو وزعن علينا بالجملة.

* من الواحدة حتى الخامسة عصرا نقاد مثل الاغنام الى قاعة نتلقى خلالها دروساً نظرية في العسكرية وكان الضباط المحاضرون يقرأون علينا كراسات رديئة الطباعة اكثرها ترجم عن نظريات عسكرية طبقها الالمان والحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية وخلال المواجهة في ستالينغراد وهي - طبعاً- تناسب ميادين القتال هناك ولا علاقة لها بمعسكرنا المضحك في احراش الجامعة الاردنية ونشيدنا الحماسي اليومي (لا نسوان ولا دخان).... كان الضباط يشرحون لنا وسائل النجاة في عرض البحر اذا ما غرقت حاملة الطائرات التي نركبها .... وفي الاردن لا توجد لا حاملة طائرات ولا حاملة حمارات .... والواحد فينا يمكن ان يغرق في بركة شخاخ لاننا كلنا لم نتدرب اصلا على السباحة لعدم وجود ماء .... ولان برك السباحة القليلة المتوفرة في المدن لا يتم الدخول اليها الا بعضوية وهي في الغالب مخصصة لابناء الذوات ..... بل واكتشفت ان المدرب نفسه لا يعرف السباحة .

* استبشرنا - بعد دخول الاسبوع الثاني- خيراً بعد ان قيل لنا ان هذا الاسبوع سيخصص للتدريب على السلاح ونمنا تلك الليلة ونحن نحلم بالمدافع والقنابل ومنا من كان يحلم بقيادة دبابة اسوة بجنود الجيش الاسرائيلي من طلبة الجامعات الذين كانوا - مثلنا- يلحقون بمعسكرات تدربهم على احدث الاسلحة وربما على الركض حول المعسكر ايضاً على ايقاع "لا نسوان ولا دخان" مع ان نصف الجيش الاسرائيلي من النسوان!!

* لكن ظننا خاب عندما وصلت الى المعسكر شاحنة تحمل بواريد استعملها لورنس العرب في الحرب العالمية الاولى وتبين ان هذه البواريد الاثرية هي السلاح الوحيد الذي سنتدرب عليه والتي سنستعملها للدفاع عن الوطن فيما لو هجمت علينا مجندات الجيش الاسرائيلي !!

* كانت بارودتي اطول مني وتنتهي بسكين طويلة صدئة يسمونها "سنجة" اصر المدرب على تدريبنا اصول غز العدو بها مع اني كنت يومها - ولا ازال - لا اصدق ان جندي العدو سيصل الي فارعا ذارعا حتى اغزه بسنجة صدئة ... وكان شكل الرصاصة التي سنطخها من البارودة مثيرا للضحك ... ويحتاج حشو الرصاص في البندقية الى مجهود ثلاثة اشخاص من حجمي ... هذا اذا تمكنا اصلاً من حشوها في مرمى النار والطريف ان المدرب طلب منا ان نتعلم فك البارودة وحشوها خلال اقل من دقيقة مشترطاً - طبعاً- ان نقوم بهذا العمل ونحن ننشد بحماس وبصوت عال (لا نسوان ولا دخان).

* لا ادري كم هدفا اصبت في نهاية الاسبوع ... لكن الذي اذكره انهم اخذونا الى جبل في منطقة "خو" قرب مدينة المفرق وزودوا كل واحد منا بخمس رصاصات وطلبوا منا التصويب على اهداف كانت منصوبة على بعد مائة متر وخلفها الجبل طبعا ... الذي اذكره اني انبطحت فوق البارودة ونظرت من خزق فيها بعيني الاثنتين - لان الخزق كان واسعا - يستخدم - كما قيل لنا- للتهديف واطلقت الرصاصات الخمس وانا اهتف بصوت جهوري " لا نسوان ولا دخان " فخرجت ذلك اليوم بعاهة في خصيتي اليمنى مع جرح في الخصية اليسرى بينما ظلت خصيتي الثالثة سليمة لسبب اجهله ... فالبارودة التي انبطحت فوقها - وانبطح فوقها قبلي الوف الجنود المتدربين منذ زمن لورانس الاول - كانت ترتد مع كل اطلاقة الى الخلف بقوة فاعصة العظم والمفاصل لمن يسندها بكتفه فما بالك بالمنبطح فوقها سانداً كعبها بخصيتيه ..... مثلي !!!

* طبعاً لم اصب الهدف ... وزميلي - سلطان هاشم الحطاب - الصحفي المعروف حاليا في الاردن و الذي كان يقف خلفي منتظراً دوره في الانبطاح والتصويب ومجهزا خصيتيه لهذه المهمة طبعا اقسم لي اني لم اصب الهدف .. ولا حتى الجبل الذي يقع خلف الهدف بل وابدى دهشته لان الاطلاقات الخمس لم تتسبب الا بخروج رصاصة واحدة من البندقية الامر الذي جعلني ابحث - معه- عن الرصاصات الاربع المتبقية بين افخاذي لعلها خرجت من مؤخرة البارودة بخاصة وان احدى المحاضرات التي القيت علينا في المعسكر حملت خسارة الجيش المصري في فلسطين الى الاسلحة الفاسدة التي كانت تطلق من الخلف... وقلت : لعل حظي جاء مع بندقية من هذا الطراز !! ... المهم : منحوني في نهاية اليوم شهادة تفيد اني قناص محترف

* في الاسبوع الثالث اخذونا الى معسكر لقوات الصاعقة والمظليين ولسبب اجهله اختاروني حتى اكون من اوائل المجندين الذين سيقفزون من فوق برج مرتفع جداً يستخدم لتدريب الجنود على القفز بالمظلات ... والمظلة هنا عبارة عن حبل يتدلى من اعلى البرج وينتهي طرفه في آخر المعسكر ... كانت التجربة مثيرة ولا اذكر اني كنت صاحب قرار القفز لاني لم اقفز اصلاً ... لقد دفشوني من اعلى البرج دفشا فنزلت على الارض مثل (الشوال) وتم منحي في نهاية اليوم شهادة تفيد اني دخلت دورة مظليين!!!

* الاسبوع الاخير في الدورة كان مخصصاً للتدريب على المشي وتلميع البساطير والمرور امام المنصة بانتباه والقاء التحية للعلم وخلافه ... وهذه التدريبات - للامانة - هي الوحيدة التي يتقنها الجنود في الاردن ... وقد اكد لي بعض سكان الضفة الغربية ان الجنود الاردنيين الفارين خلال حرب حزيران يونيو كانوا يفرون ببساطير حسن لمعانها وبعضهم كان يهتف وهو هاربا :" لا نسوان ولا دخان "
* وفي المساء اشركونا في دورة لتقصي الاثر حيث اخذونا ليلاً الى جبل اجرد خلف الجامعة وطلبوا منا البحث عن برميل زبالة قالوا لنا ان احد الضباط اخفاه في الجبل على سبيل التدريب ودورنا ان نبحث عنه ليلا بناء على احداثيات جغرافية مضحكة ... وتفرقنا في الجبل نبحث عن برميل الزبالة ... وعدنا الى المعسكر مرهقين بعد عشر ساعات من البحث وكل واحد منا يحمل برميلا او سلة او تنكة زبالة فارغة حيث تبين ان الجبل كان مكباً للنفايات ... والعجيب اننا جميعاً - وكنا حوالي 300 شخصاً- لم نعثر على الاثر المقصود الذي اخفاه الضابط !!

* طبعاً ... لم نجد اجابة عن مغزى هذا التدريب في عصر تبحث فيه الجيوش عن (الاثر) بالاقمار الصناعية وليس على طريقة الهنود الحمر ... وفي منتصف الليل ... وعلى ايقاع النشيد الوطني "لا نسوان ولا دخان"... ولعل هذا فسر لنا ما حدث في حرب حزيران يونيو حيث امرت احدى الكتائب الاردنية المتمركزة في مدينة الكرك جنوب الاردن بالتوجه نحو مدينة الخليل للدفاع عنها وزودت باحداثيات مماثلة للعثور على المدينة في الليل فاذا بالكتيبة تصل الى مدينة تبوك السعودية ربما لان الضابط الذي قادها كان من خريجي معسكرنا ... وتدرب مثلي على تقصي الاثر في مكب للنفايات !!

* المهم ... تخرجت من دورة تدريبية عسكرية مدتها شهر بشهادتين الاولى شهادة زور تنص على اني متدرب على استعمال البندقية ... والثانية شهادة زور تزعم اني دخلت بنجاح دورة مظلات ... ولولا لحسة من ذوق لمنحوني ايضاً شهادة طيار خاصة وان الدورة توقفت في احدى الايام لتناول الشاي في قاعدة جوية قرب المفرق سمح لنا خلالها بالنظر الى طائرة هوكر هنتر عن بعد ميل ونص!!!

* دخولي هذه الدورة العسكرية المكثفة جعلتني اتحسس عن قرب ليس فقط مشكلات جنود جيشنا الباسل الذي هرب خلال حرب حزيران يونيو 1967 من الضفة الغربية كلها خلال 16 ساعة ركضاً وقفزاً وهرولة على ايقاع النشيد الوطني (لا نسوان ولا دخان) ... وانما - ايضاً- اسباب النصر العسكري الاسرائيلي السهل على جميع جيوشنا العربية وفي جميع الحروب خاصة وان صديقاً سورياً اخبرني انه دخل دورة عسكرية مثلي في احد معسكرات دمشق الخالق الناطق دورتنا ولكن مع اختلاف في النشيد الوطني ... فبدلاً من (لا نسوان ولا دخان) كانوا - في سوريا- يهتفون (اصابيع البوبو يا خيار ... يسبح في البركة يا خيار)!! اما الجيش العراقي الباسل الذي دخل الاردن بعد بدء المعارك في حرب حزيران يونيو واستوطن في مدينة المفرق ولم يشارك في القتال فقد ترك المدينة بعد خمس سنوات عائدا الى بغداد بعد ان شطب على حميرها.

* هذا هو مستوى الدورة العسكرية المكثفة التي اعطيت انذاك لطلبة جامعيين يفترض بهم ان يكونوا (عسكر احتياط) لمواجهة الجيش الاسرائيلي في اي حرب جديدة وقد توقفت عند ابرز ما فيها ولم ادخل كثيراً في التفاصيل لانها - بصراحة- مخزية لا تسر الخاطر ... فهل يكفي هذا لاقناع بائع البطيخ بأني مثل بطيخته ضحية الحكام العرب وجيوشهم الذين رفعوا في حرب حزيران يونيو شعار " لا نسوان ولا دخان " في الوقت الذي كان فيه ملك الاردن ينام في احضان زوجتين وعشرين عشيقة .... وكان قائد الجيش المصري المكلف بادارة الحرب يتسامر بالسر مع ممثلة الاغراء برلنتي عبد الحميد ....
* في عام 1973 شن الجيشان المصري والسوري هجومهما المشترك على اسرائيل في حرب تشرين اكتوبر .... الاردن الذي لم يشترك في الحرب - وتبين لاحقا ان الملك حسين كان في تل ابيب - اعلن عبر اذاعته ان على الشباب القادرين والمدربين عسكريا التوجه الى اقرب مركز للدفاع المدني .... ولانني احمل من الجيش الاردني شهادة مظلي وشهادة قناص وشهادة طيار فقد لبيت النداء وتوجهت الى اقرب مركز فعلا
طرقت على البابا فخرج الضابط بالبيجاما و سألني :
شو بدك وله ؟
قلت له : اريد الدفاع عن الوطن
قال لي : اي روح اقلب وجهك .... فقلبته .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة