وحدة سكارى وسكارى الوحدة ( بقلم الكاتب : أحمد سالم بلفقيه)

[المهند الحضرمي]

وحدة سكارى .. وسكارى الوحدة
بقلم /أحمد سلم بلفقية
01 April, 2009 03:25:00
إن وحدة آخر الليل وحدة ما بعد الواحدة ليلا.. وحلة 22 مايو 1990م وما بعدها، قد أغرقت الشعب بهمومها ومعاناتها، وعلى الجميع أن يدفع ضريبة الوحدة، مقابل ضربة التوفيق بالوحدة، وكأن الوحدة هدف وليست وسيلة للرفاه الاجتماعي المنشود، وهو الهدف السامي، فالفكر القومي، والدين الإسلامي، جعلا من الوحدة وسيلة ومطلب، وصولا لتحقيق الدولة المنيعة والمحصنة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وصولا لتحقيق الغاية والهدف، حتى نستطيع حمل الرسالة والدفاع عنها، فالوحدة وسيلة وليست كما أغرق الجميع دعائيا وإعلاميا حتى صاروا وصرنا سكارى وحدة وأن ندفع للوحدة الغالي والنفيس ولو صرنا على البلاطة، وهذا الخطاء، ووحدة مكلفة وغير مربحة علينا التفكير في بدائل عنها، وذلك حتى يتحقق الرفاه العام مطلب الجميع وحامي الحمى.
سكارى الوحدة :
بعد أن أفاق الجنوب والجنوبيون من سكرة الوحدة التي وقعوا فيها بحكم ميلهم الزائد إلى الوحدة العربية في طريق الوحدة الإسلامية.. كيف وهم من حملوا هموم الوحدة إلى أقاصي العالم الذي لا يفقه من العربية سوى حروفها الصماء التي لا يعلمون ما معناها فقد نطقوهم إياها بعد أن أستوعبهم إلى الحالة الإسلامية فكيف لا وهم يسعون إلى الحالة الوحدوية العربية والإسلامية ولكن من قام بها وكان بيده اتخاذ القرار لا يفقه ما هو مقبل عليه، والمشروع أكبر من حجمه والأخلاقيات الموكلة إليه فقد أسندها لمن لم يكن مفوضا ولم يحمل من المؤهلات أدناها.. فكانت الطامة الكبرى.. فقد كان البائع صومالي والمشتري صومالي ( مع الاعتذار للصومال فالمثل متداول ) ولكنهم كانوا أكثر من ذلك.. فالبائع دحباشي والمشتري دحباشي .. اتفقوا في النظرة القصيرة المدى أي توافقا والحالة التكتيكية، ولو كانوا يملكوا قليلا من بعد النظر لكانوا توجههم إلى الحالة الإستراتيجية البعيدة النظر فهم لا مناص في المراحل المقبلة لم ولن يكونوا على وفاق.. فقبيلة بكيل لا محالة سيشتد الصراع فيما بينها وقبيلة حاشد سوى كان تحت مسمى الحوثية أو أي مسمى آخر فالظلم والشعور بالظلم هو المفجر الأساس والناكث بالعقود والاتفاقيات السابقة كاتفاقية (دعان)وغيرها، وسيكون الجنوب عمقكم والعامل المهدئ المخفف عليكم وصراعاتكم أيها الميمنيون المتحاربون المقبلون.. وكذلك يا أهل (خينا) المتحسسون أصحاب الحساسية المفرطة والحالية من ثورة الجنوب وكأنكم أنتم أصحاب المصلحة الحقيقية.. بل وأنتم المقبلون لا محالة وداخلون في مرحلة مقبلة من الصراع أنتم ترونه بأم أعينكم وقد كنتم أنتم وقوده ولا زلتم ومقبلا ستكونون كذلك لا محالة في المستقبل القريب المنظور مقبلون على أزمات في شكل متواليات هندسية، لكن الحالة المرحلية وما أنتم فيه فالفيد والنهب للجنوب قد أعماكم والشيطان أنساكم بحكم أفعالكم وما عملتموه للجنوب بعد أن قدمكم على نفسه فنسيتم أنفسكم وأهلكم وثورتكم وما كنتم به توعدون جماهيركم.. فأنتم على المستوى الاستراتيجي الجنوب عمقكم وأهل الجنوب من بادلتموه النكث والتآمر إلى أي مدى أنتم ذاهبون، فالمصير المنتظر لكم مع من حاربتموهم سابقا، أن الكرة قريبا صائرة وهي أمام أعينكم ولكنه التآمر والطبيعة التي جبلتم عليها يا ثوار حوشي فالجنوب والجنوبيون هم من سيحتضنكم ثانية وثالثة وسيخفف عنكم ماساتكم المقبلة وما بعد المقبلة أيها الضالون الظالمون المكذبون، فأنتم أقل من الجنوب، والجنوب والجنوبيون لا يحملون صفاتكم اليمنية، وكذا مناطق التهامة الساحلية فالدونية المعاشة من قبل سكان شمال الشمال وجنوب الشمال، فهم مواطني الدرجة الرابعة والخامسة سكان المناطق الغربية الساحلية، فبوادر الرفض القديمة للمهمشين وغيرهم من السكان الأصليين سيولد انفجارا كبيرا إذا لم يطور بشكل سلس تدريجي، فالجنوب سيكون الحضن والمأوى كالعادة الموروثة والمتأصلة للجنوب وشعبة، ولن يبادلكم ما بادلتموه حين كان مظلوما من قبل طغمة شاذة صغيرة ولكنكم كنتم شركاء بالصمت والفعل، وصمتكم دليل موافقتكم وألهم عدو الجنوب والجنوبيون القوة بل والمشاركة في أكثر من موقف فلكم ذلك أيها الدونييون المتخاذلون، فحذار أيها اليمانيون فالظروف اليوم غير غدا فلا يأخذكم الغرور ويبلغكم مبلغ لستم أنتم بالغوه.. فالجنوب لا محالة منفصل كما هو حاليا منفصل في شتى المجالات الأساس، ولم يبقى سوى تطور الحالة النضالية من مستوى إلى آخر وفق الحالة الطبيعية لمجريات حركة سير النضال الثوري التحرري.. فمن الطبيعي إن يتطور حالة الحراك السلمي إلى حالة أشد حدة إذا لم تلبى ويحقق ما ثار من أجله وهو ما ليس دون الاستقلال وما ليس به عليكم قدرة في كبح جماح الثائر المظلوم فالمظلوم ثورته كالسيل الجارف (العرم) الذي تعلمونه وتخافونه فهو غضب الرحمن ومن شتتكم إلى أصقاع العالم المختلفة.
ثورة الجنوبيون التحريريون على سكارى الوحدة :
بعد أن أستوعب الجنوب هول الصدمة وتوازن وبعد ما قاد المناضلون الثابتون.. ثلة الأوائل بدايات الثورة وخلقوا ومهدوا الدروب لنيل الحق الثابت غير المتغير والمنتقص.. أمثال آل باعوم الصابرون المثابرون وبن زيد الثائر الصلب الجلد حامل وحامى الهم العام، وشلال الثورة الجارف لكل عائق بالضالع وبالجنوب الحضرمي، هولاء الذين لا يكلون ولا يملون فالثبات والصمود والتحلي بالصبر هو عنوانهم لبلوغ الهدف الذي لا يحيدون ونحن شعب الجنوب رغم الضربات المتوالية والتي يتلقاها الجنوب ويتلقونها بصدورهم العارية، المحصنة بالعقيدة نصاً وتأويلا لتحرير الجنوب والجنوبيون من نير الاستعمار البغيض الذي سلب الأرض والمال والعرض، تحت ذرائع واهية لا يقبلها دين أو شرع سماوي، أو عرف أو عادة أرضية، غير الوحدة, وأي وحدة، فالوحدة مشروع سياسي، يهدف لخدمة الشعب، والشعب هو الهدف الأساس، ولكن من أبتلينا بهم المصرين على الجهالة يخدمون الوحدة والشعب في خدمة الوحدة, والوحدة في خدمة الوحدة، والوحدة شخوص معينين، (والإمام علي يقول جادلت علما فهزمته وجادلت جاهلا فهزمني ؟ ) وقميص عثمان هو الوحدة وهم من سيبكونه ويبكونه، ونحن لدينا الوحدة مشروع حضاري وسياسي على طريق الوحدة العربية والوحدة الإسلامية، والشعوب الحضارية تستفتى على تلك المشاريع فإن وجدت ضالتها ومصلحتها كان ذلك وإلا فالرفض الملائم والمتوافق والمصلحة، والمثل الحضرمي في المشاريع الكبيرة والصغيرة ( إذا كانت التجارة خسارة فترك التجارة تجارة )، وهذه وحدة مكلفة لنا وللشعب وخسارة مستمرة لنا وللشعب والوطن، فعلى أي دين يجبرنا والاستمرار في هذا المشروع الخاسر المكلف إلى حد التفريط بالثوابت الإلهية التي فرض الرب الدفاع عنها من مال وأرض وعرض ( ولسنا بصدد التفصيل فيها فهي جميعها منتهكة وليست موضوعنا ) فمن خلال ما تقدم نحاول أن ننبه ونذكر فلعل وعسى والذكرى ليست للنوكا ( الحمقى) .
1- أن مشاكلكم كثيرة وكبيرة.. وقياسكم الغير المشروع في أن الهضبة الفارسية الفقيرة والكثيفة السكان يجعلها محقة في التهام أرض الرافدين الغنية القليلة السكان، وهذا ما وثق في وثائق ومذكرات شيوخكم الكبار، البكيلية والحاشدية، سواء الشيخ سنان أبو لحوم أو الشيخ عبدالله بالأحمر، وهذه لغة الغاب وليست لغة الدين أو العروبة والحوار.
2- أن القول المتواتر بضرورة ضعف اليمن فهو قوة لآل سعود بل قوة للمنطقة إذا كانت العقلية المتحكمة بالكبار، كبار الرموز لديكم فهي الكارثة بعينها، والوبال المنطقي لماضيكم وحاضركم ومستقبلكم .
3- عليكم نفي كل الصيغ الموروثة والموثقة فالكل سيعمل على إشعال كل فتيل قابل للاشتعال في بلدكم من باب الحرص على المنطقة من الانفلات فالعقلية التوسعية ومبرراتها موروثة والصيغ لا تخدمكم بأن تكونوا رقما بالمنطقة، يتنافى وصيغ تفكيركم، ووحده الكفاف وما دونه هو الصيغة المثلى لكم وذلك التفكير.
4- أن الدين النصيحة وعليكم عاجلا التنكر والتبرؤ مما يمت بصلة لذلك الموروث فقد قيل على لسان أكابركم وشيوخكم الكبار، وقد غذت لفترة طويلة من الزمن، بأنها أضغاث أحلام، وأن اليمن هي حدود الجمهورية العربية اليمنية تفلحوا وتكبروا ويقدم لكم العون من إخوانكم وأشقائكم أنصار السلام العالمي، وبذلك تكونوا من أهل السلم والسلام وليس من أهل التوسع والظلم والفتن، واستعمار الشعوب شيء لا يقره شرع، خاصة وأنكم قد ثرتم على الترك المسلمين والخليفة العثماني، صحيح الخلافة بقول ومذهب أبو حنيفة النعمان وقدمتم التضحيات الجسام فكيف وذلك علينا ومعنا ونحن العرب الأقحاح، وشرع الجيرة لا تقره، عودوا إلى صوابكم والى دياركم تفلحوا بحول واحد أحد .
حضرموت...Blfakeeh_63@hotmail.com

[%الوحيد%]

الله يكون في عون عرب الجنوب ويفكهم من بقايا الخطتين زنوج والايرانين..