تاج: بظهورها زال ضباب الليل وعتمة الانكسار

[الناصري]

[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

تاج: بظهورها زال ضباب الليل وعتمة الانكسار
أخبار الساعة – خاص – ابوعهد الشعيبي
التاريخ : Wednesday, July 16, 2008
الوقت : 15:18


تاج: بظهورها زال ضباب الليل وعتمة الانكسار



أخبار الساعة – خاص – ابوعهد الشعيبي

لقد مر أكثر من 18عام والشعب الجنوبي يعيش أقسى أصناف المعاناة والقهر تحت بطش سلطات الجمهورية العربية اليمنية التي مكنتها الكثير من الظروف الإقليمية والدولية في حرب 94م الجائرة من الاستيلاء على الجنوب والتهامه في زمن كان الجنوبيين فيه صرعى ، وبعد الانكسار والهزيمة في حرب الغدر أتونا عتاولة نظام صنعاء وبلاطجته تكفير ونهب وتدمير بشراهة وحقد فاخذوا على عاتقهم ضرب مقومات المجتمع الجنوبي وطمس هويته ووتدمير حضارته ونهب ثرواته وتفسيخ قيمه وبممارسات لم يشهد لها تاريخ الشعوب مثيل ، مع كل ذلك لم يستسلم الشعب الجنوبي لفرض الأمر الواقع بالطرق المشينة من خلال هذه الأجندة السوداء المغلفة بالفتوى والاجتهاد بالخطاب التحريضي التكفيري والإرهابي الديني ومن حيث هي إرادة الله سبحانه وتعالى لنصرتنا وعوننا قائمة ضل وريد الدم الجنوبي نابض بالحياة وضل الإيمان بالحق باق رغم تخلي وصمت وتهاون قيادات شعبنا التي حكمته أكثر من ثلاثين عام قبل إن ترميه بحضن الغدر لتفر بعد الهزيمة إلى الخارج والعيش في دول اللجوء السياسي ، ورغم تخلي وصمت العرب والعجم عنا وعن ما أصابنا من جور وباطل ومهانة ، قاوم الجنوبيون هذا الضم والضيم مراراً وبإرادة صلبة رافضين إن يتخلوا عن سيادتهم على أنفسهم وينسلخوا عن هويتهم ويذوبوا في دولة وثقافة دخيلة عليهم بعد إن تدمر حلمهم في الوحدة وثقافتها الزائفة مع عرب الشمال .

مقاومة شعبنا التي تنوعه بتنوع الظروف بامتداد السنوات العجاف فقد تمثلت بانتفاضات مختلفة للمقاومة والرفض منذ ما بعد حرب 94م فمن بالمقاومة المسلحة لأبناء الضالع في 98م _2000م مروراً بانتفاضة المكلا 2001_2002م ، وبرغم قسوة المعاناة وشحت الإمكانيات ضلت الروح الثورية الجنوبية المقاومة للمحتل تشحذ نفسها بكل صميم داخل الجنوب وخارجه إلى حين بزغ نجم ( تاج ) في عام 2004م ليزول ببزوغه ضباب ألليال وعتمتها كبارقة أمل لهذا الشعب العريق ، وعلى العالم ولأول مرة عبر نافذة تاج ومن لندن عاصمة السياسة الحرة والكلمة الحرة لهذا العالم الكبير ابتدأ مشوار النضال الماطر والمنظم لقضيتنا ليخط بنور الفجر عنوان زاهي كبير لقضيتنا العادلة " الاستقلال " ، وهكذا توالت الإحداث وتصاعده الوتيرة في الداخل يوماً بعد آخر بالمصالحة والمسامحة وصولاً لانفجار الغضب الشعبي العارم الجنوبي مع بداية العام المنصرم 2007م وقد قدم شعبنا خلال هذه المسيرة النضالية تضحيات جسيمة وشهداء في محاولات كانت ولا تزال قائمة لكسر قيود الاغتصاب اليمني وامتدت رقعة المقاومة السلمية للاحتلال بين أوساط الجنوبيين لتشمل بعض دول العالم الحر من خلال إقامة التظاهرات والإعتصامات وتوصيل الرسائل إلى المنظمات الدولية وبعض مقار الحكومات المؤثرة في صناعة القرار الدولي كبريطانيا وأمريكا وكل ذلك بدون ادني شك تقدم على مسار الأداء والعمل والتفاعل ، وسرنا كثيرا إن رأينا لعدد من الشخصيات الفاعلة والاعتبارية المحسوبة على الرمزية الجنوبية مؤشرات إيجابية تدل على تجاوب حقيقي مع نبض الشارع ومن تلك الشخصيات التي ظهرت بوضوح محمد علي احمد وصالح عبيد أحمد حفظهما الله .

من خلال استعراض المشهد قد يقول قائل إنا حققنا الكثير وأوصلنا الصوت وحركنا الراكد من الماء وأيقظنا الضمير الدولي وسلمنا ملفات وأوراق مكتوبة بطلباتنا إلى موظفي مكاتب العلاقات الخارجية بالبيت الأبيض وبالعموم البريطاني وتصدرنا عناوين الإخبار في بعض الجرائد العربية والدولية حين أستبيح الدم الجنوبي وتناثره أشلاء شهدائنا وجرحانا في ساحات النضال السلمي وكذا عناوين إخبار الفضائيات ، للقائلين هكذا فأني أقول كل ذلك لا غبار عليه ونقر به كنقاط إيجابية تحققت ولكن عملياً يضل الإنجاز الحقيقي لقضيتنا مرهون بتحرك القرار الدولي الجاد والداعم للحق الجنوبي من خلال فتح النافذة السياسية الدولية على قضيتنا بشكل فاعل .

ويبقى السؤال كيف ومتى سنحقق ذلك ؟؟؟؟

أما كيف ؟؟! فاني أقول أيضا إن هناك عقبات حقيقية لا تزال تعيق تقدمنا بشكل عملي وحقيقي ولابد من ألاعتراف بوجودها ولا بد من العمل على اختراقها بل ودكها تماماً وباعتقادي فأن أهمها ليس صمت العالم وخذلان العرب بل تلك التي تقف امام وحدة الصف الجنوبي في الداخل والخارج والمسألة في هذا لم تعد خافيه على أحد ذلك ما انعكس بالضعف الواضح في الأداء السياسي والقيادي والإعلامي من جانب النخب والفصائل والشخصيات السياسية الجنوبية في الداخل والخارج تجاه نضال الشعب الجنوبي ونضالا ته .

ومن ما يعيقنا ايضاً والذي لا بد من أخذه بحساب التخطيط والعمل غياب توازن القوى بين شعبنا بإمكانياته المتواضعة والدولة الغاصبة التي تملك كل مقومات اليمننة والاستبداد وعناصر القوة , بالإضافة إلى إن شعبنا قاد نضاله منفردا دون ان يكون له اي ناصر او معين , وقد تخلى عنه الشقيق قبل الصديق وهو ما ادى الى بسط السلطة والهيمنة اليمنية على الارض الجنوبية والتي راحت تضرب بالحديد والنار كل تحرك تحرري يصدر عن هذا الشعب الأعزل ألا من الارادة والتصميم ، هذه المعوقات لا بد من أخذها بحساب التحرك المؤمل للجنوبيين على الصعيدين الإقليمي والدولي حتى تُكسر بتعاطف اشقاء وأصدقاء شعبنا لا سيما وكل الحكومات تعلم إن نظام علي عبدالله صالح يعيش إنهيار شامل لكل منظومة الحكم وبالتالي فالتفهم لمطالب الجنوبيين وحقوقهم بالفعل قائم وموجود إن وجِد من الجنوبيين من يحسن الأداء والتحرك بحنكة على هذه المسارات .

واما متى ؟؟؟ فلكم يا أهل الحل الإجابة !!!

بالختام / على العالم الحر اشقاء وأصدقاء إن يعلموا جيداً إن السلطة المطلقة لدولة الجمهورية العربية اليمنية المحتلة لبلدنا ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) أصبحت تفرض ممارساتها القهرية على شعبنا ورموزه بمختلف الوسائل ولجئت لإغلاق المدن وعسكرتها ومداهمة البيوت وسحل أربابها واقتيادهم بطرق مشينة إلى المعتقلات والزنازين وإقامة المحاكم المزورة لهم لإذلالهم وقهرهم ، ولم يقتصر هذا العمل البربري لهذه السلطات فقط على نشطا الداخل بل أمتد ليشمل نشطاء الجنوب في الخارج وما اعتقال الزميل " الشنفره " في المملكة العربية السعودية منذ اليومين وهو احد نشطاء الكلمة المقاومِة للمحتل إلا لخير دليل ويعد مؤشر خطيرعلى غطرسة المحتل وضعف الدور المناط بالرموز الجنوبية الفاعله تجاه النشطاء الجنوبيين من الصحفيين والإعلاميين