((( الارياني .. إلى مزبلة التاريخ )))

[بوعمر]

الارياني .. إلى مزبلة التاريخ








مقدمة :
من المدهش معرفة مدى ما يمكنك إنجازه إذا لم تكن تهتم بمن سينسب إليه الفضل في ذلك
ــ الرئيس الأمريكي الأسبق ابراهام لينكولن ـــ








عبدالكريم الارياني السياسي اليمني الذي كان الخليجيين قبل عقدين من الزمن يتهكمون به ويشبهونه بـ ( بيجن ) إبان احتلال العراق لدولة الكويت في العام 1990م ، عبدالكريم الارياني الذي ظهر على شاشات التلفاز الإخبارية يفرض على الحوثيين ( حلفاء الدولة اليمنية ) شروط نظام صنعاء لإنهاء الحرب السادسة والاستعداد للحرب السابعة ، تحدث فيما تحدث به أنه لا يوجد يمني واحد لديه استعداد لمناقشة فك الارتباط ، وأن الجنوبيين العرب قد رفعوا السقف عالياً حتى أنه لم يعد يوجد لديهم سقف ..!!

هذا الارياني يجيد تماماً التعامل مع المتآمرين ، فهو أحد أفراد عصابة صنعاء ، وهو أحد مهندسي التواطىء الدنيء على الخليج العربي ، وتاريخه الملطخ بالكذب لا ينتهي حتى في تآمره الخبيث على الجنوب اليمني بعد توقيع ( وثيقة العهد والاتفاق ) المبرمة في المملكة الأردنية الهاشمية برعاية الملك حسين بن طلال يرحمه الله ، لذا فآخر من يجب أن يتحدث في جانب السياسة هو أمثال الارياني ...

لم تكن يوماً قضية احتلال الجنوب العربي قضية حقوق مدنية ، هنا قاعدة سياسية واجبة لكل المتعاملين مع هذا الملف السياسي ، لذا فليس من الجدير أن يكون للطرف اليمني صغيراً أو كبيراً حق في هذا الجانب لأن المعني بهذا الملف هو الشعب في الجنوب العربي فهو صاحب خيار الاستقلال السياسي وإعادة الاعتبار لدولة الجنوب العربي ، وهنالك تفاهمات خاصة بين الشعب والقيادة السياسية على هذه الاعتبارات التي تؤصل على قواعد استعادة الدولة ثم على الشعب خيارات التوجيه للدولة عبر الطرق التي يراها الشعب في الجنوب العربي واضعين في الاعتبار التوافق الدولي بهذا الشأن ...

عندما اعتبر النظام اليمني أن الجنوب العربي هو غنيمة حرب بعد الحرب المخزية الذميمة التي وقعت في صيف العام 1994م ، كان على اليمنيين المسارعة للحصول على غنائمهم من أرض الجنوب العربي ، استبيحت الأرض كلها ، نزعت كل الحقوق المدنية من أهلها ومنحت عنوةً للجانب المنتصر ، ظل الجنوب العربي لما يزيد عن عقد ونصف من الزمن مستباحاً بسلطة البطش اليمنية ، حتى ضاق بالجنوبيين العربيين حالهم ولم يطالبوا بغير حقهم في الوجود على أرضهم حرة مستقلة ...

كما لن يرضى كل يمني في حدود الجمهورية العربية اليمنية بفك الارتباط فأن في المقابل لن يرضى جنوبي عربي حر في الوطن وخارج الوطن بغير الاستقلال بديلاً ، هذه القناعة الراسخة في صدور الجنوبيين العرب اليوم هي السقف السياسي والوطني الذي قبلت به قيادة الجنوب العربي فخرجت من منفاها في سلطنة عمان لتمثل رغبة الشعب ...

عقلية عصابة صنعاء قد لا تتفهم واقعية الحال التي رسختها تجربة الاحتلال معهم وفيهم ، فالعقلية التي ألفت ممارسة القمع والظلم والعدوان يصعب عليها أن تتعامل مع واقع الأمة الجنوبية العربية على مدار تجربة تاريخية طويلة تمتد منذ 1967م حتى بلغت الآن أقصى درجاتها التي جعلت من أبناء الجنوب العربي على مختلف أطيافهم السياسية يصلون جميعاً إلى قناعات موحدة بأن الجنوب العربي هو وطنهم الذي يجب أن يجتمعوا عليه ويتركوا ما سواه ...

كل الأجيال الحية في هذا الجنوب العربي في داخل الوطن المحتل وفي بلدان الاغتراب يجمعهم مصير واحد وهدف واحد ، واستقلال واحد ، يعلم الكل بأن الثمن لن يكون رخيصاً ، وسيكون باهظ الثمن ، وستدفع له الأرواح ، وتسيل من أجله الدماء ، ومع ذلك فأن قافلة الشهداء لحرية الوطن قد انطلقت ولم تنتظر ولن تنتظر إشارة من أحد فلأجل الوطن ذهب المئات من شبان الجنوب العربي اختاروا الحرية ، ودفعوا من أجلها أرواحهم ودمائهم في سبيل الحرية للوطن ...

في الجنوب العربي خيارات الشعب لا تفهم أوساط الحلول ، فلا الفيدارلية ولا كونفدرالية تستطيع أن تكسر سقفهم العالي المطالب بالاستقلال الكامل من المهرة وحتى باب المندب ، حدود الوطن استعادها الكبار بعد أعاد رسمها الصغار ، حدود لن يرتضي أحد من كان بالتنازل عن شبر واحد منها ، هنا ومن هنا يفهم اليمني أن خيارات الجنوب العربي قد بلغت مداها الأقصى ، شاء أو رفض فهذا هو شأنه ...

وقفة مع هذا .. الارياني

قد بلغت من العمر عتيا ، ومازلت على عهدك بالكذب والزور والبهتان العظيم ، أسيعينك طاغية اليمن يوم تلقى الله وحدك وما معك من الباطل ، لن يعينك أحد على ما فعلت ، فقد تآمرت على بلاد التوحيد مرات بعد مرات ، وتآمرت على الجنوب العربي حتى دخل ظلمك وعدوانك في كل بيت آمن ، وها أنت على ذاتك الأولى تجتهد في الظلم والعدوان ، لن يرحمك التاريخ وستذهب بأذن الله تعالى وفي معيتك عصابة صنعاء المجرمة إلى .. مزبلة التاريخ ...