عندما تسيل أدمع الرجال ( بقلم : جمال عبداللطيف عبادي )

[فادي عدن]

عندما تسيل أدمع الرجال ( بقلم : جمال عبداللطيف عبادي )
التاريخ: الأحد 30 مايو 2010
الموضوع: كتابات حرة

ميدلزبره – لندن " عدن برس " خاص : 30 – 5 – 2010
إلى من أراهم أفضلنا جميعاً .. إلى من أعتبرهم قادتي وتيجان رأسي ومن أعتبرهم ولا زلت مدرسة نضال تعلمت منها وأتعلم دروسي كل يوم ...
إليكم أيها الأحرار .. يا من قهرتم الظلم والاستبداد في عرينه وخرجتم مرفوعي الرؤوس ، تعانق هاماتكم سماء المجد والرفعة ...
تحدثت ظهر اليوم مع صديقي وأخي حسين زيد بن يحي هاتفياً وما أن سمعت صوته حتى لم أستطع تمالك نفسي وتجاذبتني المشاعر .. خليط من المشاعر .. حب ووفاء لكل ما يمثله حسين زيد بن يحي وبقية كتيبة القادة والمناضلين على الأرض .. أحمد بامعلم ، أحمد الربيزي ، حسين العاقل ، صلاح السقلدي ، فؤاد الراشد ، جعبل ، عبدالفتاح الربيعي ،فادي وفواز باعوم، قاسم عسكر ، علي وبقية القادة المناضلين .. إلى تلاميذ مدرسة الثبات .. مدرسة حسن باعوم ..
حسين زيد بن يحي أسال أدمعي بحديثه معي وكم يكون الحدث كبيراً عندما تسيل أدمع الرجال .. حسين زيد بن يحي نقلني إلى الأرض عبر الأثير بثباته ومبادئه وإخلاصه ومنطقه الهادئ وهكذا هم بقية الرجال على الأرض ...
هولاء الرجال الذين أراد المحتل أن يذيقهم كأس الذل فردوه إليه مضاعفاً .. أوصلوا إليه رسالة جنوبية تحمل في طياتها كل معاني الصمود والصلابة في الجنوب .. أذاقوه كأس مرّة المذاق وأمرّ من كل كأس مريرة تجرعناها في الجنوب جراء ممارسات الإحتلال .. إنها كأس تحمل كل أصناف الهزيمة النفسية بداخلها وقد تجرعها نظام الإحتلال بجدارة يستحقها...
إن نظام الإحتلال منذ سنوات وهو يحاول كسر الإرادة الجنوبية ويعمل بكل جهوده لزرع اليأس في نفوس الجنوبيين وتحطيم تصميمهم وتفكيك جهودهم .. لقد أستخدم كل ما بجعبته من وسائل ومنها آلته القمعية وقواته الضاربة ووصل إلى حد قصف المناطق بالمدفعية .. وكان الفشل حليفه دائماً وأعتقد أنه بإعتقاله للناشطين والمخلصين من قادة العمل التحرري الجنوبي سوف يستطيع إنهاء العمل الجاري على الأرض الجنوبية ولكنه لم يستطع الإحتفاظ بهم طويلاً في سجونه ولأسباب عديدة .. أهمها الإرادة والصلابة الجنوبيتان ...
أحييكم أيها الرجال من خلف المسافات الطويلة التي تبعدني عنكم وكم أتمنى لو كنت معكم .. فقط لأمسح بيدي العرق عن جباهكم .. فقط لأسير في ركابكم .. فقط لأنقل عنكم ومنكم لكل الجنوبيين كيف يكون الإيثار وكيف تكون التضحيات من أجل الأهداف وكيف يكون النضال ووحدة الصف وسيلتانا الوحيدتان للوصول إلى دولتنا المستقلة بدلاً من الإختلاف والخلاف الغير مبرران ...
الأرض الجنوبية عظيمة .. كم هي حبلى بالرجال وشقيقاتهم .. كم تموج بهم وببطولاتهم .. في كل ركن جنوبي مأثرة وأسطورة .. في كل بيت جنوبي قصة سترويها يوماً الأمهات عن بطولات الآباء لأبنائهن .. كم ستشدو صبايا الجنوب يوماً بأغانٍ أستلهمنها من قصص النضال الجنوبي منقطع النظير .. لن تذهب نقطة دم هذراً .. لن تذهب حبة عرق هباءً .. لن يذهب جهدكم أيها المخلصون أدراج الرياح ...
كانت لكم في عدن قصة تستحق أن تكتب بماء الذهب في كتاب النضال .. تستحق أن تُروى وتتناقل من جيل إلى جيل وكنتم بالأمس نجوماً تلألأت وأثبتت أن عدن رائدة كفاح ونضال وأن القادم أعظم للمحتل الغاشم.. كان لكم أيها الأحبة في كل الجنوب مآثراً سيسجلها لكم التاريخ في أنصع صفحاته ...
لن يسكتكم أيها الرجال السجن ولا حتى القتل نفسه كما لم تسكتكم القذائف المدفعية ولا الصواريخ ولا الدبابات ولا كل الشر القادم من بئر الغدر والإثم العظيم ...
إليكم جميعاً أيها الصامدون على الأرض.. المرابطون خلف الحق الجنوبي .. الزارعون وجه الشمس نصراً .. أحني رأسي إحتراماً لكم ولكل ما تمثلوه من قيم جنوبية أصيلة سنبقى نحافظ عليها ما دامت في عروقنا دماء تنبض ...
إليكم جميعاً خالص تحياتي