الحرب النفسية لقوى الشمال ضد شعب الجنوب وفشل تلك الحرب...

[ابو تراب]

تعتبر الدعاية بكل اْنواعها عملية سياسية وسيكولوجية متداخلة تهتم بها الدول في نزاعاتها وحروبها وتوظفها ضد العدو وتحديدا ضد جبهته الداخلية (الراْي العام ) بهدف زعزعة ثقته بنفسه واْضعاف معنوياته وخلخلة تحركاته واْرغامة على الاْستسلام لاْرادة العدو والتسليم بمقولاته ورؤاه ومصالحه تاليا ... وتتعدد فنون الدعاية من السوداء والصفراء الى الرمادية وهي اْخطر اْنواع الدعاية .. تستخدمها الدول وخبراء فنون الاعلام ضد العدو.. وهذه الدعاية تعتمد على الضبابية وعلى مزج شيئا من الصدق في رسالتها المسمومة الموجهة الى العدو ثم تقوم بتلوينها وتشكيلها وتضخيم حجمها الصغير ليغدو شيئا مهولا وكبيرا... وقد اْستخدمت الجمهورية العربية اليمنية الحرب النفسية بكل اْنواعها ومن قبل كل اْطرافها الرسمية والحزبية والمستقلة والعلمية والثقافية والدينية بهدف اْضعاف معنويات الشعب الجنوبي واْضعاف حراكه الشعبي الذي اْنطلق بطريقة متتالية ومتواصلة منذ 7/7/2007م وحتى اليوم... وكانت اْشرس حرب نفسية قامت بها مختلف قوى الصراع الشكلي في صنعاء بداْت منذ العام 2011م ... واْستخدت فيها الدعاية السوداء من خلال حالة العميد عبدالله الناخبي الذي تم تلميعه وتضخيمه وتقديمه للراْي العام اْنه الاْمين العام للحراك الجنوبي .. فقامت بتغيير ملامح صورته التي اْعتاد على رؤيتها الناس اْثناء مشاركته المحدودة في بداية الحراك الجنوبي الشعبي .. وظلت تسوق صحيفة اْخبار اليوم ذلك الشخص على اْنه هو قائد الحراك وموجهه والذي قدم الحراك الجنوبي هديه مجانية من اْجل ثورة التغيير...
كما ساهمت اْحزاب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للاصلاح (اللقاء المشترك ) في بث سموم الدعاية بكل اْنواعها الموجهة الى شعب الجنوب وحراكه السلمي بهدف زعزعة اْيمانه بقضيته العادلة والتشجيع المكثف لثورة الشباب في صنعاء وتعز وكانت القصائد الشعرية الموجهة الى شباب التغيير هناك وتمجيدهم وتجاهل الشباب الجنوبي الذي يملئون الساحات والميادين منذ سنوات ويسقطون شهداء يوميا في دروب الحرية والكرامة وهم جوعى ..ولم يحظوا بما حظي به شباب التغيير في الجمهورية العربيةاليمنية .. وكرست قناة السهيل الدعاية المسمومة على طريقة النازي مستعينة بخبرات اعلامية اْجنبية (تحمل جوازات سفر اْردنية ) وتم اْنشاء مركز اعلامي للدبلجة في صنعاء واْستطاعت قناتي الجزيرة وسهيل بث صور مركبة تم اْكتشافها وفضح كذبها من قبل الطرف الاْخر في الصراع ( المؤتمر وحلفاؤه ) بل ومن قبل الاْطباء وربما الكثير من المشاهدين ... وكانت ذروة الدعاية السوداء مجزرة الكرامة التي قال الاعلام الشريك في اللقاء المشترك اْن ضحيتها 48 شهيدا وعدد كبير من الجرحى .. غير اْن كل تلك الامكانات الاعلامية الهائلة لم تسعف اْصحابها غير في الصلاة على ثمانية جثامين تم سحب جثتين من ثلاجة مستشفى و6 حالات قد يكون عدد ضحايا المجزرة التي لم يتسن حتى اللحظة من هو الطرف الذي اْرتكبها ... ووصلت الحرب النفسية من خلال الدعاية السوداء اْوجها في اْفتعال مجزرة اْحراق مخيم المعاقين بتعز .. والذي كانت قناتي الجزيرة وسهيل تبثانها على الهواء حتى تضاعفت الاقام على طريقة المذيع المصري اْحمد سعيد في حرب 1967م في اْسقاط الطائرات الاسرائيلية حيث ضاعف المراسلون لقناتي سهيل والجزيرة اعداد القتلى من 20 الى 150 الى 230 الى 1500 الى اْكثر من 3000 قتيل واْحراق مئات الخيام في ساحة التغيير بتعز حتى سميت تلك المحرقة بهولوكوست نازية .. واْتضح اْن عدد كبيرا من الخيام تم اْزالتها واحراق خيمة واحده وقتل معاق واحد اْختناقا بالدخان لعدم مقدرته على الهروب .. بيد اْن المثير اْن اْحدهم في اليوم التالي جمع من بقايا تلك الخيام اْقراص حبوب منع الحمل وفياجرا ما باعه ب7اْلف ريال ... غير اْن اْسواء الحرب النفسية ما اْستغلته وسائل اعلام اللقاء المشترك من عقد مؤتمر في القاهرة نهاية نوفمبر 2011م اْعلن عن رغبته في قيام فيدرالية مزمنة بين اْقليمين ساهم الى حد كبير في توفير اْرضية معقولة لحرب القوى الشمالية ضد الجنوب والشعب الجنوبي .. وهنا جاء دور الدعاية الرمادية في ضرورة تعيين رئيس جنوبي ورئيس وزراء جنوبي بل واعطاء الجنوبيين معظم الوظائف ولااْقول المناصب وتم تجاهل الفيدرالية تماما حتى اللحظة .. وقد اْستطاع رجل الاْعمال حميد الاْحمر اللعب على مختلف الاْوتار والتناقضات بين القيادات الجنوبية موظفا اْخيه حسين الاْحمر ومحمد علي اْبو لحوم .. والغريب اْن تلك القيادات الشمالية شابه وتتعامل بعقلية اليوم مطوعه تغيراته لخدمة مصالح تلك القيادات بينما في الجانب الاْخر الجنوبي كل القيادات الجنوبية قديمة ومن ثقافة اْنتهت بطريقة اْو باْخرى ... وهكذا تمكنت اْطراف الصراع السياسي في صنعاء المتمثلة في المؤتمر وحلفاؤه والمشترك وشركاؤه في تجاوز قيادات الخارج لتعيين رئيس جنوبي ورئيس وزراء محسوب على الجنوب .. الطعم الذي اْسال لعاب اْحدهم وجعله يقبل منتشيا الى عدن بحماية حكومية وميزانية تساعده على بناء تيار جنوبي يسير في نفس مسار الحرب النفسية الرمادية الموجهة باْساليب متعددة ..كما تم اْستنساخ المئات من المكونات في الجنوب وتوظيف ذلك من خلال خبراء في الاعلام تم اْستقدامهم من دولة شرق اْوسطية مهتمة بالبحر الاْحمر وبجنوبه تحديدا ... واْستطاع حميد الاْحمر اْن يحصل على نصيب الاْسد من كعكة التقاسم جراء دوره المتميز في ثورة التغيير .. كما تم منح الثائرة التغييرية جائزة نوبل للسلام جراء نضالها السلمي في تلك الثورة ... والمعنى موجه الى الحراك الجنوبي السلمي الذي كان الاْجدر بهذه الجائزة من الاْخت توكل كرمان.. واذا كانت خاصة بالنساء فكان الاْولى غيرها بالجائزة ولكنها الحرب النفسية الموجهة ضد شعب الجنوب من قبل رجال صنعاء وشركائهم في مختلف دوائر صنع القرار في الغرب ... ولم يتوقف الاْمر عند هذا الحد ولن يتوقف فهاهي اْوراق الرؤى لاحزاب صنعاء حول جذور القضية الجنوبية تشتمل على كم هائل من الدعاية الرمادية التي ليس بمقدور الاْخوة الجنوبيين معرفة مفرداتها ومدلولاتها السياسية والقانونية سيما واْن تلك الرؤى رغم اْختلاف توجهاتها لكنها كانت تسير في اْتجاه واحد نمطي يعتمد على تحميل كل طرف المسئولية ودس الطرف المسئول دوليا مايريده في ثنايا مقدمة تلك الرؤية المختصرة والمفيدة ... والحزبيين الوحيدين اللذان اعتمدا على شيء من الوضوح هما الحوثيين وحزب الحق لكونهما من صرحاء العرب ومن الهاشميين تحديدا.. وباستطاعتي اْن اْجزم اْن الكثيرين من الاْخوة الجنوبيين لم يعرفوا معنى تلك الجذور التي توزع اْصحابها الاْدوار في خلط الاْوراق عليهم وقد يكون اْسثناءا الاْخوين لطفي شطارة ومحمد علي اْحمد بحكم علاقة الاْخير بالاْخ علي ناصر محمد ...
غير اْن فنون الدعاية والحرب النفسية قد فشلت فشلا ذريعا في الجنوب وفي حراكه السلمي الشعبي لسببين وجيهين وبسيطين .. الاْول اْن هذه القضية الجنوبية موضوعية ودافعها ومحركها منها وفيها ومحفوفه بعناية الله .. والثاني اْن الشعب الجنوبي يمتلك حاسة فطرية حساسه جدا نظرا لماتعرض له في مراحل مختلفة سابقا وحاليا ولعد م وجود هيكل لحراكه الشعبي منظم حتى يسهل اْختراقه كاملا...
14مايو2013م

14مايو2013م
تم تصويب بعض الاخطاء الطباعية واللغوية للعلم .....
..