رحلتي للوديعة ..

[العبد لله بو صالح]

كانت رحلتي للوديعة غير رحلاتي السابقة مختلفة تماما .. واستغرقت عدة ايام ونحن محاصرون داخل شبك المنفذ .
رايت فيها مما يحزنني ومما يكدر خاطري مما شفت من اعداد مهولة من البشر والجرحى و سماسرة المدعو عبدو الجن .
انها معاناة فوق مايتصوره انسان لما يحدث ويحصل هناك . في المنفذ الجنوبي المرفوع عليه علم جمهورية الدحابيش ان قلت اكثر من خمسة ألف شخص فان العدد باعتقادي اكبر من ذلك بكثير غير الاعداد التي في المنفذ السعودي ، هناك عائلات و كبار في السن واطفال والمصيبة ان العدد الاكبر هم من مواطنيين جهموية الدحابيش بينما العدد الاقل هم من الجنوب العربي ممن تمكن معيليهم المغتربين باتصدارهم لهم فيز زيارة او عبور على الاراضي السعودية للتوجه اما الى قطر او البحرين او الاردن .
ورايت من الجرحى مما يحزن ويمعص ويكبد ويقهرني كثيرا ..
للمعلومة لمن لايعرف منفذ الوديعة هو ليس لاستقبال المسافرين بشكل اساسي بل هو لمرور شاحنات البضائع وهو مرتبط بدوام من 8 صباحا الى 5 بعد العصر .ولهذا لايحتمل الكم الهائل من المسافرين . ورغم ان السلطات السعودية تحاول جاهده الى استحداث واكثار من مكاتب الجوازات بوضع كرفانات عدة فيها من 4 - 6 مكاتب للجوازات لتخفيف الضغط واضافة الى تغيير الدوام الى 24 ساعة .
ورغم ذلك هناك من يفتعل الفوضى من سكان جمهورية الدحابيش النازحين من المناطق الشمالية يريدون الدخول لا يوجد لديهم اي وثائق او فيز او ضمانات من ذويهم المقيمين في اراضي المملكة . ويحاولون ان يقتحومن المنفذ بالقوة مما يعكس ذلك على الاجراءات النظامية المتبعة في المملكة ويعكس على معاملة البقية وتاخير اجراءات تسهيل مرورهم .
للعلم هناك اناس لهم فترات اكثر من اسبوع وعشرة ايام على زاد ماء وبسكوتات و لله الحمد اهل الخير مايقصرون في دعم المتواجدين هناك بالزاد زالماء والثلج مع الحرارة الصحراوية الزائدة التي لايحتملها القاطنين في المدن فعيشة البداوة التي عشناها تساعدنا على تحمل كل الظروف سوى نحن او اهلنا .
مما اثار اعاجبي واستغرابي ان بعض من الجنوبيين المحسوبين على الشرعية لديهم سيارات كرت جديدة منتظرين اصحابهم واهاليهم خارج البوابة للجمرك السعودي . بينما لمن لايوجد له احد يذوق الامرين . وهناك للعلم حالات من الجرحى وغيره وغيره من الاشياء التي يشيب الطفل وهو صغير .
و الى اللقاء في تكمله للمآسي التي يعانيها اخواننا الجنوبيين في ظل ابحث عن الامن والامان والحياة اليسرة ورمق الحال .