” الإنفصاليون .. والعيش بين التناقضات ”

[إنفصالية]

أبناء اليمن الجنوبي السابق حسب كلام الإنفصاليون كانوا مرحبين بإعادة تحقيق الوحدة مع الشطر الشمالي والآن مرحبين بالإنفصال ، بالرغم من تجاوز هؤلاء الإنفصاليين وإعتبارهم إنهم وكلاء عن أبناء الجنوب للحديث عنهم .



فما الذي تغير طوال الفترة من عام 1990 إلى عام 2008 ؟



يذكر الإنفصاليين إن من أهم أسباب دخول الشطر الجنوبي في الوحدة مع الشطر الشمالي هو التخلص من الحزب الإشتراكي الذي شرد أبنائهم وعاث في الأرض فساداً ودماءاً . والآن وبعد تغير الظروف وخلاصهم من الحزب الإشتراكي وعودة أبنائهم إلى ديارهم في ظل الوحدة المباركة بدأوا يطالبون بالإنفصال ، ولكن المضحك المبكي أنهم يعتمدون على نفس قيادات الحزب الإشتراكي التي تخلصوا منها بالدخول في الوحدة كونهم حنوا للحكم السابق حكم التشريد والإقتتال على السلطة .



فلو حدث إنفصال - وهو الذي لم ولن يحدث إطلاقاً - سيطالبون بإعادة تحقيق الوحدة مرة أخرى كون من سيحكمونهم من جديد هو الحزب الإشتراكي ، وتنعاد نفس الإسطوانة تشريد أبنائهم والإقتتال ما بين الرفاق على السلطة والتي يمتد ليصل إلى المواطنين ( كما حدث في أحداث 13 يناير 1986 الدموية ) وبعدها الدخول في مفاوضات لإستعادة الوحدة اليمنية وذلك للخلاص منهم .


والآن يذكرون إن من الأسباب التي دفعتهم للمطالبة بالإنفصال هو الفساد والرشوة والفقر وقضية الأراضي والمتقاعدين ، وكل هذه لا ينكرها أحد في اليمن ، مع العلم إن الوضع القائم إختلف من عام إلى آخر ، فقد عاد الكثير من أبنائهم إلى ديارهم بعد أن كان الحزب الإشتراكي قد شردهم ، وهناك إستثمارات محلية وعربية في مختلف محافظات الجمهورية ، والدولة تسعى إلى حل كافة المشاكل التي يعانون منها مثل حلهم لقضية المتقاعدين والآن سيبدأون في حل قضية الأراضي وغيرها ، ومع ذلك ما زال الإنفصاليون يحملون المعاول لهدم كل منجز وبعد ذلك يقولون السلطة فعلت وفعلت ولم تفعل ولم تفعل ، ولا يرون إلى أنفسهم والأعمال التي تأخر حل هذه المشكلات وتأخر عملية التنمية .